Telegram Group Search
Channel photo updated
هنا، ستجدُ كلماتٍ متدفقةٍ من أحاسيس كاتبها أثناء رؤيتهِ لمشاهدٍ في حياته اليومية وخوضه لتجارب حياتية قد يراها الكثير عبارة عن مشاهدٍ عابرة لا قيمة لها ومواقف لا فائدة ترجو منها، واقتباساتٍ من كتبٍ وشخصيات على قيد الحياة او أُناسٍ باتوا رفات ولكنهم أحياءٌ بيننا بما تركوه لنا من أثرٍ جميل وفكرٍ قويم

أهلا بكم في هذه المساحة الشخصية التي ارجو من الرب العظيم أن يجعل ما أطرَحهُ فيها سبباً للفائدة وطريقاً للسعادة 🌱❤️
[[مشاعرٌ مُتضاربة]] _

صديقي 🌱 كلّ ما ستقرأه ، عِشتُه بكاملِ جوارحي وأكتبُه كي أنقل ما اختلج في صدري من أفكارٍ وأحاسيسٍ ربما شعرتَ بها لكنك لا تستطيع البوحَ بها او التعبير عنها...

شعورٌ يراودني كلما غيَّبَ الموتُ شخصاً عزيزاً على قلبي، خصوصاً اذا كان فراق ذلك العزيز لم يخطرُ على بالي أبداً وكان أملي طويلاً ببقائه على قيد الحياة لعدم ظهور علامات المرض والتعب والكِبَر عليه، ولاسيما اذا كان ميعادُ موتهِ غيرُ متوقع نهائياً

كلا هذين الأمرين يجعلان وقعَ موتهِ مؤلماً جداً ويُوقِضُك من نومك الذي جعلك تنسى أنَّ الدنيا مركبٌ نحو الآخرة، وأن أحبتك الذين كانوا سبباً في سعادتك تركوك في بحر الحياة حزيناً !

كيف نسيتُ الموت؟ كم كنت غافلاً حتى رأيتُ نعشَ عزيزي أمامَ ناظِرَي فقلت لنفسي هذا هو شبح الموت، الذي نذكرهُ دائماً على ألسنتنا ونؤمن به ولكن أصدقكم القول أننا لا نستوعب حقيقته الا اذا حلّ بأحبتنا، عندها يكون الموتُ حقيقةً متجليّةً في قلوبنا وليس مجرد كلماتٍ ومفاهيمٍ في الأذهان

أما عمّا ينتابُني إثر ذلك الفراق فهي مشاعرٌ مُتضاربة، تبدأ بالاندهاش! هل مات هذا الإنسان الذي لم اتوقع ان أفارقه بهذا الشكل؟ وبهذا العمر؟ وبهذا الوقت تحديداً؟ لماذا لا أبكي كثيراً الآن وأجزع؟ هل صار قلبي صخرةً لكثرة ما فقدَ من أعزّاء؟!

عندها تتساقط الدموع حمداً لله فقلبي لا زال بخير..ولكن سُرعان ما يتجلّد الفؤاد نتيجةَ ما لقنتهُ من دروس في ايامي السالفة قائلاً له : ( اذا ما حل الموت بأحبتك إياك والجزع والظهور بمظهر الضعف والانكسار وحذار أن تهمل دموعك كالأطفال، فانت رجل والرجال لا يبكون عند الصعاب) فأهب واقفاً مكفكفاً دموعي بردائي وأذكر الله وأحمده على مصابنا وأستحضر ما حل بآل بيت النبي يوم عاشورا قائلاً : يا أبا عبدالله الصبر💔

ثم تبدأ مراسيم التغسيل والتكفين والناس ما بين كسيرٍ ومندهش وباكٍ وحزين !

ثم الصلاة والتشييع للمثوي الأخير، هنا وكأن سدّاً خفيّاً كان يمنع سيل الدمع ذاك وقد أُزيح، فتجهشُ بالبكاء والعويل كالطفل ولا تقيم اعتباراً لمظهرٍ او شامتٍ او صديقٍ او غريب !

ثم يبدأ العزاء وتظهر بمظهر التجلد والصبر لتستقبل المُعزّين وتقوم بضيافتهم والقيام بواجبهم فتقول لنفسك لقد مر ذلك الحزن وتغلبت عليه!

مسكين، فأنت لا تعلم أن تجلدك ذاك سببه انشغالك بالناس وخدمتهم ( وهذه هي فائدة إقامة العزاء فهي رغم الجهد وخسارة الأموال فيها بعدٌ معنويٌ مهم جداً ألا وهي مواساة أهل العزاء وتخفيف صدمتهم وانهيارهم كما قال والدي )

آخر يومٍ في العزاء وما أدراك ما آخر يوم! اليوم الذي يذهب المعزّون كلٌّ لحياتهِ وعمله وعائلته وتشاهد مجلس العزاء خالٍ من الناس ما عداكم انتم، أهل المصاب، فتنزوي في مكانٍ ما وتجهش بالبكاء فأنت تيقنت الآن ان عزيزك رحل ولن يعود وترضخُ أمام الواقع المرير فتبكي وتنعاه حتى ينتابك شعور جميل، نعم جميل ناجم عن تفريغ مشاعرك لان كتمانها كان مؤلمٌ جداً !

وهنا تستذكر ذلك البيت الجنوبي للشاعر الحزين كاظم إسماعيل عندما قال :

فراش الفاتحة لو شفته ملموم
ابنص گلوبنا تلگه الچوادر !

وبعد العزاء، تقول هاهنا ينتهى حُزني، وتبدو وكانك لم تفقد جزئاً من روحك، حتى ترى منزلهُ أو عياله وصورهِ حتى ينقض حزنك عليك مجدداً ! ثم تعتاد على ذلك

وبعد أسبوع او أكثر قليلاً ستقول عجباً كيف تعافيت بهذه السرعة ؟ لانك ستمارس حياتك بشكل طبيعي تاكل وتشرب وتعمل وتبتسم وكان شيئاً لم يكن !! واذا بالاحزان تثور مرةً أخرى عائدةً إليك بهيئة أحلامٍ تذكرك بتفاصيل العزاء ومشاهده المؤلمة على اختلافها

ما يُصبرني حقيقةً أن عزيزي كان مؤمناً طيباً معطائاً حنوناً وكلي يقين بأن روحه التي أودعها الله في جسده الذي سيصير تراباً كما كان، ستذهب لربٍ كريم وأرحم من جميع الخلائق فهنيئاً لمن رحلوا إليه وتخلصوا من هذه الدنيا الفانية!

وما بين هذا وذاك تكتئب أحياناً وتضطرب أحياناً أخرى ثم تعود لوضعك الطبيعي ولكن تبقى ذكرى عزيزك حائمةً حول روحك، تكون قريبة منك تارة، وتبتعد تارةً أخرى، هل يا ترى روح عزيزي هي التي تحوم حولي فتهيّج بيَ الحنين! وعندما ترجع الى البرزخ يقل ذلك الحزن؟ لا ادري... ولكن ما أدريه هو أن ذكراه لن تُمحى من البال لأن من كانت روحهُ طيبة ومواقفه مشرّفة يكون جزئاً من روحك ولا يمكنك أن تحذف ذلك الجزء أبداً !

وعندي جروح بس حسِّيت جرحك يختلف كلّه
يالماخذ دمع منّي اذا مو إنته ما هلّه


الفاتحة إلى روح خالي علي أبو مصطفى رحمهُ الله تعالى ورحم جميع أمواتكم بحق محمد وال وال محمد
[[تأثير الخارج على الداخل]] 🍂🌱

هنالك حالات وأوضاع يمر بها الإنسان تجعله يجلد ذاتهُ ضاناً أن ما يمر به بسبب نفسه! بينما في حقيقة الأمر أن ما يمر به خارج عن إرادته، وحاله كحال من يمر بالقرب من مكانٍ قذر فتعلق به الروائح الكريهة رغماً عنه مثل الشعور السيء الذي ينتابك في فصل الصيف بسبب الرياح الحارة الرطبة والأجواء المتربة اذ تجعلك تضيق ذرعاً بحياتك، او تلك الغمامة السوداء التي تغلفَ روحك بعد جلوسك مع شخصٍ كئيب سلبي متشائم، او حالتك النفسية المتعبة بسبب ضغوطات العمل المختلفة والاشخاص الذين تعمل معهم وابتعادك عن مصادر سعادتك....

اما الحال الآخر فهو الحال الجيد والسعيد فمثله كمثل من يمر على محل لبيع العطور فتعلق بثيابه تلك العطور الزكية رغماً عنه، مثل الحالة النفسية الجيدة التي يمر بها الناس عند دخول فصل الشتاء بأجوائه اللطيفة والغيوم والامطار حيث يصبح كل العالم بخير حتى الشجر والطيور والقطط والحشرات والجمادات تشعر بالانتعاش والطاقة الايجابية، كل هذا بسبب تغير الفصل والأجواء!
كذلك الشعور السعيد الذي ينتابك بعد محادثةٍ مع صديقٍ عزيز او لقاءٍ عابر مع شخصٍ مرح وجذَّاب !

فروحُ الإنسان يا أخي كالورقة البيضاء والظروف المحيطة هي التي تمسك قلم المشاعر والاحاسيس فتارة تخط على صفحاتك السعادة والأمل، وتخط الكآبة والضجر تارةً أخرى

اما حرية الاختيار وقدرة الإنسان على التكيف فهي موجودة وسعيد الحظ من كانت له القدرة على التأقلم مع شتى الظروف!
مساء الخير.. قرأت اقتباس عجبني بشدة قبل أيام ولا أتذكر من كتبه! مفاده : أن الدنيا تصغر في أعيننا عندما نكون سعداء جداً او حزينين جداً !
مرَّ القِطار... ولكن ليس في خيال نازك الملائكة الشعري بل مرَّ أمامَ عينيّ!

في هذا اليوم التشريني البارد المصادف ٣٠ / ١٠ /٢٠٢٤ حيث الصحراء الشاسعة، الخالية من كل شيءٍ عدا الأبراج العالية والخزّانات العملاقة الخاصة بإنتاجِ النفط والغاز..

الساعة الرابعة فجراً حيث كانت نوبةُ عملي تتطلب الصعود لأعلى إحدى تلك الخزانات، جُلت بناظريَّ لذلك الفضاء المظلم المُطرّز بتلك الشُعلات النارية المنتشرة في كل أرجاء الصحراء، واذا بي أسمع صوتاً غريباً لم اعتد عليه رغم بيئة عملي المليئة بشتى أنواع الضوضاء!

تمعنتُ في الظلام البعيد فرأيت ضوئاً أبيض يسير على الأرض!؟

هل هذه طائرة هابطة على الأرض !؟ واذا بها الأضواء البيض تتوالى خلف الضوء الأول كاشفةً عن شَبَحِ ذلك القطارٌ الحزين، عندها استذكرت تلك الأبيات التي خطَّتها أنامل نازك الملائكةِ بقلمها، فَطُبِعَت صُورِها في وجداني :

الليل ممتدّ السكون إلى المدى
وهناك في بعض الجهات..مرّ القطار

وخبا بعيداً في السكون خلف التلال النائيات.. لم يبق في نفسي سوى رجع وهون.. وأنا أحدّق في النجوم الحالمات

أتخيل العربات والصفّ الطويل
من ساهرين ومتعبين

أتخيل الليل الثقيل في أعين سئمت وجوه الراكبين..أتصوّر الضجر المرير

في أنفس ملّت وأتعبها الصفير

هي والحقائب في انتظار...
تلفتُ نظري بعض التفاصيل المتكررة في حياتنا، وتفتحُ لي بوابةً لا مرئية كالتي نراها في أفلام الفانتازيا فألِجُ فيها وأنتقل لعالمٍ آخر...

ورقة يابسة ساقطة من شجرتها تتلاعب بها الرياح بكل الاتجاهات🍂

عِشٌّ ملتجئٌ بين الأغصان 🪺

نملةٌ تدبُّ باجتهادٍ على الأرض 🐜

فراشةٌ سعيدة وقت الربيع 🦋

طفلٌ ماسكاً بِيد والده او متشبثٌ بأذيال جدّه 👶

شابٌّ حالِمٌ وحيد، منزوٍ عن الناس 💫

بائعٌ في السوق ملئت الحياةُ رأسَه شيباً

أو مُسنَّاً أثقلت كاهلهُ الأحزان، جالسٌ على عتبةِ داره ينظر للمارة

وغيرها من التفاصيل التي يراها معظم الناس عاديةً لا أهمية لها لكنها تشرح لنا الكثير اذا ما تمعنّا فيها
"في ثنايا بعض النفوس لا كلها خزين من أحاسيس القناعة أو الرضا يفيض فيحيل مع الزمن مرارة الحياة وضغوطها الشديدة إلى حالة مقبولة وغير مؤذية فمع هذا الفيضان يصير العوز المادي اللعين عادة لا ضرر كبير منها والحرمان أمرا قابلاً للاستبدال والنسيان"_ فؤاد التكرلي
Anonymous Poll
100%
أتفق 👍
0%
لا أتفق 👎
كم أشتاقُ لتلكَ الأيام التي لا أستيقظ فيها من النوم كي أذهب للمدرسةِ إلا على صوت أمِّي أو أبي وهما يحذراني من مرور الوقت سريعاً وضياع يومي الدراسي قائِلَين :

إگعِد راح تتأخر ...
الكلام القصير الذي يختزل أفكاراً جداً قوية ويحاول تلخيصها بكلمات بسيطة لا يأتي بالفائدة الكبرى من وجهة نظري...

لأن التفصيل في طرح بعض الأفكار مهم جداً لترسيخ الفكرة في نفس المُتلقي وجعلها أكثر مقبولية وتطبيق كونها مدعمة بالأدلة والشواهد المختلفة
2024/11/15 17:47:49
Back to Top
HTML Embed Code: