group-telegram.com/Nychtoiflos/4717
Last Update:
"من محبّة الله تعالى لعبده؛ حُسن التدبير له، يُربّيه على الشدائد، يكتب الإيمان في قلبه، ينوّر له عقله، فيجتبيه لمحبّته، ويستخلصه لعبادته، فيشغل لسانه بذكره وجوارحه بطاعته، فتراه يتبع كل ما يقرّبه إلى مَحبوبه؛ وهو الله عزّ وجل؛ فيتولّاه ربّه بتيسير أموره من غير ذلّ للمخلوق، ويسدّد ظاهره وباطنه، ويجعل هَمّه همًّا واحدًا، بحيث تشغله محبّة ربّه عن كلّ شيء!
ومن جَمال عنايته بعبده المَحبوب: حمايته له من الدّنيا إن كانت تفسده، فحبُّ الله تعالى وحبُّ الدّنيا والتعلُّق بها لا يجتمعان في قلب امرئ اختصَّه الله تعالى بالمصافاة والمحبّة! ومن لطف الله تعالى بعبده المؤمن الذي لاحت له بوارقُ المحبّة والاصطفاء؛ أن يَقيَه الدُنيا وأعراضها، ويصرفَ عنه مشاغلها، ليبقى قلبُه نقيًّا طاهرًا مستقبلًا لتجليات الله تعالى وفيوضاته! كما قال نبيّنا ﷺ:"إذا أحبَّ الله عبدًا حماهُ الدنيا؛ كما يَظَلُّ أحدُكم يحمي سقيمَه الماء". ففيه صيانة للعبد عن حلال الدّنيا وحسابه، وحرامها وعقابه، فهو دفع له عن ضررها؛ وهذا ما تُفسده الدنيا! فمن كانت دنياه في يده ولم تشغله عن الله تعالى؛ فلا يضرّه أن يملكها ولو مَلك ما مَلك، وهو ما أكّده رسول الله ﷺ لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-: «يا عَمْرو، نِعم المالُ الصالحُ للمَرء الصالح»".
BY أفَـانِـينٌ
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/Nychtoiflos/4717