group-telegram.com/ShamaeloftheProphet/1471
Last Update:
قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه «إذن تكفى همك ويغفرَ ذنبك» حين أخبره أنه سيصرف دعاءه كله في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:
كلمة «همَّك» تنحل في التقدير إلى «ما أهمَّك» وهذا عام في مختلف الهموم وتصرفاتها من أمور الدنيا، فيدخل فيها كل باعث يكون في النفس على إدراك شيء من الدنيا، أو فوات شيء منها.
وذلك أن الهم إما أن يُفسر:
- على جهة ما ينقدح في النفس لإدراك شيء من الدنيا كالعلوم والمال والولد والمنصب وغيرها.
- أو على جهة التساوي بينه وبين الغم، فيكون لما يقوم بالنفس من الحزن والتحسر على فوات أمر أو حصول ما يكدره من مصائب الدنيا.
فحينئذ تحصل الكفاية لكل همٍّ من هذه الأنواع المختلفة بصرف الدعاء كله للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاء مقاليد الحاجات على بابه للاستشفاع بها عند الله تعالى. وذلك يحصل بفرح النبي صلى الله عليه وسلم بثناء المسلم عليه ودعاء الله أن يصلي عليه في الملأ الأعلى ويزيده تشريفًا وتعظيمًا؛ من قبيل التعرض بالثناء لطلب الحاجة، فيكون باعثًا لكفاية الله تعالى المتعرض بذلك لكل ما هجس في نفسه من بواعثه وأمانيه، وإزالة كل كدر قد يعتريه.
وهو أشبه ما يكون بدعاء يوم عرفة بالثناء على الله سبحانه وتعالى «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». وتسميته دعاء وسؤالًا مع أن لفظه هو لفظ الثناء، لأنه على جهة الاعتقاد بعلم الله تعالى لما في نفس المثني عليه فيكفيه إياه.
وقال بعضهم:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك إن شيمتك الحياءُ
إذا أثنى عليك المرء يومًا
كفاه من تعرُّضه الثناءُ
فهذا من ذلك، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعرض بالثناء لطلب الحاجات على طريق التوسل لله بأن يثني على حبيبه، فيكافئه بطلب إتحاف المقرب منه فيرضى الله عنه لذلك لحبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
BY شِيَمُ النَّبيِّ ﷺ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ShamaeloftheProphet/1471