Telegram Group Search
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
Photo
حسن الخلق مع من هم دونك:

قال ابن القيم رحمه الله
"وَلَا رَيْبَ أَنَّ لِلْمُطَاعِ مَعَ النَّاسِ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ.

أَحَدُهَا: أَمْرُهُمْ وَنَهْيُهُمْ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَتُهُمْ.

الثَّانِي: أَخْذُهُ مِنْهُمْ مَا يَبْذُلُونَهُ مِمَّا عَلَيْهِمْ مِنَ الطَّاعَةِ.

الثَّالِثُ: أَنَّ النَّاسَ مَعَهُ قِسْمَانِ: مُوَافِقٌ لَهُ مُوَالٍ، وَمُعَادٍ لَهُ مُعَارِضٌ. وَعَلَيْهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ وَاجِبٌ.

- فَوَاجِبُهُ فِي أَمْرِهِمْ وَنَهْيِهِمْ: أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ. وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الَّذِي بِهِ صَلَاحُهُمْ وَصَلَاحُ شَأْنِهِمْ. وَيَنْهَاهُمْ عَنْ ضِدِّهِ.

- وَوَاجِبُهُ فِيمَا يَبْذُلُونَهُ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ: أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ مَا سَهُلَ عَلَيْهِمْ، وَطُوِّعَتْ لَهُ بِهِ أَنْفُسُهُمْ، سَمَاحَةً وَاخْتِيَارًا. وَلَا يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْعَنَتِ وَالْمَشَقَّةِ فَيُفْسِدَهُمْ.

- وَوَاجِبُهُ عِنْدَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَ عَلَيْهِ: الْإِعْرَاضُ عَنْهُمْ. وَعَدَمُ مُقَابَلَتِهِمْ بِالْمِثْلِ وَالِانْتِقَامِ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ.

فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩]

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنِي خُذِ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ مِثْلَ قَبُولِ الْأَعْذَارِ، وَالْعَفْوِ وَالْمُسَاهَلَةِ، وَتَرْكِ الِاسْتِقْصَاءِ فِي الْبَحْثِ، وَالتَّفْتِيشِ عَنْ حَقَائِقِ بَوَاطِنِهِمْ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}
وَهُوَ كُلُّ مَعْرُوفٍ. وَأَعْرَفُهُ: التَّوْحِيدُ. ثُمَّ حُقُوقُ الْعُبُودِيَّةِ وَحُقُوقُ الْعَبِيدِ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
يَعْنِي إِذَا سَفِهَ عَلَيْكَ الْجَاهِلُ فَلَا تُقَابِلْهُ بِالسَّفَهِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: ٦٣] يُعْرِضُ عَنْهُ مَعَ إِقَامَةِ حَقِّ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ".
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مواضع ذكر القلوب في سورة هود
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
مواضع ذكر القلوب في سورة هود
#هود
#أعمال القلوب

مواضع ذكر القلوب في سورة هود:

1️⃣ التوبة:
قال تعالى:
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}
[هود : 3]

{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}
[هود : 52]

2️⃣ تقلب القلوب بين اليأس والكفر والفرح والفخر وعلاج ذلك كله بالصبر:

{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ.
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ.
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
[هود: 9-11]

3️⃣ إرادة زينة الدنيا:

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ.
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[هود : 15-16]

4️⃣ الإخبات:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[هود : 23]

5️⃣ إشفاق الدعاة على الغافلين والمعرضين:

{أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ}
[هود : 26]

{وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ}
[هود : 84]

6️⃣ النهي عن الابتئاس لإعراض الكافرين:

{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
[هود : 36]

7️⃣ الصبر رجاء حسن العاقبة:

{تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}
[هود: 49]
{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
[هود : 115]

8️⃣ التوكل في مواجهة الإيذاء:

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
[هود : 56]

9️⃣ شك الكفر:

{قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن  مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [هود : 62]
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}
[هود: 110]

🔟 إنكار القلب عند رؤية سلوك غير معهود، والتوجس خيفة من أن يكون وراءه شر محتمل:
{فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ}
[هود : 70]

1️⃣1️⃣ التعجب من آيات الله:

{قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}
[هود : 72-73]

1️⃣2️⃣ الحلم والإنابة من صفات الصالحين:

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} [هود: 75]

3️⃣1️⃣ الامتراء مما يعبد الكفار:
{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ}
[هود: 109]

4️⃣1️⃣ الركون إلى الظالمين:

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}
[هود : 113]

5️⃣1️⃣ الثبات في وجه المرجفين والمشككين:

{وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}
[هود : 120]
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
Photo
#سورة هود
#أعمال القلوب

قال تعالى:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}
[هود:75]

📌من أعمال القلوب: الحلم وهو ضد الغضب.
والحليم: هو البطئ الغضب.
و"هو الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لم يكن ليفعله في حال الرّضى".
(الطبري)

📌وقوله تعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ}:
أي:
"حليم عمن ظلمه وسفه عليه وأناله مكروها، لا يستفزه جهل الجاهلين، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه؛ ولهذا استغفر لأبيه مع شدة أذاه في قوله:
{لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا. قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} [مريم:46-47] فحلم عنه مع أذاه له، ودعا له واستغفر.".
(الطبري. السعدي)

📌ولم يثن الله تعالى بصفة الحلم في القرآن إلا على اثنين:
إبراهيم الخليل وولده إسماعيل في قوله تعالى:
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات : 101]

"وصف اللّه إسماعيل، عليه السلام بالحلم ، وهو يتضمن الصبر، وحسن الخلق، وسعة الصدر والعفو عمن جنى." (السعدي)

وهذا الوصف بالحلم هو المناسب لهذا المقام حين أخبره إبراهيم أن الله يأمره بذبحه {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ}
فلم يجزع ولم يفرق؛ بل قال في حلم وسكينة:
{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات : 102]

📌قال ابن القيم رحمه الله:
"وفي الصفح والعفو والحلم: من الحلاوة والطمأنينة والسكينة، وشرف النفس، وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام: ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام ".
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
Photo
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في موسوعة نضرة النعيم في *بيان معنى الحلم* أقوال أهمها:
•• ضبط النّفس والطّبع عند هيجان الغضب.
•• الطّمأنينة عند سورة الغضب.
•• رزانة في البدن يقتضيها وفور العقل.
•• ترك الانتقام عند شدّة الغضب مع القدرة على ذلك.
•• الإمهال بتأخير مجازاة الظّالم بما يستحق لظلمه.
يَقَال: حلم عَنهُ؛ إِذا أخر عِقَابه، أَو عَفا عَنهُ، وَلَو عاقبه كَانَ عادلا.

📌 *الفرق بين الحلم والصبر:*
"الصَّبْر حبس النَّفس المصادفة المكروه.
*وصبر الرجل حبس نَفسه عَن إِظْهَار الْجزع.*
والجزع: إِظْهَار مَا يلْحق الْمُصَاب من المضض وَالْغَم".

*ولا تلازم بين الصبر وبين العفو عن الظالم المعتدي* ، فالصبر متعلق بما قدره الله من مصيبة الظلم، وحقيقته ألا يجزع العبد من تقدير الله لهذه المصيبة وألا يتسخط منها، وليس من لازم صبر المظلوم أن يعفو عن ظالمه، وليعلم أن الحلم الذي تترتب عليه مفسدة؛ ليس بحلم على الحقيقة وليس محمودا بل هو مذموم.

📌قال ابن القيم:
"وكل خلق محمود مكتنف بخلقين ذميمين، وهو وسط بينهما، وطرفاه خلقان ذميمان، فإن النفس متى انحرفت عن التوسط انحرفت إلى أحد الخلقين الذميمين ولابد..

وإذا انحرفت عن خلق الحلم انحرفت: إما إلى الطيش والترف والحدة والخفة، وإما إلى الذل والمهانة والحقارة، *ففرق بين من حلمه حلم ذل ومهانة وحقارة وعجز، وبين من حلمه حلم اقتدار وعزة وشرف."*
اهـ بتصرف من مدارج السالكين.

📌ولَا يجوز الْحلم إِذا كَانَ فِيهِ فَسَاد على أحد من الْمُكَلّفين؛ فليس للشخص أن يتغاضى عمن يتعرض لعرضه بحجة الحلم، فإن هذا ليس هو محل الحلم الممدوح، وليعلم أن محل الندب إلى العفو في الشرع هو إذا كان في العفو إصلاح، أما إن كان العفو يؤدي إلى مفسدة فينبغي الأخذ بالحق وعدم العفو.

قال الشيخ ابن عثيمين:
"والعافين عن الناس ـ يعني: الذين إذا أساء الناس إليهم عفوا عنهم، فإن من عفا وأصلح فأجره على الله، وقد أطلق الله العفو هنا ولكنه بين قوله تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} ـ أن العفو لا يكون خيرا إلا إذا كان فيه إصلاح، فإذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والتمرد والطغيان على عباد الله، فالأفضل ألا تعفو عنه وأن تأخذ بحقك، لأنك إذا عفوت ازداد شره، أما إذا كان الإنسان الذي أخطأ عليك قليل الخطأ قليل العدوان لكن أمر حصل على سبيل الندرة فهنا الأفضل أن تعفو". اهـ.

📌 *والمعتدون من الأهل أولى بالعفو والصفح من غيرهم إن كان في ذلك إصلاح* ، فقد جاء في حديث أبي هريرة:
أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال:
« لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المَلّ ـ وهو الرماد الحار ـ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.» أخرجه مسلم.

(إسلام ويب)

هل الطبع على القلب يحجب التوبة؟
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
هل الطبع على القلب يحجب التوبة؟
*هل الطبع على القلب يحجب التوبة؟*
قال ابن القيم رحمه الله :

" ومما ينبغي أن يعلم : أنه لا يمتنع مع الطبع والختم والقفل حصول الإيمان ؛ بأن يفَك الذي ختم على القلب وطبع عليه وضرب عليه القفلَ ، ذلك الختمَ والطابع والقفل ، ويهديه بعد ضلاله ، ويعلمه بعد جهله ، ويرشده بعد غيه ، ويفتح قفل قلبه بمفاتيح توفيقه التي هي بيده ، حتى لو كتب على جبينه الشقاوة والكفر : لم يمتنع أن يمحوها ويكتب عليه السعادة والإيمان . وقرا قارئ عند عمر بن الخطاب : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) وعنده شاب فقال : ( اللهم عليها أقفالها ، ومفاتيحها بيدك لا يفتحها سواك ) ، فعرفها له عمر وزادته عنده خيرا . وكان عمر يقول في دعائه : ( اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ) ...

والمقصود : أنه مع الطبع والختم والقفل ، لو تعرض العبد أمكنه فك ذلك الختم والطابع وفتح ذلك القفل ؛ يفتحه من بيده مفاتيح كل شيء .

وأسباب الفتح مقدورة للعبد غير ممتنعة عليه ، وإن كان فك الختم وفتح القفل غير مقدور له ؛ كما أن شرب الدواء مقدور له ، وزوال العلة وحصول العافية غير مقدور ، فإذا استحكم به المرض وصار صفة لازمة له ، لم يكن له عذر في تعاطي ما إليه من أسباب الشفاء ، وإن كان غير مقدور له ، ولكن لما ألف العلة وساكنها ، ولم يحب زوالها ولا آثر ضدها عليها ، مع معرفته بما بينها وبين ضدها من التفاوت : فقد سد على نفسه باب الشفاء بالكلية ...

فإذا عرف الهدى فلم يحبه ولم يرض به ، وآثر عليه الضلال مع تكرار تعريفه منفعة هذا وخيره ، ومضرة هذا وشره : فقد سد على نفسه باب الهدى بالكلية .

فلو أنه في هذه الحال تعرض وافتقر إلى من بيده هداه ، وعلم أنه ليس إليه هدى نفسه ، وأنه إن لم يهده الله فهو ضال ، وسأل الله أن يُقبِل بقلبه ، وأن يقيه شر نفسه : وفَّقَه وهداه ، بل لو علم الله منه كراهيةً لما هو عليه من الضلال ، وأنه مرض قاتل ، إن لم يشفه منه أهلكه : لكانت كراهته وبغضه إياه ، مع كونه مبتلي به ، من أسباب الشفاء والهداية ؛ ولكن من أعظم أسباب الشقاء والضلال : محبته له ورضاه به ، وكراهته الهدى والحق .

فلو أن المطبوع على قلبه ، المختوم عليه ، كره ذلك ورغب إلى الله في فك ذلك عنه ، وفعل مقدوره : لكان هداه أقرب شيء إليه ، ولكن إذا استحكم الطبع والختم حال بينه وبين كراهة ذلك ، وسؤال الرب فكه وفتح قلبه " . انتهى .

" شفاء العليل" ، لابن القيم (192-193) .
اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ
Photo
بالحج
📖 قال تعالى:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ.
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ
وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
آل عمران( 96 - 97)

يخبر الله تعالى عن شرف  البيت الحرام، وأنه أول بيت وضعه الله للناس، يتعبدون فيه لربهم فتغفر أوزارهم،  ويحصل لهم به من الطاعات والقربات ما ينالون به رضى ربهم والفوز بثوابه والنجاة من عقابه.

هذا هو البيت المحرم ببكة، الذي جعله الله مباركا كثير الخيرات لمن قصده حاجا أو معتمرا، طائفا به أو معتكفا عنده، وهدى لجميع الخلق لما فيه من معالم التوحيد وشعائره.

وبكة هي موضع البيت، ومكة سائر البلد.

روى البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟
قالَ: "المَسْجِدُ الحَرَامُ".
قُلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: "ثُمَّ المَسْجِدُ الأقْصَى".
قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟
قالَ: "أَرْبَعُونَ" ثُمَّ قالَ: "حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، والأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ".
(البخاري ومسلم)

وقد جعل الله في هذا البيت دلائل ظاهرة على كونه بيت الله المعظم الذي بني على اسمه، منها: مقام إبراهيم، وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم لبناء البيت، ويظهر فيه أثر قدميه الشريفتين.

ومن خصائص هذا البيت التي لا يشركه فيها بيت غيره، أن من دخله كان آمنا؛ لا يخاف بغيا ولا عدوانا على نفسه وعرضه وماله.

وقد فرض الله تعالى على الناس أن يحجوا هذا البيت إذا كانوا مستطيعين؛ منيبين إليه.

وفي اﻵية حجة على اليهود والنصارى الذين يزعمون أنهم على دين إبراهيم عليه السلام ومنهجه، ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك، ونادى الناس إلى حجه.

ومن كفر فلا يضر إلا نفسه، ولو اجتمع أهل الأرض قاطبة على الكفر بالله والإعراض عن شعائره؛ لم ينقص ذلك من ملك الله شيئا فهو الغنى عن عبادة من في الأرض جميعا؛ لا تنفعه طاعتهم ولا يضره كفرهم.
وليس في الآية  كفر تارك الحج؛ لأن الإجماع على أن من ترك الحج عامدا حتى مات لا يكفر بذلك.
وصف الله تعالى بيته الحرام بخمس صفات:

•• "أحدها: كونه أسبق بيوت العالم وضع في الأرض.

•• الثاني: أنه مبارك، والبركة كثرة الخير ودوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه، ولا أكثر خيرا، ولا أدوم، ولا أنفع للخلائق.

•• الثالث: أنه هدى، ووصفه بالمصدر نفسه مبالغة، حتى كأنه نفس الهدى.

•• الرابع: ما تضمن من الآيات البينات التي تزيد على أربعين آية.

•• الخامس: الأمن الحاصل لداخله.
وفي وصفه بهذه الصفات ما يبعث النفوس على حجه، وإن تناءت بالزائرين الأقطار.

ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله {وطهر بيتي} لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم شوقا إلى رؤيته، فهذه المثابة للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم".
(السعدي)
مقام إبراهيم

"لما ارتفع البناء؛ استعان به إبراهيم على رفع القواعد منه والجدران، حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل.

وقد كان ملتصقا بجدار البيت، حتى أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إمارته إلى ناحية الشرق، بحيث يتمكن الطائفون، ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف؛ لأن الله تعالى قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال: 
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}" (البقرة : 125)

(ابن كثير)
2025/05/23 03:49:47
Back to Top
HTML Embed Code: