Telegram Group Search
من أعظم ما كتب إبراهيم السكران فك الله سجنه - وكل كتبه عظيم - كتاب الماجريات، وهو يتناول ظاهرة الانغماس في الواقع السياسي والشبكي (التكنولوجي) وخطورتها على النفس والأعمال والمقاصد، وحدّد أسسًا للتعامل معها، وهو منطلق في هذا بالنظرة الأصولية التي تبني الأمور على "فروض العين" و"فروض الكفايات".
وبحسبه؛ فإن الذي ينخرط في الواقع السياسي المعاصر بكل تفاصيله يجب أن يكون ملمّا بأمرين؛ التخصص العلمي، والتأهيل الشرعي والأخلاقي. وعلى طالب العلم أن يدرك المجمَل مما يحدث، وأن يُكمل بناءه العلمي أولا ثم يتعاطى مع الواقع السياسي عند استكمال العدة.

وهذا كلام صحيح في مجلمه إلا أن الذي لم يشر إليه السكران نفسه، وأمسى هو نفسه ضحية من ضحاياها؛ مسألة "الدولة الحديثة" التي كلما ابتعدتَ عن آثارها وما يدور فيها أخذتك أخذًا في نفسك ومالك وعملك وحياتك، وبعثرتها حتى إذا أردتَ أن تتفرغ لمشروع كنت مضطرًا إلى التشتت، وإذا أردت أن تعرف سبب هذا التشتت رأيتَ العلّة في الدولة والسياسة المعاصرة!

فمِن أول مشكلة الرزق اليومي إلى قضية فلسطين كلها اليوم أصبحت مرتبطة بالدولة الحديثة، ومِن الطلاق إلى عمل المرأة وضوابط هذا العمل كلها أيضًا مرتبطة بالأحداث الجسيمة التي قامت بها الدولة الحديثة في الفكر والسلوك المؤسسي واليومي للناس!
لا أريد أن أضخّم وأسترسل وأجعل ذلك مبررًا لحضّ الناس للانشغال بالسياسة، ولكني أومن بالمقولة الرائجة على لسان نجم الدين أربكان رحمه الله: "المسلمون الذين لا يهتمون بالسياسة ، يحكمهم سياسيون لا يهتمون بالاسلام"!

للأسف السياسة اليوم الليبرالية منها خاصة هي السيطرة المطلقة على الحياة، والسيّد الأعلى للأخلاق والقيم والفضائل!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
دعونا لا ننسى اعتراف نتنياهو في تسجيله مع إيلون ماسك انه بعد هزيمة حماس في غزة سوف يطبق خطة مارشال على كل العرب على غرار خطة الحلفاء بعد هزيمة اليابان وألمانيا وتقضي بتغيير الهوية والدين والقيم والأهداف كما فعل في مع 3 دول عربية
حتى الان

وهذا اعتراف منه أن غزة هي خط الدفاع الاول عنا جميعا
اللهم صل وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سمعت مقاولا جاهلا كان يريد عمل ثورة اسمه محمد علي يصف الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه بالمحتل، وهذا الجاهل لا يدرك أنه لولا عمرو بن العاص لكان هو نفسه كافرًا لا يؤمن بالله وحده!

العجيب أن العيال بتوع كيمت وغيرهم أخذوا كلامه على محمل الجد وطاروا به كل مطارٍ، ولكن يجب أن نقرر أن العلماء يعتبرون مَن سبّ صاحبيًا شهد له الرسول بالمكانة والمنزلة بأنه فاسق فاجر، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن العاص: "أسلمَ الناسُ وآمن عمرو".

ثم إننا نحن المصريين المسلمين خاصة مدينون لهذا الرجل العظيم الذي حرص كل الحرص على تجاوز فلسطين رغم تردد وخوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونشر رسالة الإسلام في مصر، وظل عدة أعوام يفتحها من شمالها لجنوبها، بل وأمَّنَ الأقباطَ على أنفسهم ومعتقداتهم وهذا ثابت مقرر في تاريخهم وتاريخ مصر.

ولن أدخل في جدلية "الغزو" و "الفتح"؛ إذ الفارق بينهما ضخم بين من يدخل ويمتص خيرات الناس، ويذلهم ويجعلهم عبيدًا، وبين من ينشر بينهم دين الإسلام فيجعلهم والسابقون الأولون سواسية في أخوة الدين، وها هم الأقباط لم يرغمهم أحد على دينهم ولو حصل لكانوا قد ارتدوا منذ القرن الأول من الهجرة بعد وفاة عمرو وتعاقب الولاة من خلفه، ثم إن عمرًا لم يورّث مصر لعَقِبه من بعده حتى يكون محتلا كما كان الروم والفرس والفراعنة من قبله.

وإن اعتبرنا أن الصحابة والتابعين غزوا مصر بالمعنى اللغوي للكلمة فما العيبُ في ذلك، العبرة بالنتائج؛ اليوم 95% من الشعب مسلم موحّد فلو أن هذا الغزو كان ظالمًا لارتدّ هذا الجمع العظيم من المصريين منذ زمن، بل لقد تعرضت البلاد للغزو الفرنسي والبريطاني، وجاء البريطانيون بالمنصّرين والمبشرين وحاولوا طوال عقود منذ أواخر القرن التاسع عشر ففشلوا فشلا ذريعًا!

فأي احتلال يتكلم عنه هذا الغبي وأمثاله!
وكان أول ما جاء في روع الفرنسيين أن ينتقموا من الدولة العثمانية من خلال محمد علي باشا والي مصر الذي خرج من حرب اليونان غضبان يريد الانتقام؛ لأن الدولة العثمانية وعدته بحكم بلاد الشام، فنكصت عن وعدها، وسُحق أسطوله القوي الذي ظلّ يؤسسه سنوات طويلة، وكان سفير فرنسا في مصر دروفتي صديقا شخصيا لمحمد علي فرأى أن يوجهه لاحتلال الجزائر وتونس بدلا من احتلال بلاد الشام، وقبل محمد علي من صديقه السفير الفرنسي ذلك الاقتراح في مقابل دعم فرنسي سخي.

أرسل السفير الفرنسي في القاهرة دروفتي إلى رئيس وزراء حكومة فرنسا دبوليناك يُحسّن له ذلك الأمر، ويثني على الجيش المصري الذي أنشأه محمد علي، وكيف أنه تمكن من قبل من احتلال السودان والحجاز، وعقب استشعار فرنسا أن حليفها محمد علي باشا سيحقق هدفها أرسلت إلى الباب العالي مذكرة رسمية جاء فيها:

"إن داي الجزائر أهانَ الملك، فاعتزم الملك (الفرنسي) أن يثأر لشرفه، وليس في نية جلالته أن يُطلع الباب العالي على الوسائل التي سيلجأ إليها، بل يكتفي بأن يقول إن واجبه يقضي بأن يصون رعاياه عن الأخطار التي تهددهم، ويضمن لهم الأمن… فإن شاء السلطان أن يؤدب هذا العامل الشاذ فإن له في القوة العسكرية التي يملكها باشا مصر ما يضمن تنفيذ إرادته".

https://www.aljazeera.net/politics/2024/9/5/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%AA-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9
تخيل هو وقومه جاءوا من أشتات الأرض واحتلونا ومصوا دماءنا ثم يشتكي... فكرني بريا أو سكينة وهي بتقول عضتني في ايدي وانا بموتها !

هؤلاء جمعوا في أخلاقهم أخس الطبائع البشرية وليس بمستغرب أن يفضحهم القرآن الكريم
انظر إلى هذه المناقشة بين عالمينِ مسلمين أندلسيينِ كبيرين في رحاب المسجد الأقصى قبل ألف عام!

يقول القاضي أبو بكر بن العربي المالكي الأندلسي (ت 543هـ) تذاكرتُ بالمسجد الأقصى مع شيخنا أبي بكر الفهري الطرطوشي الأندلسي (ت 520هـ) حديث أبي ثعلبة المرفوع: «إن مِن ورائكم أياما للعامل فيها أجر خمسين منكم» . فقالوا: "منهم". فقال: " بل منكم (أي مِن الصحابة) لأنكم تجدون على الخير أعوانا، وهم لا يجدون عليه أعوانا ".

وتفاوضنا كيف يكونُ أجر مَن يأتي مِن الأمة أضعاف أجر الصحابة مع أنهم قد أسّسوا الإسلام، وعضدوا الدين، وأقاموا المنار، واقتحموا الأمصار، وحموا البيضة، ومهدوا الملة، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «لو أنفقَ أحدكم كل يوم مثل أُحدٍ ذَهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه» ، فتراجعنا القول، وتحصّل ما أوضحناه في شرح الصحيح وخلاصته: أن الصحابة كانت لهم أعمال كثيرة لا يلحقهم فيها أحد ولا يدانيهم فيها بشر، وأعمال سواها- من فروع الدين-يساويهم فيها في الأجر من أخلص إخلاصهم، وخلصها من شوائب البدع والرياء بعدهم. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب عظيم هو ابتداء الدين والإسلام، وهو أيضا انتهاؤه. . . حتى إذا قام به قائم مع احتواشه بالمخاوف، وباع نفسه في الدعاء إليه، كان له من الأجر أضعاف ما كان لمن كان متمكنا منه معانا عليه بكثرة الدعاء إلى الله".

وقد لفت نظري في تدارس العالمين الجليلين أمورًا كثيرة أولها وحدة ديار الإسلام بين المشرق والمغرب، وبركات المسجد الأقصى الذي كم زاره من عابد وعالم، وأجروا فيه من العلوم والمعارف ما يفيدنا حتى يومنا هذا، فأما الأندلسُ التي أنجبت هذين الكبيرينِ فقد سقطت، وأما الأقصى ففي طور السقوط لولا أن يتداركه المسلمون، فكَم هي الخسارة الفادحة بفقد الديار وضياع رسوم الدين على إثرها !
كيف ظهرت العلمانية .. المستشار طارق البشري رحمه الله يجيب
يُقر المستشار طارق البشري رحمه الله في كتابه "الحوار الإسلامي العلماني" بأن محمد علي لم يكن مؤسس العلمانية في مصر الحديثة، وأن الرجل حاول الإصلاح الثوري والانقلابي من خلال الجيش والمؤسسات الحديثة داخل الدولة العثمانية، ولم يسعَ قط لإسقاط هذه الدولة، وضرب على ذلك عدة أمثله في سلمه وحربه معهم.

ومع اعتراضي على هذه المقدمة لأسباب كثيرة منها طريقة بنائه للمؤسسات الحديثة، ونوعية مستشاريه وأهدافه، واحتقاره لعامة المصريين وعلمائهم؛ فإنه مهّد لضعف الأمة على حساب تقوية نفوذه ومركزه الأمر الذي سهّل من توغل العلمانية فيما بعد في عصر أحفاده خاصة إسماعيل وتوفيق وعباس حلمي ومن تلاهم.
على أن الأمر اللافت الذي أكّد عليه البشري رحمه الله أن التفوق العسكري والتغلغل الاقتصادي والثقافي هي الأسباب الأقوى في اختراق العلمانية للعالم الإسلامي سواء في تركيا أم مصر أم بلاد الشام، فالبندقية هي التي جاءت بالفكر ونشرته وحمته ودعمت أصحابه وفتحت لهم الطريق.

فالانتصار العسكري للإنجليز والفرنسيين جعلهم يُقصون دُعاة الشريعة والمنادين بها في أضيق الحدود، وفتحوا الباب واسعًا أمام العلمانيين وضرب على ذلك أمثلة من خلال جلب الإنجليز نصارى الشام الهاربين من السلطان عبد الحميد وإفساح الباب لهم لإنشاء المجلات الكبرى مثل فارس نمر وشبلي شميل وجورجي زيدان وغيرهم، بل وقدرتهم على استقطاب مصريين لصفوفهم مثل أحمد لطفي السيد ومن جاءوا بعده.

والخلاصة دون الدخول في تفاصيل كثيرة أن القوة العسكرية تكاد تكون الأساس والمحرك الأول لانتشار الأفكار والعقائد والأديان، فالإنجليز والفرنسيون والأميركان في العصر الحديث هم سدنة المعبد، وحُماة العقيدة الليبرالية والنيوليبرالية والديمقراطية الغربية القائمة على البروتستانتية الأخلاقية والفكرية، بينما كانت مُدن المدينة المنورة ودمشق وبغداد والقاهرة وإسطنبول حتى القرن 19 هم حماة الإسلام والشريعة.

فانظر وتأمل، لماذا يبيد الأميركان خيام نازحي غرة الضعفاء بقنابل زنة طن وأكثر!
لماذا هذا الرجل المقرب من الإمارات يهاجم مصر؟
والسؤال الأصوب لماذا استثمرت هذه الدول في سد النهضة؟

يقولون للزراعة وهذا صحيح جزئيا .. وأنا أقول لمد خط مائي من منابع النيل للخليج من خلال جنوب اليمن.. فضلا عن كونه مؤامرة صهيونية لضرب العرب ببعضهم.

ولهذا السبب وجود مصر في الصومال وإن كان متأخرا لكنه مفيد وسبب غضب هؤلاء، وسيكون أفضل توثيق التعاون العسكري مع جيبوتي وأريتريا والحوثي وتركيا التي لها تواجد قوي هنالك، ثم عدم السماح باستقلال جمهورية أرض الصومال التي يريدون تمرير الخط منها، وتهديد قناة السويس فيسيطرون على مصر من النيل والبحر الأحمر؛ لأن اللعبة تجويع وتعطيش مصر لتدمير الإسلام فيها.
الإستراتيجية الغربية طويلة الأمد هي إيجاد بدائل إقليمية لمحاصرة الإسلام في بلاد العرب بعد سقوط إسرائيل، وهذه البدائل هي الهند من ناحية الشرق وأثيوبيا من ناحية الغرب.
هناك تحالف صليبي أثيوبي بدأ في الباباوية في القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي، وقد كتبتُ مقالة منذ أعوام عن المحاولات التاريخية للسيطرة على النيل لتدمير مصر، وهي محاولات حبشية أوروبية في أساسها (تجدونه في الأسفل).

لهذا السبب العوائق الموضوعة أمام الأمة كبيرة وضخمة وبحاجة لمشروع مقابل يعمل على توحيد مصر وبلاد الشام والخليج والعراق والبحر الأحمر وشرق المتوسط في المرحلة الأولى، فهل سنعيش لنرى هذه الأحلام!
في أوائل التسعينيات كتب الدكتور عبد العظيم الديب رحمه الله، هذا الفقيه والأصولي والمحقق الفحل كتابًا خرج به عن المألوف في مجاله في أصول الفقه وفروعه، فقد كان الكتاب عن قضية "جنوب السودان" في إبان المعارك الدائرة بين الشمال والجنوب وقبل الانفصال بعقود.

الكتاب يرصد تاريخ التآمر الغربي على السودان عموما، ودعمهم المستميت لانفصال الجنوب عنه؛ لأسباب استعمارية وسياسية ودينية، وفي سياق الكلام لفت نظري أنه يؤكد أن بعض الدول العربية كانت تُساعد زعيم المتمردين جون قرنق بالمال والسلاح!

وقد أصابني الاستغراب ثم سرعان ما أفقتُ لنفسي حين رأيت بعض هذه الدول تساعد حميدتي اليوم ضد الجيش ووحدة البلاد، وتساعد آبي أحمد في أثيوبيا ليصبح ملك المياه والنيل بل وتعمل على إيصاله للبحر الأحمر للسيطرة عليه في مواجهة لا أقول المصالح المصرية بل وجود الدولة في مصر!
فانظر إلى حجم الخيانة للإسلام والمسلمين!
من الأمور اللافتة في عصر الخديو إسماعيل الذي ضيّع مصر، أنه اعتمدَ على الضباط الإنجليز في توسيع سيطرة مصر على جنوب السودان وأوغندا وأثيوبيا وأريتريا وحتى الصومال، ولما كان كبار ضباطه المصريين يرفعون التقارير إليه بضرورة الاعتماد على الضباط المصريين حصرًا لخطورة الإنجليز ومآلات ذلك على البلاد ومستقبلها وإطلاعهم على أسرار الدولة كان يتجاهل هذه التقارير.

والشيء الثاني هي القروض الغير مبررة التي كان يأخذها ليلا ونهارًا، ونسبة الفوائد الخطيرة العالية التي عجزت البلاد عن سدادها، وبسبب هذه السياسة الاستبدادية لإسماعيل غرقت مصر في الديون واحتلها إنجلترا واستولت على قناة السويس من قبل ذلك، واكتشفنا فيما بعد أن اعتماده على الإنجليز في التوسع في السودان ومنابع النيل كان بإيعاز منهم أصلاً، حتى إن إحدى هذه الحملات كلّفت مصر سنة 1871 حوالي 800 ألف جنيه مصري وهذا مبلغ ضخم ربما يساوي مليارات الدولارات اليوم!
وفي النهاية جاء الإنجليز واحتلوا مصر والسودان وأوغندا ومنابع النيل، وسموا المنابع باسم ملكتهم "بحيرة فيكتوريا" وزوجها "بحيرة ألبرت"، واكتشفنا أنهم كانوا يستخدمون أموال مصر ورجالها لأغراضهم الخبيثة!

ولأجل ذلك كله قال ربنا: (يا أيّها الذين آمنوا لا تَتّخذوا بِطَانة مِن دُونكم لا يألونكم خَبالا ودّوا ما عَنِتّم قد بَدَت البغضاءُ مِن أفواههم وما تُخفي صدُورهم أكبر). ولا يجب أن يُترك الحاكم يفعل ما يشاء دون رقابة وشورى؛ لأنه لا يدمر عصره فقط، بل يدمر مقدرات وحياة الأجيال التالية!
في ذروة أحداث 2011 وما تلاها وقبل الثورات المضادة سمح المغرب بتولي الإسلاميين الحكومة "الوزارات الإدارية والخدمية" تحديدا، وبقيت الوزارات المفصلية (الدفاع والداخلية والمخابرات) في يد الملك، والذي حدث أن الفشل الاقتصادي والإداري لهذه الحكومة، بل وتوقيع سعد الدين العثماني اتفاقية التطبيع مع الصهاينة قد أودى بهم في النهاية بين عامة الناس، وكانت حِنكة الملك المغربي وذكاؤه السياسي كبيرا؛ لأنه انحنى للرياح الثورية "مؤقتا" ثم استعاد سيطرته المطلقة لاحقا.

أخشى أن يكون انتصار الإسلاميين في الأردن على غرار التجربة المغربية سابقًا؛ يُفتح لهم الطريق لأن الرياح/الغضب في النفوس والمنطقة عاليًا؛ ولأن الضغط على النظام الملكي كبيرًا؛ فيتم التنفيس من خلال إيصال هؤلاء الإسلاميين للبرلمان ثم يتم التخلص منهم لاحقا.

طبعا مهما يكن فكلا التجربتين في المغرب والأردن لم تنتهج تجارب الاستئصال الأخرى في مصر وتونس والخليج وسوريا والعراق، أو الحرب الأهلية في السودان وليبيا واليمن؛ ولكن تجربة الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمين بحاجة لإعادة تقييم ذاتي وثوري ومفصلي بعد كل الفشل الذي تعرضوا له في كثير من دول المنطقة؛ اللهم إلا غرة التي جمعت بين الحُسنيين؛ التجربة السياسية، والاستقلال العسكري والمقاومة.
صهاينة أميركا.. ماذا تعرف عن الشخصيات الخفية التي أنشأت إسرائيل؟

لكن ثمة شخصية مؤثرة ومحورية وتكاد تكون خفية وكان لها الفضل الكبير في التقريب بين وايزمان وترومان، وهو التاجر ورجل الأعمال اليهودي الأميركي إدوارد جاكوبسون المعروف بإيدي جاكوبسون (ت 1955م).

فقد استطاع هذا الرجل الشريك والصديق المقرب من ترومان منذ أيام الحرب العالمية الأولى إقناعه بضرورة مقابلة وايزمان والاستماع له، وذلك على الرغم من اعتراض كثير من موظفي وزارة الخارجية الأميركية وتوصياتهم بضرورة الحياد والابتعاد عن الدعم المباشر والقوي لإسرائيل إذا أرادت أميركا أن يكون لها تأثير في الشرق الأوسط.
لقد وصف إيدي جاكوبسون صديقه زعيم الصهيونية العالمية وايزمان بأنه مثل "موسى عصره"، وهو تشبيه ديني كان له تأثير مباشر في قناعة ترومان وحرصه على مقابلته.
وفي تلك المقابلة لعب وايزمان بهدوء شديد على المعاناة الإنسانية التي تعرض لها اليهود في محارق النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية، وكيف أنه يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وحل المشكلة اليهودية بصورة جذرية.

https://www.aljazeera.net/politics/2024/9/12/%D8%B5%D9%87%D8%A7%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA
اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
من الأمور اللافتة أن الذين قادوا الحضارة الإسلامية في عصور ازدهارها كانوا شبابا..

تولى خالد بن الوليد رضي الله عنه قيادة جيوش فتح العراق والشام وهو ابن 35 - 40 سنة

تولى عُمر بن عبد العزيز الخلافة وهو ابن 35 سنة

تولى عبد الرحمن الداخل حكم الأندلس وأسس فيها دولته وهو ابن 25 سنة

تقلّد هارون الرشيد الخلافة وهو ابن 22 سنة

تولى ابنه المأمون الحكم وهو ابن 28 سنة

تولّى صلاح الدين الأيوبي قيادة جيوش مصر وهو ابن 27 وأسس الدولة الأيوبية وهو ابن 35

تولى الظاهر بيبرس حُكم مصر وهو ابن 38 سنة

تولى السلطان محمد الفاتح دولة العثمانيين وهو ابن 20 وفتح القسطنطينية وهو ابن 22 سنة

تولى السلطان سليمان القانوني حكم الدولة العثمانية وهو ابن 26 سنة

ابن بطوطة بدأ رحلته في العالم وهو ابن 25 سنة واستمر ثلاثين سنة حتى أتمّها

هذه مجرد أمثلة عابرة من تاريخنا الذي فتح الباب واسعًا للشباب ليس في الميدان الثقافي والتجاري والعسكري بل وفي قيادة الدول في أزهى عصورها زمن الصحابة والأمويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين والأمثلة لا شك أكثر من ذلك ..

لا شك أن البيئة الاجتماعية والثقافية اليوم تختلف في صور كثيرة عن عصور الماضي التي نظرت للأطفال والشباب نظرة كلها ثقة، ساعدهم على ذلك "البراح" وحيوية الحضارة الإسلامية وازدهارها بسبب الفتوحات والدعوة.
2024/10/07 09:30:44
Back to Top
HTML Embed Code: