group-telegram.com/fawaednafeesa/9054
Last Update:
لا يزال الرجل يعظّم العالِم ويحمد كل ما جاءه به، حتى يجعله حاكمًا على غيره، قاضيًا على كل من سواه، متخذًا آراءه واجتهاداته كعبة يؤمها ويقصدها في كل صغير وكبير، موهنًا كل رأي دون رأيه، غير حامدٍ إلا لطريقته وسيرته، ولا يكلف نفسه النظر في سبيل العلماء الذين ملأوا السهل والوادي من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، على اختلاف مشاربهم وتباين طريقتهم، وأن كل واحد منهم آخذ من أسباب التفقه والتدبر والنظر بحظ وافر ونصيب أوفى.
ولا يزال الرجل منتميًا لجماعة يتخذون آراءهم واختياراتهم والمسائل المنتقاة لديهم شرعة لا يجوز مخالفتها، وقانونًا غير قابل للتبديل والتعديل، فيعظمهم ويطريهم وينسب لهم الصواب في كل صغير وكبير، وينافح عن الخطأ البين في كلامهم وآرائهم وطريقتهم.
ثم لا يزال على ذلك هجيراه، فإذا رأى المخالفين له وقع منهم مثل ما يقع عادة ممن انتسب زورًا إلى طريقتهم، وتنكب عن سبيلهم، طار بهذا كل مطار وترك التماس الأعذار، والنظر الذي رعته التؤدة والهدوء والتروي الذي يستعمله مع أبناء جماعته، فأقبل يشنع على طريقتهم جمعاء، ويهون منهم ويغض من شأنهم.
ثم تراه إذا حصل هذا مع جماعته أقبل إليك في ثوب العاقل المتروي صاحب الحكمة والموعظة الحسنة، وندبك إلى حسن الأخلاق واحترام الناس وتوقيرهم والتماس الأعذار لهم.
وهذا إن دل فإنه يدل على شعبة من الفجور وسوء دخيلة من المرء في طلب الحق ودركه مهما وجده، ولشد ما لقينا من هؤلاء في كل جماعة وطريقة، لا يكاد يسلم منها أحد.
..
BY أحمد عبد الحميد 🔻 (تقييد الخطَرات)
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/fawaednafeesa/9054