Telegram Group & Telegram Channel
انتشر في بعض الأوساط العلمية كلام لأحد الدعاة يُوحي بالتهوين من باب توحيد الأسماء والصفات، وأنه لا ينبغي الجدل فيه والاختلاف وإعطائه أكبر من حجمه، ثم ضرب مثالًا فقال:

[يعني قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يفهمها الجميع كدلالة على كرم الله وجوده وعطائه، لا داع لأن نقول هناك يد أم لا]

واحتاج هذا إلى نوع من التنبيه على بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الكلام:

- المتكلم معذور في أن كلامه أتى (كرد فعل) لمن غالى في الحكم على المخالف في باب الصفات حتى بلغ به الأمر إلى تكفير الأئمة كالنووي وابن حجر -عليهم رحمة الله تعالى- ممن وقع في بعض التأويلات الكلامية موافقة للمتكلمين.

ولكن ينبغي عند الرد على الغلاة أن ننضبط بطريقة أهل السنة (الوسطية) وألا يكون الرد بغلو يؤدي إلى غلو مضاد.

- المتقدمون من أهل العلم متكاثرون على إثبات الصفات على سبيل التفصيل، بل ويحددون الصفات المثبتة في كتبهم: اليدين، الوجه، العينين، الرحمة، الغضب، الضحك.. الخ

- فرق بين باب إثبات الأسماء والصفات الذي هو من العقائد التي يجب إثباتها وينبغي تعلمها والتنبيه عليها، وبين باب الجدل الكلامي، والمناظرات بالحجج العقلية التي -فعلًا- قد تأخذ أكبر من حجمها في الدرس العقدي، حتى تحول هذا الباب إلى (جدل كلامي)، ولعل المتكلم قصد استنكار هذا، فلم يوفق في العبارة.

- لا تعارض بين كون قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يعني أنه كريم وجواد وبين أن هذا التعبير لا يتجوز إلا لمن له يد حقيقية.


قال ابن تيمية: [ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ -أي في لغة العرب- ﺇﺫا ﻗﺎﻟﻮا: ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ، ﺃﻭ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪاﻙ، ﻓﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻴﺪ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮا، ﺃﻣﺎ اﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡ ﺇﻻ ﻟﺠﻨﺲ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺪ اﻟﻬﻮﻯ ﻭﻻ ﻳﺪ اﻟﻤﺎء.

ﻓﻬﺐ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ} ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﻮﺯ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ]



group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1217
Create:
Last Update:

انتشر في بعض الأوساط العلمية كلام لأحد الدعاة يُوحي بالتهوين من باب توحيد الأسماء والصفات، وأنه لا ينبغي الجدل فيه والاختلاف وإعطائه أكبر من حجمه، ثم ضرب مثالًا فقال:

[يعني قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يفهمها الجميع كدلالة على كرم الله وجوده وعطائه، لا داع لأن نقول هناك يد أم لا]

واحتاج هذا إلى نوع من التنبيه على بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الكلام:

- المتكلم معذور في أن كلامه أتى (كرد فعل) لمن غالى في الحكم على المخالف في باب الصفات حتى بلغ به الأمر إلى تكفير الأئمة كالنووي وابن حجر -عليهم رحمة الله تعالى- ممن وقع في بعض التأويلات الكلامية موافقة للمتكلمين.

ولكن ينبغي عند الرد على الغلاة أن ننضبط بطريقة أهل السنة (الوسطية) وألا يكون الرد بغلو يؤدي إلى غلو مضاد.

- المتقدمون من أهل العلم متكاثرون على إثبات الصفات على سبيل التفصيل، بل ويحددون الصفات المثبتة في كتبهم: اليدين، الوجه، العينين، الرحمة، الغضب، الضحك.. الخ

- فرق بين باب إثبات الأسماء والصفات الذي هو من العقائد التي يجب إثباتها وينبغي تعلمها والتنبيه عليها، وبين باب الجدل الكلامي، والمناظرات بالحجج العقلية التي -فعلًا- قد تأخذ أكبر من حجمها في الدرس العقدي، حتى تحول هذا الباب إلى (جدل كلامي)، ولعل المتكلم قصد استنكار هذا، فلم يوفق في العبارة.

- لا تعارض بين كون قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} يعني أنه كريم وجواد وبين أن هذا التعبير لا يتجوز إلا لمن له يد حقيقية.


قال ابن تيمية: [ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ -أي في لغة العرب- ﺇﺫا ﻗﺎﻟﻮا: ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ، ﺃﻭ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪاﻙ، ﻓﻬﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ:
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻴﺪ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﻮﺯ ﻛﺜﻴﺮا، ﺃﻣﺎ اﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡ ﺇﻻ ﻟﺠﻨﺲ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻳﺪ اﻟﻬﻮﻯ ﻭﻻ ﻳﺪ اﻟﻤﺎء.

ﻓﻬﺐ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻤﻠﻚ} ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﻮﺯ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻳﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ]

BY قناة| إسلام مصطفى عبد المجيد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1217

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

In 2018, Russia banned Telegram although it reversed the prohibition two years later. On Feb. 27, however, he admitted from his Russian-language account that "Telegram channels are increasingly becoming a source of unverified information related to Ukrainian events." Russian President Vladimir Putin launched Russia's invasion of Ukraine in the early-morning hours of February 24, targeting several key cities with military strikes. Right now the digital security needs of Russians and Ukrainians are very different, and they lead to very different caveats about how to mitigate the risks associated with using Telegram. For Ukrainians in Ukraine, whose physical safety is at risk because they are in a war zone, digital security is probably not their highest priority. They may value access to news and communication with their loved ones over making sure that all of their communications are encrypted in such a manner that they are indecipherable to Telegram, its employees, or governments with court orders. Official government accounts have also spread fake fact checks. An official Twitter account for the Russia diplomatic mission in Geneva shared a fake debunking video claiming without evidence that "Western and Ukrainian media are creating thousands of fake news on Russia every day." The video, which has amassed almost 30,000 views, offered a "how-to" spot misinformation.
from cn


Telegram قناة| إسلام مصطفى عبد المجيد
FROM American