Telegram Group & Telegram Channel
في يوليو سنة 1243م وقعت معركة في تركيا اسمها كوسه داغ kösedağ (الجبل الأقرع بالعربية)، وفيها انتصر المغول على سلاجقة الأناضول بقيادة سلطان خايب اسمه غياث الدين كيسخرو الثاني، لم يكن يملك لا الخبرة العسكرية، ولا السياسية، وكان غارقًا في التفاهة واللهو والملذات كما تشير المصادر التي ترجمت له، وبحلول الليل هرب ونفذ بجلده من ساحة المعركة وترك دولته تواجه مصيرها فارتكب المغول الجرائم والإبادات الجماعية.

والذي ترتب على هذه المعركة كان من الناحية الإستراتيجية على مستوى الأمة كارثي، فقد دخلت الأناضول كلها تحت التبعية المغولية، وهذا الدخول كان عونا للمغول من ناحية المؤن والاقتصاد لاستمرار هجماتهم على العراق وبلاد الشام القريبة، فأبادوا بغداد في 1258 و حلب في 1259 واحتلوا دمشق في نفس العام يعني سيطروا على العراق والشام في ظرف سنة، ولولا معركة عين جالوت أمام المماليك لدخلوا مصر وفعلوا في القاهرة ما فعلوه في بغداد، ولكن المماليك لم يكونوا في جُبن العباسيين ولا السلاجقة ولا الأيوبيين المتأخرين في الشام.

كل هذا بسبب نوع من السلاطين قليلي الخبرة بالواقع السياسي والعسكري، وقد سبق غياث الدين بعض سلاطين الخوارزميين الذين جهلوا أيضًا قوة المغول العسكرية عالميًا فكانوا سببا في إبادة الملايين من رعاياهم.

والمقصد من هذه القصة أن التربية العقدية أيضًا لها دور ضخم في إنشاء القادة؛ فعلى الجهة الأخرى وجود قيادات مثل صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي وقادة المماليك الكبار مثل ركن الدين بيبرس وسيف الدين قلاوون ممن رُبوا على الإسلام والجاهزية العسكرية، والتمرس على الجهاد في سبيل الله كان له أعظم الأثر في إحياء الأمة بعد موتها فيما بعد.

اليوم نحن بحاجة لتربية أجيال لا تخشى إلا الله، وتعمل بكل جد لتحرير هذه الأمة ولو بعد حين من حالة الخزي والهوان والضعف والتبعية التي نراها في أنفسنا وإخواننا منذ عقود!



group-telegram.com/MuhshabanAyoub/509
Create:
Last Update:

في يوليو سنة 1243م وقعت معركة في تركيا اسمها كوسه داغ kösedağ (الجبل الأقرع بالعربية)، وفيها انتصر المغول على سلاجقة الأناضول بقيادة سلطان خايب اسمه غياث الدين كيسخرو الثاني، لم يكن يملك لا الخبرة العسكرية، ولا السياسية، وكان غارقًا في التفاهة واللهو والملذات كما تشير المصادر التي ترجمت له، وبحلول الليل هرب ونفذ بجلده من ساحة المعركة وترك دولته تواجه مصيرها فارتكب المغول الجرائم والإبادات الجماعية.

والذي ترتب على هذه المعركة كان من الناحية الإستراتيجية على مستوى الأمة كارثي، فقد دخلت الأناضول كلها تحت التبعية المغولية، وهذا الدخول كان عونا للمغول من ناحية المؤن والاقتصاد لاستمرار هجماتهم على العراق وبلاد الشام القريبة، فأبادوا بغداد في 1258 و حلب في 1259 واحتلوا دمشق في نفس العام يعني سيطروا على العراق والشام في ظرف سنة، ولولا معركة عين جالوت أمام المماليك لدخلوا مصر وفعلوا في القاهرة ما فعلوه في بغداد، ولكن المماليك لم يكونوا في جُبن العباسيين ولا السلاجقة ولا الأيوبيين المتأخرين في الشام.

كل هذا بسبب نوع من السلاطين قليلي الخبرة بالواقع السياسي والعسكري، وقد سبق غياث الدين بعض سلاطين الخوارزميين الذين جهلوا أيضًا قوة المغول العسكرية عالميًا فكانوا سببا في إبادة الملايين من رعاياهم.

والمقصد من هذه القصة أن التربية العقدية أيضًا لها دور ضخم في إنشاء القادة؛ فعلى الجهة الأخرى وجود قيادات مثل صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي وقادة المماليك الكبار مثل ركن الدين بيبرس وسيف الدين قلاوون ممن رُبوا على الإسلام والجاهزية العسكرية، والتمرس على الجهاد في سبيل الله كان له أعظم الأثر في إحياء الأمة بعد موتها فيما بعد.

اليوم نحن بحاجة لتربية أجيال لا تخشى إلا الله، وتعمل بكل جد لتحرير هذه الأمة ولو بعد حين من حالة الخزي والهوان والضعف والتبعية التي نراها في أنفسنا وإخواننا منذ عقود!

BY قناة: محمد شعبان أيوب


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/MuhshabanAyoub/509

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Some people used the platform to organize ahead of the storming of the U.S. Capitol in January 2021, and last month Senator Mark Warner sent a letter to Durov urging him to curb Russian information operations on Telegram. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. The perpetrators use various names to carry out the investment scams. They may also impersonate or clone licensed capital market intermediaries by using the names, logos, credentials, websites and other details of the legitimate entities to promote the illegal schemes. In addition, Telegram's architecture limits the ability to slow the spread of false information: the lack of a central public feed, and the fact that comments are easily disabled in channels, reduce the space for public pushback. The company maintains that it cannot act against individual or group chats, which are “private amongst their participants,” but it will respond to requests in relation to sticker sets, channels and bots which are publicly available. During the invasion of Ukraine, Pavel Durov has wrestled with this issue a lot more prominently than he has before. Channels like Donbass Insider and Bellum Acta, as reported by Foreign Policy, started pumping out pro-Russian propaganda as the invasion began. So much so that the Ukrainian National Security and Defense Council issued a statement labeling which accounts are Russian-backed. Ukrainian officials, in potential violation of the Geneva Convention, have shared imagery of dead and captured Russian soldiers on the platform.
from ar


Telegram قناة: محمد شعبان أيوب
FROM American