group-telegram.com/alsiraalnbwei/234
Last Update:
وقفة تربوية ..
من يعرف الإنسان يتعجب غاية العجب من قدرة سيد البشر ﷺ على إدارته بالطريقة التي صنعها ..
أصعب أنواع الإدارة = إدارة البشر ..
والشعوب التي قادها عظماء التاريخ عامتها كانت مكسورة ذليلة فسهل أمر إدارتها على قادتها ..
بينما الجيل الذي بعث فيهم صفوة الخلق ﷺ كان من أخص أوصافهم الأنفة ..
فلم يقدر أحد قبله على سياستهم كما ساسهم -بأبي وأمي- ولم تكن في سياسته لهم ظلم كسر تلك الأنفة وحطم تلك العزّة ؟!
إذًا كيف استطاع قيادة الناس وسياسة النفوس المختلفة التي يصل اختلافها -أحيانًا- حد التناقض ؟!
لماذا لم يغضب على فلان مع خطئه ؟!
وصوّب خطأ فلان باللين ؟!
وآخر استعمل معه الشدة ؟!
ورابع قابل غضبه بالرد اللطيف ؟! وخامس نصحه تعريضًا ؟!
وعدّل جلسته لما دخل من كان أخص أوصافه الحياء ولم يصنعها مع من هو أعظم منه ؟!
والشورى في جميع الأمور ثم إغلاق الباب بعد العزم؟!
وأخذ البيعة من كل فرد ثم وضع العرفاء والنقباء بعد ذلك ؟!
من يعرف اختلاف النفوس وطبيعة السياسة وعلم الإدارة ..
يجزم بأنّ النبي ﷺ مصنوع صناعة خاصّة مختلفة عن جميع البشر للمكانة التي أعدّت له ..
قيادة العشرة أسهل من قيادة المائة .. وقيادة المائة أيسر من قيادة القطر .. وقيادة القطر أهون من قيادة الأمّة .. وقيادة الأمّة أخف من قيادة البشرية !
تفرد النبي ﷺ بقيادة البشرية ..
في سيرته المنهاج التربوي الذي يستطيع من خلاله الحاكم للناس إدارتهم من غير كسر لنفوسهم ولا تحطيم لأخلاقهم كما يصنع الظلمة في عامة العصور تحت ذريعة = أنّ الأصل في الملك الظلم ولا يساس الناس إلا بذلك !
رسم النبي ﷺ الخطوط العامة ووسع الطريق حتى تقدر النفوس المختلفة للسير عليه من غير كسر ولا عجز ..
ليكن همنا من طلب العلم والدعوة إلى الله الوصول إلى هذه العبقرية وامتثالها في دعوتنا..
BY السيرة النبوية | أحمد الهاجري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/alsiraalnbwei/234