Telegram Group Search
أرسل إلي صديق عزيز باحث دكتوراه من غانا يشكرني لأنني تناولت سيرة المجاهد ساموري توري ونضاله ضد الاحتلال الفرنسي في غرب أفريقيا، فضلا عن دوره في نشر الإسلام والدعوة إليه بين القبائل الوثنية ..


تاريخ أمتنا واحد لا يتجزأ، وقال لي: بينما كانت الدولة العثمانية والأقطار العربية في الشرق الأوسط تواجه الاستعمار كنا في غرب أفريقيا نقوم بالأمر نفسه، فنحن أمة واحدة وجسد واحد، وعدوّنا واحد.

https://www.aljazeera.net/culture/2024/9/14/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85?fbclid=IwY2xjawFTqBxleHRuA2FlbQIxMQABHYzVr-E4lKf31cFMsgPXb8Z6iFQgIJgkYlMGSrm95BsE2cEl9vh8P-BkUw_aem_HqK4GComIPYGV7RvtNFTUg
كما أن لدينا نواصب أعلنوا عداءهم لآل بيت رسول الله صلى عليه وسلم نتيجة مظالم الشيعة وانحرافاتم، فتراهم يحطون من شأن علي وبنيه رضوان الله عليهم، أمسى لدينا ذكوريون نتيجة غلو الحركة النسوية يناصبون المرأة عموما العداء حتى لو كانت أم المؤمنين رضي الله عنها، وكل هذا من الإفراط والتعصب والغلو.
اليهود عين على الأقصى وأخرى على المسجد النبوي..
ابن خلدون في نظريته "حول سقوط الدول" كان يقول إن احتياج السلطان لحماية ترفه ورفاهيته ومزاجه كان يؤدي به إلى الاهتمام بالجيش، والاهتمام بالجيش طبعا يحتاج إلى أموال، والحاجة للمال تؤدي إلى فرض "الجبايات" على الناس بنفس هذا المصطلح.

وإذا جُبيت الأموال من الناس أو قلّت قيمتها نتيجة التلاعب بالعُملة، كره الناسُ الدولة والسلطان، وزهدوا في الأعمال والصنائع، يعني يتركون أشغالهم لأنها لا تحقق آمالهم، ولا تساوي تعبهم وعرقهم اليومي، فتقل الأموال التي تجبيها الدولة منهم، فتسقط هذه الدولة، يعني نتيجة ظلمها كان وبالا عليها!

وهذه النظرية بتمامها في القرآن الكريم، في قوله تعالى: (وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَٰهَا تَدْمِيرًا).

أمرنا؛ أي جعلناهم يأتمرون بأمرنا في الإفساد، وفي قراءة: فأمّرنا، بالتشديد أي جعلنا المترفين الفاسدين هم الأمراء، فأعملوا أهواءهم وقوانينهم الفاسدة في السياسة والاجتماع، والنتيجة الحتمية هي الفساد والتدمير وهلاك العُمران والدولة.

ومن عجيب أواخر عصر المماليك كثرة هذه الجباية، وقد قرأتُ عن أنواع غريبة من الضرائب بعضها كان يُفرض لمجرد زيارة السلطان للقرى للصيد والاستمتاع تُسمى بـ"السَّرحة"، وبعضها لخروج الجيوش للحرب، بل بعضها بسبب الانتصار على الأعداء "بشرى النصر" إي والله، يعني وهم ذاهبون للحرب يأخذون ضرائب، وهم عائدون يأخذون ضرائب، طالع ياكل نازل ياكل.

وكان الأغرب ضرائب على بعض المحاصيل ، حتى إنني اكتشفت أنهم وضعوا ضريبة على القلقاس أسموها "قياس القلقاس" .. يعني إبداع في التسمية .. وفي النهاية ضج الناسُ منهم، فلما سقطوا أقاموا المهرجانات والليالي الملاح مع دخول العثمانيين البلاد، وحلّوا محل البُعدا المماليك!
ظل حزب الله يضرب في عواميد التجسس الصهيونية على الحدود لفترة طويلة، ثم أرسل هدهده لاستكشاف المواقع الإستراتيجية داخل إسرائيل، ثم كان يضرب صواريخ غير مؤثرة في مسار الحرب الدائرة بغية الردع والتهديد، وقد حقق كل ذلك تأثيرًا كبيرا ولا شك من خلال تهجير عدد كبير من الصهاينة إلى الداخل، مما تسبب في ضغط على الاقتصاد، وعلى الحكومة.

ولكن الصهاينة منذ بداية الحرب وأثنائها أثبتوا أنهم يحاولون بكل طاقتهم استغلالها لتحقيق أهداف إستراتيجية كبيرة وعلى رأسها التخلص من غرة وتقليص نفوذ حزب الله وإجباره على الانسحاب نحو نهر الليطاني شمالا، وأهدافهم الأبعد من ذلك تتمثل في التوغل في سوريا مستقبلا، كما أن هدفهم سيناء أيضا.

ورغم وضوح هذه الأهداف الإستراتيجية للصهاينة للقريب والبعيد إلا أن حزب الله تعامل معهم بمنطق الردع الجزئي والاستعراض بهدف التخويف، وليس الردع الحقيقي؛ ويبدو أن حجم الاختراق الإسرائيلي للأجهزة الإيرانية وتوابعها في المنطقة كبير جدًا منذ سقوط قاسم سليماني وإبراهيم رئيسي وحتى يومنا هذا.
والآن حزب الله بين الخضوع للصهاينة والاعتراف بعجزه والانسحاب نحو شمال نهر الليطاني أو الدخول في حرب حقيقية لأن "الحنجلة" العسكرية والسياسية لن تنفع مع اليمين الصهيوني الذي يستهدف تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل في أسرع وقت ممكن.
ما تقوم به إسرائيل اليوم نوع متقدم للغاية من الحرب الإلكترونية؛ فطوال الأمس كان الناسُ بين فريقين بخصوص أجهزة البايجر (النداء الآلي)؛ بين مُرجّح لوجود تفخيخ مسبق أو إعداد لبوردات النداء الآلي بحيث تنفجر بطاريتها ذاتيًا في أي وقت. وبين مؤيد لفكرة التهكير بدون وجود مواد متفجرة، وهو نوع متقدم من الحرب الإلكترونية يؤدي إلى تفجير بطارية الليثيوم.

واليوم يترجح فيما أظن الاحتمال الثاني؛ لأن الأخبار تتوالى عن تفجيرات لبطاريات أجهزة طاقة شمسية وبعض خزائن البنوك الإلكترونية في مناطق متفرقة في لبنان، وهذا يُرجح أن إسرائيل ضالعة في إسقاط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منذ أشهر، بل ويأخذ المعركة في الشرق الأوسط لأبعاد أخرى خطيرة.

هناك دول في المنطقة أدركت خطورة الحرب الإلكترونية في السنوات الأخيرة، منها تركيا على سبيل المثال التي قامت بمعارك حقيقية في هذا المجال في شرق البحر المتوسط أمام بوارج فرنسية ويونانية في السنوات الأخيرة في ذروة الصراع بين هذه الدول.

واليوم يقول الصهاينة ومعهم الأميركان نحن ندخل بالمعركة إلى أبعاد جديدة وخطيرة؛ فأجهزة بيوتكم وتليفوناتكم المحمولة يمكن أن تعمل ضدكم في أي لحظة؛ تسجيلا وتعطلا وهذا معروف سابقًا، واليوم تفجيرًا لتكون أداة موت بدلا من كونها أداة انتفاع.

وهذا يقول للجميع إن استيراد الأسلحة والمعدات مِن الغرب قد ينقلب عليكم يوما، أو كما قال مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا يوما لأحمد منصور في شاهد على العصر: اكتشفنا بعد أن استيرادنا طائرات F16 الأمريكية أنها تعمل وفق ما تُريده واشنطن وليس وفق ما نريده نحن!

وكم أنفقت دول العالم العربي والإسلامي على صفقات مليارية لشراء أسلحة تكنولوجية وعسكرية من الغرب والشرق، ولو أنها أنفقت رُبعها أو نصفها لتطوير البحث العلمي، واستقطاب الكفاءات لنفعتها.

عموما هذا المستوى الخطير من الاختراق يعني أن هؤلاء الصهاينة يعرفون ما يدور في أدق تفاصيل القيادات العليا، ورغم خطورة هذا التصور؛ فإن فئة قليلة من غرة استطاعت منذ مواجهة هذا العتو والطغيان بكل بسالة وفضل من الله وحده، فحتى يومنا هذا لا يعرفون طبيعة الأنفاق، ولا الأسرى، ولا طريقة التواصل بين هؤلاء الرجال، وهذه كرامة ولا ريب!
لعل ما يحصل يكون وبالا على الأميركان و الصهاينة ليتجه الناس إلى البدائل؛ تطويرا وتصنيعا، وهذا يدخل في إطار المقاطعة التكنولوجية بقدر الإمكان، وضرورة الكلام عنها لأنها لا تقل أهمية عن المقاطعة التجارية.
قرأت منشورا عن الدفاع عن الصوفية المجاهدة التي قاومت المحتل، وهذا صحيح للغاية خاصة في ليبيا وأفغانستان والسودان والجزائر والمغرب وغرب أفريقيا وهذه الأخيرة في الأزمنة الماضية.

ولكن في المقابل لم نر حركة صوفية في مصر تحارب المحتل، أقصد الصوفية التقليدية وليس الإخوان المسلمون الذين انتمى بعض أفرادها للصوفية، بالعكس تاريخ كثير من صوفية مصر مع السياسة سواء في زمن الملكية والاحتلال أم الجمهورية في قضايا التحرر والإصلاح السياسي هو التجهيل والتغييب والانفصال عن الواقع.

بل حتى في مسائل التزكية والأخلاق نرى انحرافا عقيديا وسلوكيا واضحا في الموالد والمزارات، والأمر يحتاج لدراسة بلا شك، وتكون مقارنة معمقة بين الصوفية الفاعلة والصوفية المغيبة بكسر الياء.

وبالمناسبة ابن عربي لما دخل مصر سنة 600 هجريا عاب على صوفيتها الرقص والضرب بالعود وهذا ضد السكون والتأمل الذي تربى عليه في المغرب والأندلس، واعتبرها أقل كثيرا من صوفية بلاده في الغرب الإسلامي، وهذا متى؟ منذ ثمانمائة عام، فضلا عن أن ابن عربي قد رُمي بالاتحاد والحلول أصلا!!
في حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: من قال سبحان الله وبحمده، غُرست له نخلة في الجنة. رواه البزار، وإسناده جيد، وقال الألباني صحيح لغيره.

يعني في خمس دقائق يمكنك أن تغرس لنفسك ألف نخلة من نخل الجنة، فكم نحن غافلون عن عظيم أجر الله لنا.
لماذا تسرب الصحافة الصهيونية والأمريكية خبرا يقول إن الصهاينة أعدوا لغزوة البيجر منذ 15 عاما؟!

أظن أن هذا الخبر بنسبة كبيرة كاذب؛ وهدفه حماية التكنولوجيا الغربية واستمرار الثقة فيها حتى لا يتجه الناس أو الدول للتصنيع والتطوير المحلي في مجال التصنيع العسكري والتكنولوجي، فتخسر الشركات الأمريكية والصهيونية.

بالأمس قرأت خبرا مفاده أن رئيس الشيشان قاديروف يشتكي من إيلون ماسك لأنه أهداه سيارة متقدمة من نوع تيسلا، فلما وضع عليها رشاشا وأرسلها للجبهة الأوكرانية أوقفها ماسك من وراء المحيطات على بعد آلاف الكيلومترات.

والخلاصة لا يمكنك الانتصار أو الاستقلال عن الغرب طالما تستخدم أدواته.
من الروايات التي تُرجح دخول الحشيش إلى العالم الإسلامي أن الشيخ قطب الدين حيدر شيخ الطريقة الملامتية الصوفية في خراسان شرق العالم الإسلامي هو الذي اكتشفها ونشرها، وعرّف مريديه بها لأنها في زعمهم "تُذهب هموم القلوب الكثيفة، وتجلو بفعلها الأفكار الشريفة" ههه.

وحين حضرته الوفاة أوصى تلاميذه ومريديه أن يزرعوها عند قبره، كان ابن حظ، يبدو أن الصوفية المنحرفة هي التي نشرت المخدرات والرقص بين عامة الناس من قديم!
معركتا جوندت وجورا.. حين أبيد جيش خديوي مصر في إثيوبيا
كانت رحلات صمويل بيكر قد سبقت مجيئه إلى مصر عام 1869، ففي ذلك التاريخ حضر في معية الأمير إدوارد ولي عهد إنجلترا حفلَ افتتاح قناة السويس، فأوصى الأميرُ الإنجليزي الخديوي إسماعيل أن يعهد بمهمة توسيع حدود وأملاك مصر إلى هذا المستكشف.
وافق إسماعيل على الفور دون أن يدرك أن الإنجليز كانوا يبغون من وراء ذلك تمهيد الطريق لتحقيق أطماعهم الاستعمارية على حساب أموال ورجال مصر بقيادة إنجليزية خالصة.
وكما يقول المؤرخ المصري عبد الرحمن الرافعي في كتابه عصر إسماعيل "إنه لو كان لدى إسماعيل بُعد نظر لما ارتضى أن يبسط نفوذ مصر في السودان على أيدي بيكر وغوردون وأضرابهما من دعاة الاستعمار الإنجليزي؛ لأن هؤلاء لا يمكنهم أن يخلصوا لمصر، بل هم يعملون على خدمة السياسة الإنجليزية التي كانت ولا تزال ترمي إلى إقصاء النفوذ المصري عن السودان".

https://www.aljazeera.net/politics/2024/9/23/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%AC%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%AA-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
مناقشة شماتة السوريين في حزب الله وإيران وقيادتهما أمر المفروض تم تخطيه منذ فترة؛ نعم مِن حق السوري أن يفرح ويشمت ويلعن هؤلاء؛ فقد قتلوه وذبحوه وجوّعوه وعطّشوه وألقوا عليه البراميل وتفننوا في بقر بطون الحوامل والأطفال الأبرياء وفعلوا ما تفعله يهود اليوم في غرة، والفيديوهات لم تحذف، وكل شيء موثق، فضلا عن مجزرة قيصر الشهيرة.

وفي المقابل للفلسطيني الحق في التعاطف معهم لأنهم يحاولون الدفاع عنه بالإسناد والدعم رغم كونه في حدّه الأدنى؛ إلا أنه أفضل مليون مرة من الجهات التي تدعم الصهاينة وتدخل معهم في غراميات العشق الممنوع، فتسهل لهم الطعام والشراب بعد إغلاق البحر الأحمر على يد الحوثيين.
المشكلة التي تلوح في الأفق أن التخلص من غرة وجنوب لبنان سيجعل الطريق إلى سوريا والأردن ومصر مفتوحًا، ثم إلى المدينة المنورة ومكة، ولا يظنن أحدٌ أن هؤلاء اليهود يحاربون بأنفسهم فإنما هم لا شيء وحدهم؛ والكل يعلم بالأدلة وحركة الطيران أن أميركا وبريطانيا ودولا كبرى في الناتو تحارب معهم بالمال والعتاد والحرب الإلكترونية والمرتزقة، والهدف أكبر بكثير من حزب الله وغزة.

إن نجاح الصهاينة في القضاء على حزب الله وحماس يعني:

- منع الصين وروسيا من التواجد في المنطقة وإعادة تأديب كل من يبغي التحرر
- إضعاف الإسلام وتغيير مناهجه بقوة السيف الأمريكي والصهيوني
- إخضاع القوى الإقليمية المؤثرة مثل إيران وتركيا
- مزيد من استنزاف دول الخليج والاستيلاء على أموالهم
- وأخيرا تحقيق الأماني اليهودية الدينية مثل هدم الأقصى وبناء الهيكل وبلوغ النيل والفرات.

الشيء المؤلم أن الأمة نائمة وسط وضوح هذه المخططات الكبرى!
هذه الحياة الدنيا كلها رَهق وتعب ومشقة وهم وابتلاء، وأفضلُ ما فيها العافية وسعة العيش، وأعلى حلاوتها العلم وذكر الله، وأذكى أهلها مَن أدرك أن الآخرةَ خير وأبقى، وجعل نيّته في كل صغير وكبير يعمله لله وجاهد نفسه في سبيل ذلك.
من الأمور التي لفتت نظري في كثير من السوريين الذين يدافعون عن الدولة الأموية باستماتة على تويتر، وبيان عوار الإيرانيين وحزب الله اليوم، ما ذكّرني بأسلافهم بالأمس في الشام يوم وقفوا مع معاوية رضي الله عنه ثم وقفوا مع مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان تاليًا وقفة قوية صادقة فأنشأوا دولة في بدايتها، وأحيوها يوم ظنّ الناسُ أنها ماتت مع بروز عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وسيطرته على العراق والحجاز.

بينما خار أهل العراق ومصر تباعًا، الأمر الذي أدّى إلى إعادة إحياء الدولة الأموية على يد عبد الملك بن مروان وأبنائه من بعده.
هذه الملاحظة العابرة وبغض النظر عن مواقف السوريين والإيرانيين؛ فالغرض منها أن الدول لا تقوم إلا بالعصبية، والعصبية التي أقصدها هنا هي التي ذكرها ابن خلدون في مقدّمته، يعني الولاء المطلق للفكرة ووجود الجنود المخلصين لها، وكل الدول على مدار التاريخ إذا وجدَت القيادة الفذة، والجندية المخلصة قامت وانتشرت وترعرعت.
ومن العجيب أن عبد الرحمن الداخل ابن الأمويين، وحفيد هشام بن عبد الملك لما وجد الجنود المخلصين في الأندلس يوم جاءها وحيدًا تمكّن من إقامة الدولة الأموية من جديد وأحياها لعدة قرون متوالية.

واليوم يجدُ الإيرانيون والأحزاب التابعة لهم جنودًا مخلصين للفكرة، بينما يكاد العالم العربي ينغلق على حدوده التي رسمها له المحتل البريطاني منذ مائة عام، ويظن أنه بذلك ناجٍ من المشروع الإيراني من جانب والأمريكي والغربي من جانب آخر!
سمعت كثيرا من تسجيلات الشيخ الأستاذ الكبير حازم أبو إسماعيل فوجدته في القضايا العامة سابقا بتفكيره الكثيرين، لقد دافع عن تحالف رجال غرة مع إيران ووجده أمرا غير مستغرب ولا منبوذ في الشريعة للضرورة التي ألجأت هؤلاء لأولئك؛ هذا في وقت كان الدواعش فيه يتهمون الحركة في شرفها ليل نهار، يبحثون عن الراية النقية الخالصة في خيالاتهم في واقع إقليمي ودولي شديد التعقيد والتداخل.

بل كان الرجل ينصح بعدم السماع لمشايخ السلفية العلمية في القضايا السياسية العامة، وقد ثبت صدق مقالته فاليوم لا يزال بعض الحمقى يصفون برهامي بالعالم، وآخرون اتخذوا موقف الحياد لا يخرجون إلا بالإذن، والأغلب يتجنب الكلام في السياسة وهم الذين استغلوا 2011 للكلام في كل شيء فلما جاء 2013 سكتوا و"اعتزلوا الفتنة".

هذا الرجل يحتاج لمن يكتب عن ملامح ومحددات تفكيره السياسي، وخسارة ضخمة أن يبقى مثله في السجون.
بالأمس طلع إبراهيم عيسى يقول لا يوجد دولة ديمقراطية في العالم بها دار إفتاء، ومن قبل هاجم الأزهر، ومن قبل هاجم الإسلاميين، ومن قبل هاجم الإسلام نفسه.
ومن يمثّل الإسلام هم علماؤه، وأنا هنا لا أدافع عن دار الإفتاء ولا غيرها، ولكن الملاحظ في الهجمة الإقليمية الكبرى على المصلحين ورجال الدين أنها لا تستهدفهم لأشخاصهم؛ وإنما تستهدف فيهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح في الأرض، والحدّ من ظلم الظالمين وأعوانهم، فإن قُضي على هؤلاء بالسجن أو الموت فسدت الأرض، وطغى الطُّغاة.

ذكرني هذا بما لاحظه الرحالة الأشهر ابن بطوطة عند زيارته مصر في القرن الرابع عشر الميلادي حين وجد أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون - وهو أقوى وأشهر سلاطين المماليك - كان يخاف من بعض العلماء، يقول ابن بطوطة: "قاضي القضاة الحنفية الامام العالم شمس الدين الحريري، وكان شديدَ السطوة لا تأخذُه في الله لومة لائم، وكانت الأمراءُ تخافه، ولقد ذُكر لي أن الملك الناصر قال يوما لجلسائه: إني لا أخاف مِن أحد الا من شمس الدين الحريري: ومنهم قاضي القضاة الحنبلية ولا أعرفه الآن إلا أنه كان يُدعى بعز الدين".

ولهذا السبب وصفت دولة المماليك بعصرها الذهبي في زمن هذا السلطان، وأنا لا أُجمل عصره ولا العصور الماضية، ولكن أوضح مقدار الفجوة الزمنية والحضارية الضخمة بين عصرنا الحاضر والعصور التي يسمونها بعصور "الظلام" و"الرجعية"!
ال**& السياسية

الترجمة: بنبوس جزمتهم ومش راضيين علينا نعمل ايه؟!
2024/10/07 03:29:23
Back to Top
HTML Embed Code: