group-telegram.com/booktemey/49825
Last Update:
الخَلود خُدعتك الأبدية!!
ثورة أفكاري، التي أنتهت بقناعة أن زمن الحب الكلاسيكي العتيق لم يعد يوجد سوى في رُفوف الكتب القديمة؛ تحول الآن لحب أفلاطوني حيث بدأت فيه الفرديةُ تتجلى بأبهى صورها، من مجرد سلطة واسم في كتاب لحقيقة واضحة تُعاش وتحكى.
وأسأل هل في كل النهايات كان هناك سبب منطقي! عتاب لم يُقال، نص مفقود ورسالة أحرقت قبل أن تُسلم لصاحبها ، أم أن كَثره العتاب أساسًا أرتدت القصة قتيلًا، وأتعبت فيها الكلمات فاختار كلا الطرفين أن لا يقول أكثر..
أفتش عن سبب مقنع فأجدُ إجابة واحدة فقط، لا يوجد مجرم في القصة.. الفكرة كلها أن الأهداف اختلفت، والشخصيات حتمًا تغيرت، وأن الضحية الوحيد هو من توسم الخلود منذ بداية الحرف الأول وحتى النقطة الأخيرة.
كنت سابقًا كلما سمعت قصيدة نزار قباني وهو يقول ( احبيني لساعات لأيام فلست أنا من يَهتم بالآبدِ) ، أقف عن هذه الجملة معاتبة، وأقول أيجوز للمحبين شيء غير الأبدية، وكلما مررت بقصة لعلاقة مثالية في الحب والأخلاص يُقسم بأمرها كل من عرفها وأنتهت بعد سنوات لسبب غير واضح أو ربما بخيانة أحد الطرفين، أتوجس من سؤالي..
أصبحت متفهمة أكثر بأن الأبدية لم تخلق إلا في القصص الدرامية والروايات الخيالية، كانت حقبة من الزمان وأنتهت، أقفلت بين سطور دوستويفسكي وآخر جُمل واسيني الأعرج، وعند صرخة فيروز عندما قالت (فأُجيبُهُ والقلبُ قد تيَّمَهُ الحُبُّ
يا بدرُ أنا السّببُ أحببتُ بِلا أملِ) .
الآن كل شيء يَحكمه الوقت، مؤقت بسيط يتلاشى في عظمة البدايات ويظهر متجليًا في النهايات. ولا تدركه إلا مع الدقائق الأخيرة والحبيب مودعًا مواليك ظهره وبدل أن تقرر اللحاق به لتعدله عن قراره تجد نفسك تمض برضا أنت أيضًا في طريقك، وقد اخترت مساعيك بدل قصة حبك العظيمة. وهذا أنقطاع قد يتروّى باللقاء مجددًا لكن تجمعك معه قصة غياب قَهري، ومسافات واسعة، بعيدًا عن أحلامكما معًا.
الأكيد أننا لا نملك رفاهية أن نختار دون أن ندفع ثمنًا يوازي حجم اختياراتنا، ولا نستطيع استبقاء أحلامنا في كومة من الوقائع الصعبة.
أن تؤمن بأن الأرتحال أيضًا جزء من القصة حتى قبل أن تبدأها أن ترى الفصل الأخير بها بوضوح كما ترى الفصل الأول، أن تؤمن بأحقية وجود وداع متفق عليه.
ثم تعود لسرك، وتكتشف أن الأطلال لم تَمت بعد، وأن لكل منا شاعريته الخاصة، التي ينزوي إليها ليلًا ويبكيها سرًا ويختار أن يواصل حياته في الصباح كأنه لم يَمتثل.
هُناك لقاءاتِ عَاجلة كَـالنداء الأخير على المسافرين، لا تستطيع أن تفوت موعدها ولا أن تذهب بكامل هِندامك فَتهزمك نظرة. وهي الأقدار التي لا تملك حكمها.. والقصص التي يجب عليك أن تؤمن بها دون تشكيك. مثل هذه القصص لا تموت، هي صوت ممتد لصمت طويل أعجز عن إجابته.. أخشى أن أجيب فأُخطأ بتوصيفه. وإن هذه القصص بَقدر عمقها إلا أنها كجواز سفر خُتم بالشمع الأًحمر كَذهاب حُرمت عليه أن تعود إلى حدود هذه الأراض أو أن تحويه من جَديد.
_سحر سلطان
BY بـين ـ أروقة الكُتب "اليمن"
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/booktemey/49825