Telegram Group Search
ساعاتٌ قليلةٌ تفصلُكم عن نتيجةِ الثانويةِ العامَّة، قد توفَّقُ أو لا توفَّقُ، قد تجدُ اسمَك وصورتَك مع أوائلِ الثانويةِ، وقد تجدُ أنَّك رسبتَ في مادةٍ ما -لا قدَّرَ اللهُ-، قد تُصابُ بالذهولِ والصدمةِ مِن درجاتٍ ليستْ درجاتِك أو مجهودَك، وقد تتفاجأُ مِن مُعَدَّلِك الذي حسبتَه أقلَّ بكثير.

هو قدرٌ مكتوبٌ، لا تملكُ القدرةَ على تغييرِه، لكن.. تستطيعُ تقبُّلَه برضًا تامٍّ أو سخطٍ، بسجدةِ شكرٍ أو صرخةِ جحودٍ وإنكار.

أعلمُ أنَّ المشوارَ كانَ صعبًا، وطويلًا، ومؤلمًا، ومليئًا بالعثراتِ والسُّقوطِ، لكنَّ الإخفاقَ ليسَ آخرَ المطافِ؛ بل درجةً مِن سُلَّمِ النجاح.

دَعْكَ مِن القيلِ والقالِ، وكلامِ أقربائِك، ونظراتِ أصدقائِك وجيرانِك؛ بل دَعْكَ مِن المجمتعِ كلِّه؛ فالقرارُ والخِيَارُ والنَّتيجةُ لكَ أنتَ، أنتَ وحدَك.

#ثانوية.
حَقيقَةٌ أَنَّ الإنسَانَ مُثَابٌ عَلَى خُطواتِه الصَّغيرَةِ، وعَلَى سَعيِه في طَريقِ مَسَراتِه، وإن لَم يَصِلْ، تُهَوِّنُ عَلَيْهِ وتُعيدُهُ لِلرِّضا، وإن ظَهَرَ مِنْهُ سَخَطٌ.

الإنسانُ بَسيطٌ، يُؤنِسُهُ كَونُهُ مَسمُوعًا، وتُرَى جَميعُ سَكناتهِ وسَكتاتِه، وأنَّهُ يُؤجَرُ عَلَيْهَا.
قد لا تَجدُ نَتيجَةَ سَعيِك فيما سَعَيتَ له، لكنَّك ستَجدُها حَتمًا في أشياءَ أخرى أفضل.
قد لا يُقَدِّرُ اللهُ لك شَيئًا أَرَدتَه، لكنَّه حتمًا سيُقَدِّرُ لك الخَيْر.
قد لا تَجدُ رَاحتَك في كُلِّ الطُرُقِ التي اختَرْتَهَا لِنَفْسِك، لكنَّك ستَرتاحُ حَتمًا في طَريقٍ اختَارَهُ اللهُ لك.
قد لا تَجدُ نَصيبَك في شيءٍ تَمَنَّيتَه، وقد تَجِدُهُ في أشياءَ وأَماكنَ أَفضلَ لم تَخْطُرْ يومًا على بَالِك.
إنَّ اللهَ يُدَبِّرُ الأُمورَ ويُرَتِّبُ الأقدارَ بحِكمةٍ تَتَخَطَّى فَهْمَنا، ولا نُدركُ أبعادَها إلَّا بعدَ وقت.
نحن قَاصِرُون في التَّفكيرِ، نَنظُرُ إلى الأُمورِ من جانِبٍ واحدٍ فَقط، أمَّا اللهُ فِيُدَبِّرُ الأمرَ كُلَّه، لأنَّه اللهُ!
ليست مزحةً ولم تَكُن يومًا كذلك، أنا بالفِعلِ أخُوضُ صِرَاعًا كُلَّ يومٍ من أجل ألَّا تتحطمَ أحلَامِي، مِن أجلِ أن أبقَىٰ شخصًا لطيفًا معَ الجَميعِ، أُحَاوِلُ تَجَُّنبَ حَقيقَةِ أنَّ الواقعَ في غايَةِ التَّعَاسَة، أُصَارِعُ مَخَاوِفي من المُستَقْبل، من المَجهُول، أنهَضُ كُلَّ يَومٍ دُونَ رَغبَةٍ في مُغَادَرَة الفِرَاش، أقاوِمُ كُلَّ الأفكَارِ الَّتي تَقُودُني للاختفاءِ عَنِ النَّاس، أقاومُ اضطراباتٍ نفسِيَّة، ذكرياتٍ قاتِلَةٍ لم أنسَهَا، تفاصيلٍ مَا زالت عالقةً في ذاكرتي وما زالت تمزِّقُ قَلبي، أنا أُقَاوِمُ في حياتي الاجتماعية، أحلامي ونفسي..
أنا أقاوم رَغبتِي في الرَّحيلِ عن كُلِّ شَيء.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَاحِبي..

اللَّهُ اخْتَارَكَ لِثَغْرٍ، فَلَا تَتْرُكْهُ وَلَا تَيأس، وَلَا تَقُلْ إنَّنِي أَسْتَحِقُّ ذَٰاكَ أَوْ غَيْرَه، لا تَقُلْ مثل هذا الْحَدِيثِ الَّذِي نَسْمَعُهُ!

اللَّهُ يَخْتَارُ لَكَ مَا يُلِيقُ بِكَ، فَاحْمَدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ. كَمْ مِن مَرَّةٍ نَجَّاكَ مِنْ أَمْرٍ كُنتَ تُرِيدُهُ بِشِدَّةٍ، وَعِنْدَمَا أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِآخَرَ، عَلِمْتَ بَعْدَها لُطفَ اللَّهِ بِكَ وَفَضْلَهُ عَلَيْكَ أَنَّهُ اخْتَارَ لَكَ؟!
الْحَيَاةُ لَيْسَتْ بِالْمَنَاصِبِ فَقَطْ، بَلِ الْحَيَاةُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّيْرِ عَلَى نَهْجِهِ. كُلُّنَا نُكَمِّلُ بَعْضَنَا الْبَعْضَ، الطَّبِيبُ مِنْ غَيْرِ الْمُمَرِّضِ لَا شَيْءَ، الْمُهَنْدِسُ مِنْ غَيْرِ الْعَامِلِ لَا شَيْءَ، الطَّالِبُ مِنْ غَيْرِ الْمُدَرِّسِ لَا شَيْءَ، كُلُّنَا هُنَا لغَرَضٍ وَاحِدٍ!

﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾.

أَعْلَمُ أَنَّكَ لَدَيْكَ هَدَفٌ وَلَدَيْكَ حُلمٌ، وَلَكِنْ هَلْ سَتَتَوَقَّفُ الْحَيَاةُ إِذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا الْحُلْمُ مِنْ رِزْقِكَ؟!

لَا وَاللَّهِ، الْحَيَاةُ لَمْ تَتَوَقَّفْ، فَبِعَقْلِكَ سَتَصِلُ إِلَى الْأَفْضَلِ، وَبِقُدْرَتِكَ سَتَحْلُمُ وَتُنَفِّذُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ. فقط استَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ.

لَا تُحَوِّلْ مَا فَتَحَهُ اللَّهُ لَكَ مِنْ أَبْوَابٍ لِلْعُلُوِّ فِي الْآخِرَةِ إِلَى مَضَائِقَ تُغْلِقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ!

وَاعْلَمْ أَنَّكَ مُخْتَبَرٌ: فهل ستَرْضَى عَنْهُ عِندَ النَّقْصِ، وَتَشْكُرُهُ عِندَ الْعَطَاءِ، أَمْ لَا؟

فَكُنْ عَلَى رِضًى مِنَ الْآنَ لِتَرَى النَّعِيمَ الْمُقِيمَ، وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا قُدِّرَ لَكَ هُوَ الَّذِي يُنَاسِبُكَ.
بِـنفسٍ راضِيةٍ تمامًا، تقبَّلْتُ فكرةً أنَّ هناكَ أشياءَ في الدُّنيا لا نصيبَ لي فيها ولا حظًّا، رغمَ سعيي المستميتِ لِنيلِها.

وأنَّ السَّعيَ مجرَّدُ إرضاءٍ لِنفسِي. والسَّعيُ مطلوبٌ، لكنَّه يشترطُ الوصولَ إلى غايتي؛ أصبحَ الوصولُ غايةً لا يحترقُ قلبي عليها لو لم تَحدُث.

الشيءُ المهمُّ هو الرِّضا: الرِّضا عن نفسي، وعن مجهودي وموقفي، أيًّا كانتِ الظُّروفُ، ومهما كانتِ النَّتائج.
ستُدرِك يا فَتىٰ
أَنَّ أوقَاتَ انشِغَالِكَ وتزاحُمِ المَهامِّ عليكَ خيرٌ وأفضلُ مِنْ أوقاتِ الفراغِ، تلكَ الأوقاتُ الَّتي لا تَجْلِبُ لكَ إِلَّا شَقاءَ النَّفسِ وسُقْمَ القلبِ..
هذه الأَوقَاتُ الَّتي يَقْعُدُ فيها الشَّيطانُ فَوقَ رأسِكَ، ويُخَيَّلُ لَكَ هذا وذاكَ،
"إنَّهُ يُفْسِدُ عَلَيكَ قلبَكَ يا فَتىٰ"..
يُفسِدُ ما قضيتَ بِهِ أيَّامًا وأيَّامًا لِتُصْلِحَهُ،
لذَا فإنَّ انشغالكَ نِعمةٌ كبيرةٌ مِنَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لا تَدْركُهَا أَنتَ.
فاعملْ دائمًا على أنْ يكُونَ وقتُكَ مُنشَغِلًا بما يُنْفِعُكَ ويُنفِعُ دينكَ، ولا تَترُك الفراغ يَقْتُلُكَ مِنْ كثرةِ وساوس الشَّيطانِ لكَ،
يجبُ أنْ تدركَ جيِّدًا أنَّكَ ضَعِيفٌ، وأنَّكَ أضعَفُ ما يكونُ يا فَتىٰ.

والسَّلامُ على قلبِكَ يا فتىٰ!
مهارات في فن المذاكرة.pdf
4.3 MB
«مَهَارَاتٌ فِي فَنِّ المَذاكِرَةِ». 📚

لإدارةِ المهاراتِ الكامنةِ بداخلِكم، ولخدمةِ مستقبلِكم الدِّراسيِّ، وللرَّجوعِ بالاتِّزانِ إلى حياتِكم العامَّةِ بينَ الدِّراسةِ والرِّياضةِ، والعبادةِ والثقافةِ والتَّرفيهِ.

#كتب.
لن يتزوَّجَكِ ذاكَ الَّذي يريدُكِ أنْ تُرسلي لهُ صُورَكِ!

لن يتزوَّجَكِ ذاكَ الَّذي يريدُ أنْ يتكلَّمَ معكِ في أواخرِ اللَّيلِ عن أشياءَ ذاتِ سُوءٍ وقِلَّةِ حَيَاءٍ!

لن يتزوَّجَكِ ذاكَ الَّذي لا يَجِدُ سوى التَّلاعُبَ بمشاعرِكِ والاستهانةِ بها!

سيتزوَّجُكِ فقط مَن يَكتمُ حُبَّهُ لكِ في قلبِهِ خوفًا عليكِ مِن الفتنةِ ومعصيةِ اللَّهِ..

لا تجري وَرَاءَ الحُبِّ بحُجَّةِ أنَّكِ مُحتاجَةٌ للاحتواءِ.
إيَّاكِ أنْ تخسري قيمتكِ.
كُوني قويَّةً، واثبتي، واقتربي مِن ربِّكِ.
لا يُوجَدُ شيءٌ يستحقُّ أنْ تَخسَري نفسَكِ والدُّنيا والآخرةَ لأجلِه.
ارجعي إلى اللَّهِ، وأعفِّي قَلبَكِ.

مَن استَعجَلَ شَيئًا قَبلَ أوَانِهِ، عُوقِبَ بحرمانِه..

#مشروع_عفة.
مَساءُ الخَيرِ يا وجهَ الخَير..

اللَّهُ -عزَّ وجل- قَادِرٌ، وقَديِرٌ، ومُقتدِر عَلَىٰ أنْ يَستَجِيبَ لكَ أمانيكَ، وأحلامكَ، قَادِرٌ عَلَىٰ تَحقِيق المُمكِن، والمُستَحِيل بِلَمحِ البَصَر، وبالطُّرقِ الأكثرِ استِحَالة!

فَلَا يَستَثقِلُ لِسانكَ بِأن يَستَمِرَّ فِي الدُّعَاءِ، ولا تَفتُرْ نَفسُكَ، ولا تَستَكثِرْ شَيئًا تدعو بهِ رَبَّكَ، "فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

وإنْ لَم يَستَجِب بعضَ دَعواتِكَ بِالطَريقةِ الَّتي تَرجُوها، وتَحسَبُها خيرٌ لكَ بِنَظرِكَ البَشريِّ القَاصِر، وتَفكِيركَ المَحدُود، فَلاَ تَبْتَئِسْ، وَلا تَحزَنْ، وأُذكرُّكَ بأنَّنَا أُمَّةٌ تَعبدُ رَبَّها بِالدُّعَاءِ.

- مَجْدُ طَلَافِحَه.
النَّاسُ في هذه الحياةِ لا يَمشُونَ إلا في دُروبِ أَقدارِهِم،
فلا تَقتُلْ نَفْسَكَ بكثرَةِ التَّفكيرِ، ولا تشغلْ قَلبَكَ بِمَا لَيْسَ لَكَ فيهِ يَدٌ.
أَمرُ اللهِ نافِذٌ لا محالة، مَهْمَا بَدَتْ لَكَ الطُّرُقُ عَسِيرَةً، وَالأَبْوَابُ مَغْلَقَةً!
لَيْسَ لَكَ إلا السَّعيُ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ إلا أن تَمْشِيَ.. أَمَّا مَتَى تَصِلُ، وَكيفَ، وَأينَ؟
فَهذا غَيبٌ لا يعلمُهُ إلا اللهُ!
لعلَّنا نلتقِي بالأشياءِ الَّتي نحبُّ في وقتٍ آخرَ؛ تكونُ مُستحِقَّةً لنا، ونكونُ أهلًا لها. لعلَّ وجودَها الحالِيَّ فيهِ هلاكِي، وفيهِ ضياعُها، لربَّمَا هيَ مسألةُ وقتٍ لأفهمَ كيفَ أقدِّرُ قيمةَ الأشياءِ، وكيفَ تُقدِّرُ هي وجودِي، فلَا تنقطعَ حبَالُ الوَصلِ ثانيةً.
لا أقنعُ أنَّ النِّهاياتِ أبديَّةٌ، وأنَّ الطُّرقَ كانَتْ جُسورًا لنا. لِقَاءٌ آخرُ معَ كُلِّ مَا فُقِدَ..
لمْ تنتَهِ الحكايَةُ بَعدُ، غدًا تَطِيرُ العصافِيرُ.
على الإِنسانِ أنْ يُدرِك..

أنَّ أوقاتَ الانشِغالِ نعمةٌ، وأنَّ التَّعبَ المُثمِرَ نعمةٌ، وكُلُّ دقيقةٍ تَقضِيها في الاشتِغالِ على نَفسِك وعقلِك وقلبِك هيَ استِثمارٌ مُؤَجَّلٌ حتَّى لو لَم تَرَ النَّتائجَ الآن! النَّفسُ تَمِيلُ إلى راحَتِها، ولا تَعلَمُ أنَّها تَرتاحُ بالتَّعبِ.

كُلُّ لَحظَةِ قِراءَةٍ استَصعَبتَها لكنَّك أكمَلتَ الكتابَ، كُلُّ مَشرُوعٍ لم تَترُكْهُ في المنتصَفِ، كُلُّ فِكرَةٍ عزمْتَ على إتمامِها، كُلُّ لَحظَةٍ استثمرْتَ ما فيها، كُلُّ بَرنامَجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذْتَ مِنه حظًّا مِنَ الارتِوَاء!

كُلُّ دَفتَرٍ ملأْتَهُ، وقلمٍ أنهيْتَهُ، وكتابٍ قرأْتَهُ، وحقيبةٍ حملْتَها، وخُطًى سِرْتَها، وساعةٍ خلوْتَ بها، كُلُّ هذا يَشهَدُ لك، كُلَّهُ ذَاتَ يَومٍ يَرفعُك.
أذكِّرُك يا فتى، بأنَّك خُلقت للمحاولة مِرارًا وتَكرارًا، وأنَّ الإخفاقَ في المحَاولة ليس لكَ.
خلقك الله وأمركَ بالسَّعي، فطبيعة خلقك إذن السَّعي، وليست النتيجة!

ولا تيأس فإنَّ اليأس يهوي بصاحبهِ إلى أعماقٍ سحيقةٍ لا يستطيع الخروج منها أبدًا، لذلك أخبرنا الكَريم ﷻ أنَّ اليأسَ كفرٌ، فقال: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ لأنَّ اللهَ يعلمُ ما يفعلُ اليأسُ بصَاحبه..
استعن بالله يا فتىٰ، فكلُّ يومٍ هو فرصةٌ جديدةٌ تبدأ بها مَهامَك المُتراكمة، تُجدِّد عهدك مع الله ﷻ.
ولا تنسَ أنَّ كلَّ محاولاتِك أجُورٌ عند اللهِ.
أبشـرْ بالخير.

الطيورُ تستقيظُ مبكرًا، وهي على يقينٍ تامٍّ وثِقةٍ أنَّ اللهَ سيرزقُها حتى الحيتانَ في الماءِ، سبحانَ اللهِ العظيم!

وأنتَ في حالةِ قلقٍ على رزقِك ومُستقبلِك، وتفكِّرُ كثيرًا: ماذا سيحدثُ؟ وتعيشُ في حالةِ قلقٍ تفكِّرُ في حياتِك.

لماذا؟

نعم، عليك بالأخذِ بالأسبابِ، وكُنْ على يقينٍ بأنَّ اللهَ لن يتركَك، كلُّ شيءٍ مقدَّرٌ لك ستأخذُه، لا تفكِّرْ كثيرًا، كُنْ على يقينٍ تامٍّ أنَّك خُّلقتَ لسببٍ، لم تُخلقْ عبثًا، فلا تحزنْ، ولا تجزعْ؛ بل اصبِرْ واحتسب.

اصبِرْ واحتسبْ الأجرَ للهِ،
استقبلْ قدرَك بكاملِ الرضا والسرور.
استبشرْ بعطاءِ اللهِ،
فلو اطَّلعتَ على الغيبِ لن تختارَ إلا قدرَك.
أبشرْ، وكُنْ بخيرٍ، واستبشرْ بالقادم.
اعلمي أَنَّ الحُبَّ نِعمةٌ عظيمةٌ، ومِنْ حقِّ النِّعمةِ أَنْ تُشكَرَ، وشكرُهَا يكونُ بشكرِ المُنعِمِ، وشُكرُ المُنْعِمِ بأَنْ تَضَعِي نِعْمتَهُ في طاعتهِ لا في معصيتِهِ، وفي ما يُرْضِيهِ لا في ما يُسخِطُهُ.

فلا تَغُرُّكِ تلكَ العِلاقَات المحرَّمةُ الَّتي تَرَيْنَهَا حولكِ، صَدِّقيني ستعُودُ وَبَالًا على أصحابِهَا، وهي لا تَمُتُّ لِلحُبِّ الشَّرِيفِ بِصِلَةٍ، هي مشاعر بُذِلَت في غيرِ أوانها، وَقُطِفَت قبلَ نُضُوجِهَا فقد تفشلُ حياتُهُمْ الزَّوْجِيَّةُ (إِنْ تَزَوَّجُوا) ويُقَلِّبُ الحُبُّ كراهيةً بمعاصيهم واستهتارِهِمْ وَاسْتِهَانَتِهِمْ بالحرامِ قبلَ الزَّواجِ.. فالمعاصِي تَزِيلُ النِّعَمَ، والحُبُّ نِعْمَةٌ! وهذا حَقيقِيٌّ مُشاهَدٌ وما أَكثَرهُ!

#مشروع_عفة.
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم..

لكُلِّ المقبلين على الجامعات ولمَنْ هم فيها، أعهد إليكم بخمسِ نصائح لا غنىٰ لنا عنها:

الأولىٰ: أنْ تُمسكَ عليك لسانَكَ ولا تتكلَّم إلَّا عند الحاجة، وليست أي حاجة، بل حاجةٌ حقيقية ليست تُسولها لك نفسك؛ لأنه ﷺ قال: «أمسِكْ عليكَ لسانَك...».

وروى التِّرمذي عن معاذ بن جبلٍ -رضي اللهُ عنه- قال: قلت: يا نبي الله، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ﷺ: «ثكلَتْك أمُّك يا معاذ، وهل يكُبُّ النَّاسُ في النَّارِ على وجوههِم -أو على مناخرهِم- إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم».

لذا؛ فإيَّاك ولسانَك.. أمسِكهُ عليك؛ تسلمْ.
النَّصحيةُ الثَّانية: اتركْ مواضعَ الفتنِ كلِّها، لتُمسك دينَك وتحفظه، وتحفظ قلبك؛ فإي بُنيَّ، أنت في مكانٍ يملَؤُه الفتن، وظاهره كلُّه الفتن:
ترىٰ هناك الكاسيات العاريات، والمتبرجات، وترىٰ المتعطرات؛ فيشمها قلبك قبل أنفك؛ فتقعُ فيها محبًّا عاشقًا! وعندها سلامٌ على جهاد النَّفسِ الَّذي طال لأعوام! ويا ليت الأمر يقف عند هذا؛ بل يُسوِّلُ لكَ الشَّيطانُ ويُمهدُ لكَ الطَّريق للزنىٰ؛ فتقع في فاحشةٍ حرمها اللهُ ورسولُه، تُجلد عليها مِائةُ جلدة لتُشفىٰ منها!
وهذه فتنةٌ واحدة مِنْ ألف، فعليكَ نفسَك؛ هذِّبْها واحفظْها، فسلعةُ اللهِ خيرٌ وأبقىٰ.
النَّصحية الثَّالثة: إيَّاك وأصدقاء السُّوء، فالقربُ منهم نارٌ في الدَّارين، وظُلمةٌ لقلبِكَ بعد نور الهُدىٰ، والبُعد عنهم راحةٌ وطمأنينة لقلبٍ همَّهُ الدِّين والفلاح؛ فاحذر مجالِسَهم، واحذر قُربَهم؛ تعشْ حيًّا يقِظَ القلبِ مرتاحَ البال.
وابحث -بُنيَّ- عن أخلاءٍ يرافقونك دربَ الكفاحِ، فإنْ وجدتَ؛ ففضلٌ مِنَ اللهِ ونعمة، وإلّا؛ فعليكَ ورفيقَ القلبِ، ومؤنسَ وحشةِ القبرِ، ومنجيكَ من عذابِ الآخرة، وشفيعَك عند الله "القرآن"، فنورهُ نورٌ دائمٌ لا ينقطع، ولو انقطعت كلُّ الحياة.. اِلزمه سواءٌ صاحبتَ غيرَهُ أو لم تصاحِب.
النَّصيحة الرَّابعة: اِحرص على ما ينفعُك في الدِّين والدُّنيا، ولا تغرنَّك الشَّهوات؛ فتغرقْ في العاجِلة، وتنسَ الآخرة..
ولا يكونَنَّ همُّك أنْ تنجحَ في الدُّنيا دون الآخرة؛ فإنَّ النَّاجِح في الآخرةِ ناجحٌ في الدُّنيا؛ فنجاحُ الآخرةِ خيرٌ لكَ وأبقىٰ.
اعمل في الدُّنيا كأنَّكَ تعيشُ لها أبدَا، واعملْ لآخرتك كأنكَ تموتُ غدَا.
وعليكَ بطلبِ العلمِ الشَّرعيِّ، وطلبِ التَّرقِّي في الدَّارين، فتلكَ همَّةُ المؤمنِ ومنفعتُه، فإنَّكَ لفي أغلىٰ أوقاتِ حياتِكَ وأحلاها؛ فاستمتع بها، ولا تنسَ نصيبك مِنَ الدَّارين: الدُّنيا والآخرة.
2024/09/28 06:14:48
Back to Top
HTML Embed Code: