Telegram Group & Telegram Channel
مما يمكن أن تلتقطه من كتب التراجم ما يمكن أن تسمّيه: تقاليد الدرس، وهي تلك العادات التي اعتادها بعض العلماءِ في درسه، وطريقته في الإلقاء والتقرير، وعدد الساعات التي يلقيها في التدريس، وطريقته في إعداد الدرس ونحو ذلك مما لا ينحصر.

فمن تقاليد بعض العلماء في دروسهم:
- استغراق اليوم بالدروس.
في ترجمة الشيخ منصور الطوخي أنه كان يصرف فيه جميع أوقاته في التدريس، حتى كان يأتيه غداؤه وعشاؤه في مكان درسِه، ولا يذهب إلى بيته إلا بعد العشاء بساعة، ويأتى الى الجامع قبل الفجر، واستمر على هذه الحالة إلى أن توفي.

- ترتيب التلاميذ في مجلس الدرس
ذكر في ترجمة النور الزيّادي رحمه الله .. أنَّ العلماء الأكابر كان يحضرون درسَهُ وهم في غاية الأدب، وَكانت حلقته صُفُوفًا، منهم الأفضل فالأفضل والأمثل فالأمثل، وكان يُقال: فلان من الطبقة الأولى، وفلان من الطبقة الثانية، وفلان من الطبقة الثالثة، وكان به في درسه محتسبٌ يجلس كلّ أحد منهم في مكانه.

- التأني في التقرير.
ذكر في وصف درس الشيخ عطية الأجهوري .. أنه كان يتأنى في تقريره، ويكرر الإلقاء مرارًا؛ مراعاة للمستملين الذين يكتبون ما يمليه.

- تنويعُ العبارات للإفهام.
في ترجمة أبي الحسن السجلماسي أنه كان إذا قرر المسألة لا يزال يكررها بعبارات مختلفة حتى تظهر بادي الرأي، فلذلك كثر الآخذون عنه من أقطار الغرب الأقصى على كثرة علمائه.

- التكرار
في ترجمة القليوبيِّ رحه الله أنه كان حسن التقرير، يُبَالِغُ في تفهيم الطلبة، ويُكَرِّرُ لهم تصويرَ المسائل، والناس في درسه كأن على رؤسهم الطير.

- البحث مع التلامذة
في ترجمة الشبراملسيِّ رحمه الله أنه كان لا يضجر من البحثِ في الدرس، وإن لم يبحث معه الطلبة قال لهم: «ما لنا اليوم؟
وفي ترجمة الشيخ بكري العطار رحمه الله قال الجمالُ القاسميُّ: «كان يُجْلِسُني إلى جانبه، وكثيرًا يستطلع جوابي في بحث لطفًا منه وتواضعًا».

- تحرير التصنيف مع الطلبة:
في ترجمة الحافظ ابن حجر رحمه الله:
أنه قال متحدثًا عن شيحه للبخاريّ: «لمَّا كان بعد خمس سنين أو نحوها وقد بُيِّضَ منه مقدار الربع على طريقة مثلى، اجتمع عندي مِنْ طلبة العلم المهرة جماعةٌ وافقوني على تحرير هذا الشرح، بأن أكتب الكرَّاس، ثم يحصِّله كلُّ منهم نسخًا، ثم يقرؤه أحدهم، ويعارض معه رفيقُه مع البحث في ذلك والتَّحرير، فصار السِّفْرُ لا يكمُل منه إلا وقد قُوبل وحرِّر، ولزم من ذلك البطءُ في السَّير لهذه المصلحة، إلى أن يسَّر اللَّه تعالى إكماله في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة».
وقال تلميذه السخاوي رحمه الله: «وكان الابتداءُ فيه في أوائل سنة سبع عشر وثمانمائة على طريق الإملاء، ثم صار يكتب من خطه مداولة بين الطلبة شيئًا فشيئًا، والاجتماع في يوم من الأسبوع للمقابلة والمباحثة، وذلك بقراءة شيخنا العلامة ابن خضر، إلى أن انتهى في أول يوم من رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة سوى ما ألحق فيه بعد ذلك، فلم ينته، إلَّا قُبيل وفاة المؤلف بيسير».
وفي ترجمة القسطلاني رحمه الله:
أنه شرحه على البخاري قبل أن يؤلف شيخ الإسلام زكريا رحمه الله شرحه عليه، وكان يقول للشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله: «اُحْضُر عند شيخ الإسلام شرحي، فمهما وجدته خالفني فيه فاكتبه لي في ورقة»، فكان يكتب له أوراقًا، ويُجَهِّزُها إليه، وقال له مرة: «لا تغفل عن كتابة ما يخالفني فيه الشيخ، فإنه لا يحرر الكتاب إلا الطلبة، ولا طلبة لي».

- إعداد الدرسِ مع العلماء.
ذكروا في ترجمة ابن الشيخ أنه أقرأ «المواقف» في عشرين سنة، ولإعداد هذا الدرس يعقدُ مجلسًا ليليًّا في منزله يشهده كثير من العلماء الذين يحضرون الدرس بجامع الزيتونة للتذاكر في مسائل درس الغد، فيهتدي بتوقفاتهم وإفهامهم إلى مقاعد التحرير من الدرس، ويفارقونه والمسائل عندهم وعنده لا تزال محاطة بشيءٍ من الغموض محتاجةٌ إلى طريق فيصل في تقريرها وتصويرها، وبعد انصرافهم يخلو بنفسه للمطالعة، فيجيء إلى الدرس صباحًا وقد قتل مسائله بحثًا وتحقيقًا.

- ختم الكتب الطوالَ في مدةٍ معلومة
في ترجمة الشيخ الشوبريِّ رحمه الله أنه كان يقرأ العُباب في كلِّ سنةٍ، يحضره أكابر علماء الشافعية كالشيخ الشبراملسي والشيخ البقري.



group-telegram.com/mohamed_salim/1711
Create:
Last Update:

مما يمكن أن تلتقطه من كتب التراجم ما يمكن أن تسمّيه: تقاليد الدرس، وهي تلك العادات التي اعتادها بعض العلماءِ في درسه، وطريقته في الإلقاء والتقرير، وعدد الساعات التي يلقيها في التدريس، وطريقته في إعداد الدرس ونحو ذلك مما لا ينحصر.

فمن تقاليد بعض العلماء في دروسهم:
- استغراق اليوم بالدروس.
في ترجمة الشيخ منصور الطوخي أنه كان يصرف فيه جميع أوقاته في التدريس، حتى كان يأتيه غداؤه وعشاؤه في مكان درسِه، ولا يذهب إلى بيته إلا بعد العشاء بساعة، ويأتى الى الجامع قبل الفجر، واستمر على هذه الحالة إلى أن توفي.

- ترتيب التلاميذ في مجلس الدرس
ذكر في ترجمة النور الزيّادي رحمه الله .. أنَّ العلماء الأكابر كان يحضرون درسَهُ وهم في غاية الأدب، وَكانت حلقته صُفُوفًا، منهم الأفضل فالأفضل والأمثل فالأمثل، وكان يُقال: فلان من الطبقة الأولى، وفلان من الطبقة الثانية، وفلان من الطبقة الثالثة، وكان به في درسه محتسبٌ يجلس كلّ أحد منهم في مكانه.

- التأني في التقرير.
ذكر في وصف درس الشيخ عطية الأجهوري .. أنه كان يتأنى في تقريره، ويكرر الإلقاء مرارًا؛ مراعاة للمستملين الذين يكتبون ما يمليه.

- تنويعُ العبارات للإفهام.
في ترجمة أبي الحسن السجلماسي أنه كان إذا قرر المسألة لا يزال يكررها بعبارات مختلفة حتى تظهر بادي الرأي، فلذلك كثر الآخذون عنه من أقطار الغرب الأقصى على كثرة علمائه.

- التكرار
في ترجمة القليوبيِّ رحه الله أنه كان حسن التقرير، يُبَالِغُ في تفهيم الطلبة، ويُكَرِّرُ لهم تصويرَ المسائل، والناس في درسه كأن على رؤسهم الطير.

- البحث مع التلامذة
في ترجمة الشبراملسيِّ رحمه الله أنه كان لا يضجر من البحثِ في الدرس، وإن لم يبحث معه الطلبة قال لهم: «ما لنا اليوم؟
وفي ترجمة الشيخ بكري العطار رحمه الله قال الجمالُ القاسميُّ: «كان يُجْلِسُني إلى جانبه، وكثيرًا يستطلع جوابي في بحث لطفًا منه وتواضعًا».

- تحرير التصنيف مع الطلبة:
في ترجمة الحافظ ابن حجر رحمه الله:
أنه قال متحدثًا عن شيحه للبخاريّ: «لمَّا كان بعد خمس سنين أو نحوها وقد بُيِّضَ منه مقدار الربع على طريقة مثلى، اجتمع عندي مِنْ طلبة العلم المهرة جماعةٌ وافقوني على تحرير هذا الشرح، بأن أكتب الكرَّاس، ثم يحصِّله كلُّ منهم نسخًا، ثم يقرؤه أحدهم، ويعارض معه رفيقُه مع البحث في ذلك والتَّحرير، فصار السِّفْرُ لا يكمُل منه إلا وقد قُوبل وحرِّر، ولزم من ذلك البطءُ في السَّير لهذه المصلحة، إلى أن يسَّر اللَّه تعالى إكماله في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة».
وقال تلميذه السخاوي رحمه الله: «وكان الابتداءُ فيه في أوائل سنة سبع عشر وثمانمائة على طريق الإملاء، ثم صار يكتب من خطه مداولة بين الطلبة شيئًا فشيئًا، والاجتماع في يوم من الأسبوع للمقابلة والمباحثة، وذلك بقراءة شيخنا العلامة ابن خضر، إلى أن انتهى في أول يوم من رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة سوى ما ألحق فيه بعد ذلك، فلم ينته، إلَّا قُبيل وفاة المؤلف بيسير».
وفي ترجمة القسطلاني رحمه الله:
أنه شرحه على البخاري قبل أن يؤلف شيخ الإسلام زكريا رحمه الله شرحه عليه، وكان يقول للشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله: «اُحْضُر عند شيخ الإسلام شرحي، فمهما وجدته خالفني فيه فاكتبه لي في ورقة»، فكان يكتب له أوراقًا، ويُجَهِّزُها إليه، وقال له مرة: «لا تغفل عن كتابة ما يخالفني فيه الشيخ، فإنه لا يحرر الكتاب إلا الطلبة، ولا طلبة لي».

- إعداد الدرسِ مع العلماء.
ذكروا في ترجمة ابن الشيخ أنه أقرأ «المواقف» في عشرين سنة، ولإعداد هذا الدرس يعقدُ مجلسًا ليليًّا في منزله يشهده كثير من العلماء الذين يحضرون الدرس بجامع الزيتونة للتذاكر في مسائل درس الغد، فيهتدي بتوقفاتهم وإفهامهم إلى مقاعد التحرير من الدرس، ويفارقونه والمسائل عندهم وعنده لا تزال محاطة بشيءٍ من الغموض محتاجةٌ إلى طريق فيصل في تقريرها وتصويرها، وبعد انصرافهم يخلو بنفسه للمطالعة، فيجيء إلى الدرس صباحًا وقد قتل مسائله بحثًا وتحقيقًا.

- ختم الكتب الطوالَ في مدةٍ معلومة
في ترجمة الشيخ الشوبريِّ رحمه الله أنه كان يقرأ العُباب في كلِّ سنةٍ، يحضره أكابر علماء الشافعية كالشيخ الشبراملسي والشيخ البقري.

BY قناة الشيخ محمد سالم بحيري


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/mohamed_salim/1711

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

As a result, the pandemic saw many newcomers to Telegram, including prominent anti-vaccine activists who used the app's hands-off approach to share false information on shots, a study from the Institute for Strategic Dialogue shows. WhatsApp, a rival messaging platform, introduced some measures to counter disinformation when Covid-19 was first sweeping the world. Just days after Russia invaded Ukraine, Durov wrote that Telegram was "increasingly becoming a source of unverified information," and he worried about the app being used to "incite ethnic hatred." On February 27th, Durov posted that Channels were becoming a source of unverified information and that the company lacks the ability to check on their veracity. He urged users to be mistrustful of the things shared on Channels, and initially threatened to block the feature in the countries involved for the length of the war, saying that he didn’t want Telegram to be used to aggravate conflict or incite ethnic hatred. He did, however, walk back this plan when it became clear that they had also become a vital communications tool for Ukrainian officials and citizens to help coordinate their resistance and evacuations. So, uh, whenever I hear about Telegram, it’s always in relation to something bad. What gives?
from cn


Telegram قناة الشيخ محمد سالم بحيري
FROM American