Telegram Group & Telegram Channel
دراية للعلوم الإنسانية
تمعّر وجهه ١/ ٢ تعتبر الكتابات الغربية التي تناقش الأفكار ومراجعتها وما نتج عنها من ظواهر من أسرع الكتابات بين الأمم، وأحياناً تنشأ ظاهرة وتتبلور فكرة بعد مدة ثم تنقد ويتجاوز القوم ولمّا تصل إلى الأمم الأخرى! وهذا له بيئة وعوامل عدة منها توسع الدراسات الأكاديمية…
تمعر وجهه 2 / 2


إن حالة الاحتفاء بالمشاعرتُعتبر طبيعية لدى الإنسان إذ أنها تطرب جانب "ما" لديه، والمستجد في الأمر درجة الغلو والمبالغة في رفع قيمة المشاعر وتوظيف أدوات التأثير على الإنسان بتهييجها وإذكاء المشاعر لديها، وهنا يبدأ التأمل والنقاش حول ظاهر عبادة المشاعر.
تُعتبر ظاهرة الفردانية والذاتانية" -حسب تعبير باول فيتيز- من أظهر الحالات التي عززت تقديس المشاعر لدى الأجيال المتأخر؛ إذ أن ضعف أو غياب المؤسسات الاجتماعية المعهودة(المسجد - الأسرة- المدرسة…) في بناء المجتمع مع الإعلاء من قيمة الذات الثناء عليها وأنها تستحق أكثر مما أوتيت وإن لم تنل هذا الاستحقاق فإنها حزينة مظلومة - وأحيانا لا تشير إلى من هضمها حقها! - وتستمر بدعوى المظلومية، فهذه العوامل المركبة من حالة اجتماعية وفردية تعتبر بيئة خصبة ومثالية وجاذبة لتعالي المشاعر وتقديمها حتى على المجتمع بدوائر تأثيره القريبة المماسة والمتوسطة والبعيدة، ومما يُذكر في هذا السياق أن الفرد في العصر الحديث عايش السرديات الكبرى(التنوير - الحداثة - الماركسية…) وجعلها معقد آماله وطموحه وخلاصه فسعى بخطى حثيثة لإنجاحها لكن باء سعيه بالفشل والبوار، فانكفأ على ذاته يفتش عن معنى يجعله سعيداً ويدفعه للحياة لكن نتيجة تراجع السرديات الكبرى أقوى من أن يقاومها فأل أو طموح جديد، وكان نتيجة ذلك شعور الإحباط واليأس يدفع الفرد إلى الاحتفاء بالذات فحسب، وما بعده فليجرِ عليه الطوفان، إلا أن حالة الغلو الذاتي والفرداني تخالف طبيعة الإنسان فكلما توغلت الذاتية والفردانية شعر بالوحشة والاغتراب، فالتمس من المشاعر ما يضمد تلك الوحشة ويداويها، فأحياناً تكون الجماهير وحياة الشهرة ما يجد فيها مشاعره، وأحياناً يتطلب شعور اللطف والحنان والاهتمام وتنميق الكلام والمبالغة في المظاهر قد تُوجد في نفسه الشعور بالرضاء، ومما يلاحظ أن نمطاً من المُثل بدأت تخْفت ويقلّ الاحتفاء بها مثل حب التضحية والإيثار على حساب منظومة مشاعر النرجسية وحب الذات والأنانية، والملاحظة الأخرى أن البيئة المثالية لطغيان المشاعر هي حالة الرفاه النسبي في المجتمعات الرأسمالية مع غياب السرديات الكبرى التي تفسر معنى الحياة.


أ.عبدالله السليم

https://www.group-telegram.com/us/Deerayah.com



group-telegram.com/Deerayah/611
Create:
Last Update:

تمعر وجهه 2 / 2


إن حالة الاحتفاء بالمشاعرتُعتبر طبيعية لدى الإنسان إذ أنها تطرب جانب "ما" لديه، والمستجد في الأمر درجة الغلو والمبالغة في رفع قيمة المشاعر وتوظيف أدوات التأثير على الإنسان بتهييجها وإذكاء المشاعر لديها، وهنا يبدأ التأمل والنقاش حول ظاهر عبادة المشاعر.
تُعتبر ظاهرة الفردانية والذاتانية" -حسب تعبير باول فيتيز- من أظهر الحالات التي عززت تقديس المشاعر لدى الأجيال المتأخر؛ إذ أن ضعف أو غياب المؤسسات الاجتماعية المعهودة(المسجد - الأسرة- المدرسة…) في بناء المجتمع مع الإعلاء من قيمة الذات الثناء عليها وأنها تستحق أكثر مما أوتيت وإن لم تنل هذا الاستحقاق فإنها حزينة مظلومة - وأحيانا لا تشير إلى من هضمها حقها! - وتستمر بدعوى المظلومية، فهذه العوامل المركبة من حالة اجتماعية وفردية تعتبر بيئة خصبة ومثالية وجاذبة لتعالي المشاعر وتقديمها حتى على المجتمع بدوائر تأثيره القريبة المماسة والمتوسطة والبعيدة، ومما يُذكر في هذا السياق أن الفرد في العصر الحديث عايش السرديات الكبرى(التنوير - الحداثة - الماركسية…) وجعلها معقد آماله وطموحه وخلاصه فسعى بخطى حثيثة لإنجاحها لكن باء سعيه بالفشل والبوار، فانكفأ على ذاته يفتش عن معنى يجعله سعيداً ويدفعه للحياة لكن نتيجة تراجع السرديات الكبرى أقوى من أن يقاومها فأل أو طموح جديد، وكان نتيجة ذلك شعور الإحباط واليأس يدفع الفرد إلى الاحتفاء بالذات فحسب، وما بعده فليجرِ عليه الطوفان، إلا أن حالة الغلو الذاتي والفرداني تخالف طبيعة الإنسان فكلما توغلت الذاتية والفردانية شعر بالوحشة والاغتراب، فالتمس من المشاعر ما يضمد تلك الوحشة ويداويها، فأحياناً تكون الجماهير وحياة الشهرة ما يجد فيها مشاعره، وأحياناً يتطلب شعور اللطف والحنان والاهتمام وتنميق الكلام والمبالغة في المظاهر قد تُوجد في نفسه الشعور بالرضاء، ومما يلاحظ أن نمطاً من المُثل بدأت تخْفت ويقلّ الاحتفاء بها مثل حب التضحية والإيثار على حساب منظومة مشاعر النرجسية وحب الذات والأنانية، والملاحظة الأخرى أن البيئة المثالية لطغيان المشاعر هي حالة الرفاه النسبي في المجتمعات الرأسمالية مع غياب السرديات الكبرى التي تفسر معنى الحياة.


أ.عبدالله السليم

https://www.group-telegram.com/us/Deerayah.com

BY دراية للعلوم الإنسانية




Share with your friend now:
group-telegram.com/Deerayah/611

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Investors took profits on Friday while they could ahead of the weekend, explained Tom Essaye, founder of Sevens Report Research. Saturday and Sunday could easily bring unfortunate news on the war front—and traders would rather be able to sell any recent winnings at Friday’s earlier prices than wait for a potentially lower price at Monday’s open. But because group chats and the channel features are not end-to-end encrypted, Galperin said user privacy is potentially under threat. Now safely in France with his spouse and three of his children, Kliuchnikov scrolls through Telegram to learn about the devastation happening in his home country. Update March 8, 2022: EFF has clarified that Channels and Groups are not fully encrypted, end-to-end, updated our post to link to Telegram’s FAQ for Cloud and Secret chats, updated to clarify that auto-delete is available for group and channel admins, and added some additional links. These administrators had built substantial positions in these scrips prior to the circulation of recommendations and offloaded their positions subsequent to rise in price of these scrips, making significant profits at the expense of unsuspecting investors, Sebi noted.
from us


Telegram دراية للعلوم الإنسانية
FROM American