group-telegram.com/TalalALduwsari/99
Last Update:
. 💡أخلاق الكبار 💡 .
جاء في ترجمة العالم الوزيرة ابن هبيرة الحنبلي في ذيل الطبقات لابن رجب رحمهما الله:
"ولقد قال مرة في وزارته: والله لقد كنت أسأل الله تعالى الدنيا لأخدم بما يرزقنيه منها العلم وأهله.
وكان سبب هذا: أنه ذكر مرة في مجلسه مفردة للإمام أحمد تفرد بها عن الثلاثة، فادعى أبو محمد الأشِيري المالكي: أنها رواية عن مالك، ولم يوافقه على ذلك أحد، وأحضر الوزير كتب مفردات أحمد، وهي منها - والمالكي مقيم على دعواه - فقال له الوزير: بهيمة أنت؟ أما تسمع هؤلاء الأئمة يشهدون بانفراد أحمد بها، والكتب المصنفة، وأنت تنازع وتفرق المجلس؟ فلما كان المجلس الثاني، واجتمع الخلق للسماع أخذ ابن شافع في القراءة، فمنعه وقال: قد كان الفقيه أبو محمد جريء في مسألة أمس على ما لا يليق به عن العدول عن الأدب والانحراف عن نهج النظر، حتى قلت تلك الكلمة، وها أنا فليقل لي كما قلت له، فلست بخير منكم، ولا أنا إلا أحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وارتفعت الأصوات بالدعاء والثناء، وأخذ الأشيري يعتذر، ويقول: أنا المذنب والأولى بالاعتذار من مولانا الوزير، ويقول: القصاص، القصاص، فقال يوسف الدمشقي مدرس النظامية: يا مولانا، إذا أبى القصاص فالفداء، فقال الوزير: له حكمه، فقال الأشيري: نعمك علي كثيرة، فأي حكم بقي لي؟ فقال: قد جعل الله لك الحكم علينا بما ألجأتنا به إلى الافتيات عليك، فقال: علي بقية دين منذ كنت بالشام، فقال الوزير: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته وذمتي، فأحضر له مائة، فقال له الوزير: عفا الله عنك وعني، وغفر لك ولي. وذكر ابن الجوزي أنه قال: يعطى له مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة دينار لإبراء ذمتي".
[ذيل الطبقات (2/ 122-124)]
فتأمل في اعتذر العالم الوزير ابن هبيرة وتحلله بدفع ماله مع أن الفقيه المالكي اخطأ بنسبة القول للإمام مالك رحمهم الله جميعا.
وانظر كيف أنه لم يجعل اعتذراه في مجلس خاص بل جعله في المجلس العالم الذي وقع في مثله التجاوز!
إنها أخلاق الكبار.. وفي ترجمته رحمه الله نظائر لهذه القصة يظهر فيها علو خلقه وصفاء نفسه.
#أخلاق_الكبار
https://www.group-telegram.com/br/TalalALduwsari.com
BY قناة أ.د طلال بن سليمان الدوسري
Share with your friend now:
group-telegram.com/TalalALduwsari/99