Telegram Group Search
المسألة الثالثة: أدلة فرض الحجاب على نساء المؤمنين:
معلومٌ أنَّ العمل المتوارث من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم حجة شرعيَّة يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورةٍ أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينَةٍ، واتفق المسلمون على هذا العمل، المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العِفَّة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة، فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه، حاسرات عن شيءٍ من أبداهن أو زينتهن.

حراسة الفضيلة|صـ24
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «الفتح»: (٢٢٤/٩) «لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثًا أن يسترن وجوههن عن الأجانب» انتهى.

حراسة الفضيلة|صـ24
وكانت بداية السفور بخلعِ الخمار عن الوجه في مصر، ثم تركيا، ثم الشام، ثم العراق، وانتشر في المغرب العربي، وفي بلاد العجم، ثم تطوَّر إلى السفور الذي يعني الخلاعة والتجرّد من الثياب الساترة لجميع البدن -فإنا لله وإنا إليه راجعون-.
وإنَّ له في جزيرة العرب بدايات -نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يكفَّ البأس عنهم-.

حراسة الفضيلة|صـ24
والآن إلى إقامة الأدلة:
أولًا: الأدلة من القرآن الكريم:
تنوَّعت الدلائل من آيات القرآن الكريم في سورتي النور والأحزاب على فرضية الحجاب فرضًا مؤبدًا عامًّا لجميع نساء المؤمنين، وهي على الآتي:
الدليل الأول: قول الله ﷻ: (وقرنَ في بُيُوتِكُنَّ)
قال الله ﷻ: (يانساء النبيِّ لستُنَّ كأحدٍ من النساء إنِ اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ وقلن قولًا معروفًا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرُّجَ الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريدُ الله ليذهب عنكم الرِّجْسَ أهل البيت ويطهركم تطهيرًا).
هذا خطابٌ من الله ﷻ لنساء النبي ﷺ، ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك، وإنما خصَّ الله ﷻ نساء النبي ﷺ بالخطاب؛ لشرفهن، ومنزلتهن من رسول الله ﷺ، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين، ولقرابتهن من النبي ﷺ، والله ﷻ يقول: (يـٰأيُّها الذين ءامنوا قُواْ أنفسكم وأهليكم نارًا)، مع أنه لا يتوقع منهن الفاحشة -وحاشاهن- وهذا شأنُ كل خطاب في القرآن والسنة، فإنه يراد به العموم، لعموم التشريع، ولأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ما لم يرد الدليل يدل على الخصوصية، ولا دليل هنا، كالشأن في قول الله ﷻ لرسولِهِ: (لئِن أشركت ليحبطنَّ عملُك ولتكونن من الخاسرين).
وهذا فأحكامُ هاتين الآيتين وما ماثلهما هي عامةٌ لنساء المؤمنين من باب الأولى، مثل: تحريم التأفيف في قول الله ﷻ: (فلا تقل لهما أفِّ).

حراسة الفضيلة|صـ25
مبارك عليكم قدوم شهر رمضان!
اللهُم أهلَّه علينا بالأمنِ والإيمان، والسلامة والإسلام، والعَوْن على الصلاة والصيام، وتلاوة القرآن؛ تقبل الله منا ومنكم صالح العمل.
‏مبارك عليكم العيد أيها الأحبة، وتقبل الله منا ومنكم، وغفر الله لنا ولكم، وكل عام وأنتم بخير ونِعم متوالية، ومسرات وسعادة وبركات متواصلة.
آثار الشيخ بكر أبو زيد
والآن إلى إقامة الأدلة: أولًا: الأدلة من القرآن الكريم: تنوَّعت الدلائل من آيات القرآن الكريم في سورتي النور والأحزاب على فرضية الحجاب فرضًا مؤبدًا عامًّا لجميع نساء المؤمنين، وهي على الآتي: الدليل الأول: قول الله ﷻ: (وقرنَ في بُيُوتِكُنَّ) قال الله ﷻ: (يانساء…
فالضربُ محرم من باب الأوْلى، بل في آيتي الأحزاب لِحاقٌ يدل على عموم الحكم لهنَّ ولغيرهن، وهو قوله ﷻ: (وأقِمْنَ الصلوٰة وءاتينَ الزكوٰة وأطِعْنَ الله ورسولهُ) وهذه فرائِضٌ عامة معلومة من الدين بالضرورة.
إذا علم ذلك ففي هاتين الآيتين الكريمتين عدد من الدلالات على فرض الحجاب وتغطية الوجه على عمومِ نساء المؤمنين من وُجُوهٍ ثلاث:

حراسة الفضيلة|صـ25
آثار الشيخ بكر أبو زيد
فالضربُ محرم من باب الأوْلى، بل في آيتي الأحزاب لِحاقٌ يدل على عموم الحكم لهنَّ ولغيرهن، وهو قوله ﷻ: (وأقِمْنَ الصلوٰة وءاتينَ الزكوٰة وأطِعْنَ الله ورسولهُ) وهذه فرائِضٌ عامة معلومة من الدين بالضرورة. إذا علم ذلك ففي هاتين الآيتين الكريمتين عدد من الدلالات…
الوجه الأولى: النهي عن الخضوع بالقول:
نهى الله ﷺ أمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين تبعٌ لهن في ذلك عن الخضوع بالقول، وهو تَلْيِين الكلام وترقيقه بانكسار مع الرِّجَال، وهذا النهي وقايةٌ من طمع مَن في قلبه مرض شهوة الزنىٰ، وتحريك قلبه لتعاطي أسبابه، وإنما تتكلم المرأة بقدر الحاجة في الخِطاب من غير استطراد ولا إطناب ولا تليين خاضع في الأداء.
وهذا الوجه الناهي عن الخضوع في القول غايةٌ في الدلالة على فرضية الحِجَاب على نساء المؤمنين من باب أولىٰ، وإنَّ عدَم الخضوع بالقول من أسباب حفظ الفرج، وعدم الخضوع بالقَوْلِ لا يتم إلا بداعي الحياء والعِفة والاحتشام، وهذه المعاني كامنة في الحجاب، ولهذا جاء الأمر بالحجاب في البيوت صريحًا في الوجه بعده:

حراسة الفضيلة|صـ26
آثار الشيخ بكر أبو زيد
الوجه الأولى: النهي عن الخضوع بالقول: نهى الله ﷺ أمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين تبعٌ لهن في ذلك عن الخضوع بالقول، وهو تَلْيِين الكلام وترقيقه بانكسار مع الرِّجَال، وهذا النهي وقايةٌ من طمع مَن في قلبه مرض شهوة الزنىٰ، وتحريك قلبه لتعاطي أسبابه، وإنما تتكلم…
الوجه الثاني:
في قوله ﷻ: (وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ) وهذه حجب أبدان النساء في البيوت عن الرجالِ الأجانب.
هذا أمرٌ من الله ﷻ لأمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين تبع لهنَّ في هذا التشريع، بلزوم البيوت والسكون والاطمئنان والقرار فيها؛ لأنه مقر وظيفتها الحياتية، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورةٍ أو حاجة.
وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رَحْمَةِ الله وهي في قعر بيتها». رواه الترمذي وابن حبان.
وقال القرافي موضحًا معنى كَوْن المرأة عورة كما في الذخيرة ١٠١/٢ «والمرأة عورة؛ لأنه يتوقع من رؤيتها أو سماع كلامها خلل في الدين والعِرض، وليس المراد بالعَوْرة المستقبح!! فإن المرأة الجميلة تميل النفوس إليها».

حراسة الفضيلة|صـ26
آثار الشيخ بكر أبو زيد
الوجه الثاني: في قوله ﷻ: (وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ) وهذه حجب أبدان النساء في البيوت عن الرجالِ الأجانب. هذا أمرٌ من الله ﷻ لأمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين تبع لهنَّ في هذا التشريع، بلزوم البيوت والسكون والاطمئنان والقرار فيها؛ لأنه مقر وظيفتها الحياتية، والانكفاف…
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى: ٢٩٧/١٥): «لأنَّ المرأة يجب أنْ تُصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرجل، ولهذا خُصَّت بالاحتجاب وترك إبداء الزينة، وترك التبرُّج، فيجب في حقِّها الاستتار باللباس والبيوت ما لا يجب في حَقِّ الرجل، لأنَّ ظهور النساء سببُ الفتنة، والرجال قوَّامون عليهن». انتهى.

حراسة الفضيلة|صـ26
آثار الشيخ بكر أبو زيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى: ٢٩٧/١٥): «لأنَّ المرأة يجب أنْ تُصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرجل، ولهذا خُصَّت بالاحتجاب وترك إبداء الزينة، وترك التبرُّج، فيجب في حقِّها الاستتار باللباس والبيوت ما لا يجب في حَقِّ الرجل، لأنَّ ظهور النساء سببُ الفتنة،…
الوجه الثالث: قوله ﷻ: (ولا تبرَّجْن تبرُّج الجـٰهِليَّة).
لما أمرهن الله ﷻ بالقرار في البيوت نهاهن ﷻ عن تبرّج الجاهلية بكثرة الخروج، وبالخروج متجملات متطيبات سافرات الوجوه، حاسرات عن المحاسن والزينة التي أمر الله بسترِهَا، والتبرُّج مأخوذ من البرج، ومنه التَّوسُّع بإظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر، والذِّراع والساق ونحو ذلك من الخلقة أو الزينة المكتسبة؛ لما في كثرة الخروج أو الخروج مع السفور من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة، ووصف الجاهليَّة بالأولى وصف كاشف، مثل لفظ:
(كَامِلَةٌ) في قَوْلِ الله تعالى: (تلك عشرةٌ كامِلَةٌ).
ومثل لفظ: (الأولى) في قوله ﷻ: (وأنَّهُ أهْلكَ عادًا الأولى).

حراسة الفضيلة|صـ27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حيَّاكُم الله يا أفاضِل، أعتذر على عدم النشر في هذه الفترة، فذلك بسبب ضيقِ الوقت، وبعض الفتور والله المستعان؛ ولكن بإذن الله لنا عودة في هذه الأيام، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى الطاعة أدوَم، وعن النار أبعد.
الدليل الثاني: آية الحجاب:
قال الله -تعالى-: (يا أيُّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبيِّ إلا أن يؤذن لكم إلىٰ طعامٍ غير ناظرين إنَاهُ ولكن إذا دُعيتم فادخلوا فإذا طَعِمْتُمْ فانتشروا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لحديث ۚ إن ذلكم كان يؤذي النبِيَّ فَيسْتَحْيِي منكم ۖ والله لا يستحيي من الحق ۚ وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجابٍ ۚ ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ۚ وما كان لكم أَن تؤذُوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعدِهِ أبدًا ۚ إن ذلكم كان عند الله عظيمًا * إن تبدوا شيئًا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيءٍ عليمًا * لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانُهُنَّ ۗ واتَّقين الله ۚ إن الله كان على كل شيءٍ شهيدًا).

حراسة الفضيلة|صـ27
آثار الشيخ بكر أبو زيد
الآية الأولى عُرفت باسم: «آية الحجاب»؛ لأنها أول آية نزلت بشأن فرض الحجاب على أمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين، وكان نزولها في شهر ذي القعدة سنة خمس من الهجرة. حراسة الفضيلة|صـ27
وسبب نزولها: ما ثبت من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: «قلت يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلوْ أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزلَ الله آية الحجاب». رواه أحمد والبخاري في الصحيح.
وهذه إحدى موافقات الوحي لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي من مناقبِه العظيمة.

حراسة الفضيلة|صـ28
آثار الشيخ بكر أبو زيد
وسبب نزولها: ما ثبت من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: «قلت يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلوْ أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزلَ الله آية الحجاب». رواه أحمد والبخاري في الصحيح. وهذه إحدى موافقات الوحي لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب…
ولما نزلت حجبَ النبي ﷺ نساءه عن الرجال الأجانب عنهن، وحجب المسلمون نساءهم عنِ الرجال الأجانب عنهن، بستر أبدانهن من الرأس إلى القدمين، وستر ما عليها من الزينةِ المُكْتَسِبَةِ، فالحجاب فرضٌ عام على كل مؤمنة مؤبد إلى يوم القيامة، وقد تنوَّعت دلالة هذه الآيات على هذا الحاكم من الوجوه الآتية:
الوجه الأول: لما نزلت هذه الآية حجب النبي ﷺ نساءه وحجب الصحابة نساءهم، بستر وجوههن وسائر البدن والزينة المكتسبة، واستمر ذلك في عمل نساء المؤمنين، هذا إجماعٌ عملي دال على عموم حكم الآية لجَميعِ نساء المؤمنين، ولهذا قال ابن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآيةة (٣٩/٢٢):
(إذا سألتُموهُنَّ متاعًا فسْئلوهُنَّ من وراء حجابٍ) يقول: وإذا سألتم أزواج النبي ﷺ، ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم أزواج، مِتاعًا، فاسألوهن من وراء حجابٍ، يقول: من وراء سِتْر بينكم وبينهن.. انتهى.

حراسة الفضيلة|صـ28
آثار الشيخ بكر أبو زيد
ولما نزلت حجبَ النبي ﷺ نساءه عن الرجال الأجانب عنهن، وحجب المسلمون نساءهم عنِ الرجال الأجانب عنهن، بستر أبدانهن من الرأس إلى القدمين، وستر ما عليها من الزينةِ المُكْتَسِبَةِ، فالحجاب فرضٌ عام على كل مؤمنة مؤبد إلى يوم القيامة، وقد تنوَّعت دلالة هذه الآيات…
الوجه الثاني: في قول الله -تعالى- في آية الحجاب هذه: (ذ ٰلكم أطْهَرُ لقلُوبِكُمْ وقلوبِهِنَّ) علة لفرض الحجاب في قوله سبحانه: (فسئلوهُنَّ من وَراءِ حجابٍ) بمسلك الإيماء والتنبيه، وحكم العلة عام لمعلولها هنا؛ لأن طهارة قلوب الرجال والنساء وسلامتها من الريبة مطلوبة من جميع المسلمين، فصارَ فرض الحجاب على نساء المؤمنين من باب الأولىٰ من فرضه على أمهات المؤمنين، وهُنَّ الطاهرات المبرآت من كل عيب ونقيصة -رضيَ الله عنهن-.
فاتضح أن فرض الحجاب حكم عام على جميع النساء لا خاصٌّ بأزواجِ النبيِّ ﷺ، لأن عموم علة الحكم دليل على عموم الحكم فيه، وهل يقول مسلم: إن هذه العلة: (ذ ٰلكم أطهرُ لقلوبِكُم وقُلُوبهن) غير مرادة من أحدٍ من المؤمنين؟ فيا لها من علة جامعة لم تغادر صغيرة ولا كبيرة من مقاصد فرض الحجاب إلَّا شملتها.

حراسة الفضيلة|صـ29
آثار الشيخ بكر أبو زيد
الوجه الثاني: في قول الله -تعالى- في آية الحجاب هذه: (ذ ٰلكم أطْهَرُ لقلُوبِكُمْ وقلوبِهِنَّ) علة لفرض الحجاب في قوله سبحانه: (فسئلوهُنَّ من وَراءِ حجابٍ) بمسلك الإيماء والتنبيه، وحكم العلة عام لمعلولها هنا؛ لأن طهارة قلوب الرجال والنساء وسلامتها من الريبة…
الوجه الثالث: العِبْرَةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إلا إذا قام دليل علىٰ التخصيص، وكثيرٌ من آيات القرآن ذوات أسباب في نزولها، وقَصْرُ أحكامها في دائرة أسبابها بلا دليل تعطيل للتشريع، فما حظ المؤمنين منها؟
وهذا ظاهرٌ -بحمد الله-، ويزيده بيانًا: أن قاعدة توجيه الخطاب في الشريعة، هي أن خطاب الواحد يعم حكمه جميع الأمة؛ للاستواء في أحكام التكليف، ما لم يرد دليل يجب الرجوع إليه دالًّا علىٰ التخصيص، ولا مخصص هنا، وقد قال النبي ﷺ في مبايعة النساء: «إنِّي لا أصافح النساء، وما قولي لامرأةٍ واحدة إلا كقولي لمائة امرأة».

حراسة الفضيلة|صـ29
آثار الشيخ بكر أبو زيد
الوجه الثالث: العِبْرَةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إلا إذا قام دليل علىٰ التخصيص، وكثيرٌ من آيات القرآن ذوات أسباب في نزولها، وقَصْرُ أحكامها في دائرة أسبابها بلا دليل تعطيل للتشريع، فما حظ المؤمنين منها؟ وهذا ظاهرٌ -بحمد الله-، ويزيده بيانًا: أن قاعدة توجيه…
الوجه الرابع: زوجات النبي ﷺ كذلك، فلا معنى لقصر الحجاب عليهن دون بقية نساء المؤمنين، ولهذا كان حكم فرض الحِجاب عامًّا لكل مؤمنةٍ، مؤبدًا إلىٰ يوم القيامة، وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم، كما تقدَّم من حجبهم نساءهم رضي الله عنهن.

حراسة الفضيلة|صـ29
2024/11/06 01:45:53
Back to Top
HTML Embed Code: