منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 189
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاعجازي في ذلك.
وهو المشار إليه في (الميزان): وقيل: المراد آدم وذرّيّته جميعاً بتقريب أنَّ المقسم عليه هو خلق الإنسان في كبد.
وأشكل عليه بعدم المناسبة بين البلد والوالد والمولود على هذا التفسير.
وقيل: آدم والصالحون من ذرّيّته. وفيه تنزيه الله من أن يقسم بأعدائه الكفّار والمفسدين.
أقول: والإشكال غير واردٍ؛ لأنَّ القسم بالعنوان دون التفاصيل.
وقيل: كلّ والدٍ وكلّ ولد. وقيل: من يلد ومن لا يلد منهم، بأخذ (ما) في (ما ولد) نافيةً لا موصولةً.
ويؤيّده كونها لغير العاقل في حين يناسب وجود (من).
أقول: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّ المولود أوّل ولادته غير عاقلٍ عرفاً.
وثانياً: أنَّها شاملةٌ لغير العاقل، والمجموع غير عاقلٍ.
وقال في (الميزان): تكرار هذا البلد للتعظيم.
أقول: أو للتعجّب أو للنسق.
وقال: تنكير الوالد للتعظيم أو لبيان العموم أو لبيان الفرد الأهمّ، أو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاعجازي في ذلك.
وهو المشار إليه في (الميزان): وقيل: المراد آدم وذرّيّته جميعاً بتقريب أنَّ المقسم عليه هو خلق الإنسان في كبد.
وأشكل عليه بعدم المناسبة بين البلد والوالد والمولود على هذا التفسير.
وقيل: آدم والصالحون من ذرّيّته. وفيه تنزيه الله من أن يقسم بأعدائه الكفّار والمفسدين.
أقول: والإشكال غير واردٍ؛ لأنَّ القسم بالعنوان دون التفاصيل.
وقيل: كلّ والدٍ وكلّ ولد. وقيل: من يلد ومن لا يلد منهم، بأخذ (ما) في (ما ولد) نافيةً لا موصولةً.
ويؤيّده كونها لغير العاقل في حين يناسب وجود (من).
أقول: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّ المولود أوّل ولادته غير عاقلٍ عرفاً.
وثانياً: أنَّها شاملةٌ لغير العاقل، والمجموع غير عاقلٍ.
وقال في (الميزان): تكرار هذا البلد للتعظيم.
أقول: أو للتعجّب أو للنسق.
وقال: تنكير الوالد للتعظيم أو لبيان العموم أو لبيان الفرد الأهمّ، أو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمّ.
وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له.
قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص).
أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف مستمرٌّ في الإعراب لغةً ونحواً، فلا يصدق عليها أنَّها جملةٌ معترضةٌ.
وإنَّما المعترضة ما تكون مقطوعةً إعرابيّاً عمّا قبلها، وهي هنا ليست كذلك.
****
قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ:
جواب القسم، واللام واقع في الجواب.
أقول: هذا على تقدير وجود القسم في أوّل السورة.
وأمّا على تقدير عدمه كما على بعض الوجوه- لا سيّما أنَّ المراد به نفي القسم- فنفيه جواباً، فتكون الجملة مستأنفةً، وتكون اللام للتأكيد لا أكثر.
وإن كانت قد تسمّى لام القسم لأنَّنا قلنا: إنَّ اللام المذكورة إذا دخلت على الاسم سمّيت لام الابتداء، وإن دخلت على الفعل سمّيت لام القسم.
وهي هنا داخلةٌ على الفعل سياقاً وإن كانت داخلةً على الحرف لفظاً.
ولم يذكر (كبد) في (المفردات) ولم ينقله عنه في (الميزان)، بل فسّره بالكدّ والتعب، وهذا أُطروحةٌ شاذّةٌ، وهي زيادة الباء في الكدّ لتصبح كبد، وهو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمّ.
وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له.
قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص).
أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف مستمرٌّ في الإعراب لغةً ونحواً، فلا يصدق عليها أنَّها جملةٌ معترضةٌ.
وإنَّما المعترضة ما تكون مقطوعةً إعرابيّاً عمّا قبلها، وهي هنا ليست كذلك.
****
قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ:
جواب القسم، واللام واقع في الجواب.
أقول: هذا على تقدير وجود القسم في أوّل السورة.
وأمّا على تقدير عدمه كما على بعض الوجوه- لا سيّما أنَّ المراد به نفي القسم- فنفيه جواباً، فتكون الجملة مستأنفةً، وتكون اللام للتأكيد لا أكثر.
وإن كانت قد تسمّى لام القسم لأنَّنا قلنا: إنَّ اللام المذكورة إذا دخلت على الاسم سمّيت لام الابتداء، وإن دخلت على الفعل سمّيت لام القسم.
وهي هنا داخلةٌ على الفعل سياقاً وإن كانت داخلةً على الحرف لفظاً.
ولم يذكر (كبد) في (المفردات) ولم ينقله عنه في (الميزان)، بل فسّره بالكدّ والتعب، وهذا أُطروحةٌ شاذّةٌ، وهي زيادة الباء في الكدّ لتصبح كبد، وهو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
Forwarded from ختمات ال الصدر
( #بسم_الله_الرحمن_الرحيم )
۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞ …
( #صدق_الله_العلي_العظيم)
ـــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞ …
( #صدق_الله_العلي_العظيم)
ـــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
Forwarded from ختمات ال الصدر
تم حجز #الختمة_عدد(٢١٣)
#أهداء الختمة إلى #الامام_محمد_الجواد
(عليه السلام)
لقضاء الحوائج وشفاء المرضى
ولنصرة المظلومين على اعداء الأسلام
ــــــــــــــــــــــــــــ
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج_والعافية_والنصر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#أهداء الختمة إلى #الامام_محمد_الجواد
(عليه السلام)
لقضاء الحوائج وشفاء المرضى
ولنصرة المظلومين على اعداء الأسلام
ــــــــــــــــــــــــــــ
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج_والعافية_والنصر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
Forwarded from ختمات ال الصدر
نهنئكم بعيد الغدير الأغر وعطلته في عراقنا الحبيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخوكم #مقتدى_الصدر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخوكم #مقتدى_الصدر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190 ـــــــــــــــــــــــــــــ الأعمّ. وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له. قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص). أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما لا يقبله المشهور.
وإنَّما نطرح هنا أُطروحةٌ لغويّةٌ فنقول: إنَّ الكبد أصله العضو في الإنسان كالقلب والرئتين. وقد يحلّ محلّ القلب نفسه للخلط بينهما عرفاً، فيقال: أنت قلبي، كما يقال: أنت كبدي. وهذا العضو العرفي هو موطن العواطف من الحبّ والبغض والكره والراحة والتعب.
وحيث إنَّ الأعمّ الأغلب في الدنيا هي تعبٌ، والتعب ينتج سرعة وفاة القلب، إذن يتصوّر العرف أنَّ القلب هو الذي يتعب أو يتجلّى التعب فيه قبل غيره. فإذا خلط العرف بين القلب والكبد قال: إنَّ الكبد هو الذي يتعب، فصفته الغالبة من الدنيا هي التعب. ومن هنا قيل: يكابد أي: يتحمّل صعوبةً شديدةً من بلاء دنيوي: كالمرض أو الفقر أو سوء أخلاق بعض أسرته أو غير ذلك. وقد أصبح مشتقّاً، كابد يكابد مكابدة، مع أنَّ الكبد اسمٌ جامدٌ. فنقول: إنَّ المعنى: لقد خلقنا الإنسان في مكابدةٍ ناتجةٍ من البلاء. ولكن لماذا استعمل كبد بدل المكابدة؟
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّ كلّا منهما مصدرٌ.
وثانياً: أنَّه وإن كان اسم ذاتٍ، إلّا أنَّه أولى بالذكر؛ لأنَّه الأصل في إدراك المكابدة والإحساس بها، والمكابدة قد تحصل وقد لا تحصل، مع أنَّ الكبد مستمرٌّ دائماً.
إلّا أنَّ هذا الوجه وإن كان مشهوراً بالنتيجة، إلّا أنَّه يجعل الظرفيّة (في) مجازاً، كما هو ظاهرٌ، وفيه تكثيرٌ لظاهرة المكابدة والتعب، وهذا حسنٌ، إلّا أنَّ المجاز خلاف الأصل وخلاف الظاهر، كما أنَّ حمل الكبد على معناه الأصلي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما لا يقبله المشهور.
وإنَّما نطرح هنا أُطروحةٌ لغويّةٌ فنقول: إنَّ الكبد أصله العضو في الإنسان كالقلب والرئتين. وقد يحلّ محلّ القلب نفسه للخلط بينهما عرفاً، فيقال: أنت قلبي، كما يقال: أنت كبدي. وهذا العضو العرفي هو موطن العواطف من الحبّ والبغض والكره والراحة والتعب.
وحيث إنَّ الأعمّ الأغلب في الدنيا هي تعبٌ، والتعب ينتج سرعة وفاة القلب، إذن يتصوّر العرف أنَّ القلب هو الذي يتعب أو يتجلّى التعب فيه قبل غيره. فإذا خلط العرف بين القلب والكبد قال: إنَّ الكبد هو الذي يتعب، فصفته الغالبة من الدنيا هي التعب. ومن هنا قيل: يكابد أي: يتحمّل صعوبةً شديدةً من بلاء دنيوي: كالمرض أو الفقر أو سوء أخلاق بعض أسرته أو غير ذلك. وقد أصبح مشتقّاً، كابد يكابد مكابدة، مع أنَّ الكبد اسمٌ جامدٌ. فنقول: إنَّ المعنى: لقد خلقنا الإنسان في مكابدةٍ ناتجةٍ من البلاء. ولكن لماذا استعمل كبد بدل المكابدة؟
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّ كلّا منهما مصدرٌ.
وثانياً: أنَّه وإن كان اسم ذاتٍ، إلّا أنَّه أولى بالذكر؛ لأنَّه الأصل في إدراك المكابدة والإحساس بها، والمكابدة قد تحصل وقد لا تحصل، مع أنَّ الكبد مستمرٌّ دائماً.
إلّا أنَّ هذا الوجه وإن كان مشهوراً بالنتيجة، إلّا أنَّه يجعل الظرفيّة (في) مجازاً، كما هو ظاهرٌ، وفيه تكثيرٌ لظاهرة المكابدة والتعب، وهذا حسنٌ، إلّا أنَّ المجاز خلاف الأصل وخلاف الظاهر، كما أنَّ حمل الكبد على معناه الأصلي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً.
فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.
وجوابه أحد أمرين:
الأوّل: أنَّه من الظرفيّة المقلوبة، كقولنا: أدخلت الخاتم في إصبعي، وهي جائزةٌ في اللغة.
الثاني: إعطاء أهمّيّةٍ للكبد وآثارة الطيّبة والعاطفيّة والاجتماعيّة، فكأنَّ الإنسان يعيش فيه لا العكس، وخاصّة إذا التفتنا أنَّه يلزم من عدمه عدمه، أي: من عدم الكبد عدم الإنسان، ولا يصدق أنَّه يلزم من عدم الإنسان عدم الكبد؛ لكونه سالبةً بانتفاء الموضوع.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
أيحسب، أي: الإنسان.
أمّا قوله: أحد، فالمراد به الجزئي لا الكلّي، وهو الله، وهو أحد الأسماء الحسنى؛ لأنَّ فرض الكلّيّة يواجه إشكالًا هنا، وهو: أنَّه لا يوجد شخص يحسب ذلك. نعم، الملحد أو الغافل يحسب أن لا يقدر عليه الله.
إذن فالمراد هو الله على أُطروحة الجزئيّة والكليّة في أحد.
وعلى تقدير فهم (الكلّي) يمكن تقديرها: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ حتّى الله أو إطلاقاً)، وإلّا فالنظر إلى الأسباب موجودٌ مرهوبٌ من قبل أهل الدنيا مهما كانت أهمّيّتهم.
فإن قلت: لعلّ النظر إلى أُولئك الأقوياء المتمكّنين في الملك جدّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً.
فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.
وجوابه أحد أمرين:
الأوّل: أنَّه من الظرفيّة المقلوبة، كقولنا: أدخلت الخاتم في إصبعي، وهي جائزةٌ في اللغة.
الثاني: إعطاء أهمّيّةٍ للكبد وآثارة الطيّبة والعاطفيّة والاجتماعيّة، فكأنَّ الإنسان يعيش فيه لا العكس، وخاصّة إذا التفتنا أنَّه يلزم من عدمه عدمه، أي: من عدم الكبد عدم الإنسان، ولا يصدق أنَّه يلزم من عدم الإنسان عدم الكبد؛ لكونه سالبةً بانتفاء الموضوع.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
أيحسب، أي: الإنسان.
أمّا قوله: أحد، فالمراد به الجزئي لا الكلّي، وهو الله، وهو أحد الأسماء الحسنى؛ لأنَّ فرض الكلّيّة يواجه إشكالًا هنا، وهو: أنَّه لا يوجد شخص يحسب ذلك. نعم، الملحد أو الغافل يحسب أن لا يقدر عليه الله.
إذن فالمراد هو الله على أُطروحة الجزئيّة والكليّة في أحد.
وعلى تقدير فهم (الكلّي) يمكن تقديرها: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ حتّى الله أو إطلاقاً)، وإلّا فالنظر إلى الأسباب موجودٌ مرهوبٌ من قبل أهل الدنيا مهما كانت أهمّيّتهم.
فإن قلت: لعلّ النظر إلى أُولئك الأقوياء المتمكّنين في الملك جدّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤2
Forwarded from ختمات ال الصدر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اكو بنت طالبه سادس علمي تخربطت صحته
ببركه #الصلاه_على_محمد_وال_محمد
وبركه #ال_الصدر_الكرام
ادعولها بالشفاء العاجل
النجاح والتوفيق والسداد للجميع الطلاب
#منقول من احد المتابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
اكو بنت طالبه سادس علمي تخربطت صحته
ببركه #الصلاه_على_محمد_وال_محمد
وبركه #ال_الصدر_الكرام
ادعولها بالشفاء العاجل
النجاح والتوفيق والسداد للجميع الطلاب
#منقول من احد المتابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192 ـــــــــــــــــــــــــــــ أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً. فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: هذا نادرٌ جدّاً، ولعلّه واحد بالمليار من مجموع البشر، مع أنَّ الضمير يعود إلى الإنسان عموماً.
فإن قلت: فإنَّه يعود إلى الغافلين عن بلاء الدنيا وعن الموت.
قلنا: هذا راجع إلى الغفلة عن الله. وأمّا الغفلة عن الأسباب فلا تحصل، بل كلّما كان أذكى كان أشدّ حذراً.
فإن قلت: لعلّ المراد به الإنسان المطلق لا مطلق الإنسان.
قلنا: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّه ليس في كبدٍ ولا تعبٍ؛ لأنَّ لديه تسليماً
وثانياً: أنَّه يراقب الله سبحانه ولا يحسب ما في الآية الكريمة.
والسياق في الآية له عدّة معانٍ بلحاظ الماضي والمستقبل.
قال الراغب: القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسمٌ لهيئةٍ له بها يتمكّن من فعل شيءٍ مّا ...
والقدْر والتقدير تبيين كمّيّة الشيء يُقال: قدرّته وقدرته.
أقول: وهو التحديد إمّا إثباتاً وإمّا ثبوتاً بنحو الاشتراك اللفظي.
وهو في الآية محتملٌ، إلّا أنَّه يريد صعوبته، لا أنَّه يناسب حاله، إلّا أن يُراد من الكبد ما لا ينافي المال والسيطرة؛ فإنَّها أيضاً سببٌ للتكبّد أو بمعنى: أنَّه يقلّل مكابدته.
إن قلت: إنَّ (لن) للاستقبال.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ مَن يقدر عليه في المستقبل يقدر في الماضي.
نعم، أُطروحة المستقبل فقط مدفوعةٌ ب- (لن)، لكن العموم يستفاد بالتجريد عن الخصوصيّة.
والقدرة (من مادّة يقدّر) هنا كلّيّة حسب ما يأتي به القادر نفسه. فإن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: هذا نادرٌ جدّاً، ولعلّه واحد بالمليار من مجموع البشر، مع أنَّ الضمير يعود إلى الإنسان عموماً.
فإن قلت: فإنَّه يعود إلى الغافلين عن بلاء الدنيا وعن الموت.
قلنا: هذا راجع إلى الغفلة عن الله. وأمّا الغفلة عن الأسباب فلا تحصل، بل كلّما كان أذكى كان أشدّ حذراً.
فإن قلت: لعلّ المراد به الإنسان المطلق لا مطلق الإنسان.
قلنا: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّه ليس في كبدٍ ولا تعبٍ؛ لأنَّ لديه تسليماً
وثانياً: أنَّه يراقب الله سبحانه ولا يحسب ما في الآية الكريمة.
والسياق في الآية له عدّة معانٍ بلحاظ الماضي والمستقبل.
قال الراغب: القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسمٌ لهيئةٍ له بها يتمكّن من فعل شيءٍ مّا ...
والقدْر والتقدير تبيين كمّيّة الشيء يُقال: قدرّته وقدرته.
أقول: وهو التحديد إمّا إثباتاً وإمّا ثبوتاً بنحو الاشتراك اللفظي.
وهو في الآية محتملٌ، إلّا أنَّه يريد صعوبته، لا أنَّه يناسب حاله، إلّا أن يُراد من الكبد ما لا ينافي المال والسيطرة؛ فإنَّها أيضاً سببٌ للتكبّد أو بمعنى: أنَّه يقلّل مكابدته.
إن قلت: إنَّ (لن) للاستقبال.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ مَن يقدر عليه في المستقبل يقدر في الماضي.
نعم، أُطروحة المستقبل فقط مدفوعةٌ ب- (لن)، لكن العموم يستفاد بالتجريد عن الخصوصيّة.
والقدرة (من مادّة يقدّر) هنا كلّيّة حسب ما يأتي به القادر نفسه. فإن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان نظرنا إلى الأسباب كانت شرور الدنيا عديدةً، وإن نظرنا إلى المسبّب كانت عديدةً أيضاً، دنيويّة وأُخرويّة.
والمهمّ أنَّ الأمر ليس خاصّاً بما ذكره في (الميزان) من أنَّه لا ينال شيئاً ممّا يريد إلّا دون ما يريد أو غير ما يريد، فهو محاطٌ في خلقه مغلوبٌ في إرادته.
أقول: هذا وإن كان صحيحاً، إلّا أنَّ الأهمّ- حسب فهمي في الآية- هو التهديد بالهلاك، أو استعجال العقوبة ونحو ذلك.
ولعلّه إليه الإشارة بقوله (ع) في الدعاء:) ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته).
وقد تكون القدرة له وقد تكون عليه.
فإن قلت: إنَّها عليه.
قلنا: أوّلًا: هو إشارةٌ إلى الاستعمال.
ثانياً: إنَّ الضمير يعود إلى الكبد.
****
قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً:
التلبّد التجمّع والكثرة. يقال: تلبّدت السماء بالغيوم وتلبّد المتاع وتلبّدت المتاعب ونحو ذلك. ولُبد صفةٌ مشبّهةٌ يعني: تلبّد.
وهذا من باب إعطاء صفةٍ متدنيّةٍ من باب الذم لمتعلّقها، وهو المال.
ولذا لم يقل كثيراً أو جليلًا مع أنَّه يعطي نفس المعنى؛ لأنَّ المال ليس بجليل المنزلة عند الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان نظرنا إلى الأسباب كانت شرور الدنيا عديدةً، وإن نظرنا إلى المسبّب كانت عديدةً أيضاً، دنيويّة وأُخرويّة.
والمهمّ أنَّ الأمر ليس خاصّاً بما ذكره في (الميزان) من أنَّه لا ينال شيئاً ممّا يريد إلّا دون ما يريد أو غير ما يريد، فهو محاطٌ في خلقه مغلوبٌ في إرادته.
أقول: هذا وإن كان صحيحاً، إلّا أنَّ الأهمّ- حسب فهمي في الآية- هو التهديد بالهلاك، أو استعجال العقوبة ونحو ذلك.
ولعلّه إليه الإشارة بقوله (ع) في الدعاء:) ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته).
وقد تكون القدرة له وقد تكون عليه.
فإن قلت: إنَّها عليه.
قلنا: أوّلًا: هو إشارةٌ إلى الاستعمال.
ثانياً: إنَّ الضمير يعود إلى الكبد.
****
قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً:
التلبّد التجمّع والكثرة. يقال: تلبّدت السماء بالغيوم وتلبّد المتاع وتلبّدت المتاعب ونحو ذلك. ولُبد صفةٌ مشبّهةٌ يعني: تلبّد.
وهذا من باب إعطاء صفةٍ متدنيّةٍ من باب الذم لمتعلّقها، وهو المال.
ولذا لم يقل كثيراً أو جليلًا مع أنَّه يعطي نفس المعنى؛ لأنَّ المال ليس بجليل المنزلة عند الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: إنَّ فاعل (يقول) هو الإنسان، وهو يعتقد أنَّ ماله جليلٌ.
قلنا: نعم، والجواب عنه في ضوء عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: أنَّه يقول ذلك في وقت الندم كيوم القيامة أو حال الاحتضار.
الثانية: أنَّ ذلك حين لا يكون مقتنعاً بالعطاء والإنفاق.
الثالثة: أنَّه نقلٌ بالمعنى مع زيادة كقوله: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون.
(والمال) عند العرب ليس هو النقد بل الحيوانات، كما لم تكن عندهم زراعةٌ، ولذا ورد (أهلكت) أي: قتلت وذبحت مالًا وحيواناتٍ كثيرةً، إمّا يأكلها أو يبيعها ونحو ذلك، وكلّه يؤول إلى هلاكها.
أقول: ولكن هذا لا ينافي فهم العموم من القرآن، كما في سياق كلام صاحب (الميزان) بأن نفهم النقد أو الأعمّ من النقد والعين أو الأعمّ من النقد والعين والحيوان والأراضي والرياش وغيرها، أو كلّ ما هو مالٌ عرفاً وعقلائيّاً، كما يقال فقهيّاً: ممّا يتموّل، ويكون (أهلكت) بمعنى: صرفت وبذّرت ونحوهما. وعلى أيّ حالٍ فهي أيضاً في سياق الذمّ كقوله: (لبداً).
فإن قلت: الحيوانات لا تتلبّد.
قلنا: التلبّد هو مجرد التجمّع.
وأمّا أن تكون الأجزاء بعضها فوق بعضٍ فهذا من مصاديقه، وليس من أصل مفهومه.
ويحتمل أن يكون (لبدا) حالًا من الحاجات المصروف عليها المال والمعروفة بلفظ المال، وكان المال سبباً إليها، يعني: حاجاتٍ كثيرةً جدّاً، ومسؤوليّتها متجمّعةٌ أو هي كذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: إنَّ فاعل (يقول) هو الإنسان، وهو يعتقد أنَّ ماله جليلٌ.
قلنا: نعم، والجواب عنه في ضوء عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: أنَّه يقول ذلك في وقت الندم كيوم القيامة أو حال الاحتضار.
الثانية: أنَّ ذلك حين لا يكون مقتنعاً بالعطاء والإنفاق.
الثالثة: أنَّه نقلٌ بالمعنى مع زيادة كقوله: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون.
(والمال) عند العرب ليس هو النقد بل الحيوانات، كما لم تكن عندهم زراعةٌ، ولذا ورد (أهلكت) أي: قتلت وذبحت مالًا وحيواناتٍ كثيرةً، إمّا يأكلها أو يبيعها ونحو ذلك، وكلّه يؤول إلى هلاكها.
أقول: ولكن هذا لا ينافي فهم العموم من القرآن، كما في سياق كلام صاحب (الميزان) بأن نفهم النقد أو الأعمّ من النقد والعين أو الأعمّ من النقد والعين والحيوان والأراضي والرياش وغيرها، أو كلّ ما هو مالٌ عرفاً وعقلائيّاً، كما يقال فقهيّاً: ممّا يتموّل، ويكون (أهلكت) بمعنى: صرفت وبذّرت ونحوهما. وعلى أيّ حالٍ فهي أيضاً في سياق الذمّ كقوله: (لبداً).
فإن قلت: الحيوانات لا تتلبّد.
قلنا: التلبّد هو مجرد التجمّع.
وأمّا أن تكون الأجزاء بعضها فوق بعضٍ فهذا من مصاديقه، وليس من أصل مفهومه.
ويحتمل أن يكون (لبدا) حالًا من الحاجات المصروف عليها المال والمعروفة بلفظ المال، وكان المال سبباً إليها، يعني: حاجاتٍ كثيرةً جدّاً، ومسؤوليّتها متجمّعةٌ أو هي كذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كما أنَّ هناك أُطروحة أُخرى مفادها: أنَّ لَبَد مقلوب بلَد أو بلُد بالضمّ، ويراد بها البلادة والبلاهة في التفكير.
ويقال: متبلّد ومتلبّد، ويقال: إنسان يلبد، فيكون المراد: إنَّما صرف أموالًا كثيرةً ببلادةٍ وبلاهةٍ وغفلةٍ؛ لأنَّ نتائجها كانت وخيمةً. أو إنَّ الحاجات التي صرف فيها الأموال كذلك.
ثُمَّ إنَّنا نستطيع أن نفهم نفس المعنى من (لبدا) من دون كونها مقلوبة؛ لأنَّ الذي تلبّد ذهنه تبلّد أيضاً.
يقال: متبلّد ومتلبّد، وهو الذي لا يلتفت إلى الخصوصيّات والمطالب الدنيويّة التي تحتاج إلى ذكاءٍ، فيكشف الإنسان في نهاية المطاف أنَّ ذهنه وذكاءه كان مجرّد بلادةٍ وبلاهةٍ؛ لأنَّه لم ينظر إلى الواقعيّات ولم يأخذ الآخرة بنظر الاعتبار. وعلى كلّ حالٍ فهذا معناه أنَّ (لبدا) حالٌ من التاء في أهلكت، وهو الفاعل.
وأفاد في (الميزان): أنَّ سياق الآيات إلى آخر السورة مشعرٌ بأنَّ هناك بعض مَن أظهر الإسلام أو مال إليه فقد أنفق بعض ماله وامتنَّ به مستكثراً له بقوله: أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً.
والجواب عنه- مع غضّ النظر عن سياق السورة-: أنَّ صحّة هذا الكلام يتوقّف على أمرين:
الأوّل: أن يكون المخاطب بأهلكت هو المجتمع بحيث يمنَّ عليه الفرد بذلك، وهو خلاف الظاهر، بل المراد الاعتراف بالذنب أمام نفسه أو أمام ربّه نتيجةً للندامة وانكشاف الواقع.
الثاني: أنَّه يراد به قليل الإيمان بالإسلام، مع أنَّه لا يتعيّن ذلك، مهما
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 197
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كما أنَّ هناك أُطروحة أُخرى مفادها: أنَّ لَبَد مقلوب بلَد أو بلُد بالضمّ، ويراد بها البلادة والبلاهة في التفكير.
ويقال: متبلّد ومتلبّد، ويقال: إنسان يلبد، فيكون المراد: إنَّما صرف أموالًا كثيرةً ببلادةٍ وبلاهةٍ وغفلةٍ؛ لأنَّ نتائجها كانت وخيمةً. أو إنَّ الحاجات التي صرف فيها الأموال كذلك.
ثُمَّ إنَّنا نستطيع أن نفهم نفس المعنى من (لبدا) من دون كونها مقلوبة؛ لأنَّ الذي تلبّد ذهنه تبلّد أيضاً.
يقال: متبلّد ومتلبّد، وهو الذي لا يلتفت إلى الخصوصيّات والمطالب الدنيويّة التي تحتاج إلى ذكاءٍ، فيكشف الإنسان في نهاية المطاف أنَّ ذهنه وذكاءه كان مجرّد بلادةٍ وبلاهةٍ؛ لأنَّه لم ينظر إلى الواقعيّات ولم يأخذ الآخرة بنظر الاعتبار. وعلى كلّ حالٍ فهذا معناه أنَّ (لبدا) حالٌ من التاء في أهلكت، وهو الفاعل.
وأفاد في (الميزان): أنَّ سياق الآيات إلى آخر السورة مشعرٌ بأنَّ هناك بعض مَن أظهر الإسلام أو مال إليه فقد أنفق بعض ماله وامتنَّ به مستكثراً له بقوله: أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً.
والجواب عنه- مع غضّ النظر عن سياق السورة-: أنَّ صحّة هذا الكلام يتوقّف على أمرين:
الأوّل: أن يكون المخاطب بأهلكت هو المجتمع بحيث يمنَّ عليه الفرد بذلك، وهو خلاف الظاهر، بل المراد الاعتراف بالذنب أمام نفسه أو أمام ربّه نتيجةً للندامة وانكشاف الواقع.
الثاني: أنَّه يراد به قليل الإيمان بالإسلام، مع أنَّه لا يتعيّن ذلك، مهما
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 197
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196 ـــــــــــــــــــــــــــــ كما أنَّ هناك أُطروحة أُخرى مفادها: أنَّ لَبَد مقلوب بلَد أو بلُد بالضمّ، ويراد بها البلادة والبلاهة في التفكير. ويقال: متبلّد ومتلبّد، ويقال: إنسان يلبد، فيكون المراد: إنَّما صرف…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 197
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فهمنا سبب الكلام أو المخاطب فيه؛ فإنَّ الكفّار قد يقولون ذلك أيضاً.
أضف إلى ذلك أنَّ انطباقه على ضعاف الدين غير ممكنٍ؛ بقرينة نهاية السورة؛ لأنَّها تقول: ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.
ولا موجب لهذه القرينة.
نعم، مراد صاحب (الميزان): أنَّه من دون اقتحام العقبة لا يحصل ذلك، وهو هدف السورة.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ:
استفهامٌ استنكاري، كما ذكر ذلك صاحب (الميزان) ولم يذكره في الاستفهام السابق.
وهنا يأتي نفس الكلام السابق في (أحد)؛ لأنَّه لا يوجد أحدٌ يحسب ذلك، فيراد به سبحانه، سواء كان المراد الكلّي أم الجزئي.
وهذا لا ينافي ما قلناه هناك من إمكان الشمول لغيره، وهو الأسباب؛ لأنَّ الخوف من الأسباب معقولٌ وأنَّ عدم الرؤية بالأسباب غير معقولٍ.
وبهذا يختلف الاستفهامان، إلّا أن يراد من الأسباب ما يناسب الرؤية.
والرؤية لها أُطروحاتٌ:
منها: الرؤية المباشرة، والله سبحانه يرى ذلك حتّى لو كنّا مستورين؛ لأنَّه أبصر الناظرين وأسمع السامعين وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وما من ثلاثةٍ إلّا هو رابعهم مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ... الخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 198
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فهمنا سبب الكلام أو المخاطب فيه؛ فإنَّ الكفّار قد يقولون ذلك أيضاً.
أضف إلى ذلك أنَّ انطباقه على ضعاف الدين غير ممكنٍ؛ بقرينة نهاية السورة؛ لأنَّها تقول: ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.
ولا موجب لهذه القرينة.
نعم، مراد صاحب (الميزان): أنَّه من دون اقتحام العقبة لا يحصل ذلك، وهو هدف السورة.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ:
استفهامٌ استنكاري، كما ذكر ذلك صاحب (الميزان) ولم يذكره في الاستفهام السابق.
وهنا يأتي نفس الكلام السابق في (أحد)؛ لأنَّه لا يوجد أحدٌ يحسب ذلك، فيراد به سبحانه، سواء كان المراد الكلّي أم الجزئي.
وهذا لا ينافي ما قلناه هناك من إمكان الشمول لغيره، وهو الأسباب؛ لأنَّ الخوف من الأسباب معقولٌ وأنَّ عدم الرؤية بالأسباب غير معقولٍ.
وبهذا يختلف الاستفهامان، إلّا أن يراد من الأسباب ما يناسب الرؤية.
والرؤية لها أُطروحاتٌ:
منها: الرؤية المباشرة، والله سبحانه يرى ذلك حتّى لو كنّا مستورين؛ لأنَّه أبصر الناظرين وأسمع السامعين وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وما من ثلاثةٍ إلّا هو رابعهم مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ... الخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 198
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 198
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها: العلم، والله تعالى عليمٌ فوق كلّ علمٍ.
ومنها: الإحاطة والسيطرة المقرونة بإمكان العقاب.
ومن هنا فهمنا منها معنى التهديد، أو فهم التهديد من رؤية الله أو علمه بالعصيان.
فإن قلت: فإنَّه ليس في الآية السابقة إشارة إلى الحرام أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا.
قلنا: أوّلًا: هذا هو الغالب في موارد الغفلة: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ.
وثانياً: لعلّ (لبدا) يُراد به تلبّد المسؤوليّة، وهي لا تكون إلّا من الحرام.
وثالثاً: إنَّه مع التنزّل فالمسؤوليّة الأخلاقيّة موجودةٌ فعلًا حتّى في الحلال؛ لأنَّ نفس زيادة الصرف مخلٌّ بجانب الأخلاق.
****
قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ:
استفهامٌ أفرادي لأخذ الأفراد بالنعم، وبالقدرة التي أوجدت هذه الآيات.
وهذا الاستفهام مسوقٌ لأجل البرهان على الاستفهامين السابقين وأنَّ الله تعالى يراه ويقدر عليه، وهو واضحٌ. وحاصل الدليل: أنَّ الذي فعل ذلك لا شكّ أنَّه عالمٌ قادرٌ.
فمن ناحية علمه يراه، ومن ناحية قدرته يقدر عليه.
أو بتقريبٍ آخر: إنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، فيلزم الإقرار بأنَّ هذا هو عطاء الله سبحانه.
إذن فالله عنده مثل ذلك، لا أعني الجوارح، بل نشاط تلك الجوارح وصفاتها الرئيسية بالشكل الذي يناسب ذاته.
فحيث يرى الإنسان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 199
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومنها: العلم، والله تعالى عليمٌ فوق كلّ علمٍ.
ومنها: الإحاطة والسيطرة المقرونة بإمكان العقاب.
ومن هنا فهمنا منها معنى التهديد، أو فهم التهديد من رؤية الله أو علمه بالعصيان.
فإن قلت: فإنَّه ليس في الآية السابقة إشارة إلى الحرام أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا.
قلنا: أوّلًا: هذا هو الغالب في موارد الغفلة: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ.
وثانياً: لعلّ (لبدا) يُراد به تلبّد المسؤوليّة، وهي لا تكون إلّا من الحرام.
وثالثاً: إنَّه مع التنزّل فالمسؤوليّة الأخلاقيّة موجودةٌ فعلًا حتّى في الحلال؛ لأنَّ نفس زيادة الصرف مخلٌّ بجانب الأخلاق.
****
قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ:
استفهامٌ أفرادي لأخذ الأفراد بالنعم، وبالقدرة التي أوجدت هذه الآيات.
وهذا الاستفهام مسوقٌ لأجل البرهان على الاستفهامين السابقين وأنَّ الله تعالى يراه ويقدر عليه، وهو واضحٌ. وحاصل الدليل: أنَّ الذي فعل ذلك لا شكّ أنَّه عالمٌ قادرٌ.
فمن ناحية علمه يراه، ومن ناحية قدرته يقدر عليه.
أو بتقريبٍ آخر: إنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، فيلزم الإقرار بأنَّ هذا هو عطاء الله سبحانه.
إذن فالله عنده مثل ذلك، لا أعني الجوارح، بل نشاط تلك الجوارح وصفاتها الرئيسية بالشكل الذي يناسب ذاته.
فحيث يرى الإنسان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 199
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 199
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعينيه إذن فالله يرى؛ لأنَّه أعطى الرؤية، وحيث إنَّ الإنسان ينطق، فالله تعالى ينطق وهو متكلّمٌ وقد كلّم موسى تكليماً.
وحيث إنَّ الإنسان عاقلٌ وعالمٌ ومدركٌ للنجدين- وهو طريق الحقّ وطريق الضلال- فالله تعالى أيضاً عاقلٌ وعالمٌ؛ لأنَّه أعطى العلم والعقل.
ولكن الله تعالى لا يوصف بالعقل لا لأنَّه لا عقل له، بل لأنَّه فوق العقل ومستغنٍ عن العقل ومطّلع على أُمورٍ كثيرةٍ لا نهاية لها تخفى على العقل. ونسبة العقل إليه كنسبة الشمعة إلى نور الشمس.
نعم، يوصف الموجود الأوّل بالعقل، فيسمّى بالعقل الأوّل؛ لأنَّ خصّيصته الرئيسية هي الإدراك؛ حيث يدرك ذاته وعلّته بالعلم الحضوري، ويدرك غيره بالعلم الحصولي.
****
قوله تعالى: وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ:
لماذا التخصيص باللسان والشفتين؟
ولماذا ذكر الشفتين ولم يذكر السمع؟
ولماذا قال: (لساناً وشفتين) مع أنَّه يكفي أحدهما للرمز عن النطق؟
والجواب عنه:
أولًا: أنَّ كلًا منهما يساعد على النطق، ولا سبيل إليه بدونهما معاً.
ثانياً: أنَّ كلًا منهما يساعد على نطق بعض الحروف، فمجموعها يساعد على الجميع.
فإن قلت: فإنَّ من الحروف ما لا يكون لسانيّاً ولا شفويّاً بل حلقيّاً، كالحاء والهاء.
قلنا: هذا ممّا لا يعرفه الناس يومئذٍ ويتخيّلون اعتماد الحروف كلّها على
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً.
مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعينيه إذن فالله يرى؛ لأنَّه أعطى الرؤية، وحيث إنَّ الإنسان ينطق، فالله تعالى ينطق وهو متكلّمٌ وقد كلّم موسى تكليماً.
وحيث إنَّ الإنسان عاقلٌ وعالمٌ ومدركٌ للنجدين- وهو طريق الحقّ وطريق الضلال- فالله تعالى أيضاً عاقلٌ وعالمٌ؛ لأنَّه أعطى العلم والعقل.
ولكن الله تعالى لا يوصف بالعقل لا لأنَّه لا عقل له، بل لأنَّه فوق العقل ومستغنٍ عن العقل ومطّلع على أُمورٍ كثيرةٍ لا نهاية لها تخفى على العقل. ونسبة العقل إليه كنسبة الشمعة إلى نور الشمس.
نعم، يوصف الموجود الأوّل بالعقل، فيسمّى بالعقل الأوّل؛ لأنَّ خصّيصته الرئيسية هي الإدراك؛ حيث يدرك ذاته وعلّته بالعلم الحضوري، ويدرك غيره بالعلم الحصولي.
****
قوله تعالى: وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ:
لماذا التخصيص باللسان والشفتين؟
ولماذا ذكر الشفتين ولم يذكر السمع؟
ولماذا قال: (لساناً وشفتين) مع أنَّه يكفي أحدهما للرمز عن النطق؟
والجواب عنه:
أولًا: أنَّ كلًا منهما يساعد على النطق، ولا سبيل إليه بدونهما معاً.
ثانياً: أنَّ كلًا منهما يساعد على نطق بعض الحروف، فمجموعها يساعد على الجميع.
فإن قلت: فإنَّ من الحروف ما لا يكون لسانيّاً ولا شفويّاً بل حلقيّاً، كالحاء والهاء.
قلنا: هذا ممّا لا يعرفه الناس يومئذٍ ويتخيّلون اعتماد الحروف كلّها على
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً.
مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 200
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً. مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذين العضوين، بل على اللسان فقط، وقد أضاف الشفتين أيضاً. مع أنَّ أكثر الحروف بهذين، والحروف الحلقيّة قليلةٌ، فقد ذكر الأغلب مورداً.
ثالثاً: أنَّه إشارةٌ إلى مرتبتين من القدرة الكلاميّة، فالشفّة هي القدرة البسيطة، واللسان هو القدرة العالية. يُقال: هو لسنٌ وذو لسانٍ أي: ذو نطقٌ جيّدٌ.
وبتعبيرٍ آخر: إنَّ الشفتين لمطلق النطق واللسان للنطق المطلق، وإنَّما قدّم اللسان للنسق.
ولماذا ذكر (الشفتين) ولم يذكر اليدين أو الرجلين، مع أنَّه موافقٌ مع النسق ومع ذكر النعم؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص200
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأوّل: بما عرفناه من أنَّ النطق لا يتمّ إلّا بهما مع اللسان.
الثاني: أنَّه اختياري للمتكلّم.
الثالث: أنَّه هو المرتبط بالمعاني السابقة، وهو ما يدلّ على عقل الإنسان بخلاف يديه ورجليه؛ فإنَّ للحيوان مثلها، وليس للحيوان نطقٌ ليتمّ الدليل السابق: أنَّه أعطى العقل وأعطى النطق الذي من سنخه.
ولماذا لم يذكر السمع، مع أنَّه لا ينافي النسق، كما لو قال: ولساناً وأُذنين؟
والجواب عنه: أنَّه لا ربط له بالسابق من ناحيتين:
الأُولى: أنَّ حراسة المال تكون بالعين لا بالاذن، ولذا يقال: هو عينٌ على ماله يعني: حارسٌ.
وأمّا قوله: هُوَ أُذُنٌ فيراد به تصديقه لكلّ ما يقال له.
الثانية: أنَّ الدليل الأساسي في السياق لا يتوقّف على السمع؛ فإنَّ النطق
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأوّل: بما عرفناه من أنَّ النطق لا يتمّ إلّا بهما مع اللسان.
الثاني: أنَّه اختياري للمتكلّم.
الثالث: أنَّه هو المرتبط بالمعاني السابقة، وهو ما يدلّ على عقل الإنسان بخلاف يديه ورجليه؛ فإنَّ للحيوان مثلها، وليس للحيوان نطقٌ ليتمّ الدليل السابق: أنَّه أعطى العقل وأعطى النطق الذي من سنخه.
ولماذا لم يذكر السمع، مع أنَّه لا ينافي النسق، كما لو قال: ولساناً وأُذنين؟
والجواب عنه: أنَّه لا ربط له بالسابق من ناحيتين:
الأُولى: أنَّ حراسة المال تكون بالعين لا بالاذن، ولذا يقال: هو عينٌ على ماله يعني: حارسٌ.
وأمّا قوله: هُوَ أُذُنٌ فيراد به تصديقه لكلّ ما يقال له.
الثانية: أنَّ الدليل الأساسي في السياق لا يتوقّف على السمع؛ فإنَّ النطق
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 201
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهمّ؛ لأنَّه دالٌّ على العقل الذي يختلف به عن الحيوان.
فإن قلت: فإنَّ البصر يشترك به مع الحيوان كالسمع، فلماذا ذكره؟
قلنا: لأنَّه أهمّ الحواس ظاهراً، وبه الحياة الأساسيّة، بل هو ألزم للإنسان من السمع عرفاً، وإن كان السمع أرسخ في الخلقة؛ لتأخّر ذهابه عن البصر، إلّا أنَّ هذا ممّا لا يفهمه العرف، والآية وردت مجاراةً للعرف.
قال في (المفردات): اللسان الجارحة وقوّتها. وقوله: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يعني به من قوّة لسانه؛ فإنَّ العقدة لم تكن في الجارحة، وإنما كانت في قوّته التي هي النطق به.
ويُقال لكلّ قوم لسانٌ.
ولِسنٌ بكسر اللام أي: لغة. قال: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ وقال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ.
فاختلاف الألسنة إشارةٌ إلى اختلاف اللغات واختلاف النغمات؛ فإنَّ لكلّ إنسانٍ نغمةً مخصوصةً يميّزها السمع، كما أنَّ له صورةً مخصوصةً يميّزها البصر.
ومعه يكون للسان عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الجارحة.
الثانية: كلّ فوائد الجارحة.
الثالثة: اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهمّ؛ لأنَّه دالٌّ على العقل الذي يختلف به عن الحيوان.
فإن قلت: فإنَّ البصر يشترك به مع الحيوان كالسمع، فلماذا ذكره؟
قلنا: لأنَّه أهمّ الحواس ظاهراً، وبه الحياة الأساسيّة، بل هو ألزم للإنسان من السمع عرفاً، وإن كان السمع أرسخ في الخلقة؛ لتأخّر ذهابه عن البصر، إلّا أنَّ هذا ممّا لا يفهمه العرف، والآية وردت مجاراةً للعرف.
قال في (المفردات): اللسان الجارحة وقوّتها. وقوله: وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يعني به من قوّة لسانه؛ فإنَّ العقدة لم تكن في الجارحة، وإنما كانت في قوّته التي هي النطق به.
ويُقال لكلّ قوم لسانٌ.
ولِسنٌ بكسر اللام أي: لغة. قال: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ وقال: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ.
فاختلاف الألسنة إشارةٌ إلى اختلاف اللغات واختلاف النغمات؛ فإنَّ لكلّ إنسانٍ نغمةً مخصوصةً يميّزها السمع، كما أنَّ له صورةً مخصوصةً يميّزها البصر.
ومعه يكون للسان عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الجارحة.
الثانية: كلّ فوائد الجارحة.
الثالثة: اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 202
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة: اللهجة.
الخامسة: النغمة.
السادسة: الإشارة إلى إتمام الخلقة النوعيّة.
****
قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ:
قال في (المفردات): النجد المكان الغليظ الرفيع (العالي) وقوله: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فذلك مثلٌ لطريقي الحقّ والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والجميل والقبيح في الفعال (يعني: العلّة والمعلول) وبيّن أنَّه عرّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ.
والنجد اسم صقعٍ.
وأنجده قصده.
ورجل نَجِد ونجيد ونَجْد أي: قوي شديد بيّن النجدة. واستنجدته طلبت نجدته، فأنجدني أي: أعانني بنجدته أي: شجاعته وقوته.
ومعه تكون له عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الطريقان كيف كانا.
الثانية: طريقا الحقّ والباطل، وهو معنى مجازي.
الثالثة: مرتفعان مجازيّان في حياة الإنسان، كالفقر والغنى والراحة والتعب والعافية والبلاء والمرض والشفاء وغيرها.
الرابعة: ولعلّ المراد من النجدين النهدين، ولم أجدها في المصادر، وإنَّما ذكره بعضهم، وهو من آيات الله في قدرة الرضيع الصغير على فعالية الإرتضاع.
وهذا حملٌ للمذكورات في الآية على معنىً حقيقي وعلى معنىً من
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 203
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة: اللهجة.
الخامسة: النغمة.
السادسة: الإشارة إلى إتمام الخلقة النوعيّة.
****
قوله تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ:
قال في (المفردات): النجد المكان الغليظ الرفيع (العالي) وقوله: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فذلك مثلٌ لطريقي الحقّ والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والجميل والقبيح في الفعال (يعني: العلّة والمعلول) وبيّن أنَّه عرّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ.
والنجد اسم صقعٍ.
وأنجده قصده.
ورجل نَجِد ونجيد ونَجْد أي: قوي شديد بيّن النجدة. واستنجدته طلبت نجدته، فأنجدني أي: أعانني بنجدته أي: شجاعته وقوته.
ومعه تكون له عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: الطريقان كيف كانا.
الثانية: طريقا الحقّ والباطل، وهو معنى مجازي.
الثالثة: مرتفعان مجازيّان في حياة الإنسان، كالفقر والغنى والراحة والتعب والعافية والبلاء والمرض والشفاء وغيرها.
الرابعة: ولعلّ المراد من النجدين النهدين، ولم أجدها في المصادر، وإنَّما ذكره بعضهم، وهو من آيات الله في قدرة الرضيع الصغير على فعالية الإرتضاع.
وهذا حملٌ للمذكورات في الآية على معنىً حقيقي وعلى معنىً من
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 203
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻