-الليل الطويل-

هذا هو الليل الطويل
ونحنُ في أرقٍ
نسايرهُ
على املِ امرئ القيس
الذي في غفلةِ الجلّاس قال له انجلي
هذا الذي وضع المعاركَ والحروب على يديهِ
كأنه يضع الكواكبَ والنجومَ
ورغم أن الشمس تسطع في الظهيرةِ
يرفع العربيّ كفّه
غير أنّه لا يراها
أين خدرُ عنيزةٍ، أين الدخولُ فحوملِ
قفصٌ محشّىً بالظلامِ
فما هو الأقسى: العمى أم حلكةٌ سوداءَ
أعمق من فضاءٍ شاسعٍ؟!
وتخطّ عودك فوق كبريتٍ وتشخطُ .. هذه النارُ التي في القلبِ
تحرقُ عمركَ المقضيّ لكن لا تضيء لك الطريقَ
وهذه الأقدامُ حولكَ ساقها حطبٌ
فلا تزدِ الحريقَ
ولا تقل خذل الأخلّاء الصديقَ ..
ولا صديق هناكَ، لا أصحابَ لا أعداءَ
تسهرُ خائفاً أن يستمرّ الحلمُ حلماً .. خائفاً أن تستفيقا
قاتل الله الإشاعةَ
عندما قالوا سينقذ آخر الموتى الغريقا
بعدها مات الغريقُ وعادَ آخر ميّتٍ يروي الحقيقةَ
ما هوَ الأقسى: الغشاوةُ أم تجاهلها ..
وليلٌ مثل موج البحرِ ..
موجٌ فوق موجٍ
إنّك غارقٌ لا شكّ .. حتى لو نأيت بكلكلِ
..
هذا هو الليلُ الطويلُ
أسير وحدي في الطريقِ
ولست أعرفُ منزلي
هذا هو الليل الطويلُ
ولو أدرته من جميع جهاتهِ
هو منقذي هو قاتلي هو مقتلي
سقطت عليّ من السماءِ
نجومه
وتفجّرتْ .. وأنا أجهّزُ معولي
هذا هو الليلُ الطويلُ
فلا يغرّكَ
بعض أنوارٍ تفضّ مسافةً
وتذيبُ أخرى ..
فإنّ قناعةَ هاربٍ بالحظِّ
أوهى من قناعةِ عالقٍ في الريحِ يدفعها ..
فلا تهلكْ أسىً وتجمّلي
هذا هو الليلُ الطويلُ
كأنه .. يمتدّ من شفقٍ إلى خيطٍ دقيقٍ لا يرى
#علي_سباع