Telegram Group & Telegram Channel
[من أخبار العُقَلاء]

قال ابن حزم في رسائله:

"محارب بن دثار، أحد أئمة أهل السنة، وعمران بن حطان، أحد أئمة الصُّفرية من الخوارج: كانا صديقين مخلصين زميلين إلى الحج، لم يَتحارَجا قط.

عبد الرحمن بن أبي ليلى كان يقدم عليا على عثمان، وعبد الله بن عُكيم كان يقدم عثمان على علي، وكانا صديقين لم يتحارجا قط. وماتت أم عبد الرحمن فقدم للصلاة عليها ابن عكيم.

طلحة بن مصرّف، وزُبيد اليامي: صديقان متصافيان، وكان طلحة يقدم عثمان، وكان زبيد يقدم عليا، ولم يتحارجا قط.

داود بن أبي هند، إمام السنة، وموسى بن سيار، من أئمة القدرية: كانا صديقين متصافيين خمسين سنة، لم يتحارجا قط.

سليمان التيمي، إمام أهل السنة، والفضل الرقاشي إمام المعتزلة: كانا صديقين إلى أن ماتا متصافيين، وتزوج سليمان بنتَ الفضل، وهي أم المعتمر بن سليمان".

وأصل هذا الكلام مأخوذ عن الإمام العِجلي، حيث قال:

"وكان طلحة بن مصرف وزُبيد اليامي متواخيين، وكان طلحة عثمانيا، وكان زبيد علويا، وكان طلحة يحرم النبيذ، وكان زيد يشرب، ومات طلحة فأوصى إلى زبيد.

وكان عبد الله بن إدريس الأودي وعبثر بن القاسم أبو زبيد الزبيدي متواخيين، وكان عبد الله بن إدريس عثمانيا، وكان عبثر علويا، وكان ابن إدريس يحرم النبيذ، وكان عبثر يشربه، ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دَين عليه حتى قضاه.

وكان عبد الله بن عُكيم الجهني، وكان جاهليا أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري متواخيين، وكان عبد الله بن عُكيم عثمانيا، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويا، وما سُمع يتذاكران شيئا من ذلك، إلا أن بن عكيم قال لعبد الرحمن بن أبي ليلى يوما: أما إن صاحبك -يعني عليا- لو صبر لأتاه الناس.

وماتت أم عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقدم عليها ابن عكيم، فصلى عليها".

وفي طبقات ابن سعد:

"حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن موسى الجهني، عن ابنة عبد الله بن عكيم، قالت: كان عبد الله بن عكيم يحب عثمان، وكان ابن أبي ليلى يحب عليا، وكانا متواخيين. قالت: فما سمعتُهما يتذاكران شيئا قط، إلا أني سمعت أبي يقول لعبد الرحمن بن أبي ليلى: لو أن صاحبك صبر أتاه الناس."

وقد سَمع هذا الكلام من عبد الرحمن بن مهدي الإمام أحمد بن حنبل ورواه، كما في تاريخ بغداد للخطيب: ترجمة عبد الله بن عُكيم. وقد علق الخطيب على رواية: "وما رأيت أحدًا منهما يكلم صاحبه"، بقوله: "يعني كلام مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي".

وقال الإمام أحمد: "كان طلحة وزبيد مصلاهما واحد، وكان طلحة عثمانيا وزبيد علويا، وكان طلحة من الخيار، ولا يدفع زبيد عن حجته، وكان طلحة يحرم المسكر، وزبيد لا يحرمه". يقصد بالمسكر: النبيذ على مذهب فقهاء الكوفة.

وفي تاريخ الإسلام للذهبي:

"وقال أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان أبو وائل عثمانيا، وكان زر بن حبيش علويا، وما رأيت واحدا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا، وكان زر أكبر من أبي وائل، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدث أبو وائل مع زر".

هؤلاء هم السلف الصالح! وهذه هي آدابهم!

وهذه الآداب، التي تتقبل الاختلاف وتحترم حقه، هي التي على مثلها يتعايش الناس، وتتآلف القلوب في الوطن الواحد.

[كتبه الشريف حاتم العوني، حفظه الله]

#أدب
#نوادر



group-telegram.com/KonnashAMQ/324
Create:
Last Update:

[من أخبار العُقَلاء]

قال ابن حزم في رسائله:

"محارب بن دثار، أحد أئمة أهل السنة، وعمران بن حطان، أحد أئمة الصُّفرية من الخوارج: كانا صديقين مخلصين زميلين إلى الحج، لم يَتحارَجا قط.

عبد الرحمن بن أبي ليلى كان يقدم عليا على عثمان، وعبد الله بن عُكيم كان يقدم عثمان على علي، وكانا صديقين لم يتحارجا قط. وماتت أم عبد الرحمن فقدم للصلاة عليها ابن عكيم.

طلحة بن مصرّف، وزُبيد اليامي: صديقان متصافيان، وكان طلحة يقدم عثمان، وكان زبيد يقدم عليا، ولم يتحارجا قط.

داود بن أبي هند، إمام السنة، وموسى بن سيار، من أئمة القدرية: كانا صديقين متصافيين خمسين سنة، لم يتحارجا قط.

سليمان التيمي، إمام أهل السنة، والفضل الرقاشي إمام المعتزلة: كانا صديقين إلى أن ماتا متصافيين، وتزوج سليمان بنتَ الفضل، وهي أم المعتمر بن سليمان".

وأصل هذا الكلام مأخوذ عن الإمام العِجلي، حيث قال:

"وكان طلحة بن مصرف وزُبيد اليامي متواخيين، وكان طلحة عثمانيا، وكان زبيد علويا، وكان طلحة يحرم النبيذ، وكان زيد يشرب، ومات طلحة فأوصى إلى زبيد.

وكان عبد الله بن إدريس الأودي وعبثر بن القاسم أبو زبيد الزبيدي متواخيين، وكان عبد الله بن إدريس عثمانيا، وكان عبثر علويا، وكان ابن إدريس يحرم النبيذ، وكان عبثر يشربه، ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دَين عليه حتى قضاه.

وكان عبد الله بن عُكيم الجهني، وكان جاهليا أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري متواخيين، وكان عبد الله بن عُكيم عثمانيا، وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويا، وما سُمع يتذاكران شيئا من ذلك، إلا أن بن عكيم قال لعبد الرحمن بن أبي ليلى يوما: أما إن صاحبك -يعني عليا- لو صبر لأتاه الناس.

وماتت أم عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقدم عليها ابن عكيم، فصلى عليها".

وفي طبقات ابن سعد:

"حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن موسى الجهني، عن ابنة عبد الله بن عكيم، قالت: كان عبد الله بن عكيم يحب عثمان، وكان ابن أبي ليلى يحب عليا، وكانا متواخيين. قالت: فما سمعتُهما يتذاكران شيئا قط، إلا أني سمعت أبي يقول لعبد الرحمن بن أبي ليلى: لو أن صاحبك صبر أتاه الناس."

وقد سَمع هذا الكلام من عبد الرحمن بن مهدي الإمام أحمد بن حنبل ورواه، كما في تاريخ بغداد للخطيب: ترجمة عبد الله بن عُكيم. وقد علق الخطيب على رواية: "وما رأيت أحدًا منهما يكلم صاحبه"، بقوله: "يعني كلام مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي".

وقال الإمام أحمد: "كان طلحة وزبيد مصلاهما واحد، وكان طلحة عثمانيا وزبيد علويا، وكان طلحة من الخيار، ولا يدفع زبيد عن حجته، وكان طلحة يحرم المسكر، وزبيد لا يحرمه". يقصد بالمسكر: النبيذ على مذهب فقهاء الكوفة.

وفي تاريخ الإسلام للذهبي:

"وقال أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان أبو وائل عثمانيا، وكان زر بن حبيش علويا، وما رأيت واحدا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا، وكان زر أكبر من أبي وائل، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدث أبو وائل مع زر".

هؤلاء هم السلف الصالح! وهذه هي آدابهم!

وهذه الآداب، التي تتقبل الاختلاف وتحترم حقه، هي التي على مثلها يتعايش الناس، وتتآلف القلوب في الوطن الواحد.

[كتبه الشريف حاتم العوني، حفظه الله]

#أدب
#نوادر

BY الأترجة || كناشة أبي الحسن


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/KonnashAMQ/324

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The company maintains that it cannot act against individual or group chats, which are “private amongst their participants,” but it will respond to requests in relation to sticker sets, channels and bots which are publicly available. During the invasion of Ukraine, Pavel Durov has wrestled with this issue a lot more prominently than he has before. Channels like Donbass Insider and Bellum Acta, as reported by Foreign Policy, started pumping out pro-Russian propaganda as the invasion began. So much so that the Ukrainian National Security and Defense Council issued a statement labeling which accounts are Russian-backed. Ukrainian officials, in potential violation of the Geneva Convention, have shared imagery of dead and captured Russian soldiers on the platform. He floated the idea of restricting the use of Telegram in Ukraine and Russia, a suggestion that was met with fierce opposition from users. Shortly after, Durov backed off the idea. The S&P 500 fell 1.3% to 4,204.36, and the Dow Jones Industrial Average was down 0.7% to 32,943.33. The Dow posted a fifth straight weekly loss — its longest losing streak since 2019. The Nasdaq Composite tumbled 2.2% to 12,843.81. Though all three indexes opened in the green, stocks took a turn after a new report showed U.S. consumer sentiment deteriorated more than expected in early March as consumers' inflation expectations soared to the highest since 1981. Right now the digital security needs of Russians and Ukrainians are very different, and they lead to very different caveats about how to mitigate the risks associated with using Telegram. For Ukrainians in Ukraine, whose physical safety is at risk because they are in a war zone, digital security is probably not their highest priority. They may value access to news and communication with their loved ones over making sure that all of their communications are encrypted in such a manner that they are indecipherable to Telegram, its employees, or governments with court orders. Russians and Ukrainians are both prolific users of Telegram. They rely on the app for channels that act as newsfeeds, group chats (both public and private), and one-to-one communication. Since the Russian invasion of Ukraine, Telegram has remained an important lifeline for both Russians and Ukrainians, as a way of staying aware of the latest news and keeping in touch with loved ones.
from us


Telegram الأترجة || كناشة أبي الحسن
FROM American