تقبل الله طاعتكم. عيدكم مبارك. وكل عام وأنتم بخير، والمسلمون في نصر وعز وتمكين.
#نفثة
تمامُ العيدِ لو تمَّتْ رؤاكا
وأنَّ هوايَ يتبعهُ هواكا
فليس يتمُّ في الدنيا سرورٌ
إذا عُدِمَ الشريكُ، ومَن سِواكا؟
وما تُغني جموعُ الناس حولي
إذا ما كنتُ فيها لا أراكا؟
وما جدوى ممارستي القوافي
إذا ما صَمَّ عن شعري صَداكا؟
ـ ١٤٤٥/١٠/١
تمامُ العيدِ لو تمَّتْ رؤاكا
وأنَّ هوايَ يتبعهُ هواكا
فليس يتمُّ في الدنيا سرورٌ
إذا عُدِمَ الشريكُ، ومَن سِواكا؟
وما تُغني جموعُ الناس حولي
إذا ما كنتُ فيها لا أراكا؟
وما جدوى ممارستي القوافي
إذا ما صَمَّ عن شعري صَداكا؟
ـ ١٤٤٥/١٠/١
من كتب المختارات الشعرية الحسنةِ اختيارًا، المتقدمةِ زمانًا، التي ساء حظُّها في النشر إفسادًا وتصحيفًا= كتاب الزهرة لابن داود الظاهري (ت٢٩٧).
وله في تسمية أبوابه طرافة غير معهودة، وفي تعليقاته على بعض مختاراته إحسان.
ومن كان يداري في قلبه هوًى مكتومًا، وجوًى حارقًا، ويدافع شوقًا له عليه كرٌّ وفرٌّ= فأنا مما يلحقه بَراء!
وله في تسمية أبوابه طرافة غير معهودة، وفي تعليقاته على بعض مختاراته إحسان.
ومن كان يداري في قلبه هوًى مكتومًا، وجوًى حارقًا، ويدافع شوقًا له عليه كرٌّ وفرٌّ= فأنا مما يلحقه بَراء!
#نفثة
شهدتُّ بأنّ وعدَ اللهِ حقٌّ
وأنَّ هلاكَ عاشقِها وَشيكُ
وأنَّ بهاءَ طَـلْعَـتِها دليلٌ
بأنَّ الله ليس له شريكُ
أحلَّ دمي لها طرْفٌ عفيفُ
وأبكاني لها ثغر ضَحوكُ
فدمعي مِن مَحَاجِرِها سَفيحٌ
وجرحي مِن تَرائِـبها سَفيكُ
ومَرعى حُسنِ طَـلْعَـتِها شفيعٌ
فلفظي في ملامتها رَكيكُ
شهدتُّ بأنّ وعدَ اللهِ حقٌّ
وأنَّ هلاكَ عاشقِها وَشيكُ
وأنَّ بهاءَ طَـلْعَـتِها دليلٌ
بأنَّ الله ليس له شريكُ
أحلَّ دمي لها طرْفٌ عفيفُ
وأبكاني لها ثغر ضَحوكُ
فدمعي مِن مَحَاجِرِها سَفيحٌ
وجرحي مِن تَرائِـبها سَفيكُ
ومَرعى حُسنِ طَـلْعَـتِها شفيعٌ
فلفظي في ملامتها رَكيكُ
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
#فائدة
الفِكْرُ متى مددتَّهُ امتَدَّ، ومتى كفَفْتَه انْكَفَّ. فلا يمنعنَّك جَولانُ خاطرك مرَّةً في مضمار مسألة أن تُجِيله كرةً أخرى إذا عَرَضَتْ لك، ولو كنتَ جنيت منها أوَّل مرة ما يحسن، فإنك واجدٌ في كل مرة ما لا تجده في سابقتها.
ولا شيء أضرَّ على المتعلم من رقدة الخاطر، ونومة الفكر، واسْتِنَامَتِهِ إلى تَلَقُّطِ الأجوبة من أفواه الناس من غير كدٍّ ولا نظر.
استطرد ابن جني -على عادته- في شرح مسألة من علم القوافي في كتابه التنبيه على مشكلات الحماسة، فلما قضى منها وَطَرَه قال: (وقد كان يجب أن يُودَعَ هذا الموضع كتابَنا في تفسير قوافي أبي الحسن [يعني كتابه: المُعرِب في تفسير كتاب القوافي للأخفش] لامتزاجه به ومُمَاسَّتِهِ إياه، لكنه لم يحْضُرْنا حين إذٍ. والخاطرُ أَجْوَلُ مما نذهب إليه، وأشدُّ ارتكاضًا وذهابًا في جهات النظر من أن يَقِفَ بك على انتهائه).
الفِكْرُ متى مددتَّهُ امتَدَّ، ومتى كفَفْتَه انْكَفَّ. فلا يمنعنَّك جَولانُ خاطرك مرَّةً في مضمار مسألة أن تُجِيله كرةً أخرى إذا عَرَضَتْ لك، ولو كنتَ جنيت منها أوَّل مرة ما يحسن، فإنك واجدٌ في كل مرة ما لا تجده في سابقتها.
ولا شيء أضرَّ على المتعلم من رقدة الخاطر، ونومة الفكر، واسْتِنَامَتِهِ إلى تَلَقُّطِ الأجوبة من أفواه الناس من غير كدٍّ ولا نظر.
استطرد ابن جني -على عادته- في شرح مسألة من علم القوافي في كتابه التنبيه على مشكلات الحماسة، فلما قضى منها وَطَرَه قال: (وقد كان يجب أن يُودَعَ هذا الموضع كتابَنا في تفسير قوافي أبي الحسن [يعني كتابه: المُعرِب في تفسير كتاب القوافي للأخفش] لامتزاجه به ومُمَاسَّتِهِ إياه، لكنه لم يحْضُرْنا حين إذٍ. والخاطرُ أَجْوَلُ مما نذهب إليه، وأشدُّ ارتكاضًا وذهابًا في جهات النظر من أن يَقِفَ بك على انتهائه).
#نفثة
مهما يَطُلْ منها بك اعتلاجُ
فإنها لقلبك العلاجُ
صبرًا فعقبى صبرك انفراجُ
وحُلْكة الليل لها انبلاجُ
وكلُّ شدة لها فرّاج
وكل مُنْحَلٍّ له شَرَّاجُ
فادْعُ الذي أنت له محتاجُ
فدعوة الليل لها معراجُ
مهما يَطُلْ منها بك اعتلاجُ
فإنها لقلبك العلاجُ
صبرًا فعقبى صبرك انفراجُ
وحُلْكة الليل لها انبلاجُ
وكلُّ شدة لها فرّاج
وكل مُنْحَلٍّ له شَرَّاجُ
فادْعُ الذي أنت له محتاجُ
فدعوة الليل لها معراجُ
#نفثة
أستغفر الله مِن جهلي وإصراري
على تَرَادُفِ أنعامٍ مِن الباري
بَرٌّ لطيفٌ أحاطَتْ بي فضائلُهُ
والذنب يضربُ مِن حولي بأسوار
إذا هدمتُ لها ركنًا تَدَاركَهُ
ذنبٌ فعاد على هدمي بإعمار
ما زلتُ أَرْقَعُ أثوابي وأَخْرُقُها
حتى رجعتُ كمثل الحاسر العاري
أذنبتُ ذنبًا وأرجو منك مغفرةً
يا غافرَ الذنبِ فاعصمني من النار
أستغفر الله مِن جهلي وإصراري
على تَرَادُفِ أنعامٍ مِن الباري
بَرٌّ لطيفٌ أحاطَتْ بي فضائلُهُ
والذنب يضربُ مِن حولي بأسوار
إذا هدمتُ لها ركنًا تَدَاركَهُ
ذنبٌ فعاد على هدمي بإعمار
ما زلتُ أَرْقَعُ أثوابي وأَخْرُقُها
حتى رجعتُ كمثل الحاسر العاري
أذنبتُ ذنبًا وأرجو منك مغفرةً
يا غافرَ الذنبِ فاعصمني من النار
#مكتبتي
(النبات في جبال السراة والحجاز)
لأحمد بن سعيد بن قُشَاش الغامدي
هذا كتاب نفيسٌ عظيم النفْعِ. وهو من مفاخر عصرنا حقًّا.
ولو كان في زمان أبي حنيفة الدينوري صاحب كتاب النبات لَقَدَرُوهُ حقَّ قَدْرِه، ولسَامَاهُ في منزلته، وربما فضَلَه في مواضع.
وهو على سمْت أسلافنا في الجمع بين النقل والسماع والمشاهدة، والتحقيق والتصحيح والقبول والرد.
وهو -في غير ذكر النبات- كتاب لغة، فيه تحقيق للغات المتقدمين، ولهجات أسلافهم من العرب المتأخرين، وبعض أخوات العربية من اللغات العروبيّة (السامية)، وتعريب الأعجمي والدخيل. وفيه علوم أُخر من وراء ذلك.
والمؤلف ممن له قدم راسخة في اللغة، فهو محقق كتاب (إسفار الفصيح).
والكتاب من آيات الجد والتدقيق وأخذ العلم بقوة. فقد جمع فيه صاحبه من النبات ٧٠٠ نوع*، وقف عليها كلها بنفسه، في أطوارها المختلفة، في أول بدوّها وعند إزهارها وإثمارها وجنْيها، في قُنّة جبل، أو بطن واد، من جزيرة سقطرى جنوبيَّ اليمن إلى جبال تبوك شماليَّ المملكة، سنين عددًا، لم تكلّفه بذلك جامعة ولم تدفعه إليه وظيفة، فليس إلا العلم وحده.
فجزاه الله خيرا.
ـــــــــــــــــ
* في طبعته الثانية غير التي في الرابط.
(النبات في جبال السراة والحجاز)
لأحمد بن سعيد بن قُشَاش الغامدي
هذا كتاب نفيسٌ عظيم النفْعِ. وهو من مفاخر عصرنا حقًّا.
ولو كان في زمان أبي حنيفة الدينوري صاحب كتاب النبات لَقَدَرُوهُ حقَّ قَدْرِه، ولسَامَاهُ في منزلته، وربما فضَلَه في مواضع.
وهو على سمْت أسلافنا في الجمع بين النقل والسماع والمشاهدة، والتحقيق والتصحيح والقبول والرد.
وهو -في غير ذكر النبات- كتاب لغة، فيه تحقيق للغات المتقدمين، ولهجات أسلافهم من العرب المتأخرين، وبعض أخوات العربية من اللغات العروبيّة (السامية)، وتعريب الأعجمي والدخيل. وفيه علوم أُخر من وراء ذلك.
والمؤلف ممن له قدم راسخة في اللغة، فهو محقق كتاب (إسفار الفصيح).
والكتاب من آيات الجد والتدقيق وأخذ العلم بقوة. فقد جمع فيه صاحبه من النبات ٧٠٠ نوع*، وقف عليها كلها بنفسه، في أطوارها المختلفة، في أول بدوّها وعند إزهارها وإثمارها وجنْيها، في قُنّة جبل، أو بطن واد، من جزيرة سقطرى جنوبيَّ اليمن إلى جبال تبوك شماليَّ المملكة، سنين عددًا، لم تكلّفه بذلك جامعة ولم تدفعه إليه وظيفة، فليس إلا العلم وحده.
فجزاه الله خيرا.
ـــــــــــــــــ
* في طبعته الثانية غير التي في الرابط.
Forwarded from نديم
يكتب أ. أيوب الجهني مقالاً بعنوان: الاستشارة في أدب العرب مستفيضاً في ثمرات الاستشارة مستشهداً بحكماء العرب وأقوالهم🗞️
لقراءة المقال عبر منصة مرايا:
https://www.maraya-alshabab.com/articles/adab
قراءة ماتعة ونافعة✨
لقراءة المقال عبر منصة مرايا:
https://www.maraya-alshabab.com/articles/adab
قراءة ماتعة ونافعة✨
في العلمِ مضايقُ لا تتسع لك إلا أن تدخلَها، ومغاليق لا تُفتح لك إلا أن تُدْمِنَ طَرْقَها، ودفائن لا تُنشر لك إلا أن تنبش عنها، وغاية لا تبلغها إلا أن تُدْلِجَ إذا نام الناس.
#فائدة
من شواهد اللغويين السائرة قول الراجز:
هل ينفَعَنْكَ اليومَ إن هَمَّتْ بِهَمْ
كثرةُ ما تأتي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟
وقالوا في تفسيره:
(الرتَم) ضرْب من الشجر. وكان بعض العرب إذا خرج في سفر عمَدَ إلى شجرة منها فعقد بعض أغصانها ببعض، فإذا رجع من سفره
وأصاب الأغصان قد انحلَّت خوَّن امرأتَهُ، وإن أصاب الأغصان على حالها علِمَ أنه حافظة لِغَيبِه.
فيقول الراجز: إن همَّت بخيانتك وأرادتْ ذلك فلن يُغني عنك كثرةُ توصيتك بها وعقْدُ الرتم، فليس في انعقاد الأغصان أو انحلالها آيةٌ على شيء.
وقوله: (همَّتْ) التاء فيه للمرأة.
ولم أُصِبْ من روى خلافَ هذه الرواية، إلا الفراء في «معاني القرآن» فإنه رواه:
هل ينفَعَنْكَ اليومَ إن هَمْتَ بِهَمْ
كثرةُ ما تأتي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟
(هَمْتَ) بسكون الميم وفتح التاء. أنشده شاهدًا على حذف أول المتماثلين تخفيفًا، وأصله (هَمَمْتَ)، فحذف الميم الأولى، كما في قول الله تعالى: {ظَلْتَ عليه عاكفًا}. والأصل: (ظَلَلْتَ).
وسكت الفراء عن تفسير البيت.
ولا يصح أن يفسَّر بمثل ما مضى، فالتاء في هذه الرواية للفاعل المخاطَب.
فيكون تفسيره على هذه الرواية:
(الرَّتَم) جمعُ (رَتَمة): خيطٌ يعقده المرء على إصبعه يستذكر به حاجتَه. ويقال له (الرَّتيمة) أيضًا.
أي: إن همَمْتَ بهمٍّ ورُمْتَ أمرًا فإن كثرةَ تدبيرِك إياه وشدةَ حرصِك عليه وعَقْدَكَ الرتائم حتى لا تنساه لن يغيِّر شيئًا كُتِبَ عليك وقُدِّر، فوطِّنْ نفسَك على خلاف مرادك.
وليس لك أن تردَّ روايةَ الفراء وتقول: إنه تفرَّد بها وخالفَ روايةَ العامة. فإنَّ العالم المتقدِّم إذا كان ممن شافه العرب وباشر الأخذ عنهم، ثم كان ممن عُرِف بالضبط والصدق= فلا يضرُّه تفرُّدُهُ. وتعدُّد روايات الشعر ليس بِبِدْعٍ منهم. وقد صرَّح الفراء بسماع هذا البيت، فوجب عليك أن تقبَلَه.
من شواهد اللغويين السائرة قول الراجز:
هل ينفَعَنْكَ اليومَ إن هَمَّتْ بِهَمْ
كثرةُ ما تأتي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟
وقالوا في تفسيره:
(الرتَم) ضرْب من الشجر. وكان بعض العرب إذا خرج في سفر عمَدَ إلى شجرة منها فعقد بعض أغصانها ببعض، فإذا رجع من سفره
وأصاب الأغصان قد انحلَّت خوَّن امرأتَهُ، وإن أصاب الأغصان على حالها علِمَ أنه حافظة لِغَيبِه.
فيقول الراجز: إن همَّت بخيانتك وأرادتْ ذلك فلن يُغني عنك كثرةُ توصيتك بها وعقْدُ الرتم، فليس في انعقاد الأغصان أو انحلالها آيةٌ على شيء.
وقوله: (همَّتْ) التاء فيه للمرأة.
ولم أُصِبْ من روى خلافَ هذه الرواية، إلا الفراء في «معاني القرآن» فإنه رواه:
هل ينفَعَنْكَ اليومَ إن هَمْتَ بِهَمْ
كثرةُ ما تأتي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟
(هَمْتَ) بسكون الميم وفتح التاء. أنشده شاهدًا على حذف أول المتماثلين تخفيفًا، وأصله (هَمَمْتَ)، فحذف الميم الأولى، كما في قول الله تعالى: {ظَلْتَ عليه عاكفًا}. والأصل: (ظَلَلْتَ).
وسكت الفراء عن تفسير البيت.
ولا يصح أن يفسَّر بمثل ما مضى، فالتاء في هذه الرواية للفاعل المخاطَب.
فيكون تفسيره على هذه الرواية:
(الرَّتَم) جمعُ (رَتَمة): خيطٌ يعقده المرء على إصبعه يستذكر به حاجتَه. ويقال له (الرَّتيمة) أيضًا.
أي: إن همَمْتَ بهمٍّ ورُمْتَ أمرًا فإن كثرةَ تدبيرِك إياه وشدةَ حرصِك عليه وعَقْدَكَ الرتائم حتى لا تنساه لن يغيِّر شيئًا كُتِبَ عليك وقُدِّر، فوطِّنْ نفسَك على خلاف مرادك.
وليس لك أن تردَّ روايةَ الفراء وتقول: إنه تفرَّد بها وخالفَ روايةَ العامة. فإنَّ العالم المتقدِّم إذا كان ممن شافه العرب وباشر الأخذ عنهم، ثم كان ممن عُرِف بالضبط والصدق= فلا يضرُّه تفرُّدُهُ. وتعدُّد روايات الشعر ليس بِبِدْعٍ منهم. وقد صرَّح الفراء بسماع هذا البيت، فوجب عليك أن تقبَلَه.
#نفثة :
تَعَرَّضي إنْ شئتِ أو فَلْتُعْرضي
سِيَّانِ أنْ تُحبي أو أنْ تُبْغضي
إني عَيُوفٌ صادقُ التَّقَبُّضِ
لستُ على ظَنِّك ذا تَرَوُّضِ
أصعبُ من فحلٍ نأى مُعَضَّضِ
سُمّيتُ أيوبَ لأمرٍ مُرْمِضِ
ومركبٍ صَعبٍ وزَلْقٍ دَحَضِ
ومَسلَكٍ وَعْرٍ وفَجٍّ مُغمِضِ
وجَعبةِ الرامي وسيفِ المُنْتَضي
إني وإن كنت ظليلَ الرُّبُضِ
وساكنَ النفس بهيَّ العرَض
وحضريَّ زَمنٍ مُغرَّضِ=
لَبَدَويُّ المعدِنِ المُغَمِّضِ
قريبُ عَهدٍ عَقِبي بالرَّمَضِ
من رأس رضوى لِشعابِ الحَمَضِ
قد حجزت عني الحجازُ مَضَضي
فلا أُضامُ أو تُخاضُ فُرَضي
لكنني مع الزمان غرَضي
أُقبِلُ إن يُقبِلْ وإن لَّا أُعْرِضِ
تَعَرَّضي إنْ شئتِ أو فَلْتُعْرضي
سِيَّانِ أنْ تُحبي أو أنْ تُبْغضي
إني عَيُوفٌ صادقُ التَّقَبُّضِ
لستُ على ظَنِّك ذا تَرَوُّضِ
أصعبُ من فحلٍ نأى مُعَضَّضِ
سُمّيتُ أيوبَ لأمرٍ مُرْمِضِ
ومركبٍ صَعبٍ وزَلْقٍ دَحَضِ
ومَسلَكٍ وَعْرٍ وفَجٍّ مُغمِضِ
وجَعبةِ الرامي وسيفِ المُنْتَضي
إني وإن كنت ظليلَ الرُّبُضِ
وساكنَ النفس بهيَّ العرَض
وحضريَّ زَمنٍ مُغرَّضِ=
لَبَدَويُّ المعدِنِ المُغَمِّضِ
قريبُ عَهدٍ عَقِبي بالرَّمَضِ
من رأس رضوى لِشعابِ الحَمَضِ
قد حجزت عني الحجازُ مَضَضي
فلا أُضامُ أو تُخاضُ فُرَضي
لكنني مع الزمان غرَضي
أُقبِلُ إن يُقبِلْ وإن لَّا أُعْرِضِ
دمٌ طاهر ما يزال موَّارًا جاريًا، ليُنبتَنَّ عمَّا قليلٍ زقُّومًا وعلقمًا.
دمٌ طاهر ما يزال مسفوحًا، ليستحيلَنَّ عمَّا قليلٍ نارًا تلظَّى.
دم لا يغسله إلا الدم، ونار لا تطفئها غير النار، وحقد لا يسكّنه إلا غضْبَةٌ مؤمنة.
فاللهم انتقم!
دمٌ طاهر ما يزال مسفوحًا، ليستحيلَنَّ عمَّا قليلٍ نارًا تلظَّى.
دم لا يغسله إلا الدم، ونار لا تطفئها غير النار، وحقد لا يسكّنه إلا غضْبَةٌ مؤمنة.
فاللهم انتقم!
#فائدة
(أفعل) التفضيل لا تُحذف منه الهمزة إلا في (الخَيْرِ، والشَّرِّ). وأصلهما: (الأَخْيَرُ، والأَشَرُّ). فيقال: (هو خيرٌ من فلان)، و: (وهذا زَيدٌ الخَيْرُ). أي: (أَخْيَرُ مِن فلان)، و: (زيدٌ الأَخْيَرُ).
وربما التبَسَ حينئذ بالاسم الجامد الدالِّ على معنى الخصال المحمودة، كما يقال: (في فلانٍ خيرٌ)، فهذا اسمٌ جامدٌ ليس للتفضيل، ولا يقع صفةً.
ومما رأيته يُشكل على بعضهم قولُ عَمْرِ بن كُلثوم:
ورِثْتُ مُهلْهِلًا، والخَيْرَ منهُ = زُهيرًا، نِعْمَ ذُخْرُ الذاخرينا
أي: ورثتُ مهلهلًا، وورثتُ الأَخْيَرَ من مهلهل، وهو زهير. و(زهيرًا) بدلٌ من (الخير).
لا أنه ورث مهلهلًا وورِثَ الخصال المحمودة من مهلهل. وإلا لبقي (زهيرًا) بلا موضع.
وفي شعر المتقدمين تركيب يكثر فيه هذا الاسم، وهو مثل قولهم: (أبوك الخيرُ). فـ(الخير) نعتٌ لـ(أبيك). أي: (أبوك الأَخْيَرُ).
كقول ابنِ هَرْمة:
واللهِ لولا أبوكَ الخَيْرُ قد نزلتْ
مني قوافٍ بأهل اللؤم والوَهَنِ
وكقول أم حكيم بنت عبد المطلب:
وبَكِّي خَيرَ مَن رَكِبَ المطايا
أَباكِ الخَيْرَ تَيَّارَ الفُرَاتِ
وكقول حسان رضي الله عنه:
لَعَمْرُ أَبِيكِ الخَيرِ يا شَعْتَ ما نَبَا
عليَّ لساني في الخطوبِ ولا يدي
ويجوز في هذا التركيب الأخير خاصة (لعمر أبيك الخيرِ)، نصبُ (الخير) على أن يكون اسمًا جامدًا لا وصفًا، ونصبُه على أنه مفعولٌ به، ناصبُه (العَمْر)، فهو مصدرٌ للفعلِ: (عَمَرَ الشيءَ يَعْمُرُه عَمْرًا)، فيكون المعنى: أقسم بِأَنْ عَمَرَ أبوكِ الخيرَ، أي: فعَلَهُ وأَنْمَاهُ.
ومما يحتمل الوجهين أيضًا أن يقع (الخير) بعد عَلَمٍ، فيصلح حينئذ أن يكون صفةً له، أو أن يكون اسمًا جامدًا مضافًا إليه.
كقول قيس بن الخَطيم:
هَمَمْنا بالإقامةِ ثم سِرْنا
مَسِيرَ حُذيفةَ الخيرِ بن بدرِ
فـ(حذيفة) مضافٌ إليه (مسير) مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف. و(الخير) صفة (حذيفة). أي: مسيرَ حذيفةَ الأَخْيَرِ. وكذا رأيتُه مضبوطًا بالفتحة في نسخٍ عتيقة.
ولك أن تضْبُطَهُ: (حذيفةِ الخير)، فتجعل (حذيفة) مجرورًا بالكسرة لأنه مضاف، فيُرَدُّ إلى أصله، و(الخير) مضاف إليه. كما تقول: (زيد الكرمِ، وزيد الشجاعةِ، وزيد العلمِ). وللنحاة في توجيه هذه الإضافة كلام مبسوط.
(أفعل) التفضيل لا تُحذف منه الهمزة إلا في (الخَيْرِ، والشَّرِّ). وأصلهما: (الأَخْيَرُ، والأَشَرُّ). فيقال: (هو خيرٌ من فلان)، و: (وهذا زَيدٌ الخَيْرُ). أي: (أَخْيَرُ مِن فلان)، و: (زيدٌ الأَخْيَرُ).
وربما التبَسَ حينئذ بالاسم الجامد الدالِّ على معنى الخصال المحمودة، كما يقال: (في فلانٍ خيرٌ)، فهذا اسمٌ جامدٌ ليس للتفضيل، ولا يقع صفةً.
ومما رأيته يُشكل على بعضهم قولُ عَمْرِ بن كُلثوم:
ورِثْتُ مُهلْهِلًا، والخَيْرَ منهُ = زُهيرًا، نِعْمَ ذُخْرُ الذاخرينا
أي: ورثتُ مهلهلًا، وورثتُ الأَخْيَرَ من مهلهل، وهو زهير. و(زهيرًا) بدلٌ من (الخير).
لا أنه ورث مهلهلًا وورِثَ الخصال المحمودة من مهلهل. وإلا لبقي (زهيرًا) بلا موضع.
وفي شعر المتقدمين تركيب يكثر فيه هذا الاسم، وهو مثل قولهم: (أبوك الخيرُ). فـ(الخير) نعتٌ لـ(أبيك). أي: (أبوك الأَخْيَرُ).
كقول ابنِ هَرْمة:
واللهِ لولا أبوكَ الخَيْرُ قد نزلتْ
مني قوافٍ بأهل اللؤم والوَهَنِ
وكقول أم حكيم بنت عبد المطلب:
وبَكِّي خَيرَ مَن رَكِبَ المطايا
أَباكِ الخَيْرَ تَيَّارَ الفُرَاتِ
وكقول حسان رضي الله عنه:
لَعَمْرُ أَبِيكِ الخَيرِ يا شَعْتَ ما نَبَا
عليَّ لساني في الخطوبِ ولا يدي
ويجوز في هذا التركيب الأخير خاصة (لعمر أبيك الخيرِ)، نصبُ (الخير) على أن يكون اسمًا جامدًا لا وصفًا، ونصبُه على أنه مفعولٌ به، ناصبُه (العَمْر)، فهو مصدرٌ للفعلِ: (عَمَرَ الشيءَ يَعْمُرُه عَمْرًا)، فيكون المعنى: أقسم بِأَنْ عَمَرَ أبوكِ الخيرَ، أي: فعَلَهُ وأَنْمَاهُ.
ومما يحتمل الوجهين أيضًا أن يقع (الخير) بعد عَلَمٍ، فيصلح حينئذ أن يكون صفةً له، أو أن يكون اسمًا جامدًا مضافًا إليه.
كقول قيس بن الخَطيم:
هَمَمْنا بالإقامةِ ثم سِرْنا
مَسِيرَ حُذيفةَ الخيرِ بن بدرِ
فـ(حذيفة) مضافٌ إليه (مسير) مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف. و(الخير) صفة (حذيفة). أي: مسيرَ حذيفةَ الأَخْيَرِ. وكذا رأيتُه مضبوطًا بالفتحة في نسخٍ عتيقة.
ولك أن تضْبُطَهُ: (حذيفةِ الخير)، فتجعل (حذيفة) مجرورًا بالكسرة لأنه مضاف، فيُرَدُّ إلى أصله، و(الخير) مضاف إليه. كما تقول: (زيد الكرمِ، وزيد الشجاعةِ، وزيد العلمِ). وللنحاة في توجيه هذه الإضافة كلام مبسوط.
هذا جمْعٌ لـ(طبعات كتاب سيبويه، وما كُتِب عليه) معه روابط احتمال المتاح منها.
ومن وجد فيه نقصًا أو خللًا فلينبّهني -مشكورًا- أستدركه.
https://drive.google.com/file/d/1nceIbSCMCsvxcHZ78OMAR6iD0JMt7ZrE/view?usp=drive_link
ومن وجد فيه نقصًا أو خللًا فلينبّهني -مشكورًا- أستدركه.
https://drive.google.com/file/d/1nceIbSCMCsvxcHZ78OMAR6iD0JMt7ZrE/view?usp=drive_link
#آبدة
ضابط للترجيح بين الروايات.
(وإذا اختلفت الرواية وكان أحدُ الفريقين أضبطَ، وعضَدَ الضبطَ والثبتَ القياسُ وموافقةُ الأشباه= كان الأخذُ بما جمعَ هذين الوصفين أولى وأرجح).
أبو علي الفارسي
ضابط للترجيح بين الروايات.
(وإذا اختلفت الرواية وكان أحدُ الفريقين أضبطَ، وعضَدَ الضبطَ والثبتَ القياسُ وموافقةُ الأشباه= كان الأخذُ بما جمعَ هذين الوصفين أولى وأرجح).
أبو علي الفارسي
#فائدة
إنما القياس والذوق في كل فنٍّ أو علم قياسُ عقلاء أهلِه وذوقهم، ثم ليذُق مَن سواهم ما شاء، فذوقه لنفسه.
أما اعتبار ذوق من لا يعرف حلوَه من مرّه وخميرَه من فطيرِه فذاك الداء العَيَاء.
قال رجل لخلف الأحمر: (إذا سمعت أنا بالشعر أستحسنه فما أبالي ما قلت أنت فيه وأصحابك)، فقال له خلف: (إذا أخذتَ درهمًا فاستحسنتَه فقال لك الصراف: إنه رديء، فهل ينفعك استحسانك إياه؟).
وقال الجاحظ: (وأما الحرص على الممنوع الذي لا ينتفع به والعجب مما [لا] يُتعجب من مثله فليس من أخلاق العقلاء. وما لم يكن في أخلاقهم فلا نظر فيه ولا قياس عليه، وإنما ذلك فعل من استوحش من الحجة، وشرد عن علم العلل والأسباب).
ومثل ذلك ذوق مدخول النية فاسد الطوية.
وصف ابن المقفع البلاغة وذكر أن منها الإطالة في مواضعها، فقيل له: (فإن مل السامع الإطالة التي ذكرت أنها حق ذلك الموقف؟). فقال: (إذا أعطيت كلّ مقام حقه، وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام، وأرضيت من يعرف حقوق الكلام= فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو، فإنه لا يرضيهما شيء. وأما الجاهل فلست منه وليس منك).
إنما القياس والذوق في كل فنٍّ أو علم قياسُ عقلاء أهلِه وذوقهم، ثم ليذُق مَن سواهم ما شاء، فذوقه لنفسه.
أما اعتبار ذوق من لا يعرف حلوَه من مرّه وخميرَه من فطيرِه فذاك الداء العَيَاء.
قال رجل لخلف الأحمر: (إذا سمعت أنا بالشعر أستحسنه فما أبالي ما قلت أنت فيه وأصحابك)، فقال له خلف: (إذا أخذتَ درهمًا فاستحسنتَه فقال لك الصراف: إنه رديء، فهل ينفعك استحسانك إياه؟).
وقال الجاحظ: (وأما الحرص على الممنوع الذي لا ينتفع به والعجب مما [لا] يُتعجب من مثله فليس من أخلاق العقلاء. وما لم يكن في أخلاقهم فلا نظر فيه ولا قياس عليه، وإنما ذلك فعل من استوحش من الحجة، وشرد عن علم العلل والأسباب).
ومثل ذلك ذوق مدخول النية فاسد الطوية.
وصف ابن المقفع البلاغة وذكر أن منها الإطالة في مواضعها، فقيل له: (فإن مل السامع الإطالة التي ذكرت أنها حق ذلك الموقف؟). فقال: (إذا أعطيت كلّ مقام حقه، وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام، وأرضيت من يعرف حقوق الكلام= فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو، فإنه لا يرضيهما شيء. وأما الجاهل فلست منه وليس منك).
#فائدة
العلم عزيز، لا يعطي من لا يَذِلُّ له، ومن لا يُنفق عليه إلا فَضْلةَ وقتِه وطاقتِه، ومَن يأنَف مِن طرائق التحصيل الأولى مِن نظر في الأصول وقراءة وتلخيص وحفظ وتكرار.
ولو لم يكن في التصدر قبل حينه إلا أن يُزَيِّنَ لصاحبه أنه تَرقَّى عن كل ذلك فينفض يديه منه= لكفى به مَذَمَّةً!
العلم عزيز، لا يعطي من لا يَذِلُّ له، ومن لا يُنفق عليه إلا فَضْلةَ وقتِه وطاقتِه، ومَن يأنَف مِن طرائق التحصيل الأولى مِن نظر في الأصول وقراءة وتلخيص وحفظ وتكرار.
ولو لم يكن في التصدر قبل حينه إلا أن يُزَيِّنَ لصاحبه أنه تَرقَّى عن كل ذلك فينفض يديه منه= لكفى به مَذَمَّةً!