group-telegram.com/KonnashAMQ/264
Last Update:
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}
إشفاق المؤمنين من الآخرة يكون لأحد ثلاثة أمور:
أولها: خوفهم من عدم قبول أعمالهم؛ لتحققهم بأن فتح باب الطاعة لا يعني فتح باب القبول. ولذلك كان بعض العارفين يقول: لو أعلم أنه قبل لي ركعتين لاطمأن قلبي! فهؤلاء مغيبون بما عليهم، ذاهلون عن موعودهم، فغلب عليهم -من هذا الباب- الإشفاق من اللقاء.
وثانيها: إشفاق طائفة من التجلي الغضبي في القيامة، فإنه لتفرده لا يسكن إلا بمحامد مفردة يلهَمها فرد الأفراد صلى الله عليه وآله سلم آنذاك؛ لأن التجلي بحسب الوقت، ومن هنا قيل: الصوفي ابن وقته؛ يريدون تجلي الوقت.
وثالثها: إشفاق الرسل والأنبياء والكمّل من الأولياء على أتباعهم، ولا يكون ذلك إلا لمن تحقق له الأمان في نفسه.
وأما مجرد لقاء الله بالموت، ففي الحديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"، وهذا بيِّن عند وقوع البشرى بالموعود من النعيم. وفي الحديث أيضًا أن المؤمن "يكره الموت"؛ ولذلك وجوه من التأويل بحسب الرتبة الإيمانية، فمن المؤمنين من يكره الموت لأنه مفارقة وصف إلهي؛ فإن الله تعالى وُصف بأنه حي، والخلق على الصورة يقتضي انجذاب الآدمي إلى معاني أسماء من خُلق على صورته. ومن المؤمنين من يكره الموت كراهة مفارقة المألوف، وهو الذي أشار إليه المتنبي في قوله:
إلفُ هذا الهواءِ أوقعَ في النفْس أن الحِمامَ مُرُّ المذاقِ!
وهذا يكون من قِبَل الطبيعة والنفس الحيوانية، والله أعلم.
[كتبه أسامة شفيع رحمة الله ورضوانه عليه]
#شفيعيات
BY الأترجة || كناشة أبي الحسن
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/KonnashAMQ/264