وَالدَمعُ سَيلٌ مَتى عَلَّيتَ جَريَتَهُ
أَبى الرُجوعَ وَإِن صَوَّبتَهُ اِندَفَعا

تَنَكَّرَ العَيشُ حَتّى صارَ أَكدَرُهُ
يَأتي نِظاماً وَيَأتي صَفوُهُ لُمَعا

وَآنَسَت مِن خُطوبِ الدَهرِ كَثرَتُها
فَلَيسَ يُرتاعُ مِن خَطبٍ إِذا طَلَعا

أبو عبادة البحتري!

فَقدُ الشَقيقِ غَرامٌ ما يُرامُ وَفي
فَقدِ التَجَمُّلِ وَهنٌ يُعقِبُ الظَلَعا

كِلاهُما عِبءُ مَكروهٍ إِذا اِفتَرَقا
فَكَيفَ ثِقلُهُما الموهي إِذا اِجتَمَعا

أبو عبادة البحتري!

أبو عبادة البحتري:

وَاللَيلُ في لَونِ الغُرابِ كَأَنَّهُ
‏هُوَ في حُلوكَتِهِ وَإِن لَم يَنعَبِ

أبو عبادة البحتري!

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى
بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

أبو عبادة البحتري!

فأحلى ما في الهوى التضمين

وكأنَّ الزَّمانَ أصبحَ مَحْمولاً
هواهُ معَ الأخسِّ الأخسِّ

أبو عبادة البحتري!

بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي
طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ

وَبَعيدٌ ما بَينَ وارِدِ رِفَـهٍ
عَـلَلٍ شُـربُهُ وَوارِدِ خِمسِ

أبو عبادة البحتري!

قلْبٌ، يُطِلُّ على أفكارِهِ، وَيَدٌ
تُمضِي الأمورَ، وَنَفسٌ لهوُها التّعبُ

أبو عبادة البحتري!

وَالْمَرْءُ طَوْعُ يَدِ الزَّمَانِ يَقُودُهُ
قَوْدَ الْجَنِيبِ لِغَايَةٍ لَمْ تُعْلَمِ

ربّ السيف والقلم: البارودي!

ولا يُؤَخِّرُ شُغْلَ اليَوْمِ يذْخَرُهُ
إلى غدٍ إنَّ يومَ الأعْجَزِينَ غَدُ.

أبو عبادة البحتري!

يُقال أن المأمون أنشدَ قصيدة أمام مدعُوِّيه وحاشيته وكان بينهم أبو نواس، فأثنى الجميع على الخليفة، إلا أبا نواس قال له: لا أشم فيها رائحة البلاغة!
فغضبَ المأمون منه غضباً شديداً، وأمرَ أن يُحبس في الإسطبل مع البهائم شهراً كاملاً علّه يتأدّب!
بعد شهر عادَ أبو نواس إلى مجلس المأمون، وقام المأمون يُلقي قصيدته، وبينما هو يُلقيها، قام أبو نواس، ومشى
فقال له المأمون: إلى أين يا أبا نواس
فقال له: إلى الإسطبل يا مولاي! 😄

#حكايات_أبي_نواس

اِتبَع هَواكَ إِلى الحَبيبِ فَإِنَّهُ
رَشَدٌ وَخَلِّ لِعاذِلٍ أَن يَعذُلا

وَاللَهِ لا أَسلو وَلَو جَهِدَ الَّذي
يَلحى وَما عُذرُ المُحِبِّ إِذا سَلا

أَحيا الرَجاءَ وَرَدَّ عادِيَةَ الجَوى
قَولُ الَّذي أَهوى نَعَم مِن بَعدِ لا

وَمِزاجُهُ كَأسي بِريقَتِهِ الَّتي
ثَلَجَت فُؤادَ مُحِبِّهِ فَتَبَلَّلا

أبو عبادة البحتري!

حَبيبٌ سَرى في خُفيَةٍ وَعَلى ذُعرِ
يَجوبُ الدُجى حَتّى اِلتَقَينا عَلى قَدرِ

تَشَكَّكتُ فيهِ مِن سُرورٍ وَخِلتُهُ
خَيالاً أَتى في النَومِ مِن طَيفِهِ يَسري

وَأَفرَطتُ مِن وَجدٍ بِهِ فَدَرى بِنا
عَلى ساعَةِ الهِجرانِ مَن لَم يَكُن يَدري

وَما الحُبُّ ما وَرَّيتَ عَنهُ تَسَتُّراً
وَلَكِنَّهُ ما مِلتَ فيهِ إِلى الجَهرِ

أَتى مُستَجيراً بي مِنَ البَينِ تائِباً
إِلَيَّ مِنَ الصَدِّ المُبَرِّحِ وَالهَجرِ

فَلَم يَستَطِع قَلبي اِمتِناعاً مِنَ الهَوى
وَلَم تَستَطِع نَفسي سَبيلاً إِلى الصَبرِ

أبو عبادة البحتري!

وَالنَوى خُطَّةٌ مِنَ الدَهرِ ما يَن
فَكُّ يُشجى بِها المُحِبُّ وَيَبلى

أبو عبادة البحتري!

لا يكفهرُّ إذا انحازَ الوَقارُ بهِ
‏ولا تطيشُ نواحيهِ إذا مَزحا.

‏أبو عبادة البحتري!

أَينَ الَّتي كانَت لَواحِظُ طَرفِها
يَصبو إِلَيها القَلبُ وَهيَ سِهامُ.

أبو عبادة البحتري!

يا نازِحًا لَعِبَتْ أَيدي الفراقِ به
هَبْ لي مِن الدَّمْعِ ما أَبكي عليكَ بِهِ

الوأواء الدمشقيّ!

حلو الحديث إذا أعطى مسايرهُ
‏تلك الأعاجيب أصغى الموكب اللّجب

أبو عبادة البحتري!

‏قَلْبٌ يُطِلُّ عَلىٰ أفْكَارِهِ وَيَدٌ
‏تُمْضِي الأمُور ونَفْسٌ لَهْوُهَا التَّعَبُ.

‏أبو عبادة البحتري!