Telegram Group Search
منشورٌ قديم ذكرني به مركز (تكوين)، وإن شئتَ فقل: (مركز تموين):

الحياةُ حالات..
ومن ارتدى لكل حالةٍ رداءها أراحَ واستراح!!
مِن السفالة أن تواجه الوردةَ بخنجر، ومِن الحُمقِ أن تواجه السيفَ بوردة!!
وأحمق الحمق أن تَظنَّ الكفرَ الحادثَ الآن في العالم العربي حالةً فكريةً تُواجه بحالةٍ فِكرية مضادة.. هذا عَتَهٌ محضٌ أُعيذُ عقلكَ منه!!
ما يحدثُ الآن ليس سوى قصفٍ مدفعي عنيف يُراد منه تنظيفَ ساحة المعركة من الجيوب التي رفضت التسليم والانحناء!!
الحالة الآن- في عمومها- ليست حالة ثقافية فكرية قابلة للنقاش بالمنطق والعقل والموعظة الحسنة.. هذه ألاعيب نفسية نبرر بها خَوَرَنَا وجُبننَا وهَواننا على الناس!!
لا فِكرَ هُنا ولا حُجةَ ولا منطق.. لقد تجاوز القومُ كُلَّ هذا.. بيد أنهم يخادعونك عن نفسك لتنشغل بقلمك عن أسيافهم، وبسلميتك عن حروبهم، وبمرحمتك عن ملاحمهم!!
أنتَ في معركةٍ كفرية ولستَ في مناظرةٍ فكرية.. والكفرُ المعتمد على الحديد والنار لا يواجه بالفكر المعتمد على الدعوة والحوار!!
لا بأس أن ينفر من كل فرقة من المسلمين طائفةٌ ليعلموا الجاهل، وينبهوا الغافل، ويوقظوا النائم، ويردوا عادية الأفكار.. لا بأس بتوضيح الواضحات لمن لم تتضح له الواضحات.. بيد أن على الجميع أن يعلم أننا في معركة كفرية شاملة لا شرف فيها ولا مروءة ولا إنصاف.. وهذه المعركة لن تنتهي على ما نُحبُّ إلا حينَ يوضع السيفُ أمام السيف، والقنبلةُ أمام القنبلة، والمفخخةُ أمام الكتيبة!!
أعرفُ أنه لا أنا ولا أنتَ نمتلك الآن من مقومات السيف كثيرَ شيء!!
أعرفُ أيضاً أنني أكتبُ وأنتَ تقرأ!!
أنا أكتبُ الآن بالقلم وأطالبك بالسيف.. هذه قسمةٌ ضيزى.. أعرفُ ذلك تماماً..
بيد أني لا أطالبك أن تخرج الآن على الناس شاهراً سيفك.. هي ليست (عركة في خَمَّارة).. أنا أطالبك فقط بتجهيز نفسك لحمل السيف؛ فإنك إنْ لم تحمله حُمِلَ عليك.. وهو يُحمل عليك الآن لأنكَ لم تَحمِلْه!!
اِعلمْ أن الزمنَ القادم لن يكون أكثرَ من رصاصةٍ تُطلقُها أو تتلقاها.. فتعلم الآن كيف تُطلِقُها كي لا تتلقاها.. وما فَشِلَ جهادٌ تَدَارَكَهُ أهلُه بمزيدٍ منه كما يُتداركُ الجمرُ قبل انطفائه بالحطب!!
نعم.. الفكر يواجه بالفكر، والرأي يواجه بالرأي.. هذا صحيحٌ أحياناً..
ولكن.. أين يا تُرى يُقيمُ الآن حسام أبو البخاري، وأيمن عبد الرحيم، ويحيى رفاعي سرور، ومحمود شعبان... أين يعيش هؤلاء الآن؟!
في (مارينا) مثلاً؟!
يَعرفُ الجميع أنَّ هؤلاء- ومئاتٍ أمثالهم- يقبعون- أشرافاً أطهاراً- في سجونِ ومعتقلات الدكتاتوريات العلمانية التي تَدَّعي الحريةَ والحياد؛ لأنهم واجهوا الفكر بالفكر والرأي بالرأي والحُجَّة بالحُجَّة.. هؤلاء لم يحملوا سلاحاً، ولم يُفجروا قنبلةً ولم يزرعوا لغماً.. هؤلاء تكلموا فقط..
ويبدو الآن أنَّ أكبر خطأٍ ارتكبناه هو أننا تكلمنا فقط!!
‏مِن المُريب حقاً أن تتوافق ضِمنياً كلُّ المنصات الإعلامية- إسلامية وعلمانية- على الصمت عن رصيف غزة البحري وعدم تغطية أو تعرية أخباره.. مع أنَّ كوارث هذا الرصيف المستقبلية ربما تفوق كوارث حفر قناة السويس..
للصمتِ أحياناً رائحةٌ نتنة!!
إن صَحَّت الأخبار؛ فإنَّ ما يحدث مُدهشٌ وغريب..
دولةً يختفي رئيسُها على متن مروحية رئاسية؛ فتظل تبحث عنهما عشر ساعات ثم لا تجدهما حتى كتابة هذا المنشور؛ لا يمكن لعقل طفل أن يقتنع بسيطرتها على الشام والعراق واليمن بقوتها الذاتية دون تحالفٍ مع مَن تسميه هي الشيطان الأكبر أمريكا؟!
نظام إيران كنظام إسرائيل؛ كيانان مفتعلان في المنطقة لو رُفع عنهما دعم النظام العالمي لسقطا بين عشية وضحاها!!
قال صاحبي:
عجائبُ الشيعة لا تنتهي.. سمعنا عن إمام مُسَردَب ولكنا لم نسمع قبل اليوم عن (مروحية مُسَردَبة) !!
‏هذا المقطع المصور لبعض أهلنا في غزة الفرحين بهلاك الرأس التنفيذي لنظام الملالي المجرم؛ يُعادل عندي مائة ألف بندقية في سبيل الله.. حيَّا الله أصلكم وبارك فيكم وحفظكم من كيد المتأيرنين الخونة... والعقبى بحول الله وقوته لرأس النظام التشريعي وللنظام كله.. 👇
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
رغم ما بنا في #غزة من آلام وجراحات، إلا إننا لا نستطيع التخلف عن مشاركة إخواننا في الأحواز وفي العراق واليمن والشام، ونشارك المسلمين فرحتهم بهلاك السفاح المجرم القاتل، صاحب فرقة الموت رئيسي، وهلاك طغمة من المجرمين معه.
‏(الذكاء السياقي): كلمةٌ اخترعها أبو رغال وهو سائرٌ أمام فيل أبرهة لِيَدلَّهُ على طريق مكة، ثم استخدمها ابنُ سلول وهو ذاهبٌ لصلاة العشاء خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم انداحت فصارت علكةَ فمِ كلِّ خائنٍ منافقٍ؛ يُظهر بها ثقافته المُدَّعاة، ويستر بها عُريَ خيانته ونفاقه!!
قال بايدن:" نحن لا نعترف بالمحكمة الجنائية الدولية"، وهذا صحيح؛ أمريكا وإسرائيل سحبتا توقيعهما على ميثاق المحكمة منذ 2002م؛ بينما هناك أكثر من مائة وعشرين دولة وقعت عليه.. هذا يعني أن بايدن يقول للعالم: الديمقراطية للضعفاء.. ومَن يدري، ربما غداً سيقول: الديمقراطية كفر أصلاً ☺️
لا تُحبطنَّكُم كثرةُ الخلافات الكلامية بين المسلمين والمسلمين، أو بين المسلمين والكفار؛ فإنَّ ذلك مِن طبائع الأزمنة الانتقالية.. وهي وإنْ لم يكن تحتها كثير طائل؛ إلا أنَّ خيرها ليس بالقليل.. أكنتم تُحبون ألا يكتبَ ابنُ مُطهَّر الحِلِّي (منهاجَ الكرامة) فلا يكتب ابنُ تيمية (منهاجَ السنة)؟!
تذكروا.. أنَّ مجموعةً من الموظفين الأوربيين الصليبيين جلسوا يشربون شاي الساعة الخامسة ومعهم أقلام وخرائط، ثم (شخبطوا) على خرائطهم بأقلامهم؛ فاستنبتوا هذه (الأكشاك) للعرب والمسلمين؛ لأنهم لم يجدوا قنبلةً نوويةً يضربوننا بها أسوأ وأقسى من (الدولة القومية والوطنية)..
لقد كانوا رحماء مع هيروشيما ونجازاكي !!
‏اللهم إن كنتَ قدَّرتَ أنَّ هذه الدنيا لن تطهر من رجس الشيعة؛ اللهم فلا تسلطهم على المسلمين، وأدل لنا الدولة عليهم، وامنحنا منهم ما ندرك به ثارنا ونذهب به غيظ قلوبنا.
‏مناشدة من إخوانكم المنسيون أسرى ‎#العراق الذين لابواكي لهم يطلبونكم بنصرة قضيتهم بالكلمة والدعاء بعد أن انقطع السبيل لنصرتهم بكسر أسوار السجون وتحريرهم من أغلال القيود.

تقوم الحكومة الصفوية العراقية بتصفية المعتقلين من أبناء أهل السنة والجماعة من خلال إعدام عشرات المعتقلين المحكوم عليهم بالاعدام في ‎#سجن_الحوت#الناصرية خلال الشهر الماضي.

فقد نفذت وزارة الظلم والجور أحكام الإعدام بحق الأسرى في سجن الناصرية وآخرها في شهر حزيران منذ ايام قليلة دون تصريح أمني عن المعدومين وبتكتيم إعلامي بحت.

حيث عمدت إدارة السجن على اخذ تعهد من اهالي المغدورين بعدم التصريح لاي جهة اعلامية عن ماحصل لابناءهم.

وهناك اخبار خرجت من داخل سجن الحوت بان الحكومة المجوسية ستنفذ احكام اعدام جديدة بحق الاسرى خلال عيد الاضحى المبارك

نسال الله السلامة لاخواننا

لذا من الواجب علينا نصرتهم وتفعيل قضيتهم، فأرجوا من حضرتكم وعبر منصتكم أن تفعلوا قضية الاسرى المعتقلين عسى الله يجعل لها قبول ومنها يضغط على الحكومة العراقية فتتراجع عن قرارها الغاشم.

نسال الله لهم الفرج والخلاص
وكل عام وهم بين أهاليهم أحراراً.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

كما وردني.
في مثل هذا اليوم (الثاني عشر من ذي الحجة، سنة خمسٍ وثلاثين للهجرة) رُمِيَ الإسلامُ بأعظم داهيةٍ دَهَتْهُ منذ بزغ فَجرُه، وأصيب المسلمون بأعظم مصيبة أصابتهم منذ بَدْء تاريخهم..
فقد تجمع في مثل هذا اليوم- منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة- أوباشُ (خوارج مصر) مع أوباشِ (خوارج الكوفة) مع أوباشِ (خوارج البصرة)، واقتحموا مدينةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرام، في الشهر الحرام؛ فَرَوَّعُوا أهلها، ودنَّسوا حُرمتَها، ثم أسقطوا نظام الحكم الإسلامي القائم على الخلافة، وهدموا عماد المنظومة السياسية الشرعية القائمة على الشورى؛ وذلك بقتلهم إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين؛ الشهيد المظلوم الصابر المحتسب الإمام (عثمان بن عفان الأموي المَنَافِي القرشي) ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه..
قتلوه محروماً من الماء وهو المتصدق ببئر رومة..
وممنوعاً من النصير برغبته وهو المُجَهِّزُ لجيش العسرة..
ومنتَهَك الحُرمة وهو الذي تستحي منه الملائكة..
فما اجتمع المسلمون بعده على إمام، ولا اتفقوا بعده على نظام.. وكان أكبر خطأ ارتُكِبَ بعد ذلك أن اجتهد عليٌ رضي الله عنه سياسياً فأخطأ حين قَبِلَ البيعةَ تحت أَسِنَّة رماح هؤلاء الخوارج الأوباش، وتألفَ كثيراً منهم، وجعلهم قادة جيشه؛ ظناً منه رضي الله عنه أنَّ ذلك سيُسكِّن الفتنة ويرتق الخرق ويجمع الكلمة؛ فما كان منهم إلا أن أدخلوه- والمسلمين جميعاً- دواماتِ الفتنة يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنةً بعد سنة.. ثم قتلوه غيلة وغدراً، رحمه الله ورضي عنه، بعد خمس سنوات كاملةٍ من القتل والقتال بين المسلمين.
إنّ استشهاد عثمان رضي الله عنه لم يكن حدثاً عابراً في تاريخ المسلمين تداركوه بِبيعةٍ مُلتبِسَة، أو أصلحوه بِمُلكٍ متغلب؛ بل كان انقلاباً دموياً كاملاً على نظام الحكم خلا به مقام الخلافة من الخليفة، وسَلْبَاً قهرياً تامَّاً لمبدأ الشورى نُزعت به حرية الاختيار من المسلمين.. والبيعةُ- وإنْ كانت كما قيل خاصة بأهلِ المدينة من المهاجرين والأنصار- مشروطةٌ بالحرية الكاملة؛ إذ (لا بيعة لمُكره).. وما كان أهل المدينة- حينها- أحراراً يملكون أمرهم ليختاروا اختياراً حراً لا إرغام فيه؛ بل اختاروا والسيوف على رؤوسهم، ودماء خليفة المسلمين تسيل مِن تحت عقب بابه، وجثمانه الطاهر ممنوع من الدفن الشريف!!
لقد كانت لحظةً مؤلمة في تاريخ المسلمين أسست لغالب الشقاقات التي حدثت بعد ذلك.. ولا أحسبني مُغالياً إنْ قلت: إنَّ لحظة استشهاد الإمام عثمان رضي الله عنه في تاريخنا هي اللحظة الأولى التي بُذرت فيها بذرة (إمامة المتغلب)، واستُنبِتتْ فيها شجرةُ (الملك العضوض)، واستُجلبَ فيها سيفُ القهر لينفي شورى الرضا..
لقد كانت لحظةَ رِدَّةٍ سياسيةٍ لم تُتدارك بحسمٍ كحسمِ أبي بكر..
وعلى ذكر أبي بكر رضي الله عنه؛ فإني والله لا أجد كلمات أصف بها دهشتي أمام عبقرية هذا الإمام العظيم وهو يغوص عميقاً في دهاليز النفسية العربية؛ بل في دهاليز النفسية الإنسانية فيرى أهواءها قبل خروجها فيقمعها، ويدرك اعوجاجها قبل ظهورها فيقومها.. وإنِّي ليأخذ بمجامع قلبي وعقلي وروحي مشهدُه ذاك وهو يصرخ غاضباً في وجوه الصحابة جميعاً: والله لأقاتلنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة؛ فإنَّ الزكاةَ حقُ المال، والله لو منعوني عِقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه..
فأيّ عبقرية تلك التي كانت تدرك- وحدها دون من حولها- أنَّ النفوس الإنسانية طُلعةٌ لا يُشبعها عَرَضٌ تناله، ولا يُقنعها غَرضٌ تطاله؛ إنْ رَقَت مَرقى تطلعت لآخر، وإنْ أدركت غايةً استشرفت لأخرى.. فهؤلاء إنْ منعوا الزكاة اليوم تكاسلوا عن الصلاة غداً، وإن تكاسلوا عن الصلاة غداً رفضوا الجهاد بعد غد.. وهكذا دواليك حتى يسقط الدينُ بإسقاط نُظُمِ الدولة، وتسقط الدولةُ بإسقاط شرائع الدين!!
والصحابة كلهم رضي الله عنهم – بمن فيهم العبقري عمر- لم يدركوا هذا المعنى الدقيق الذي فَهَّمه الله جل وعلا لأبي بكر رضي الله عنه؛ فأرادوا- بسبب تحزُّبِ العرب عليهم بـ(الردة الكاملة)- ألا يفتحوا عليهم جبهات (الردة الناقصة)؛ فتكثر الجبهات وتتشعب الفتوق.. بيد أنَّ أبا بكر وحده رضي الله عنه كان يعلم أنَّ هذا سيوصل لذاك، وأنَّه باب إن فُتح فلن يُغلق إلا بخراب البيت كله، وأنَّ منع الزكاة- وإنْ كان أمراً واحداً- إسقاطٌ للدين كله باطناً، كما أنَّ ادعاء النبوة إسقاط للدين كله ظاهراً.. فحارب الفئتين وحسم مادة الخراب قبل أن تستشري داخل البيت، ثم وضع حجر الأساس لإسقاط فارس والروم خارج البيت.. ولولا فعله في الداخل ما أطاق هو والمسلمون مِن بعده الفعل في الخارج.. وكل ذلك في سنتين اثنتين.. فرحماتُ الله ورضوانه تترى على هذا العظيم الذي لا مِنَّةَ على المسلمين- بعد مِنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم- أعظم من مِنَّتِه.
لقد كانت (لحظةُ عثمان) رضي الله عنه ممكنةَ التدارك لو وُجد حَسمٌ كَحسم أبي بكر، وفَهمٌ كفهم أبي بكر.. ومَن قرأ تفاصيل تلك اللحظة وتصوَّرَ سياقاتِها، وعايشها مِن بداياتها لنهاياتها؛ مروراً بمراحل التأزم العليا فيها، ثم ضم مروياتها المختلفة بعضها إلى بعض، ونقَّاها من شوائب العصبية والحزبية والأهواء، ودرس نفسيات أصحابها وطبائعهم وأحوالهم... مَن فعل ذلك كله وأخلص النية في تحري وجه الصواب؛ لرأى- حسب ظني- أنَّه لم يكن مِن الأولى السكوتُ على هؤلاء الخوارج الأوباش أو تألفّهم أو تسكينهم؛ في الوقت الذي أسقطوا فيه الشورى، وقتلوا خليفة وتحكموا في آخر.. وما كان أهونَ أن تُسَكَّنَ الأطرافُ والولايات والولاة على ما كانت وكانوا عليه أيام عثمان رضي الله عنه، ثم تُرسل الرسائل إلى الأمصار لاستجلاب الجيوش للقضاء عليهم.. خاصةً وقد أثبتت الأحداث بعد ذلك أنَّ الفتنة التي هرب منها أولئك الذين رأوا التسكين والتأليف؛ وقعت- وبصورة أشد- مما لو كان حُسم الأمرُ في أوله قبل انتشاره، أو استُدرك بالقوة قبل استفحاله.. هذا بالإضافة إلى ما تناسل مِن هذه الفتنة- وبعد عشرات السنين- من عقائد ضالة وأفكار مُضلة حفل بها تاريخ المسلمين تشيعاً وخارجية.. وكلها نبتت مِن أدمغة هؤلاء الأوباش وحول هؤلاء الأوباش!!

لقد كان عثمان رضي الله عنه أعظم مظلوم في الصدر الأول من تاريخ المسلمين- إن لم يكن في كل تاريخ المسلمين- ، وإنَّ ذروة عَظَمَته تلك تمثلت في رفضه القاطع أن يُسفك بسببه دم أحدٍ من المسلمين- وهو سليل الحسب والنسب والكثرة الكاثرة؛ فأمر أصحابه وعبيده ومواليه ألا يدافعوا عنه ليذهب للقاء ربه جل وعلا ثم للقاء رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أمره بالصبر من قبل؛ صابراً محتسباً ليس في رقبته دم مسلم واحد.. فرحم الله عثمان ولعن قاتليه..

وإنِّي- إذ أقول هذا وأمثاله- لأعلم أنَّ إطلاق الأحكام الجازمة- تصويباً وتخطئةً- على أحداث التاريخ مزلق وعر لا يكاد يسلم السائر فيه من السقوط أو الإسقاط.. وهو أشبه بادعاء الحكمة بأثر رجعي.. بيد أنه لا طريق آخر أمام دارس التاريخ وقاريء الأحداث، خاصةً إذا كانت تلك الأحداث لا تزال آثارها حتى اليوم تنضح دماءً وتقذف أشلاءً وتبتني كُفراً وتكفيراً.. "ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد".
‏هذه قائمة بستةٍ وثلاثين مسلماً تم إعدامهم اليوم على يد النظام الشيعي الملعون في العراق.. ذلك النظام الذي يلمعه الأوباش باسم المقاومة ويتعاموا عن إجرامه الأشد فظاعة من إجرام الصهاينة والصليبيين معاً..اللهم لا تطل على المسلمين حكمهم ومكن المجاهدين من رقابهم.
(فطوطة) والانتقاء الوضيع
***
تقول التنمية البشرية: أغمض عينيك وتخيل أنك أسد.. وستصبحُ أسداً!!
يَردُّ أخٌ سودانيٌ ظريف: (لا، ما ستصبح أسد.. ستصبح زُول مغمض عيونه بس)!!
وقد صدق الأخ السوداني.. وما أكثر الصادقين في السودان الحبيب!!
***
كَحَبَّة فشارٍ فوق صفيحٍ ساخن؛ يتقافز (فطوطةُ) أمام وجهك كل ساعتين ليستفرغ بعض شتائم جوفه ضد حكام المحميات العربية.. وتحديداً ضد حكام: (السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن).. يستثني (قطر العيديد)؛ لأن قطر كعبة المضيوم!!

يسكت ساعة أو ساعتين، ثم لا تكاد تستمتع بنظافة الأجواء وقت سكوته؛ حتى يتقافز أمام وجهك مرة أخرى بالشتائم ذاتها ضد الحكام ذاتهم.. يُكرر المشهد في اليوم عشر مرات.. فإذا حل المساء وأوت الكائنات إلى مهاجعها؛ خرج من ساحة النضال (صالة بيته) لينخمد في استراحة المحارب (غرفة نومه).. بينما أنت (تُبلبع) شريط بندول كامل بسبب صداعه الذي احتل رأسك!!
يستيقظ صباحاً وقد شعر أنه أسد ليقف أمام المرآة مرة أخرى صارخاً: أنا أسد، أنا أسد.. وتستيقظ الكائنات مِن حوله بحثاً عن شريط بندول آخر!!
ما فعله بالأمس يكرره اليوم، وما يكرره اليوم سيفعله غداً.. في دورة دائبة من (الفطفطةِ) المتلفعةِ بوهم بطولةٍ لا تُضيف علماً بخبرٍ جديد، ولا تؤسس فهماً لعملٍ جديد!!
_ هل يكتفي (فطوطة) بذلك؟!
_ أبداً.. بل ينظر حوله، ثم ينظر حوله، ثم ينظر حوله.. وهناك في البعيد يلمح بشراً رزقهم الله شيئاً من هدوءٍ وحكمةٍ وصبرٍ وترفع؛ تكلموا- منذ عشر سنوات- فيما يتكلم هو فيه الآن، وانتهوا- منذ عشر سنوات- مما يبتديء هو به الآن.. فهم صامتون إلا من تذكيرٍ بقضية قديمة، أو تحذير من ملمةٍ جديدة
تأخذه حمية (الفطفطة) وتهزه (أسدية الزول المغمض عيونه)؛ فيفكر ويقدر، ثم يفكر ويقدر.. ثم يبدأ بالمزايدة على خلق الله:
لماذا لا يصرخون معي؟!
لماذا لا يتحدثون عن واقعنا المر؟!
لماذا لا ينزفون الكلمات دماً عن مآسينا المعاصرة؟!
ألا يعلمون أنه مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!!
إنهم جبناء؛ يخافون الحكام ويلعبون في المساحات الآمنة!!
حين يؤذيك نهيقه- الذي ظنه أمام المِرآة زئيراً-؛ تنظر إليه بقرف المستيقظ من النوم قبل إفطاره وقد أيقظه خبطُ بائع الأنابيب تحت نافذته. ثم تنظر إلى هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين؛ فلا تجد فيهم واحداً إلا وقد شُرِّدَ في منافي الأرض بسبب وقوفه في وجه الحكام، وعانى الأمرَّين في بلاد الله بسبب حرقته على مآسي المسلمين، وترك أرضه وماله وما وسع الله عليه به في بلده بسبب اهتمامه بأمر المسلمين!!
تعود مرة أخرى للنظر إلى ما (يتفطفط به هذا الفطوطة)؛ فتكتشف أنه لا يقصد بمآسي المسلمين سوى مآسي جماعته التي جرت على المسلمين المآسي، ولا يعني بمرارة الواقع سوى المرارة التي تتجرعها جماعتُه التي جَرَّعَتِ المسلمين المرار.. ثم تقلب صفحات تاريخ هؤلاء الذين يشتمهم ويتهمهم بالجبن والانسحاب من الواقع؛ فتجدهم أشرافاً أطهاراً تجرعوا (معَ ومِن) جماعته المرار، وأبراراً صابرين تحملوا (معَ ومِن) جماعته المآسي.. وإذ (فطوطة) لا يرضى إلا أن تكون معه ومع جماعته في كل ما يريد وتريد.. حتى لو كان ما يريد وتريد هو إسقاط العقيدة وهدم الدين والسير في طريق المجرمين الكافرين!!
حين تصل إلى هذه القناعة لا تعود طبلة أذنيك تحتمل نهيقه الذي ظنه للمرة الألف أمام المرآة زئيراً.. تمسك أذنيه وتجره إليك كما يجر معلمٌ تلميذاً مشاغباً، وتقول له بهدوء المغتاظ:
أيْ (فطوطة).. كلنا يعلم أنَّ حكامنا أعداؤنا فهل عندك شيء غير هذا؟!
انزل الشارع واسأل أيَّ طفلٍ يلعب في أزقته، أو اذهب إلى مكانك الطبيعي في (مشفى العباسية) واسأل أي مجنون فيه.. سَلهُمَا عن حكام (الإمارات ومصر والسعودية والأردن).. هل ستسمع غير ألفاظِ الخيانة والعمالة والردة؟! هل ستسمع غير السب والشتم والتحقير؟! فإن كان ذلك كذلك فعلام تحرث المحروث وتطبِّلُ في المُطَّبِلِ فيه؟!
وإنْ كان هؤلاء الذين تتهمهم بالهروب الحقير وعدم الاهتمام بمآسي المسلمين والتحرك في المساحات الآمنة قد سلخوا سنواتٍ من أعمارهم وهم يحذرون الناس- وجماعتَك خاصة- مِن هؤلاء الحكام الذين خانوا الله ورسوله والمسلمين؛ فيرد أساطين جماعتك: (سَلمان غير).. إنْ كان هؤلاء أعذروا إلى الله مئات المرات في هؤلاء الحكام، وتحملوا بسبب ذلك الويلات؛ فعلام تزايد عليهم يا خيبة بني أبيك؟!
لقد قضت جماعتك الكئيبة عشرات السنوات من عمرها الكئيب وهي تتقلب- من أجل مصلحتها لا مصلحة المسلمين- في فراش هؤلاء الحكام، والناس يقولون لها: (عيب يا بنت)، وهي تصر على ما لا يرضاه لنفسه شريف أو شريفة.. فعلام تزايد الآن على من رأى العيب وحذر منه ثم مَلَّ من تكرار التحذير فانصرف إلى الحديث فيما ينفع الناس مما لا تراه أنت وجماعتك واقعاً وهو صُلبُ الواقع وأُسُّه.. أوَ صارَ لزاماً على الناس أن يشتموا مَن تشتمون وينافقوا من تنافقون ويتقافزوا كما تتقافزون؟!

ثم ماذا عن الحكام الآخرين الذين فعلوا مثل ما فعل هؤلاء الحكام حذو الخيانة بالخيانة، والعمالة بالعمالة، والردة بالردة.. لماذا لم يرك أحدٌ أو يسمعك تتقافز في وجوههم بالشتم، أو تتفطط حولهم بالسب؟!
هل هي المساحات الآمنة؟!
نعم.. هي المساحات الآمنة يا خيبة بني أبيك.. المساحات الآمنة التي تتهم غيرك بالتحرك فيها، وهي ذاتها مساحاتك التي تتحرك أنت فيها.. فكلٌ يرى الناس بعين طبعه.. وأول اتهام تتهمه لغيرك هو ما تشعر به في نفسك..
المساحات الآمنة هي المساحات المشهورة.. تلك التي يسترجل فيها كلُّ ذَكَر، ويتنمر فيها كل فأر، ويستأسد فيها كل (زول مغمض عيونه)!!
افتح وسائل التواصل كلها واحدة واحدة.. وستجد بين كل منشورٍ ومنشورٍ منشوراً صغيراً يشتم حكام الإمارات ومصر والأردن والسعودية- وهم يستحقون أكثر- ثم لا يجاوزهم إلى غيرهم ممن اقترفوا من الفظاعات مثل أو أضعاف ما اقترفه حكام السعودية والإمارات ومصر والأردن.. لا لشيء إلا لأنَّ جماعتك الآن تنام في فراش هؤلاء الحكام الذين كانت وما زالت طائرات الكفار تخرج من قواعدهم لتدك المسلمين من غير جماعتك في العراق والشام.. وما دام (المدكوك) من غير جماعتك فالخرس سيد الموقف، والتصفيق لنجاح تنظيم المونديال جهادٌ في سبيل الله!!
افتح منصات جماعتك الإعلامية وستجد تسعة وتسعين بالمائة من حملاتها الإعلامية موجهة ضد حكامٍ بأعيانهم لا تجاوزهم إلى غيرهم من أمثالهم.. وانظر في نفسك وستعرف إن لم تكن تعرف أنك تشارك (كذبابة إليكترونية) في تلك الحملات لتشعر أنك أسد بجناحين!!
لا تضحك على نفسك يا أحمق.. هذه المساحات- رغم بطولتها الظاهرة- مساحات آمنة (في حدود المكان والزمان اللذَين تعيش فيهما، وحدود مواضعاتهما السياسية الآنية التي ستتغير عاجلاً أو آجلاً).. فإن تغيرت- وهذا أكيد- فلن يكون التحرك فيها تحركاً آمناً لك أو لغيرك ممن يعيش في المكان ذاته وتحت المواضعات السياسية ذاتها.. وستجد حينها مِن نفسك وممن حولك مَن يُفتيك بضرورة الخَرَسِ وعدم إلقاء نفسك إلى التهلكة والكف عن التقافز والفطفطة.. وستفتحُ عينيك بعد كل تلك البطولات المتوهمة في تلك المساحات الآمنة لترى حقيقتك المرة في مرآة الصباح.. مجرد (زول مغمض عيونه)!!
***
أتعرفون ما مشكلتي مع (فطوطة) وأمثاله؟! مشكلتي معه ومعهم في (الانتقاء الوضيع)..
لقد سمع فطوطة عن حكام مصر والإمارات والسعودية والأردن.. ولكنه لم يسمع عن حكام (قلعة إيران).. أقصد: دولة إيران.. لا أدري أين سمعت صفة القلعة هذه منسوبةً لإيران!!
المهم.. فطوطة- وعلى مدار سبع سنوات أو أكثر من ادعاء الاشتباك مع الواقع والاهتمام بأمر المسلمين- لا تكاد تجد له شيئاً ذا بال عن إيران.. ربما تجد منشوراً هنا وجملةً وسط منشورٍ هناك ليخزي به العين عن انتقائه الوضيع!!
مَن يُحَدِّثك عن ضرورة الاشتباك بالواقع والاهتمام بأمر المسلمين يبدو أنه لم ير في أرواح أكثر من أربعة ملايين مسلم عراقي وسوري أزهقتهم إيران، وأكثر من خمسة عشر مليون مسلم هجرتهم إيران؛ واقعاً يستحق الاشتباك معه، أو مسلمين يستحقون الاهتمام، أو قضية محورية يجب التركيز عليها!!
ليس هناك مسلمٌ عاقلٌ على وجه البسيطة يمكن أن يرى أنَّ الاهتمام بقتل أكثر من أربعة ملايين مسلم وتهجير أكثر من خمسة عشر مليوناً آخرين ليس واجب الوقت، وأنَّ البحث في جذور هؤلاء القتلة وتاريخهم وعقائدهم وأفكارهم وأهدافهم، وتسليط الضوء عليهم، ومعرفة مِن أين جاؤوا وكيف جاؤوا، وإشاعة محفزات التفكير في كيفية مقاومتهم ومجاهدتهم ورد غائلتهم عن المسلمين؛ ليس عملاً واجباً على كل مسلمٍ يهون معه كلُّ عمل وتتأخر عنه أية نازلة.. خاصة إذا كانت النوازل الجديدة بسببهم وبسبب ألاعيبهم!!
هناك فردٌ واحد يرى ذلك عملاً ثانوياً هامشياً.. هو ذلك الفرد الذي يعادي ويوالي على فكر جماعته، ومنهج جماعته، واختيارات جماعته.. فإن وَضَعَت جماعتُه يَدَهَا في يد الشيعة القتلة، ونظف حزبُه وساخاتِهم ولَمَّعَ وجوهَهم وأسماءَهم؛ صَمَتَ هو صمت الموتى عن مذابحهم في المسلمين، وإن سحبت جماعتُه يدها- لمصلحة آنية- من يد الشيعة القتلة؛ أخرج هو ملفات تلك المجازر ليناضل بها مدعياً دفاعه عن المسلمين.. فلا هو دافع عن المسلمين حقاً ولا هو ناضل ضد هؤلاء الشيعة القتلة حقاً.. وإنما مُنْطَلَقُهُ جماعته، وغايته جماعته، وهدفه جماعته.. ولا بأس بعد ذلك بكلمة عن الشيعة هنا وجملة عن إيران هناك دون أن ينسى تغليفها بضرورة استصحاب الحكمة المدَّعاة، وعدم إغفال الواقعية السياسية المتوهمة!!
ثم إنْ أصابت جماعتَه نازلةٌ أو حزبَه كارثة؛ انتفض كاللديغ صارخاً: أين المسلمون؟! أين حكام العرب؟! أين شعوب العرب؟! أين كُتَّابُ العرب.. وإذ به لا هم له إلا تجييش الجيوش الإليكترونية وتكتيب الكتائب الفيسبوكية لمؤازرة حزبه وجماعته.. لا لأنهم مسلمون بل لأنهم حزبه وجماعته..
يرى مسلماً سُوريَّاً أو عراقياً أو يمنياً يبكي قهراً وحزناً، ويتضرع إلى الله برفع الغمة عن حزب (فطوطة) وبلد حزبه، ويتبرع بكثيرٍ من القليل الذي يملكه نصرةً لحزب (فطوطة) وبلد حزبه؛ فلا يعجبه كل هذا.. هو يريد الصراخ الدائم والعويل المستمر والتطبيل الأبدي.. فإذا فار الدم في عروق عراقي غضوب، أو شامي يائس، أو يمني حكيم استفزه صراخُه فقالوا له: إنَّ حزبك هذا قَتَلَنَا حين والى الشيعة الذين قتلونا، ونحن نتناسى حقارتَه تلك ونغضب للمسلمين في بلد حزبك رغم عدم غضب حزبك لنا، بل وموالاتِه لمن يقتلنا.. إذا قالوا له هذا؛ هاج وماج وارتمى على الأرض كالطفل البغيض يفحص بقدميه ويخبط بذراعيه!!
أتعرفون ما هذا؟!
هذا هو الانتقاء الوضيع..
أتعرفون لماذا هو وضيع؟
لأنه يغلف مصلحة حزبه بمصلحة المسلمين، وليس من هَمِّهِ مصلحة المسلمين إلا بالقدر الذي يُحقق بها مصلحة حزبه.. فيضع الغرض الخسيس في الصورة الشريفة.. وهذه قمة الوضاعة.. لأنه لم يفعل ذلك مع مسلمين آخرين قتلتهم آلة القتل الشيعية الإيرانية بأعداد تفوق ما قتلته آلة القتل اليهودية من المسلمين بآلاف المرات!!
ليس هناك واجب وقت (الآن) أوجب من التحذير والتنبيه على خطر المشروع الصفوي.. لأننا في عصرٍ (بويهي)؛ بدأ منذ هلل المسلمون للقرمطي الخميني القادم على طائرة فرنسية، وأدخلوه حصن الإسلام ليهدمه من داخله..
لا مشروع الحكام العرب- إن كان لهم مشروع غير الحكم أصلاً- ولا مشروع الصهاينة، ولا مشاريع الصليبيين؛ يحتاجون منا إلى مجرد الصراخ لتعريف الناس وبها وبهم.. فالناس تكتوي بنارهم وتعرفهم منذ أكثر من مائة سنة.. بل تحتاج منا إلى العمل الجاد لإزالتهم وإسقاط مشاريعهم المعروفة، لا مجرد التعريف بها!!
أما المشروع الصفوي الشيعي الإيراني؛ فكارثته (الآن) أكبر من كل هذه الكوارث.. لأنه مجهول لعامة الناس.. كان مجهولاً للسوري الذي عَشِق حسن نصر الله قبل أن يذبحه حسن نصر الله، ومجهولاً للعراقي الذي قَدس سليماني قبل أن يُحرقه سليماني، ومجهولاً لليمني الذي رفع صورة الحوثي قبل أن يحاصره ويجوعه ويقتله الحوثي..
لو كنتَ زُرتَ سوريا سنة 2006 وتناولت حسن نصر الله بكلمةِ نقدٍ عابرة وسط مقهى؛ فلم تكن لتخرج مِن ذلك المقهى سالماً..
إنَّ النفاق الباطني أشد على جماعة المسلمين من الكفر الظاهر.. وها هي (قناة الجزيرة) قبحها الله وقبح المسؤولين عنها تسحر أعين الناس وتخدعهم بتلميع الأوباش والقتلة والسفاحين، وتسميتهم أنصار الله، وأبطال المقاومة، وشهداء الجهاد ضد اليهود!!
إن موجة الشيعة والتشيع عالية جداً.. ومَن أراد حقاً الاشتباك مع الواقع والاهتمام بأمور المسلمين فليجعل أكبر همه في تعريف المسلم بالعدو الذي تدخله قناةُ الجزيرة بيتَه، وجماعةُ المتأسلمين دماغَه، وفطافيط الهياط والصراخ قلبَه.. ثم لا بأس بعد ذلك بالاهتمام بمآسينا الأخرى- وما أكثرها- كل حسب ترتيبها الوقتي وأهميتها الآنية!!

فطوطة لا يريد أن يفهم هذا وأمثاله..
فطوطة يريد (الشيكولاته) في الوقت الذي يريد فيه (الشيكولاته)، ويريد (المصاصة) في الوقت الذي يريد فيه (المصاصة)، ويريد (البونبوني) في الوقت الذي يريد فيه (البونبوني)؛ وإلا فسيرتمي على الأرض كالطفل البغيض مُدِبدبَاً بقدميه وخابطاً بذراعيه، وصارخاً بلسانه: هروب حقير.. هروب حقير!! ولله في خلقه شؤون!!
2024/09/21 08:42:23
Back to Top
HTML Embed Code: