Telegram Group & Telegram Channel
أؤمن أنّا تَصنَعُنا الجِدِّيّة..

وأن الإنسان يُبنى في ميدان العمل، حين لا يُعَوّد نفسه الفراغ ولا الهَزَل، ألّا يَحمِلَ على كاهله قضِيَّةً خاسرة، ألّا يغرس قلبه بأرض لا تُثمِر، أن يعيش هَمّ أمّة، يَحمِلُ البِذرة بصدره، ويسقيها روحه ودَمه، مَن أدمَنَ حياة النّاس تلاشت حياته، ومَن اعتادَ التّفاهة انطفأ.

واجب الوقت اليوم هو صناعة المسلم، المُخلِص، الصّادق، الجادّ، ثابت النَّظَر، واسع المعرفة، كثير العمل، دائم المُحاوَلة، مُخطئ فَعّال، ضعيفٌ متدَرّب، لا يُدمن الشّكوى، يُبنى في محراب العبادة، ويشتَدّ في ظلال السِّر، ويَحمل ملامح الإصلاح وجهًا كالقَمَر، وروحًا كالأثر، وقلبًا بجَمال أُحُد، وخطًى تبدأ بحِراء، وصبرًا يُحاكى نَفَس أيوب، وثباتًا شابَه الجَبَل!

زماننا صعب، يبتعد الواحد فيه عن نَفسه، يَتَفَرّق عن ظلّه، يغرق بكثرة السؤالات، وقلّة الحركات، وضخامة المدخلات، ينضم فيه لألف برنامج ودورةٍ ومشروع، لا يدع مجموعةً تفوته، ظَنًّا أنّ العِلم يؤخذ بالكثرة، متناسيًا تراكميّة البناء، وجودة السّقاء، ومِداد الزّمان، وطول النَّفَس، وحرارة الدّمعة حتى تثبت الفكرة، وتَسكُن الذّكرى، وتهدأ النّفس بعد ألف مكابدة.

نُكثر التَّمنّي، وننام على صفيح أحلامنا، وننسى مركزيّة الدّعاء، وجمال النّداء، وإطالة السّجود، واهتراء الجسد من شدّة العمل، الصّناعة هي كلّ عثراتك، وجراحك وأنّاتك، كلّ دقيقةٍ اغتَرَبتَ فيها عن النّاس، شعرت بوحدتك، كدت تقف، لكنّك أكملت المَسير ببكاء عينك، وحشرجة صدرك، وصمت صوتك، وكثير ذكرك.

يا قلبًا أحرص عليه، إيّاك والغفلة، ونسيان الآخرة، وأنّ الطريق يختار أهله، وأنّ الجنة تشتاق رُوّادها، وتحِنّ أبطالها، وأنّ مسؤوليّة نفسك عليك، بين يديك، أطِلّ فيها النّظر، انظر متطلبات المرحلة، وواجب الوقت، وفرض الزمان، وركن المسألة، وانظر ماذا تحتاج لتصل؟ ما الذي بين يديك لتبدأ؟ كيف حال سقف الممكن المتاح؟ أتضمن اليوم أنفاسك؟ إذًا انتبه.

ركّز على الرّكن، على المطلوب منك، على ما يدخلك الجنّة، على ما يرفع درجتك، انتبه على إجابة السّؤال، وخطوة الصّراط، ويوم الحساب، أما تعبت من كثرة الالتفات! أما مالَت رقبتك لطُول تتَبُّع الآخر! أما لانَ جَنبُك لقلّة الحركة! رَسَمتَ بقلمك حياة النّاس ونسيت يومًا أنّها لوحتك! رَتّب قلبك، جدولك، مهامك، يومك، أفكارك، رتّب ما تحب، وما يجب كما يجب! وهنا تقترب إليك خطوة.

إيّاك واستصغار البناء التّراكمي، كلّ دقيقة، ولحظةٍ، ومكانٍ، وشخص، وكتابٍ، وتفصيلٍ، وفكرةٍ، ومشروعٍ، وغايةٍ، وحرفٍ، ونِيّةٍ، وخبيئة، كل ما يبني فيك شيئًا خذه بقوّة، بقوّة جدًا، ولا تدخل نفسك ألف مسار، ركّز قَبَّلتُ جبينك! أسألك بالله أن تستلم ثغرًا واحدًا ترضى فيه، وإن كان الثغر الصّغير قلبك، وانتبه؛ بعض الثغور أمّة كاملة، من استصغر الخطوة، فاتته الغاية، ومَن استعجل القطاف ما ارتوى.

خَفّف خَوفك، قلّل فَراغك، كَثّر عملك، كَثّف جهدك، ثبّت نيّتك، جدّد إيمانك، رتّب خريطتك، دوّن فكرتك، ابدأ خطوتك.

واجب اليوم أنّك مسلم، أتفهم؟ وهنا تبدأ المرحلة.



group-telegram.com/QusayAlosaily/373
Create:
Last Update:

أؤمن أنّا تَصنَعُنا الجِدِّيّة..

وأن الإنسان يُبنى في ميدان العمل، حين لا يُعَوّد نفسه الفراغ ولا الهَزَل، ألّا يَحمِلَ على كاهله قضِيَّةً خاسرة، ألّا يغرس قلبه بأرض لا تُثمِر، أن يعيش هَمّ أمّة، يَحمِلُ البِذرة بصدره، ويسقيها روحه ودَمه، مَن أدمَنَ حياة النّاس تلاشت حياته، ومَن اعتادَ التّفاهة انطفأ.

واجب الوقت اليوم هو صناعة المسلم، المُخلِص، الصّادق، الجادّ، ثابت النَّظَر، واسع المعرفة، كثير العمل، دائم المُحاوَلة، مُخطئ فَعّال، ضعيفٌ متدَرّب، لا يُدمن الشّكوى، يُبنى في محراب العبادة، ويشتَدّ في ظلال السِّر، ويَحمل ملامح الإصلاح وجهًا كالقَمَر، وروحًا كالأثر، وقلبًا بجَمال أُحُد، وخطًى تبدأ بحِراء، وصبرًا يُحاكى نَفَس أيوب، وثباتًا شابَه الجَبَل!

زماننا صعب، يبتعد الواحد فيه عن نَفسه، يَتَفَرّق عن ظلّه، يغرق بكثرة السؤالات، وقلّة الحركات، وضخامة المدخلات، ينضم فيه لألف برنامج ودورةٍ ومشروع، لا يدع مجموعةً تفوته، ظَنًّا أنّ العِلم يؤخذ بالكثرة، متناسيًا تراكميّة البناء، وجودة السّقاء، ومِداد الزّمان، وطول النَّفَس، وحرارة الدّمعة حتى تثبت الفكرة، وتَسكُن الذّكرى، وتهدأ النّفس بعد ألف مكابدة.

نُكثر التَّمنّي، وننام على صفيح أحلامنا، وننسى مركزيّة الدّعاء، وجمال النّداء، وإطالة السّجود، واهتراء الجسد من شدّة العمل، الصّناعة هي كلّ عثراتك، وجراحك وأنّاتك، كلّ دقيقةٍ اغتَرَبتَ فيها عن النّاس، شعرت بوحدتك، كدت تقف، لكنّك أكملت المَسير ببكاء عينك، وحشرجة صدرك، وصمت صوتك، وكثير ذكرك.

يا قلبًا أحرص عليه، إيّاك والغفلة، ونسيان الآخرة، وأنّ الطريق يختار أهله، وأنّ الجنة تشتاق رُوّادها، وتحِنّ أبطالها، وأنّ مسؤوليّة نفسك عليك، بين يديك، أطِلّ فيها النّظر، انظر متطلبات المرحلة، وواجب الوقت، وفرض الزمان، وركن المسألة، وانظر ماذا تحتاج لتصل؟ ما الذي بين يديك لتبدأ؟ كيف حال سقف الممكن المتاح؟ أتضمن اليوم أنفاسك؟ إذًا انتبه.

ركّز على الرّكن، على المطلوب منك، على ما يدخلك الجنّة، على ما يرفع درجتك، انتبه على إجابة السّؤال، وخطوة الصّراط، ويوم الحساب، أما تعبت من كثرة الالتفات! أما مالَت رقبتك لطُول تتَبُّع الآخر! أما لانَ جَنبُك لقلّة الحركة! رَسَمتَ بقلمك حياة النّاس ونسيت يومًا أنّها لوحتك! رَتّب قلبك، جدولك، مهامك، يومك، أفكارك، رتّب ما تحب، وما يجب كما يجب! وهنا تقترب إليك خطوة.

إيّاك واستصغار البناء التّراكمي، كلّ دقيقة، ولحظةٍ، ومكانٍ، وشخص، وكتابٍ، وتفصيلٍ، وفكرةٍ، ومشروعٍ، وغايةٍ، وحرفٍ، ونِيّةٍ، وخبيئة، كل ما يبني فيك شيئًا خذه بقوّة، بقوّة جدًا، ولا تدخل نفسك ألف مسار، ركّز قَبَّلتُ جبينك! أسألك بالله أن تستلم ثغرًا واحدًا ترضى فيه، وإن كان الثغر الصّغير قلبك، وانتبه؛ بعض الثغور أمّة كاملة، من استصغر الخطوة، فاتته الغاية، ومَن استعجل القطاف ما ارتوى.

خَفّف خَوفك، قلّل فَراغك، كَثّر عملك، كَثّف جهدك، ثبّت نيّتك، جدّد إيمانك، رتّب خريطتك، دوّن فكرتك، ابدأ خطوتك.

واجب اليوم أنّك مسلم، أتفهم؟ وهنا تبدأ المرحلة.

BY قناة قُصَيّ عاصِم العُسَيلي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/QusayAlosaily/373

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

"Russians are really disconnected from the reality of what happening to their country," Andrey said. "So Telegram has become essential for understanding what's going on to the Russian-speaking world." Stocks closed in the red Friday as investors weighed upbeat remarks from Russian President Vladimir Putin about diplomatic discussions with Ukraine against a weaker-than-expected print on U.S. consumer sentiment. At this point, however, Durov had already been working on Telegram with his brother, and further planned a mobile-first social network with an explicit focus on anti-censorship. Later in April, he told TechCrunch that he had left Russia and had “no plans to go back,” saying that the nation was currently “incompatible with internet business at the moment.” He added later that he was looking for a country that matched his libertarian ideals to base his next startup. Despite Telegram's origins, its approach to users' security has privacy advocates worried. "The result is on this photo: fiery 'greetings' to the invaders," the Security Service of Ukraine wrote alongside a photo showing several military vehicles among plumes of black smoke.
from ca


Telegram قناة قُصَيّ عاصِم العُسَيلي
FROM American