group-telegram.com/arishri/533
Last Update:
قال أبو داود السجستاني (ت ٢٧٥) عند تكلمه عن بيانه للعلل في أحاديث سننه: "ورُبّما أتوقف عن مثلِ هذا؛ لأنه ضرر على العامة أن يُكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث؛ لأنّ علمَ العامة يقصر عن مثل هذا".
وعقدَ البخاريُّ (ت ٢٥٦) في صحيحه بابَ (مَن خصّ بالعلمِ قومًا دون قومٍ كراهيةَ ألَّا يفهموا) وأسندَ فيه قولَ عليٍّ رضي الله عنه: "حدّثوا الناسَ بما يعرفون؛ أتُحبُّون أن يُكذَّب الله ورسولُه؟". وفي رواية: "ودعوا ما ينكرون"؛ أي ما قد يشتبه عليهم.
وأسند مُسلم (ت ٢٦١) في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن مسعود: "ما أنتَ بمحدّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم؛ إلا كانَ لبعضهم فتنةً".
وعن مالك (ت ١٧٩) أنه قال لابن وهب (ت ١٩٧): "اعلم أنه ليس يَسلمُ رجلٌ حدّث بكل ما سمع، ولا يكون إمامًا أبدًا وهو يحدث بكل ما سمع".
ونحوه عن عبد الرحمن بن مهدي (ت ١٩٨) أنه قال: "لا يكونُ الرجلُ إمامًا يُقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع".
وهذا فقهٌ متأكَّدٌ في الإفادة؛ إذ ليس كل ما يُعلم يقال، ولا كل ما يقال؛ يصلح لكل مقامٍ وحال.
والذي في المنشور المقتبَس أعلاه: آكدُ ما ينبغي التزامه في الإفادة، وهو -للأسف- أكثر ما تراه منخرمًا عند المتصدرين الآن، والإنسان مجبول على حب التفرّد، ومن هنا تشتهي النفسُ الكلامَ في دقائق العلوم عند مَن تخاله سيبهر منها .. والمسترسل مع شهوات العلم يكاد يكون علمُه وبالا عليه؛ فالنفسُ "كَمْ حسَّنت لذةً للمرء قاتلةً مِن حيث لم يدرِ أن السَّمَّ في الدَّسَمِ".
BY أَرْيٌ وَّشَرْيٌ!
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/arishri/533