group-telegram.com/shwauat/1762
Last Update:
كان النبى صلى الله عليه وسلم يمتاز من جمال خَلقه وكمال خُلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا فى حياطته وإكباره بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام، ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر.
ذاك زيد بن حارثة رضى الله عنه سُبى فى صغره وبيع فى مكة وأهدته أمى وأم المؤمنين خديجة رضى الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونشأ معه.
وكان من أمر أبيه حارثة بن شراحيل أن انفلقت كبده على ولده.
كان يقول:
بكَيْتُ على زيْدٍ ولم أَدْرِ ما فَعَلْ
أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دونَه الأَجَلْ
فو اللّهِ ما أدْرى وإنْ كنتُ سائلا
أغالَكَ سَهْلُ الأرضِ أم غالَكَ الجبلْ
فياليتَ شعري هلْ لكَ الدهرَ رجعةٌ
فحسبي من الدنيا رجوعُك لِي بَجَلْ
تذكِّرُنِيه الشمسُ عند طلوعِها
وتعرض ذكراه إذا غربها أفل
وإن هبَّتِ الأرواحَ هَيَّجْنَ ذِكْرَه
فياطُولَ ما حُزنْي عليهِ ويا وَجَلْ
سأُعْملُ نَصَّ العيسِ في الأرضِ جاهدا
ولا أسأَمَ التَّطْواف أو تسأَمَ الإِبِلْ
حياتِي أو تَأتْي عَلَيَّ منيَّتي
وكلُّ امرىءٍ فانٍ وإن غرَّه الأملٌ
سأوصي به قيساً وعمرا كليهما
وأوصي يزيداً ثم من بعده جَبَلْ
فأخبره قومٌ بأن ابنه عند رجل من آل هاشم، فقصدوا مكة وسألوا عن محمد بن عبد الله، فدُلوا عليه، فقال حارثة لرسول الله: يابن هاشم يابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه جئناك فامنن علينا وأحسن لنا فى الفداء، فقال رسول الله: هل غير ذلك؟ ادعوه فخيره فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارنى فوالله ما أنا بالذى أختار على من اختارنى أحدًا، قالوا والله لقد أحسنت وزدت فى النَصَفَة، ثم دُعى زيد، فلما مثل بين يديه صلى الله عليه وسلم قال: أتعرف من هذين؟ فشخص ببصره ثم قال: نعم، هذا أبى وعمى، فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: فأنا من قد علمت وعرفت صحبتى، فإن شئت فاخترنى أو اخترهما، فقال زيد ما أنا بالذى أختار عليك أحدًا أبدًا؛ أنت منى بمنزلة الأب والعم، اندهش أبوه -الذى كان يبكى عليه دمًا ويلفظ أنفاسه حزنًا فى كل طلوع شمس وغروبها ونذر نفسه للتطواف عليه ما بقى فيه رمق- وما كاد يصدق ما يقرع أذنه، وقال له: ويحك أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهلك، فقال زيد نعم. قد رأيت من هذا الرجل شيئًا فما أنا بالذى أختار عليه شيئًا أبدا.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
فأخذ رسول الله بيد زيد وخرج مناديًا فى الناس: يا معشر من حضر اشهدوا هذا زيد ابنى يرثنى وأرثه.. فلما رأى ذلك أبوه -حارث بن شراحيل- طابت نفسه بأن صار ابنه ابنًا لسيد من سادات قريش.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب زيدًا حبًا، روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: وأما أنت يا زيد فمولاى ومنى وإلىّ، وأحب القوم إلى.
حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتد حبه بزيد إلى ولده أسامة. لما طعن الناس فى إمارة أسامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تطعنوا فى إمارته فلقد كنتم تطعنون فى إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقًا بالإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلى، وإن هذا -يريد أسامة- لمن أحب الناس إلى بعده.
BY شوية من هنا على شوية من هنا.
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/shwauat/1762