Telegram Group & Telegram Channel
لم يختلف أبدا بقدر ما اتخذ من الإسلام غطاء له. وبالتأكيد لم يكن « غطاء الولي الفقيه» مفارقة بقدر ما عكس صعود القوى الإسلامية في المنطقة. بل أن عقيدة « الولي الفقيه» والمراجع الشيعية جرى ترجمتها في الدستور الإيراني الذي يتحدث بالنص في مقدماته عن « تصدير الثورة» و « نصرة المستضعفين» و « حكومة المستضعفين في الأرض» و « المحرومين» و « المضطهدين»، في مقابل « المستكبرين» (3). بل أن الأمر واقع في صلب « كافة حركات التحرر في العالم»! وبالتالي لم يكن من المصادفات أن « تستثمر» جمهورية « ولاية الفقيه» في التحالف مع القوى الراديكالية « في أية نقطة من العالم»، لاسيما الفلسطينية والعربية منها، ومع النشطاء والمثقفين والقوى السياسية والاجتماعية وأصحاب الأيديولوجيات المناهضة للنظم وأمثالهم. ولا ريب أن هذه التحالفات واقعة قطعا في سياق « الاحتواء والرقابة» التي مارستها « النصيرية» خلال الأربعين سنة الماضية قبل انطلاقة الثورة السورية.
في 10/9/2009، تناقلت المواقع الإلكترونية الإيرانية تصريحات عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي، خلال مراسم توديع وزير الدفاع الإيراني السابق وتقديم خليفته الجديد بحضور كبار القادة العسكريين، يتحدث فيه عن جزء من « اسثمارات» إيران في الأمن القومي الإيراني. مشيرا إلى أن: « دعم القضية الفلسطينية بالرغم من التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل أمرًا عبثيًا ومكلفًا لنا ولم يفرض علينا؛ بل إنه يعد ضربًا من الاستثمار لتحقيق مصالح (امتيازات) إقليمية ودولية لنا». وأضاف قائلا: « إن دعمنا لحركات التحرر يدخل في صلب حماية الأمن القومي الإيراني ويزيد من قوتنا الإقليمية، وهو في سياق ما ننفقه للحفاظ على أمننا القومي واتساع رقعة قوتنا في المنطقة» (4).
والحقيقة أن « اسثمارات» إيران بلغت مدى أعمق وأوسع مما يصف البعض تحالفاته معها مجرد علاقة مصلحية، فرضتها ظروف قاهرة. ولو وُضعت هذه العلاقة في ميزان الشريعة لقياس مدى المصالح المتحققة والمفاسد المترتبة، وليس في قالب البراغماتية الضيقة، لتوجب التخلي عنها قطعيا. فلنتأمل ما قاله الكاتب « الإسرائيلي»، أمنون لورد، جيدا في مسألة « الاسثمارات» الإيرانية في العدو الذي لم يكن في يوم ما اليهود ولا «إسرائيل»،:
« بعد مرور هذه السنوات على قيام نظام آيات الله الإيراني يمكن فهم لماذا اتخذت إيران من معاداة إسرائيل واليهود منهاجا لها»، ويجيب بالقول: « حتى يوجه كل العداء العربي الإسلامي تجاه عدو واحد وهو إسرائيل واليهود». وهكذا تستثمر إيران في الأيديولوجيا على المستوى العربي برمته. لذا، وبحسب لورد، فإن « بعض اليهود الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة» يعتبرون أن « الإيرانيين والإسرائيليين أصدقاء»، وتبعا لذلك يطرح الكاتب سؤالا لطالما اعتبر « من قبيل الهراء» بالنسبة لليهود، لكنه أثار التباسا وحتى استنكارا، قبل انطلاقة الثورة السورية سنة 2011، لدى الكثير من المسلمين وأنصار إيران و « حزب الله» عن وجود تحالفات بين إيران و « إسرائيل». أما السؤال فيقول: « لماذا تُشعل إيران الحروب ضد إسرائيل في الجبهة الشمالية داخل لبنان من خلال حزب الله، وفي الجنوب داخل غزة من خلال حماس؟»، وردا على ذلك يقول الكاتب: « إجابة هذا السؤال ذكرها الرئيس الأميركي باراك أوباما مفسرا ما تقوم به القيادة الإيرانية تجاه إسرائيل بأنها لـ أغراض داخلية» (5)!
مع وفرة الشواهد والوقائع والأدلة والبينات، بما فيها شهادات أبو الحسن بني صدر (6)، أول رئيس جمهورية في « ولاية الفقيه» فرّ منها، على هوية العدو لدى إيران، وكذا الدور الوظيفي الذي تلعبه.. ومع أن كل المقترحات التي قدمها الإيرانيون لتطبيع العلاقة مع الولايات المتحدة و « إسرائيل» تضمنت بنودا صريحة تتعلق بـ « مكافحة الإرهاب» أو احتواء حتى « حزب الله» وتحويله إلى يافطة سياسية .. ومع كل التوسع والجرائم التي تنفذها إيران عبر جيشها وحرسها الثوري، فضلا عن أدواتها وطابورها الخامس في العديد من الدول العربية .. ومع اعترافهم الصريح بأنهم تحولوا إلى إمبراطورية عاصمتها بغداد، وإعلانهم بأنهم « فقط» يستثمرون في الأمن القومي الإيراني ... ومع أنهم يهددون حتى بغزو بلاد الحرمين وتهديد مكة المكرمة (7)، كما فعل من قبلهم الأمريكيون (😎 ... مع كل هذا وذاك، لا زالت بعض النخب والدول تقدم الغطاء التام والشرعية لإيران، وتهيئ دولها ومجتمعاتها لاختراقات مدمرة!!! في حين أن النظام الدولي لم يعط إيران ما تشاء. فلم يحقق التدخل الروسي في سوريا (30/9/2015) من أهدافه، أهم من فرض معاهدات بغطاء من الرئيس السوري بشار الأسد، مكنتهم من الحصول على تواجد عسكري بلا أمد، ومحاصرة لـ « المربط الصفوي» في حدود وظيفية، بخلاف ما تأمل إيران.



group-telegram.com/mogr7775/2183
Create:
Last Update:

لم يختلف أبدا بقدر ما اتخذ من الإسلام غطاء له. وبالتأكيد لم يكن « غطاء الولي الفقيه» مفارقة بقدر ما عكس صعود القوى الإسلامية في المنطقة. بل أن عقيدة « الولي الفقيه» والمراجع الشيعية جرى ترجمتها في الدستور الإيراني الذي يتحدث بالنص في مقدماته عن « تصدير الثورة» و « نصرة المستضعفين» و « حكومة المستضعفين في الأرض» و « المحرومين» و « المضطهدين»، في مقابل « المستكبرين» (3). بل أن الأمر واقع في صلب « كافة حركات التحرر في العالم»! وبالتالي لم يكن من المصادفات أن « تستثمر» جمهورية « ولاية الفقيه» في التحالف مع القوى الراديكالية « في أية نقطة من العالم»، لاسيما الفلسطينية والعربية منها، ومع النشطاء والمثقفين والقوى السياسية والاجتماعية وأصحاب الأيديولوجيات المناهضة للنظم وأمثالهم. ولا ريب أن هذه التحالفات واقعة قطعا في سياق « الاحتواء والرقابة» التي مارستها « النصيرية» خلال الأربعين سنة الماضية قبل انطلاقة الثورة السورية.
في 10/9/2009، تناقلت المواقع الإلكترونية الإيرانية تصريحات عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي، خلال مراسم توديع وزير الدفاع الإيراني السابق وتقديم خليفته الجديد بحضور كبار القادة العسكريين، يتحدث فيه عن جزء من « اسثمارات» إيران في الأمن القومي الإيراني. مشيرا إلى أن: « دعم القضية الفلسطينية بالرغم من التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل أمرًا عبثيًا ومكلفًا لنا ولم يفرض علينا؛ بل إنه يعد ضربًا من الاستثمار لتحقيق مصالح (امتيازات) إقليمية ودولية لنا». وأضاف قائلا: « إن دعمنا لحركات التحرر يدخل في صلب حماية الأمن القومي الإيراني ويزيد من قوتنا الإقليمية، وهو في سياق ما ننفقه للحفاظ على أمننا القومي واتساع رقعة قوتنا في المنطقة» (4).
والحقيقة أن « اسثمارات» إيران بلغت مدى أعمق وأوسع مما يصف البعض تحالفاته معها مجرد علاقة مصلحية، فرضتها ظروف قاهرة. ولو وُضعت هذه العلاقة في ميزان الشريعة لقياس مدى المصالح المتحققة والمفاسد المترتبة، وليس في قالب البراغماتية الضيقة، لتوجب التخلي عنها قطعيا. فلنتأمل ما قاله الكاتب « الإسرائيلي»، أمنون لورد، جيدا في مسألة « الاسثمارات» الإيرانية في العدو الذي لم يكن في يوم ما اليهود ولا «إسرائيل»،:
« بعد مرور هذه السنوات على قيام نظام آيات الله الإيراني يمكن فهم لماذا اتخذت إيران من معاداة إسرائيل واليهود منهاجا لها»، ويجيب بالقول: « حتى يوجه كل العداء العربي الإسلامي تجاه عدو واحد وهو إسرائيل واليهود». وهكذا تستثمر إيران في الأيديولوجيا على المستوى العربي برمته. لذا، وبحسب لورد، فإن « بعض اليهود الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة» يعتبرون أن « الإيرانيين والإسرائيليين أصدقاء»، وتبعا لذلك يطرح الكاتب سؤالا لطالما اعتبر « من قبيل الهراء» بالنسبة لليهود، لكنه أثار التباسا وحتى استنكارا، قبل انطلاقة الثورة السورية سنة 2011، لدى الكثير من المسلمين وأنصار إيران و « حزب الله» عن وجود تحالفات بين إيران و « إسرائيل». أما السؤال فيقول: « لماذا تُشعل إيران الحروب ضد إسرائيل في الجبهة الشمالية داخل لبنان من خلال حزب الله، وفي الجنوب داخل غزة من خلال حماس؟»، وردا على ذلك يقول الكاتب: « إجابة هذا السؤال ذكرها الرئيس الأميركي باراك أوباما مفسرا ما تقوم به القيادة الإيرانية تجاه إسرائيل بأنها لـ أغراض داخلية» (5)!
مع وفرة الشواهد والوقائع والأدلة والبينات، بما فيها شهادات أبو الحسن بني صدر (6)، أول رئيس جمهورية في « ولاية الفقيه» فرّ منها، على هوية العدو لدى إيران، وكذا الدور الوظيفي الذي تلعبه.. ومع أن كل المقترحات التي قدمها الإيرانيون لتطبيع العلاقة مع الولايات المتحدة و « إسرائيل» تضمنت بنودا صريحة تتعلق بـ « مكافحة الإرهاب» أو احتواء حتى « حزب الله» وتحويله إلى يافطة سياسية .. ومع كل التوسع والجرائم التي تنفذها إيران عبر جيشها وحرسها الثوري، فضلا عن أدواتها وطابورها الخامس في العديد من الدول العربية .. ومع اعترافهم الصريح بأنهم تحولوا إلى إمبراطورية عاصمتها بغداد، وإعلانهم بأنهم « فقط» يستثمرون في الأمن القومي الإيراني ... ومع أنهم يهددون حتى بغزو بلاد الحرمين وتهديد مكة المكرمة (7)، كما فعل من قبلهم الأمريكيون (😎 ... مع كل هذا وذاك، لا زالت بعض النخب والدول تقدم الغطاء التام والشرعية لإيران، وتهيئ دولها ومجتمعاتها لاختراقات مدمرة!!! في حين أن النظام الدولي لم يعط إيران ما تشاء. فلم يحقق التدخل الروسي في سوريا (30/9/2015) من أهدافه، أهم من فرض معاهدات بغطاء من الرئيس السوري بشار الأسد، مكنتهم من الحصول على تواجد عسكري بلا أمد، ومحاصرة لـ « المربط الصفوي» في حدود وظيفية، بخلاف ما تأمل إيران.

BY مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mogr7775/2183

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

In December 2021, Sebi officials had conducted a search and seizure operation at the premises of certain persons carrying out similar manipulative activities through Telegram channels. Perpetrators of such fraud use various marketing techniques to attract subscribers on their social media channels. But the Ukraine Crisis Media Center's Tsekhanovska points out that communications are often down in zones most affected by the war, making this sort of cross-referencing a luxury many cannot afford. Unlike Silicon Valley giants such as Facebook and Twitter, which run very public anti-disinformation programs, Brooking said: "Telegram is famously lax or absent in its content moderation policy." What distinguishes the app from competitors is its use of what's known as channels: Public or private feeds of photos and videos that can be set up by one person or an organization. The channels have become popular with on-the-ground journalists, aid workers and Ukrainian President Volodymyr Zelenskyy, who broadcasts on a Telegram channel. The channels can be followed by an unlimited number of people. Unlike Facebook, Twitter and other popular social networks, there is no advertising on Telegram and the flow of information is not driven by an algorithm.
from ca


Telegram مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
FROM American