Telegram Group Search
من آتاهم الله رهافة الحس هم مثل غصن طري يحمل أوراقًا رقيقة، لا ينجحون دائمًا في معرفة من أين تأتي الريح لكنهم يتفوقون غالبًا في فهم رسائلها، ويفقهون لغة الصمت، ويستوعبون مشاعر الضوء والظل؛ وتلك صلابة تقيهم من التَصَخُّر، ولين يحفظهم من التجزُّع.
‏«الأسوَار العالية والحدُود لم تُخلق من عدَم، جاءت تباعاً من مواطن خذلان أو من تلاشي مناطق الراحة في تلك العلاقات.
حقُّ كل إنسَانٍ أن يجِد نفسَه في أماكن تتسِع إلى معالِم رُوحه، اهتمَاماته، أولويّاته، قيمَه وكلّ اختلافاته بلا هوَانٍ أو ازدرَاء».
"‏لا يمكن للإنسان أن يبقى محافظًا على اتزانه وحكمته ونظرته العميقة للأمور ورضاه؛ هو لم يخلق للثبات بل للترنح ليختبر في كل مرة ما ينتج عن سقوطه، وما يظنه في نفسه، ويعرف مواطن ضعفه، ومن أين يهزم، بمعنى أن الإنسان بتكوينه يحمل منظومة اختباره على الأرض."
‏هناك أشخاص تصبح الأمور الصعبة بين أيديهم بسيطة، والأحداث المُعقّدة عندما يمسكوا بخيوطها تغدو يسيرة، تتضاءل معهم الأثقال، وتصغر عندهُم الخطوب الجليلة، وكأنّما وصَفَ الشاعرُ أحدهُم بقوله:
رَزينٌ إِذا ما القَومُ خَفّت حُلومُهُم
وَقورٌ إِذا ما حادِثُ الدَهرِ أَجلَبَا
"‏هُناك أمور عليك أن تدَعها تجري في مسارها المُقَدَّر لها، لا تستعجِلها ولا تستبطِئها، فإنّ لها ميعادٌ معلوم حينما يحلّ تتجَلّى فيه كما ينبغي لها أن تكون، وستُقبِل عليك بأبهَى حُلّة، وأجمَل صورة، وأفضل حال يليق بك وبها."
‏الذكي اجتماعيًا يعرف تمامًا أنّ:

"أظلم الظالمين لنفسه مَن تواضع لمَن لا يُكرمه، ورغب في مودّة مَن لا ينفعه، وقَبِل مدح مَن لا يعرفه !!"
"‏أنا هُنا، عندما تكون لديك أحلام سيئة، وعندما تشعر أنك لا تستطيع الحديث، وعندما تشعر أن روحك ثقيلة، بغض النظر عن مانمر به.. أنا هنا"
‏أنت دائماً نتيجة تفاعل ما:

فكرة تعتنقها .. مدينة تسكنها .. معركة تخوضها .. عقل تحاوره .. كتاب تقرأه .. صوت تسمعه .. علاقة تقترب منها.. وأخرى تبتعد عنها.

هل لاحظت كيف تجعلك بعض الأشياء تشع بهجة ونور .. وكيف ينزع بعضها منك الحياة؟
‏الحمد لله على السكينة بعد الفزع، والسعة بعد الضيق، وعلى الرضا بعد خيبات الأمل. الحمد لله على العافية بعد المرض، والتوهج بعد الانطفاء، وعلى العوض الجميل بعد الخسارات. الحمد لله على قوة الصبر، وبراعة التجاوز، ولملمة الشتات، واستعادة الرغبة في الحياة.
‏أؤمن بأنّ التقلّب أصلٌ في الأحوال. والعدالة أوسع ممّا نظن، وتَحِقّ دومًا ولو لم تُرى. والنوايا تعود لأصحابها، ولكلّ سعيٍ أثر. ومهما بَدَت الأمور غامضة ومؤجّلة فهي حتمًا تحدث في وقتها.. وبذلك أجتاز أيامي الثقيلة.
إن الذي غرس في قلبي هذه الآمال الحسان، لا يعجز عن أن يتعهدها بلطفه وعنايته حتى تخرج ثمارها وتتلألأ أزهارها!

وإن الذي أنبت في جناحي هذه القودام والخوافي لا يرضى أن يهيضني ويتركني في مكاني كسيرًا لا أنهض ولا أطير

المنفلوطي.
"لنكن صريحين؛ كُلنا دون استثناء لم نكن على قدر الحدث، وفشلنا حتى الآن في اختبار نصرتها. العلماء لم يكونوا على قدر الحدث، والسياسيون لم يكونوا على قدر الحدث، والأكادميون لم يكونوا على قدر الحدث، والشباب والجامعيون والكتاب والمثقفون والمؤثرون لم يكونوا على قدر الحدث، والشعوب لم تكن على قدر الحدث، والجماعات الإسلامية والأحزاب والتنظيمات لم تكن على قدر الحدث، وكل شريحة تحمل غيرها مسؤولية الفشل في اختبار نصرتها، وكُلنا دون استثناء مجللون بالعار أمام دمائهم وأشلائهم التي تملأ الآفاق."
المؤمن في سفرٍ دائم. والوجود كله سفرٌ في سفر. من ترك السفر سكن، ومن سكن عاد إلى العدم"
قد يُميت القرب ما لا يميته البعد!!
إذ تتقلص المسافة شكلً لا حقيقة..فتذوب القصص وتذوي أزهار الترقب اللذيذ ويفقد المكان عطريته وينخر الذاكرةَ دودُ الاعتياد اللئيم..وهذا كلام من جرب وعرف وذاق واغترف..لا كلام العاطل عن التجارب العري عن القصص.

_فيصل الشهراني
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه هي الحياة باختصار، إما أن تعيشها مهانًا ومطيّة أو أن تحياها وتفارقها "هنية"


إلى روحٌ وريحان يا أبو العبد..
‏نحن قومٌ نرتدي الجراح أثوابًا من العزّة، نُعلق على أضلاعنا تَعب الأحبة، وفي عيوننا تنام الحكايات، وعلى أكتافنا ترتاح الأمانات، نَحمل فوق أثقالنا أثقال من استندت ظهورنا إلى ظهورهم؛ فالوزن عندنا مثقال معروف في النائبات.
"لا تُبدي الظمأ، حولك من يُجيد خدعة السراب، لا تُبديه وإن كان في حنجرتك شمس حارقة، وغيمة عاقر، ونسر ينتظر موت الظبي الأخير، وريح لا تجد إلا التراب قوتًا لغضبها، لا تُبديه وإن كنت المخمصة عينها."
‏لديّ إيمان راسخ أنّ الإنسان الجيّد الذي يحمل في داخله بذرة أصيلة طيّبة، ونشأ علىٰ السجايا الحميدة، والأخلاق الكريمة، وضربَت جذورها في أعماق تكوينه، لا يستطيع أن يكون سيّئًا، حتّىٰ ولو حاول سيفشل، ستمنعهُ قِيَمه، سترفعهُ عن القاع رغمًا عنه.
2024/11/18 02:38:33
Back to Top
HTML Embed Code: