group-telegram.com/IFALajmi/3178
Last Update:
رد هذا الرجل على جوابي برد كعادته في البحث عن مخارج، فأقول:
[1] الرجل يعترض على من يقول بأن النووي حين يؤول يبني على أصول أهل الحديث، فكيف اعترض على ذلك؟
أتى بكلام للنووي أول فيه حديث فيه ذكر اليد، ((وكان أصله)) الذي اعتمده هو ((كون الجارحة مستحيلة على الله)).
ثم سأل: كيف ينبني استحالة الجارحة على أصول أهل الحديث".
[2] سؤال: ماذا يفهم من هذا الكلام؟
يفهم منه:
أ- أن أصل النووي في التأويل هو استحالة الجارحة.
ب- هل هذا الأصل عند النووي -وهو استحالة الجارحة- ينبني على مذهب أهل الحديث؟
والحقيقة أن هذا السؤال ينبئ عن وجود تعارض بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث، وأن كون هذا الأصل وهو استحالة الجارحة لا نعلم أنه من مذهب أهل الحديث ونريد أن نعلم كيف يجري على أصولهم.
[3] فكان الجواب: أننا لا حاجة لأن نبحث كيف ينبني على مذهب أهل الحديث وكأن هذا ليس معلوما أنه مذهب لهم، بل هذا مذهب لجماعة منهم بالفعل! فقد صرح به الدارمي والسجزي وابن تيمية وغيرهم.
فأصل النووي في التأويل وهو استحالة الجارحة هو أصل عند أهل الحديث وهو استحالة الجارحة، لكن أهل الحديث لا يجعلون مقتضى هذا الأصل التأويل وهو يجعل مقتضى هذا الأصل التأويل.
فثبت أن أصل النووي وهو استحالة الجارحة هو مذهب لجماعة من أهل الحديث.
فالحاصل أن هذا السؤال المشكك في مناسبة هذا الأصل لأصول أهل الحديث، وكأن بين نفي الجارحة وأصول أهل الحديث تعارضا، فأبلغ الرد ليس أن نبين كيف ينبني ونتجادل إلى الصباح هل البناء صحيح أم لا، بل الرد القاطع أن نأتي بكلام أهل الحديث وهم يقولون: (هذا مذهبناااا).
أظن الجواب واضح.
[4] كيف رد على هذا الجواب القاطع له؟
الرد: أنتَ -يا فارس- أثبتَ أن أهل الحديث ينفون الجارحة، لكن لم توضح لنا كيف ينبني نفي الجارحة على أصول أهل الحديث!
قلتُ: هذا تلاعب منه، فنحن نعلم أن السؤال الأساسي غرضه التشكيك في كون نفي الجارحة يجري على قواعد مذهب أهل الحديث، وليس غرضه أن نفي الجارحة حق، لكن هل دليل نفي الجارحة عند أهل الحديث يختلف عن دليل نفي الجارحة عند المتكلمين.
[5] ومع ذلك، سأصدقه الآن في كون هذا بالفعل سؤاله، ودونك الجواب:
إن أهل الحديث كما هو ظاهر مما نقلناه من كلامهم أن استحالة الجارحة على الله مبناه نفي مماثلة الله لخلقه، وأن يد الله ليست كأيدي المخلوقين، قال ابن تيمية: (هذا ونحوه يوجب امتناع وصفه بأن له يدًا من جنس أيدي المخلوقين، وهذا لا ريب فيه).
فأصل أهل الحديث هو نفي المماثلة.
وسأزيدك فائدة: أن هذا عين أصل النووي!
قال النووي في شرح مسلم: (وقد سبق الكلام في اليد في حق الله تعالى وتأويلها قريبا مع القطع باستحالة الجارحة {ليس كمثله شيء}).
فانظر كيف احتج بالآية القاضية بنفي المماثلة على نفي الجارحة.
فإن قلت: أشار النووي في موضع آخر لكون الجارحة مستحيلة على الله بالدليل العقلي القطعي.
قلت: لا شك أن استحالة المماثلة على الله قام عليها الدليل العقلي القطعي عند أهل الحديث، وهي الموجبة لنفي الجارحة.
والله أعلم.
BY قناة || فارس بن عامر العجمي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/IFALajmi/3178