Telegram Group Search
من يتأمل ما علمنا إياه الله ورسله من "المناهج العقلية" في إبطال الألوهية يجده يعود لحرف واحد: ملازمة النقص، فكل ما يظن كونه إلهًا مما سوى الله فلا ريب أن ناقص، فلو ظهر لنا موجود لم نكن نعلمه من قبل، وكان في نفس الأمر ليس إلهًا، فلا بد أن فيه من النقص ما يهتدي به كل أحد لكونه ليس إلهًا، فالكامل الغني هو الله وحده؛ لبراهين الوحدانية، فكل ما سواه ناقص، وتأمل طريقة الله ورسله في ذلك:
- ففي قصة إبراهيم عليه السلام مع الأصنام أبطل ألوهيتها بكونها لا تنطق {مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ}.
ومن الإلزامات الضعيفة المشهورة اليوم قول بعضهم: يلزم إذن أن الناطق إله، فأنا أنطق لم لا تتخذونني إلهًا؟!
وهذا كلام في غاية الفساد، فإن وجود الشرط لا يستلزم وجود المشروط، وقد نبه على هذا الغلط فخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م، في تفسيره بقوله: «وليس المقصود من هذا أن العجل لو كان يكلمهم لكان إلهًا؛ لأن الشيء يجوز أن يكون مشروطًا بشروط كثيرة، ففوات واحد منها يقتضي فوات المشروط، ولكن حصول الواحد فيها لا يقتضي حصول المشروط».

- وكذلك إبطال ألوهية العجل في قصة موسى عليه السلام، فقد أبطلها بعدم الكلام والهداية، والكلام عليها مشهور.

- وكذلك إبطال ألوهية المسيح عليه السلام، فقد نبه الله على إبطالها بكونه له أم ويأكل الطعام، ولا ريب أن من كان كذلك فهو ناقص محتاج لغيره في وجوده وبقائه.

- وكذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدجال ودعواه الألوهية لم يذكر مما يدل على بطلان ألوهيته ونقصه إلا العور، والحديث في الصحيحين.

فتأمل أحوال الأنبياء وما ذكره الله في القرآن، لا تكاد تجد لطريقة الجسمية ذكرًا، مع كون العلم بكون ذلك الشيء جسمًا أسهل من العلم بكونه لا يتكلم مثلًا، أو كونه يأفل كما في الكواكب، فكون الشمس جسمًا متحيزًا لا يحتاج إلى كبير عناء، خلافًا للأفول، فلعل إبراهيم عليه السلام انتظر 16 ساعة ليحصل الأفول! ومع ذلك لا ترى للجسمية ذكر في حجج الأنبياء.
وليعلم أني لا أستدل بذلك على صحة الجسمية، ولا على غلط الاستدلال بالجسمية، ومن يأخذ هذا من كلامي فقد افترى، بل غرضي بيان طريق أنبياء الله ورسله الذين هم أتم الناس طريقة.

وأما قول القائل: «من لا يقول بطريق حدوث الأجسام فلا يعرف إبطال ألوهية عطارد»، فهذا الكلام عندي دون أن يتكلم عليه، فإن بطلان ألوهية عطارد أظهر من أن تسوق فيها برهان الحدوث المشهور، ويحتاج المرء إلى أن يعرف ما يقرب من 500 صفحة في تحقيق أن الإله ما تنزه عن الجسمية والحيز، وكل هذا فيه بحوث طويلة يعرفها أدنى قارئ لمطولات الكلام. فهل الذي لم يدرس هذه الأمور لن يعرف أن عطارد ليس إلهًا؟!
لذلك كنت أتهكم بمن يسأل هذا السؤال وأقول له: هل تسأل عن ألوهية عطارد المحكوم بالقوانين الكونية؟
للأسف ليس عندي دليل على أن المحكوم بالقوانين الكونية إله!
أقول هذا تسخيفًا لهذا الكلام، وكون من هو كذلك ليس إلهًا أظهر من أن نسوق برهان الحدوث لنبطل إلهيته.
مع أن هذا الذي قررته يمكن أن يقرر بطريقة تناسب أهل البحث والنظر، برد ذلك لمقدمة الوجوب والإمكان.

وأصل هذا الأمر من فخر الدين الرازي، فإنه قال: «وإن كانت ممنوعة (= مقدمة تماثل الأجسام)، فنقول فلم لا يجوز أن يقال إله العالم هو الشمس أو القمر أو الفلك أو العرش أو الكرسي، ويكون ذلك الجسم مخالفًا لماهية سائر الأجسام فكان هو قديمًا أزليًا واجب الوجود وسائر الأجسام محدثة مخلوقة، ولو أن الأولين والآخرين اجتمعوا على أن يسقطوا هذا الإلزام عن المجسمة لا يقدرون عليه؟».

قلت: والكلام على هذا من طريقين:
الأول: أنه تقدم الإشارة إلى إبطال ألوهية هذه الأمور.
الثاني: أن الرازي نفسه أبطل مقدمة تماثل الأجسام في المحصل فقد ذكر ثلاثة أدلة لأصحابه واعترض عليها كلها، فكيف علم لما كان يعتقد ببطلان تماثل الأجسام بأن الأجسام التي هي المريخ أو عطارد أو الشمس ليست إلهًا؟
فإن قلت: هو يقول بذلك في كتبه الأخرى.
قلت: لا يرد هذا علي؛ لأن الكلام عنه حال تصنيفه المحصل.

وأيضًا يعارض فخر الدين الرازي بطريق آخر يقال فيه: لو ظهر لنا موجود رأيناه لا في جهة مجرد متبري عن المادة ولواحقها، كسائر المجردات التي يثبتها الحكماء، فكيف تعلم أنه ليس رب العالمين؟!
ولذا صار ابن التلمساني إلى أننا لا نعلم حدوث المجردات إلا من جهة الشرع، فنثبت الصانع بحدوث بعض العالم، ثم نثبت النبوات، ثم نستدل على حدوث كل ما سوى الله بقوله {الله خالق كل شيء}.

وعلى كل حال فهذه الطريقة التي شرحتها هي طريقة الله ورسله، ومن مرض القلب أن يظن الإنسان أن ما تعلمه من العلماء من المتكلمين أتم برهانًا من طريقة الله ورسله، ويكفي ذلك أمارة على الحرمان من البصائر، {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3150
قناة || فارس بن عامر العجمي
من يتأمل ما علمنا إياه الله ورسله من "المناهج العقلية" في إبطال الألوهية يجده يعود لحرف واحد: ملازمة النقص، فكل ما يظن كونه إلهًا مما سوى الله فلا ريب أن ناقص، فلو ظهر لنا موجود لم نكن نعلمه من قبل، وكان في نفس الأمر ليس إلهًا، فلا بد أن فيه من النقص ما يهتدي…
تتمة:

هذا الطريق القرآني -في أصله- يبطل ألوهية حتى المجردات، بينما من لا يعرف كون الشيء ليس إلهًا إلا بالجسمية ونحوها، فلا يعلم بطلان ألوهية مجرد ما.

وتحت هذا -الذي أذكره- كلام كثير، يسر الله بسطه ونشره.

خاتمة وسانحة:
أشد أنواع التقليد هو ما يصاب به بعض المشتغلين بالعلوم العقلية! فهم لكون محل درسهم العلوم العقلية يظنون أنهم خرجوا من ربقة التقليد، وأوهمهم ذلك أنهم من السائرين في مسالك الاجتهاد، وليسوا كذلك، بل هم من جنس المشتغلين بالعلوم النقلية، وما الفرق بينهم إلا أن هذا محل درسه علم نقلي، وهذا محل درسه علم عقلي، إلا أن الثاني يزيد على الأول بتوهم التحقيق.
وهذا تفطن له بعض العلماء وقالوا: إن المقلد في الدليل مقلد، ولا فرق بين من قلد في المدلول فقط، وبين من قلد في الدليل والمدلول.

فيا طالب الإيقان والسالك طريق البرهان لتعلم أنك لن تكون مجتهدا ناظرا بمجرد درسك لمتن ومتنين، وحفظك لكلمة وكلمتين، بل هذا لا يكون إلا بدوام الفكر وطول التأمل والسفر في طلب حقائق الأمور، والتبري من تعظيم الأصنام سواء سميت كتبا أو أعلام، والاستمداد قبل ذلك من واهب الأفهام.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3151
من تصانيف عبد الغني النابلسي تـ1143هـ/1731م غير المطبوعة -فيما أعلم- كتاب: «قلائد المرجان في عقائد الإيمان»، قصد فيه أن يجمع صفات الله المذكورة في الكتاب والسنة، فجمع 440 صفة، وذكر أنه لم يأت على كل ما في الكتاب والسنة، ولعل مما أوصل هذه الصفات إلى هذا العدد أنه أدخل في ذلك صفات الأفعال، وهو يراها قديمة ويصرح بمذهب الماتريدية فيها.
وفي كتابه هذا أجرى الصفات مجرى واحدًا، فلم يفرق بين العلم والإرادة والقدرة ونحوها، وبين اليد والوجه والرحمة وغيرها، بل أجرى قاعدته في الباب حتى في الألوهية وفي الوحدانية! عوّل في ذلك على تقريرات الحنفية ولم أره ينقل عن أحد من الأشعرية أو الشافعية.
بل إني أحسب أنه عرض بالأشعرية في تقريره لمذهب المعطلة، ولا أجزم بذلك، وهذا قوله في تقرير مذهبه في الباب:

«قد انقسمت العقلاء في إيمانهم بالله إلى ثلاثة أقسام: منهم المشبهة ومنهم المعطلة ومنهم المنزهة، فأما المشبهة...»،، وذكرهم ثم قال: «وأما المعطلة فهم طائفة يزعمون الإيمان بالله تعالى أيضًا، وقد مشوا على طريقة الطائفة الأولى إلا أن تلك الطائفة صرحوا بتشبيه الله تعالى، وأطلقوا عليه ما ذكر، وهذه الطائفة زعمت التنزيه وتسترت به ظاهرًا، فتراهم يؤمنون أن الله تعالى موجود، ويصفونه بالتنزيه في وجوده بألسنتهم وهم مصرون في قلوبهم أن وجوده -تعالى- مثل وجودهم، ويصفونه تعالى بجميع صفاته منزهة في الظاهر وعلى حد ما يعلمونه في الباطن، فتراهم إذا سمعوا أن لله تعالى قدرة وإرادة وعلمًا وغضبًا ورضا ورحمة ونحو ذلك يقع في قلوبهم لهذه الصفات المذكورة معان ينفعلونها[؟] هي أعراض زائلة، فينسبونها إلى الله تعالى وهم فرحون مسرورون باطمئنان قلوبهم بما آمنوا به من صفات الله تعالى نسبوها إليه ولم ينتبهوا لغباوتهم وجهلهم بالعقائد الصحيحة أن ذلك محض خطأ وزيغ، وتراهم بعد ذلك إذا سمعوا أن الله تعالى موصوف بأن له يدًا ووجهًا واستواء ومجيئًا ونحو ذلك غضبوا وجحدوا ذلك وأنكروه! فإن أقمت لهم على ذلك دليلًا من القرآن حرفوه وبدلوه على حسب ما تقتضيه عقولهم الفاسدة الزائغة كما قال تعالى: {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} وقال تعالى: {ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}!
فتراهم يقولون: "إن اليد معناها القدرة" لا أنها صفة من صفات الله تعالى غير القدرة وما ذاك إلا أنهم لما فهموا معنى القدرة وتقرر في نفوسهم أنها قوة وقد تعقلوها بعقولهم الزائغة واطمأنوا إليها مشبهة والتبس عليهم الباطل بالحق أرجعوا اليد إليها وقالوا: "إن اليد هي القدرة"، وأما لو كان إيمانهم بأن قدرة الله تعالى منزهة عن مشابهة شيء مما يعقل أو يدرك؛ ما وجدوا في إرجاع معنى اليد إلى القدرة فائدة، وأبقوا كل صفة على ما هي عليه منزهة، وهكذا قولهم في كل وصف وصف الله تعالى به نفسه أو وصفه به نبيه يتصرفون فيه ويرجعون ما لا يفهمونه إلى ما يفهمونه ويتخيلون في الله تعالى كل نقص وهم يزعمون أنهم على شيء وأنهم مؤمنون، يظنون بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء، فقد لزمهم على صنيعهم هذا شيئان هما كفر صراح: تشبيه القدرة حيث تعقلوا لها معنى في أفهامهم، وتعطيل صفة اليد حيث لم يؤمنوا بها وأرجعوا معناها إلى القدرة، وهم أكفر من الطائفة الأولى.

وأما المنزهة فهم طائفة يؤمنون بالله حقا على حسب ما هو تعالى عليه من الوجود المنزه عن مشابهة الأكوان، وقد اعترفت بواطنهم بالعجز عن معرفته، فمعرفته عندهم عجزهم عن معرفته وصورته عندهم أن صورة له في عقولهم ونفوسهم وقد آمنوا بجميع ما ورد من أوصافه تعالى، فهم يصفونه بذلك على ما وصف به نفسه على حد ما علموا من ذلك.
وقد انقسمت صفات الله عندهم التي وصف نفسه بها أو على لسان رسوله إلى قسمين:
منها أوصاف الله تعالى مسماة بأسماء القوى الروحانية التي هي أعراض خلقها الله فيهم كالقدرة والإرادة ونحوها.
ومنها أوصاف له تعالى مسماة بأسماء الأعضاء الجسمانية كاليد والعين والوجه ونحو ذلك، فكما أن قدرتنا غير يدنا قدرته تعالى غير يده، وميزان التنزيه التام معنا نزن به الصفات الإلهية ونفرق بينها وبين الصفات الكونية، فنسلم تلك له تعالى ونتنزه عنها، ونسلم هذه لنا وننزهه عنها، ولكن لولا هذه ولولا المغايرة الواقعة بينهما لما حكمت عقولنا عليه تعالى بكونه موصوفًا بتلك متغايرة على حسب ما هي له سبحانه.
وهذه الطائفة هم أهل السنة والجماعة نصر الله تعالى كلمتهم إلى قيام الساعة».

وهذا كلامه في بعض الصفات لتعلم طريقته:
«الصفة الأولى: الربوبية، قال تعالى: {رب العالمين}... والذي نعتقده أن هذه الصفة قائمة بذاته تعالى على حد ما يعلم لا على حد ما نعلم لا نؤول ولا نحمل على الظاهر».

وقال: «الصفة الرابعة: ملك يوم الدين، قال تعالى: {مالك يوم الدين}، فالذي نعتقده أن ذلك صفة لله تعالى غير محمولة على المعنى المفهوم لنا ولا مؤولة عندنا».
@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3152
وقال: «الصفة الحادية عشر: القدرة على كل شيء، قال تعالى: {إن الله على كل شيء قدير}، فالذي نعتقده أن هذه الصفة لله تعالى غير مفهومة لنا لأن جميع ما نفهمه من ذلك عرض، والأعراض لا تقوم بذات الله تعالى، ولا نؤول ذلك أيضا».

وقال: «الصفة الحادية والسبعون: الواحدية، قال تعالى: {إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون}، فالذي نعتقده أن هذه الصفة قديمة لله تعالى منزهة عما نفهم من غير تأويل».

وقال: «الصفة الثانية والثلاثون والمائة: اليد، قال تعالى: {بيدك الخير} وقال: {يد الله فوق أيديهم}، فالذي نعتقده أن هذه صفة قديمة لله تعالى تخالف جميع ما نفهمه منها ولا نؤولها».

قلت: مما كنت أقوله في هذا الباب أن مما ينبغي أن يتكلم فيه أن الألفاظ العربية المستعملة في حق الحق تعالى إن كانت موضوعة للمعاني المسانخة لطبائع الإمكان فلا بد من تأويل الخلق والزرق والفطر وغير ذلك، وقد نظرت في بعض ما لا يستشكل من الصفات كالسمع -عند الأشعرية والماتريدية- في كتب متن اللغة فوجدتهم يذكرون أن السمع هو ما في صماخ الأذن ونحو ذلك من العبارات المسانخ معناها للممكن، فلم لا يكون القول في السمع كالقول في الرحمة واليد؟
وأظهر من رأيته يطرد في هذا الباب -ويقول: قانون سائر ما أخبر الله به عن نفسه واحد- طوائف منهم:
السلفية، فالذي يقولونه في العلم يقولونه في الرحمة والمجيء واليد من أنها معلومة وكيفها مجهول والإيمان بها واجب والسؤال عنه بدعة، فيسوون القول في هذا الباب.

القرامطة الذين اشتهر* عنهم سلب النقيضين ولم يفرقوا -في غالب أمرهم- بين صفة وصفة.

وعبد الغني النابلسي في كتابه هذا.

أما بعض الأشعرية وبعض الماتريدية وبعض الأثرية في كلامهم التفريق بين بعض الصفات وبعض، وهذا مما أخذه على الأشعرية ملا إبراهيم الكوراني 1101هـ/1690م في جعلهم الرحمة رقة في القلب وكيف نفساني وفرقوا بينها وبين الإرادة والعلم مع كون الباب واحدًا. وقد نقلت كلامه هنا (https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/1097).

أما العدلية فكذلك فرقوا بين بعض الصفات وبعض، ومذهبهم فيه تفصيل كثير، لا يناسب هذه الإشارة.
وعلى كل حال الكلام في هذه المسألة طويل الذيل، وإنما الغرض التنبيه على ما في هذه الرسالة للنابلسي.

ــــــــــــــ
* هذا المشهور فيه بحث قد ذكرته في السنابشات قبل سنوات، وإن شاء الله أنشر مضمونه لاحقًا.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3153
قناة || فارس بن عامر العجمي
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3155
أطلعني فاضل على مقطع لرجل يدرس المنطق وهو مصطفى عبد النبي، ومضمون المقطع* أنه جعل حضور المدرَك عند الحاسة من قبيل العلم الحضوري، وهذا الذي وقع من بيان العلم الحضوري بالإبصار ونحوه هو أمر شاع عند بعض الطلاب والمدرسين وليس خاصًا بهذا المدرس، وهذا المثال الشائع قد نبه على كونه خلاف التحقيق بعض العلماء المتأخرين كالميرزاهد ومولوي بحر العلوم غيرهما، فقالوا: المدرك في العلم الحصولي قد يكون حاضرًا عند الحاسة لكنه لا يكفي في الانكشاف، لأنه لو كفى لكانت الحاسة مدركة وهو خلاف المقرر عندهم من كون الآلة نوافذ ونواقل لا مدركات، بل المدرك هو النفس، وهذه القوى آلات الإدراك، أما في العلم الحضوري –كعلمنا بذواتنا- فحضور المعلوم كافٍ في الانكشاف، ولا يتوسط ذلك صورة منطبعة ولا غير ذلك. وفي المقام بحوث تتعلق بكيفية وقوع الإبصار والخلاف فيه، وليس هذا محل ذكره. وإنما المقصود تنبيه الطلبة على ما في هذا المثال الشائع.

ــــــــــــــــــــ
* رابط المقطع (https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3154).

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3155
Forwarded from کاتبان
🔸تحقيق أم تضييع لأثر علمي؟
(إطلالة على تحقيق غير علمي من شرح الإشارات والتنبيهات للأرموي)

🔹
حمید عطائی نظری

ملخّص البحث:
سنتناول في مقالنا هذا عدداً من الأصول والمعايير العامّة التي يجب أن تتوفّر في التحقيقات العلمية، وتوضيح أهم الفوارق بينها وبين التحقيقات غير العلمية، ومن ثمّ نقوم بتعريف وتقييم التحقيق الذي قام به الشيخ عمّار التميمي لشرح الإشارات والتنبيهات لسراج الدين الأرموي (ت 682هـ)، ونحاول من خلال هذه الدراسة والتقييم أن نوضّح أنّ التحقيق الذي قام به الشيخ عمّار التميمي من شرح الإشارات والتنبيهات للأرموي عبارة عن تحقيق خاطئ وفيه العديد من العثرات، حيث لم تتمّ فيه بشكل دقيق وكامل رعاية أيّ أصل من أصول وقواعد التحقيق العلمي للنصوص، ولذلك فإنّ الكتاب المذكور لا بدّ وأن يحقّق ويطبع من جديد.


https://ataeinazari.kateban.com/post/5398

@kateban
قناة || فارس بن عامر العجمي
🔸تحقيق أم تضييع لأثر علمي؟ (إطلالة على تحقيق غير علمي من شرح الإشارات والتنبيهات للأرموي) 🔹حمید عطائی نظری ملخّص البحث: سنتناول في مقالنا هذا عدداً من الأصول والمعايير العامّة التي يجب أن تتوفّر في التحقيقات العلمية، وتوضيح أهم الفوارق بينها وبين التحقيقات…
تحقيق أ. عمار التميمي لشرح الأرموي طالعته بنفسي أول صدوره، وعمله عمل رجل أجنبي ليس فقط عن صنعة التحقيق، بل عن هذا العلم جملة، ففي عمله أخطاء لا ينبغي أن تفوت على مهتم بهذا العلم.
والغريب أنه اعتمد على نسخة واحدة مع كون الكتاب له نسخا متعددة وبعضها قيل في وصفه إنه بخط المؤلف.

ليس الغرض من هذا التقليل من شخص أو علم المحقق، وإنما الغرض من هذا صيانة الكتاب، وأتمنى أن يكتب له التوفيق والإجادة في قابل الأعمال.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3157
مما يقوله بعضهم في الجدل العقدي: "إلهنا ليس إلههم، ونبينا ليس نبيهم"، ومنشأ ذلك توهمهم أن الخلاف في الوصف خلاف في ذي الوصف! وهذا الذي توهموه لا يدل عليه عقل ولا شرع، بل الشرع جاء بنقيضه فيما هو أظهر مباعدة من الخلاف بين الطوائف الإسلامية، فقال الله تعالى: ﴿قُلۡ أَتُحَاۤجُّونَنَا فِی ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ﴾ [البقرة ١٣٩]

وقال: ﴿۞ وَلَا تُجَـٰدِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَ ٰ⁠حِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [العنكبوت ٤٦]

وقال: ﴿فَلِذَ ٰ⁠لِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبࣲۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [الشورى ١٥]

وكثير من هذه الآيات جاءت مخاطبة أهل الكتاب، ولا ريب أن ما يعتقدونه في صفة الرب ليس ما يعتقده المسلمون، ومع ذلك قال (إلهنا وإلهكم واحد)، فتبصر.
وزد عليه أن العقلاء يختلفون في الرجل المعين هل هو عالم أم جاهل؟ ولا يوجب هذا عندهم أن المتكلم عنه رجلان، بل رجل واحد اختلف في صفته، فإذا فهمت هذا، فافهم مثله في مسألتنا.


@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3158
فائدة للباحثين؛ من أهم قواعد التعامل مع كتب ابن تيمية أنه لا يوجد مظان لكلامه على المسائل! فمثلا هذه الرسالة ظاهرها أنها في السلوك والتصوف، لكنها انفردت ببسط مسألتين كلاميتين لم يبسطهما الشيخ في عموم كتبه كما في هذا الكتاب! فهذا أهم موضع للمسألتين!
من أظهر أمثلة هذه القاعدة: رسالته للملك المؤيد، رسالة غرضها أن يدعو له بالخير ويسلم عليه، استطرد فيها وذكر مسائل كلامية، كالقدم النوعي! والخلاف في وجود ما لا يتناهى! وتفاضل الأنبياء! والتأويل!

@
https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3159
لماذا يتراجع بعض العلماء في آخر حياته؟ || قول في طبيعة العلم

كلنا نعلم أمثلة لجماعة من العلماء غيروا آراءهم في المسائل العلمية في آخر حياتهم، سواء كانت دينية أو فلسفية أو غير ذلك، وجرب أن تنظر في كلام عالم في أول عمره وفي آخر عمره، فاقرأ لفخر الدين الرازي تـ606هـ/1210م «الإشارة في الكلام»، ثم كتابه الكبير الذي كتبه في عز شبابه «نهاية العقول»، وما سطره في آخر حياته كـ «ذم لذات الدنيا»، وكذلك ابن تيمية تـ728هـ/1328م، فآراؤه قبل قرابة سن الأربعين ليست هي آراؤه بعد سن قرابة سن الأربعين، وكذلك ما كتبه آخر حياته يخالف في مسائل ما كتبه في ما سبق، ومن المعلوم لك أن فيتغنشتاين تـ1370هـ/1951م مر بمرحلتين: الأولى التي بينها في «رسالة منطقية فلسفية»، والثانية التي بينها في كتابه الذي قيل إنه نشر بعد وفاته «تحقيقات فلسفية». وهذا الأمر لا يكاد يخلو منه عالم وفيلسوف يتأمل فيما حصله من العلوم، أما من يكرر ما تقرر فهذا من أشد الناس ثابتًا، والناس يظنون ثباته لتحقيقه لا يدرون أنه لتقليده، ولا أعني بذلك أن كل من ثبت على رأي فقد قلد، بل قد يكون الرأي حقًا وما زادته الأيام إلا تأكيدًا لكونه حقًا.
فالسؤال: لم يتراجع هؤلاء ويغيرون رأيهم؟
الجواب المشهور عند الناس -وهو جواب صحيح-: أنه تبين له خطأ قوله القديم، وأعاد التأمل فيما قال، فبان له خطؤه. لكن تحت هذا الجواب سر وتدقيق وتأمل وهو غرضي من هذا الرقم والكتابة، وهذا السر هو:
أن من تأمل العلوم وطبيعتها علم أن حقيقة العلم ليس في أن تعرف ويحصل في ذهنك صورة المسألة المعينة، وتكون محفوظة في قلبك، فهذا يسير واليوم مع تذليل العلوم وتقريبها هو أيسر وأقرب، لكن حقيقة العلوم لا تبدو لك إلا بأن تتلبس بروحك وقلبك وعقلك، فإذا تلبست بك واتحدت بها، بدأت تبذل لك وتقطر عليك قطرة بعد قطرة، ولا تدري إلا وقد مضى عمرك وأنت ما حصلت من حقيقة العلم إلا شيئًا قليلًا! ولعلك تقول: هذا الكلام محض شِعْر لا دليل عليه، فأقول لك: لو أنك تأملت في العلوم والعلماء لعلمت صحت ما أقوله لك، ووجدت دليله، فانظر لأي علم من العلوم التي تعرف، وخذ كتبه من أول زمن وضعه وتأليفه حتى يومنا هذا، مثلًا «الطب» أو «أصول الفقه»*، فستجد أنه في أول أمره لم يحصّل الأذكياء الذين خاضوا فيه إلا رؤسًا منه، ثم ما زال الناس يزيدون عليه ويكتبون ويصححون ويضيفون حتى انتهى بنا الحال لما بلغناه، فانظر كم جلس البشر يبحثون في الطب ليصلوا لما وصلنا إليه الآن، مع إقرار أهله اليوم -مع ما حصلوه- بأن ما يجهلونه كثير، وهذا يبين لك أن العلم لا يكفيه العمر، ولو عشت ألف سنة ولن تعيشها، فبلوغك لمرحلة يبدأ العلم فيها يعطيك حقيقته تحتاج لوقت كثير من معاناته ومذاكرته والتأمل فيه، وأما مقدار ما يعطيك فيعتمد على مدة عمرك وداوم طلبك لحقيقته، وهو في كل مرة يعطيك قطرة منه، ثم قطرة، ولا تدري كم سيحصل لك منه، وبهذا تعرف حقيقة قول أبي يوسف تـ182هـ/798م: «العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك».
وإن لامس كلامي هذا روحك -كما لامسني- فكلما ضيعت وقتًا ستتحسر كما أتحسر أنا الآن كلما ضيعت وقتًا في أمر ما.

ـــــــــــــــــ
* ملكات العلم الذي هو حاصل بالطبع للناظر، ليس كتدوين العلم، فلو أتيت بأحسن العرب لسانًا وفصاحة من الجاهليين وطلبت منه أن يحرر لنا حقائق ما حصل له بالطبع من البلاغة والبيان والنحو والصرف ونحو ذلك، لم يقدر على أن يأتي بمعشار ما وضعه سيبويه في كتابه ولا ابن الحاجب في كافيته، وشرح هذا يطول، لكني أحببت التنبيه عليه ليرتفع عنك بعض الإشكالات التي قد تتوهم.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3160
من يعرف غير هذه المراجع مما ترجم ويهم المختص، فأرجو أن يفيدنا. وليعلم أني لم أضع المراجع والأدلة في القانون أو السياسة أو الإدارة أو الذكاء أو اللغويات ونحو ذلك.

هذا ما يحضرني مما ترجم من المراجع أو الأدلة في المعرفة والفلسفة والدين:

*المعرفة:
مرجع كامبريدج في إبستمولوجيا الدين. الروافد الثقافية.
مرجع روتلدج في فلسفة الذاكرة. روافد الثقافية.


*الفلسفة والكلام والدين:
دليل أكسفورد للفلسفة. هيئة البحرين.
دليل كامبريدج في تاريخ الفلسفة العربية. مؤمنون بلا حدود.
مرجع أكسفورد في فلسفة الدين. نادي الكتاب.
مرجع أكسفورد في علم الدين الإدراكي. الروافد الثقافية.
المرجع في سوسيولوجيا الدين (كتاب أكسفورد)، الشبكة العربية.
المرجع في العلمانية. الشبكة العربية.
المرجع في علم الكلام. مركز نماء.
دليل كامبريدج إلى علم الكلام الإسلامي. الروافد الثقافية.
مرجع أكسفورد في الدراسات القرآنية. مركز نهوض.
مرجع أكسفورد في الفقه الإسلامي وأصوله وتاريخه. مركز نهوض.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3161
لأغراض علمية أتمنى الجواب على هذا السؤال، مع ملاحظة أمرين:
- الموضوعية.
- عدم قراءة أي تعليق كتبه أحد قبلك، اكتب ما تبادر لذهنك مباشرة.

السؤال: حينما تسمع مصطلح "السلفية المعاصرة" ما هو الحد الزمني لها؟ يرجى تحديد الحقبة ولو تقريبًا.

أؤكد أن هذا السؤال لأغراض علمية، ولمعرفة المعهود الذهني عند المخاطبين، وهو يفيد كل من يريد الكتابة عن السلفية المعاصرة من أي انتماء كان، فيصير جوابكم أيها الكرام مساعدًا لمن سيحرر هذا المصطلح في أي بحث علمي، فأتمنى التعامل مع الأمر بجدية وموضوعية.


@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3162
قناة || فارس بن عامر العجمي
لأغراض علمية أتمنى الجواب على هذا السؤال، مع ملاحظة أمرين: - الموضوعية. - عدم قراءة أي تعليق كتبه أحد قبلك، اكتب ما تبادر لذهنك مباشرة. السؤال: حينما تسمع مصطلح "السلفية المعاصرة" ما هو الحد الزمني لها؟ يرجى تحديد الحقبة ولو تقريبًا. أؤكد أن هذا السؤال لأغراض…
أولا: أشكر كل من أجاب وتفاعل، فإني لم أظن أن أحدًا من الناس يدخل محمد بن عبد الوهاب ومن بعده إلى وقتنا الحاضر في السلفية المعاصرة، وبدى لي الآن أن عددًا من الناس تفهم ذلك، منهم سلفية ومنهم غير سلفية، وهذه من فوائد مواقع التواصل.

ثانيًا: أنا لا أستطيع فهم قول من يدخل محمد بن عبد الوهاب ونحوه في السلفية المعاصرة، فحين يقال: "سلفية معاصرة" فنحن نتكلم عن شيء موصوف بصفتين وقيدين:
١- السلفية.
٢- المعاصرة.

وابن عبد الوهاب ولد 1115هـ وتوفي 1206هـ، فكيف يكون معاصرًا؟ هل نحن نعد الصنعاني تـ1182هـ أو بحر العلوم اللكنوي تـ1225هـ أو الدسوقي تـ1230هـ أو الشوكاني تـ1250هـ أو العطار تـ1250هـ أو السبزواري تـ1289هـ وغيرهم معاصرین؟
لا ريب أنهم ليسوا بمعاصرين.

لذا أنا أتفق مع من يؤرخ ذلك بما بعد الدولة السعودية الثالثة، أو قل القرن العشرين وما بعد، أما تعيين البدء بالدقة فهذا مما تختلف فيه الأنظار، والقول فيه يستدعي تأملًا ونظرًا.
كذلك ممن يدخل في اسم السلفية عند بعضهم أصحاب الحركة والتيار الإصلاحي، وهؤلاء لا ريب أنهم من المعاصرين، لكن بحثهم ضمن السلفية المعاصرة يتحفظ عليه بعض الباحثين، وعندي أن الأضبط والأحوط أنه لا بد لمن استعمل هذا اللفظ "السلفية المعاصرة" وكان مضمرًا خروج هؤلاء من حد بحثه أن ينصص على خروجهم.
أخيرًا مما يغفل عنه أن الكلام على السلفية المعاصرة ليس كالكلام على السلفية، فالسلفية طائفة لهم مقالات، أما السلفية المعاصرة فهي تيار، والتيار لا يبحث كبحث الطوائف والفرق.
عند محاورة مخالفه المسلم يقول ذاما له:
أنت مجسم متأثر باليهود والنصارى والكتاب المقدس!

عند محاورة المسيحي:
الكتاب المقدس ذكر نبوة النبي ﷺ!


المقصود: أن الكتاب المقدس يشتمل على حق ووحي لم يحرف كنبوة النبي والنهي عن الشرك والقتل والزنا، ويشتمل على باطل وتحريف لوحي الله وشرعه. فإن كان محض موافقة الكتاب المقدس توجب ذما؛ لوجب ذمك لموافقتك إياه في النبوة وغيرها، لكنك لا تجعل ذلك ذما، فلا يكون ذما لغيرك.

فإن قلتَ: بل الذم يلحقه لكونه يوافقهم على ما دل الدليل على أنه باطل، فوافقهم في الباطل.
قلتُ: إذن اذكر دليل البطلان، ودع ذكر الموافقة للكتاب المقدس، فإنه لا يفيدك، بل لعل خصمك يقول: هذا من آثار النبوة الباقية التي لم تحرف.
وبالمناسبة، جماعة من اليهود يؤولون النصوص المقدسة التي ظواهرها التجسيم في نظرهم، فلخصمك أن يقلب ذلك عليك، ويقول: تأويل النصوص المقدس لدعوى التجسيم من مذاهب اليهود، وأنت موافق لهم.

وكذلك لما يحاور الرجل أخاه المسلم ذاما له:
أنت متأثر باليونان، فتعبد عدما لا داخل ولا خارج ولا متصل ولا منفصل ولا كذا ولا كذا.

وفي مقام آخر يقول:
إثبات العلو قال به قدماء الفلاسفة كما حكى ابن رشد تـ595هـ/1198م ذلك عنهم.

وتصبح موافقة الفلاسفة ليست مذمومة!

الحاصل:
هذه خطابيات لفظية، والعاقل لا تؤثر فيه، والجاهل يتعلق بها، وتؤثر فيه مثل عبارات: معطلة مجسمة جهمية كرامية... إلخ.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3164
هذا الذي ذكره الدكتور عقيل لي معه تجربة، وهي:
أني كنت لا أكاد أقيد شيئًا وأعتمد على ذاكرتي مدة ليست بالقصيرة، ثم وقع لي أمران:
١- لما أردت كتابة بعض البحوث وجدت أني إما نسيت مكان بعض المعلومات وأمضي وقتًا طويلًا في البحث عنها، وقد أقف عليها وقد لا أقف، بل بعضها لم أقف عليه إلى اليوم! ولا أدري أين مر بي مع قطعي أنه مر بي ووجود قرائن تبين أني غير واهم في ذلك.
٢- أني أجد على بعض الكتب علامة تدل على قرٱتي هذا الموضع، وهو موضع مهم ولولا ما وجدته من الإشارة لشككت أني قرأت هذا الموضع، وأحيانا يذكر لي بعض الناس أمرًا في كتاب أنا قرأته، فإذا ما رجعت وجدت أني واقف عليه، لكني نسيت ذلك تمامًا.
أما الآن فأحاول غالبًا أن أقيد ما يمر بي، حتى بلغ أحد الملفات عندي فوق 2000 صفحة ولله الحمد والفضل، وإذا رجعت له وجدت فيه من المعلومات ما نسيته تمامًا.
نعم فعلت ذلك في فترة متأخرة، لكن أن تفعل أكمل من ألا تفعل.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3165
الشيخ عبد القادر المجاوي تـ1332هـ/1914م ممن تأثر بتقريرات ابن تيمية تـ728هـ/1328م وملا إبراهيم الكوراني تـ1101هـ/1690م وشيخه القشاشي تـ1071هـ/1661م في مسألة تأثير القدرة الحادثة، وكان ملاحظًا لكتاب «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية، وأيضا يلاحظ ابن القيم تـ751هـ/1350م في كتابه «شفاء العليل» ويصرح بالنقل عنها وعن غيرها، ويجعل ذلك مذهبًا للمحققين من أهل السنة. ولا أعني بذلك أنه مطابق لقوله في القدر وأفعال العباد.
قناة || فارس بن عامر العجمي
https://youtu.be/aOLaRQxMbLE?si=lGIlJnMPLsPT5MLC
ما ذكرته في هذا المقطع من أنه لا يصح ولا يتصور أن يؤخذ من القول بالتحسين والتقبيح الشرعي أن الأشعرية تقدم النقل والشرع على العقل؛ وجدت أن المحقق ساجقلي زاده تـ1145هـ/1732م أشار له فقال:

«والحق، أنَّ الدلائل النقلية قد تفيد اليقين في المسائل الشرعية بقرائن مشاهدة من المنقول عنه أو متواترة عنه تدلُّ تلك القرائن على انتفاء الاحتمالات المذكورة.
"وأما المعارض العقلي فلا يُتَصَوَرُ هنا"؛ إذْ لا طريق للعقل في المسائل الشرعية».

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3167
في وطننا العربي ظاهرة غير حسنة، وهي من المواضع الكاشفة لما نعيشه من أزمة في الكتابة العلمية، وهي: مقدمات التحقيق، فحين أفتح مقدمات التحقيق في بعض الطبعات الأكاديمية الغربية والشرقية أجد فهمًا حقيقيًا لطبيعة مقدمة نشر النص، فالباحث يتكلم عن النص، وقيمته العلمية، والوثائق والمستندات العلمية المسوغة لنشره لهذا النص منسوبًا لهذا العلم من تلك الحقبة المعينة، وتجد فحصا للوثائق التي اعتمدها وهي المخطوطات، وملاحظة لأنسابها وصلتها ببعض، والكشف عن مصادر المؤلف وغير ذلك من الأمور الخادمة لهذه الوثيقة الكاشفة عن حقيقتها.

لكن في عالمنا العربي نجد جماعة ليست قليلة تتخذ مقدمات التحقيق محلًا للمعارك والخصومات والجدال وكذلك حواشي التحقيق، وهذا حال غير طبيعي، ناشئ من كون المحقق يعيش معركة لا يحقق نصًا. بل بعضهم يحقق نصًا ليرد على المؤلف! وليس يضمن حواشيه ردًا، بل يحقق النص فقط لغرض كتابة حواشي للرد على المؤلف*.

أيها الكريم: الباحثون بعدك يعتمدون على فحصك للمخطوطات وعملك عليها وتحليلك لها، فكن عند هذه الأمانة وقم بواجبها، وأما المعارك فلها محلها، فلا ينبغي أن تترك المهم والمتعين في حقك، لغير المهم والمتعين.
............

* بعض الناس يقرأ كلامي هذا ويظن أن المقصود السلفية فقط، ولا شك أن بعض السلفية مقصود بهذا الكلام، لكن من يفهم أني أقصد السلفية فقط فهو متعصب لا يرى إلا خصومه، وإلا هذه ظاهرة منتشرة في عالمنا العربي عامة، ومن الأمثلة غير السلفية: الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، فكان مولعًا بكتابة حواشي نقدية مذهبية من جنس ما يفعله السلفية، وكذلك سعيد فودة لا سيما مؤخرًا مع كتب وحدة الوجود، ونظائر هذا كثيرة في كل الطوائف السنية والشيعية.
عقلنا العربي مريض بقطع النظر عن انتماءتنا العقدية، فالإشكال في طبيعة التفكير لا في المفكر فيه.

@ https://www.group-telegram.com/IFALajmi.com/3168
2024/11/15 02:44:20
Back to Top
HTML Embed Code: