Telegram Group Search
قال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: إني لأذكر وما في وجهي طاقة شعر، وما منا أحد يدخل المسجد إلا معتمّا إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ترتيب المدارك
العلم نَفور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع.

الإمام مالك
قيل للإمام مالك: العالم يخطئ؟ قال: الذي دل عليه من الخير أكثر، ومن ذا الذي ليس فيه شيء؟ ولو لم يأمر بالمعروف إلا من ليس فيه شيء ما أمر أحد بمعروف !

ترتيب المدارك
قرأ الشيخ العلامة القاضي بهاء الدين ابن عقيل على الشيخ علاء الدين القونوي "تلخيص المفتاح" في المعاني والبيان، وبحث عليه من الكشاف سورة البقرة وآل عمران، وقرأ على قاضي القضاة جلال الدين القزويني كتاب "الإيضاح" من أوله إلى آخره بحثا، و "التلخيص" سمعه قراءة.

الصفدي
[ولما صنف أبو منصور الأزهري كتابه «التهذيب» قرأه عليه الأجلاء من أهل بلده وأشرافها، ورواه عنه أبو عبيد الهروى المؤدب ، مصنف كتاب "الغريبين" وكان تلميذا له ، وملازما حلقته ، ومن كتابه صنف غريبه، وقد رزق التصنيف -يعني تهذيب الأزهري- سعادة، وسار فى الآفاق، واشتهر ذكره اشتهار الشمس، وقبلته نفوس العلماء، ووقع التسليم له منهم، وصادف طالع سعد عند تأليفه، وشوهد على المجلد العشرين من تأليفه من النسخة التى بخط المصنف رحمه الله- وكانت بمرو، عند آل السمعانى رحمهم الله، وذهب خبرها في وقعة الترك سنة سبع عشرة وستمائة، بخط الإمام فخر خوارزم أبى القاسم محمود بن عمر الزمخشرى ما صورته: «ظفرت من هذه النسخة التى هى نسيج وحدها- لكونها بخط المصنف، وسلامة لفظها من التحريف والزلل، الذى لا تكاد تبرأ منه يد كاتب في كتاب خفيف الحجم، وإن أحضر ذهنه، وأمده إتقان، وساعده حفظ ودراية، فضلا عن عشرين مجلدة- بضالتى المنشودة، فأكببت عليها إكباب الحريص، وقلبتها بالمطالعة، وعلقت عندى ما فيها من الأحاديث التى خلت عنها مصنفات أبى عبيد والقتبى والخطابى، والأمثال التى لم تكن فى كتابى الذى سميته بالمستقصى في أمثال العرب، وكلمات كثيرة من الغريب المشكل، وسألت الله تنوير حفرة المصنف، وإنزاله في ظلال الفردوس بفضله ورأفته، وكتب محمود بن عمر الزمخشرى الخوارزمى بمدينة مرو بخط يده، حامدا الله ومصليا على خير خلقه محمد وآله، بتاريخ رجب الواقع في سنة ثلاث وخمسمائة»
وكان عليه بخط المؤلف ما مثاله: «وكتب محمد بن أحمد بن الأزهر بيده»، ثم بعد ذلك : «يقول محمد بن أحمد بن الأزهر: قرأ على سيدى أبو يعلى أدام الله له العز والتأييد هذا الكتاب من أوله إلى آخره وصححه فأتقنه، وأسأل الله ذا المن والطول أن يبارك له فيه ، وأن يقيه كل محذور بمنه ورأفته، وكتبه بيده» .
«وكان سيدى أبو القاسم النحوى أدام الله سعادته حاضرا في جميع ما قرئ على أو قرأه هو، وكذلك أبو يزيد القرشى، وكتبه الأزهرى بيده»
وعليه أيضا : «بلغ أبو سعيد الشاذ كونى ، وأبو على النصروى، وأبو الحسن القاري»
وكان عليه بخط المطرزى عبيد الله الفقير إليه ناصر بن المطرزي: «قام بمطالعة هذه النسخة بخوارزم وعارض بها نسخته عرض تصحيح وتنقيح، وذلك في شهور سنة خمس وستمائة».]

إنباه الرواة ٤ /١٧٩
" إن هجْر الكتاب القديم- وهو وِعاء العلم ومستودع التراث - والاستعاضة عنه بالمذكرات والمختصرات قد حجَب عن هذا الجيل كُوَى النُّور، وحَلَّأهم عن موارد العلم.

وكان من أخطَر الأمور ردُّ ذلك إلى التيسير والتسهيل والتخفيف على الناشئة، ولقد مَضينا في التيسير والتسهيل خطواتٍ حتى انتهينا إلى هذا الذي نشكو منه ونَضِيق به، ونسأل الله السلامة منه.

- الطناحي -
[النوع الثالث من الأبيات التي لا يجوز تغيير لفظها عند حلها، وهو كل بيت تضمن ذكر ألفاظ يختص بها علم من العلوم من نحو أو حساب أو طب أو غير ذلك، فمما ورد منها قول أبي الطيب:

ولقيتُ كل الفاضلين كأنما ¤¤ رد الإلهُ نفوسَهم والأعصرا
نسقوا لنا نسق الحساب مقدما ¤¤ وأتى "فذلك" إذ أتيْتَ مؤخرا


فإني قلت في حلهما:
《ولقد رأيته، فرأيت العالم في واحد، وعلمت أن الدهر للناس ناقد، وما أقول إلا أن الله رد به الأفاضل إلى معاد، ومثّلهم بأعداد الحساب، ثم وضعه "فذلك" من جملة الأعداد》
وهذه لفظة "فذلك"؛ هي من ألفاظ الحساب، وهي الجملة الكبرى الواردة في آخر الجمل، كأن الحاسب يقدم ذكر الأعداد المجملة أولا، ثم يقول: فذلك كذا وكذا، أي: فالجميع كذا وكذا ولهذا يقول الحاسب: قد فذلكت حسابي، أي: أجملته وفرغت منه، وتسمى الفذلكة.

وكذلك قول المتنبي:
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا ¤¤ مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

فإني نثرته في فصل من كتاب إلى بعض الملوك، وهو:
《أحمدُ المساعي ما خدَمتْه جدود الإقبال، وغدت له بمنزلة السلاح في أيدي الرجال، ومن زعم أن السعي يغني مَن يغني مِن غير جد، فقد رام أن تمضي زُبْرة الحديد في يده من غير حد، والله يخدم السعادة لمولانا في كل مقام، ويجعل له على عداه رصَدين من ضوء الصبح والإظلام، حتى يُرى وقد تصرفت بأمره أفعال الزمان، وأصبحت أعنتها في يده يَثنيها ثنيَ العنان، فإذا عزم سارعت إلى تلبية عزمه، وأمضت مراده في مستقبل كل أمر حتى يمضي قبل جزمه، فلا يستبعد من المطالب بعيدا، ولا يستصعب منها شديدا، ولا تزال غاياتها منحطة دون مبلغه فلا يسأل مزيدا》]


ضياء الدين ابن الأثير - الوشي المرقوم
وما كل ذي عضُد باطشٌ ¤¤ ولا كل طرف سليم يَرى
ولَلطبع أقهر من طابع ¤¤ وطرف الهوى ما خلا من عمى

الشريف المرتضى رحمه الله
ومن السعادة أن تموت وقد مضى ¤¤ من قبلك الحسادّ والأعداءُ
فبقاء من حُرِم المرادَ فناؤه ¤¤ وفناءُ من بلغ المرادَ بقاء
والناس مختلفون في أحوالهم ¤¤ وهمُ إذا جاء الردى أكْفاءُ
وطِلاب ما تفنى وتتركه على ¤¤ من ليس يشكر ما صنعتَ عناء

الشريف المرتضى
يقولون لى: لِمْ أنتَ بالذُّلِّ راكد؟ ¤¤ فقلتُ: لأتى فى الحياة رَغوبُ
نضا العزَّ من أكنافه مَنْ تروقه ¤¤ حياةٌ وتَحْلَوْلى له وتطيبُ
وعيشيَ بين الأغبياء غضاضةٌ ¤¤ ولى من عيوب الأقربين عيوبُ
و بين ضلوعى غير أنْ لمْ أبُح به ¤¤ أُوارٌ على فوْت المنى ولهيبُ
وللدهر عندى كل يوم وليلة ¤¤ وإن لم يكن منّي العتاب ذنوب
ولى كلُّ داء قاتل ثم ليس لي ¤¤ من الداء في كل الرجال طبيبُ


الشريف المرتضى
مررنا على سرب الظباء عشيةً ¤¤ فلم يَعْدُنا حتى تقنّصنا السربُ
وكنا نظن القرب يشفي سقامنا ¤¤ فلم يك إلا كلُّ أدوائنا القربُ
وقالوا ألمَّا تنْهَ قلبَك عن هوًى؟ ¤¤ فقلت: وهل لي بعد بينهمُ قلب؟!

المرتضى
قال الحسن: سمعت مالكا يحلف بالله ما دخلت على أحد منهم -يعني السلطان- إلا أذهب الله هيبته من قلبي حتى أقول له الحق.

ترتيب المدارك
[قال معن : دخل ابراهيم بن يحيى العباسي أمير المدينة يوما على مالك، ومالك حديث عهد بعِلّة، فثبت مالك فى مجلسه لم يقم له ولم يوسع، فجلس ابراهيم على أقل فراش مالك، ومالك لم يتزحزح، فحادثه ساعة، ثم قال له: ما تقول يا أبا عبد الله في محرم قتل قملة؟
قال: لا يقتلها
قال: فإنه قتلها ، فما فديتها ؟
قال مالك: لا يفعل.
قال: فعل.
قال: لا يفعل
قال: أقول لك قد فعل، فتقول: لا يفعل.
قال: نعم
فقام إبراهیم مغضبا، وسكت مالك ساعة، ثم قال لنا: إنما يريدون أن يعبثوا بالدين، إنما الفدية على من قتلها غير عامد لقتلها، وهذا يريد أن لا تبقى فى عسكره قملة على أحد من حشمه]

ترتيب المدارك

كيف لو رأى من يحللون الربا نزولا عند رغبات الحكام مثلا
تعمى القلوبُ بحب من ولهت به ¤¤ لكن بحبكَ كل قلبٍ يبصرُ
-صلى الله عليه وسلم-

الشيخ محمد المزوغي
مظانّ سيرة النبي صلي الله عليه وسلم ومغازيه وشمائله:

[ابتدأت بِذكر سيدنَا مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ هُوَ الَّذِي أَتَى بِهَذَا الدّين الْقيم وسراجه الوهاج، وَصَاحب التَّنْبِيه على هَذِه الشرعة والمنهاج، فأذكر تَرْجَمته مُخْتَصرا، وأسرد أمره مُقْتَصرا؛ لِأَن النَّاس قد صنفوا الْمَغَازِي وَالسير، وأطالوا الْخُبَر فِيهَا كَمَا أطابوا الْخَبَر، ومُلِّيَت لما ملئت بشمائله مهارق التواليف، وَرُفعت لما وضعت تيجانها على مفارق التصانيف، فَأول من صنف فِي الْمَغَازِي: عُرْوَة بن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا، ثمَّ مُوسَى بن عقبَة، ثمَّ عبد الله بن وهب، ثمَّ فِي السّير ابْن إِسْحَق، وَرَوَاهَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم من زَاد وَمن نقص، فَمنهمْ زِيَاد بن عبد الله البكائي شيخ عبد الْملك بن هِشَام مُخْتَصِر السِّيرَةِ، وَسَلَمَة بن الْفضل الأبرش، وَمُحَمّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي، وَيُونُس بن بكير الْكُوفِي، وَعمل أَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي رَحمَه الله تَعَالَى كتاب الرَّوْض الْأُنُف فِي شرح السِّيرَة الْمشَار إِلَيْهَا، وَوضع عَلَيْهِ شَيخنَا الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ كتابا سَمَّاهُ بلبل الرَّوْض، وَفِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى لِابْنِ سعد سيرة مُطَوَّلَة، ثمَّ دَلَائِل النُّبُوَّة لأبي زرْعَة الرَّازِيّ شيخ مُسلم، ثمَّ دَلَائِل السَّرقسْطِي، ثمَّ دَلَائِل الْحَافِظ أبي نعيم فِي سفرين، ثمَّ دَلَائِل النُّبُوَّة للنقاش صَاحب التَّفْسِير، وَدَلَائِل النُّبُوَّة للطبراني، وَدَلَائِل أبي ذَر الْمَالِكِي، ثمَّ دَلَائِل الإِمَام الْبَيْهَقِيّ فِي سِتَّة أسفار كبار فأجاد مَا شَاءَ، وأعلام النُّبُوَّة لأبي الْمطرف قَاضِي الْجَمَاعَة، وأعلام النُّبُوَّة لِابْنِ قُتَيْبَة اللّغَوِيّ، وَمن أَصْغَر مَا صنف فِي ذَلِك جُزْء لطيف لِابْنِ فَارس صَاحب الْمُجْمل فِي اللُّغَة، وَكتاب الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي رَحمَه الله كتبته بخطى وقرأته على شَيخنَا الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي، وَالشَّمَائِل لِلْحَافِظِ المستغفري النَّسَفِيّ، وَكتاب صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْقَاضِي أبي البخْترِي، وَكتاب الْأَخْلَاق للْقَاضِي اسماعيل الْمَالِكِي، وَكتاب الشفا للْقَاضِي عِيَاض، وَالْوَفَاء لِابْنِ الْجَوْزِيّ فِي مجلدين، والاقتفاء لِابْنِ مُنَيّر خطيب الإسكندرية، ونظم الدُّرَر لِابْنِ عبد الْبر، وسيرة ابْن حزم وَحجَّة الْوَدَاع فأجاد فِيهَا، وسيرة الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي، وسيرة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ مختصرة، وعيون الْأَثر فِي الْمَغَازِي وَالشَّمَائِل وَالسير لشَيْخِنَا الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس ورويتها عَنهُ سَمَاعا لبعضها من لَفظه وإجازة لعامتها، وَله سيرة أُخْرَى مختصرة سَمعتهَا من لَفظه، ولشيخنا الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ فِي أول تَارِيخ الْإِسْلَام مُجَلد فِي الْمَغَازِي ومجلد فِي السِّيرَة قرأتهما عَلَيْهِ، وَفِي تَارِيخ ابْن جرير فِي الْأَيَّام النَّبَوِيَّة جملَة من ذَلِك، وَلابْن عَسَاكِر فِي صدر تَارِيخه لدمشق جُزْء كَبِير، وَلابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِيمَا يتَعَلَّق بذلك نفس طَوِيل، هَذَا إِلَى مَا فِي الْكتب الصِّحَاح السِّتَّة من ذكر شمائله ومغازيه وسيره الوافر:

وَيبقى ضعفُ مَا قد قيل فِيهِ ¤¤ إِذا لم يتَّرك أحد مقَالا]

[الوافي بالوفيات ، الصفدي ، ١ / ٧]
[روي عن عائشة رضي الله عنها أنها وصفته فقالت كان والله كما قال شاعره حسّان بن ثابت الانصاري رضي الله عنه:
متى يبدُ في الداجي البهيمِ جبينُه ¤¤ يَلُحْ مثلَ مصباح الدجى المتوقدِ
فمن كان أو من قد يكون كأحمدٍ ¤¤ فطامٍ لحقٍ أو نكالٍ لمعتدِ

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه اذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
أمينٌ مصطفىً بالخير يدعو ¤¤ كضوء البدر زايله الظلامُ

وروي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا رآه ينشد قول زهير في هرم بن سنان:

لو كنت من شيء سوى بشرٍ ¤¤ كنت المضيئ لليلةٍ البدر]

[الوافي بالوفيات، الصفدي، ١ / ٦٤]
فشق له من اسمه ليجله ¤¤ فذو العرش محمود وهذا محمد

حسان بن ثابت رضي الله عنه

[أنشدني لنفسه قراءةً منى عليه الشيخ الامام الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس اليعمرى فيها وافق من أسماء الله الحسنى لاسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصيدة له في مدحه:

وحلّاه من حسنى أساميه جملةً ¤¤ أتى ذكرها في الذكر ليس يبيد
و في كتب الله المقدس ذكرُها ¤¤ وفى سنة تأتى بها وتفيد
رؤف رحيم فاتح ومقدس ¤¤ امين قوى عالم وشهيد
ولي شكور صادق في مقاله ¤¤ عفو كريم بالنوال يعود
ونور وجبار وهادي من اهتدى ¤¤ ومولى عزيز ليس عنه محيد
بشير نذير مؤمن ومهيمن ¤¤ خبير عظيم بالعظيم يجود
وحق مبين آخرٌ أوّلٌ سما ¤¤ إلى ذروة العلياء وهو وليد
فَآخَرُ أَعْنى آخرَ الرُّسْل بعثةً ¤¤ وأول من ينشق عنه صعيد
أسامٍ تلذ السمعَ إن هي عُددَتْ ¤¤ نعوتُ ثناء والثناء عديد]

[الوافي بالوفيات ، الصفدي ، ١/ ٦٣]
سافر القاضي المصري تاج الدين ابن بنت الأعز (ت 665 هجري) لأداء فريضة الحج، وزار المدينة المنورة، وهناك أنشد قصيدة طويلة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي جميلة جدا بليغة
مطلعها :
الناس بين مُرَجِّزٍ ومقَصّد ¤¤ ومطول في مدحه ومجود
ومخَبرٍ عمن روى ومعبر ¤¤ عما رآه من العلا والسؤدد

منها عن الإسراء:
لم ترتفع لله عن خفض ولم ¤¤ تقرب إليه من مكان مبعدِ
لكن أرى محبوبَه ملكوته ¤¤ حتى يشاهد فيه ما لم يشهدِ

وما أرق قوله وأصدقه حين يقول:
وإذا مررت على القلوب فكنت كالْ ¤¤ أرج الذكيِّ يرد روح المكمَدِ

صلوات ربي وسلامه على خير الخلق وآله وأصحابه وتابعيه
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
يَكِلُّ فِكْري إذا حَمَّلْتُهُ شَرَفًا
تَضيقُ عنه -إذا حَمَّلْتُها- كَلِمِي

مَنارةً، شَيَّدَ اللهُ مَراسِيَها
كالشمسِ في الصبح أو كالبدر في الظُّلَمِ

وسيرةً، إن نُّجِلْ فيها بَصائِرَنا
تَفَتَّقَتْ، كانفِتاقِ الأرضِ للدِّيَمِ

فضائلًا، مُنطِقَاتٍ كلَّ ذي خَرَسٍ
شمائلًا، مُسْمعاتٍ كلَّ ذي صَمَمِ

فبين مُلْتَمِسٍ نُورًا بِمُضَطَرِمٍ
وغارفٍ حِكمةً من فَيْضِ مُلْتَطِمِ

وذائقٍ بِدَعَ الألفاظِ، ما سَمَحَتْ
بها قَرائحُ قَبلًا، أو جَرَتْ بِفَمِ

لو كان يُسجَدُ للقولِ البليغِ، لَمَا
رفعتَ رأسَكَ عن نوابغِ الكَلِمِ

إن كان لم يُجْرِ في أقوالِهِ قَلَمًا
فكم جرى خلفَهُ للناسِ مِن قَلَمِ؟

لولا أَفَانينُ قَولٍ كان يُبْدِعُها
لَمَا رَوَينا لهُ قَوْلًا سِوى "نَعَمِ"

واصْدَعْ بِذِكْرِكَ أيامًا لهُ، تَرَكَتْ
في أَلْسُنِ الدهرِ حَرفًا غيرَ مُدَّغَمِ

واذكُرْ بِنَجْدَتِهِ مَغَازِيًا، كَشَفَتْ
وجهَ الضَّلال بثَغْرٍ فُرَّ عن هَتَمِ

وارفَعْ مآثِرَهُ اللاتي يُكادُ لها
يَلُحْ لِوَجْهِكَ منها وَجْهُ مُبتسمِ

ألم تكُ الأرضُ قبل الوَحْيِ مُقْعَدَةً
حتى أقامَ نَواحِيها على قَدَمِ؟

قد قَسَّمَ اللهُ بين الَخلْقِ فَضْلَهُمُ
والفَضْلُ فيه جَميعٌ غيرُ مُقْتَسَمِ

قد خصَّهُ اللهُ بالقُربى، وفضَّلَهُ
على البريَّةِ فَضْلَ البُرْءِ في السَّقَمِ

مِن غيرِ كَسْبٍ، ولكن مَّـحْضُ مِنَّـتِهِ
ومَن يَّرُمْ مِنَّةَ الرحمنِ يَنقَصِمِ

يا خيرَ مُتَّصِفٍ بالفضل مُتَّسِمِ
إني بذكرِكَ أخشى زَلَّةَ القلمِ

ودِدتُّ لو أنني مُسْتَرسِلٌ أبدًا
حتى أُشَرِّفَ من ذِكرِ النبيِّ فَمِي

لكنَّ هذا مَقامٌ لا يَقومُ لَهُ
إلا لسانُ مُلَقًّى مِن لَدُنْ حَكَمِ

وما لساني بـِمُوْفٍ حَقَّ مِدْحَتِهِ
وإن وَسَمْتُ بهِ أعداءَهُ يَسِمِ

وإن ضربتُ به عِرضَ الزَّنيمِ فما
يُبقي، فكيف بِعِرْضٍ غيرِ مُلْتَئِمِ؟

لكنْ أُجِلُّ مَقامًا فيه أَمْدَحُهُ
عن ذِكْرِ شانئِهِ الـمُسْتَوْبَلِ الوَخِمِ

أدنى لِشَاتِمِهِ نَيْلُ السماءِ، فكم
بين اليقين وبين الظنِّ والتُّهَمِ؟

وبين فَقْعٍ بِقَاعٍ دُونَهُ أَكَمٌ
وبين خَفْقِ سَنَا نارٍ على علَمِ؟
2024/09/22 14:22:31
Back to Top
HTML Embed Code: