group-telegram.com/MuhshabanAyoub/509
Last Update:
في يوليو سنة 1243م وقعت معركة في تركيا اسمها كوسه داغ kösedağ (الجبل الأقرع بالعربية)، وفيها انتصر المغول على سلاجقة الأناضول بقيادة سلطان خايب اسمه غياث الدين كيسخرو الثاني، لم يكن يملك لا الخبرة العسكرية، ولا السياسية، وكان غارقًا في التفاهة واللهو والملذات كما تشير المصادر التي ترجمت له، وبحلول الليل هرب ونفذ بجلده من ساحة المعركة وترك دولته تواجه مصيرها فارتكب المغول الجرائم والإبادات الجماعية.
والذي ترتب على هذه المعركة كان من الناحية الإستراتيجية على مستوى الأمة كارثي، فقد دخلت الأناضول كلها تحت التبعية المغولية، وهذا الدخول كان عونا للمغول من ناحية المؤن والاقتصاد لاستمرار هجماتهم على العراق وبلاد الشام القريبة، فأبادوا بغداد في 1258 و حلب في 1259 واحتلوا دمشق في نفس العام يعني سيطروا على العراق والشام في ظرف سنة، ولولا معركة عين جالوت أمام المماليك لدخلوا مصر وفعلوا في القاهرة ما فعلوه في بغداد، ولكن المماليك لم يكونوا في جُبن العباسيين ولا السلاجقة ولا الأيوبيين المتأخرين في الشام.
كل هذا بسبب نوع من السلاطين قليلي الخبرة بالواقع السياسي والعسكري، وقد سبق غياث الدين بعض سلاطين الخوارزميين الذين جهلوا أيضًا قوة المغول العسكرية عالميًا فكانوا سببا في إبادة الملايين من رعاياهم.
والمقصد من هذه القصة أن التربية العقدية أيضًا لها دور ضخم في إنشاء القادة؛ فعلى الجهة الأخرى وجود قيادات مثل صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي وقادة المماليك الكبار مثل ركن الدين بيبرس وسيف الدين قلاوون ممن رُبوا على الإسلام والجاهزية العسكرية، والتمرس على الجهاد في سبيل الله كان له أعظم الأثر في إحياء الأمة بعد موتها فيما بعد.
اليوم نحن بحاجة لتربية أجيال لا تخشى إلا الله، وتعمل بكل جد لتحرير هذه الأمة ولو بعد حين من حالة الخزي والهوان والضعف والتبعية التي نراها في أنفسنا وإخواننا منذ عقود!
BY قناة: محمد شعبان أيوب
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/MuhshabanAyoub/509