group-telegram.com/green54/2074
Last Update:
لكلّ واحدٍ منّا مقلتان، ولكلّ فردٍ زاوية نظر.
فكيف تسنّى لك أن تُنكِّس (الرّأي) السّياسيّ الّذي انضوى عند كلّ أناسيّ اليابسة بكلمة وجهة، إلى (صنمٍ) يُعبد من دون الخالِق ؟
حتّى كأنّ كلّ طائفة سياسيّة منّا، قد نصَبَت، في ضِفَّة آرائها معتقدًا، وعمَّرَت مفكّريها ومنشئيها ورَعاعها فيها آلهة لا يستورد قولهم جَهالَة، وحَرنَت تتلو معتقداتها غُدوَة ورواحًا !!
إنّ وطأة الجَور، والانفراد بالرّأي السّياسيّ، وفدامتهما، وما يصاحبه من سجالٍ ومنازعة والتقاطٍ وترداد، وهو إلى البَلطجة الفِكريّة أدنى، قد أعادَ العقل إلى عشيِّ الغَيهَب الأولى، في استعاضة مُريعةٍ للأدوار !!
فبعد كلّ ما كرّس له الإسلام للتّرحال إلى وجهة الهداية، وهي وجهة الأحمَد خير البَشر كلّهم، وما أتبعه من حجمِ القَسر وصرفه في اعتناق أفكاره المُحصنة، وما وطّد قواعده في (ضوابِطَ) للبونِ والاختلافِ في الاجتهاديَّة... حتّى استطارَ بين الآناسِ أنّ اختلاف الفقهاء النّحاريرِ رحمة، وافى ساسةٌ من ضُرُوع المثقّفين ممّن كَرعوا الاستبداد من على ثدي الحزبيَّة والقبيليَّة؛ ليجعلوا الاختلاف (المَحمود) وَبالًا ونائبة... وليستعيضوا عن دين الشّرعيَّة حزبًّا، كمن يجعل مَن لا يتّبع العلّامة اللّبيب ابن باز في أشياءَ معينة، ولا يجعله وجهته لالتقاط الفتوى، ويحذو وراء الشّافعيّ، وابن عثيمين، مثلًا، باطِلًا أو حتّى كافرًا، وليطفقوا انتمائهم السّياسيَّ صـكّ تغاضٍ وغفران !!
فأنتَ في جحيم إلى أن تُبصر ما يبصرون من (سياسة)، وكلّ الأزقّة مدلهمّة عدا زُقاقهم هو وحده من يخشّ إليه النّور !!
ولو اختصر الأمر على مذهبٍ دون غيره، لكان يُحبَّذ للأمّة الفكاك ممّا هي فيه من حزبيَّة بغيضة، لكنّهم، جميعًا، بدّلوا رؤاهم إلى مسجد بمحاذاة قصرهم الفاره، وراحوا يصلّون فيه، خاملين عن رؤية غيره !!
BY جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/green54/2074