Telegram Group & Telegram Channel
يُقر المستشار طارق البشري رحمه الله في كتابه "الحوار الإسلامي العلماني" بأن محمد علي لم يكن مؤسس العلمانية في مصر الحديثة، وأن الرجل حاول الإصلاح الثوري والانقلابي من خلال الجيش والمؤسسات الحديثة داخل الدولة العثمانية، ولم يسعَ قط لإسقاط هذه الدولة، وضرب على ذلك عدة أمثله في سلمه وحربه معهم.

ومع اعتراضي على هذه المقدمة لأسباب كثيرة منها طريقة بنائه للمؤسسات الحديثة، ونوعية مستشاريه وأهدافه، واحتقاره لعامة المصريين وعلمائهم؛ فإنه مهّد لضعف الأمة على حساب تقوية نفوذه ومركزه الأمر الذي سهّل من توغل العلمانية فيما بعد في عصر أحفاده خاصة إسماعيل وتوفيق وعباس حلمي ومن تلاهم.
على أن الأمر اللافت الذي أكّد عليه البشري رحمه الله أن التفوق العسكري والتغلغل الاقتصادي والثقافي هي الأسباب الأقوى في اختراق العلمانية للعالم الإسلامي سواء في تركيا أم مصر أم بلاد الشام، فالبندقية هي التي جاءت بالفكر ونشرته وحمته ودعمت أصحابه وفتحت لهم الطريق.

فالانتصار العسكري للإنجليز والفرنسيين جعلهم يُقصون دُعاة الشريعة والمنادين بها في أضيق الحدود، وفتحوا الباب واسعًا أمام العلمانيين وضرب على ذلك أمثلة من خلال جلب الإنجليز نصارى الشام الهاربين من السلطان عبد الحميد وإفساح الباب لهم لإنشاء المجلات الكبرى مثل فارس نمر وشبلي شميل وجورجي زيدان وغيرهم، بل وقدرتهم على استقطاب مصريين لصفوفهم مثل أحمد لطفي السيد ومن جاءوا بعده.

والخلاصة دون الدخول في تفاصيل كثيرة أن القوة العسكرية تكاد تكون الأساس والمحرك الأول لانتشار الأفكار والعقائد والأديان، فالإنجليز والفرنسيون والأميركان في العصر الحديث هم سدنة المعبد، وحُماة العقيدة الليبرالية والنيوليبرالية والديمقراطية الغربية القائمة على البروتستانتية الأخلاقية والفكرية، بينما كانت مُدن المدينة المنورة ودمشق وبغداد والقاهرة وإسطنبول حتى القرن 19 هم حماة الإسلام والشريعة.

فانظر وتأمل، لماذا يبيد الأميركان خيام نازحي غرة الضعفاء بقنابل زنة طن وأكثر!



group-telegram.com/MuhshabanAyoub/529
Create:
Last Update:

يُقر المستشار طارق البشري رحمه الله في كتابه "الحوار الإسلامي العلماني" بأن محمد علي لم يكن مؤسس العلمانية في مصر الحديثة، وأن الرجل حاول الإصلاح الثوري والانقلابي من خلال الجيش والمؤسسات الحديثة داخل الدولة العثمانية، ولم يسعَ قط لإسقاط هذه الدولة، وضرب على ذلك عدة أمثله في سلمه وحربه معهم.

ومع اعتراضي على هذه المقدمة لأسباب كثيرة منها طريقة بنائه للمؤسسات الحديثة، ونوعية مستشاريه وأهدافه، واحتقاره لعامة المصريين وعلمائهم؛ فإنه مهّد لضعف الأمة على حساب تقوية نفوذه ومركزه الأمر الذي سهّل من توغل العلمانية فيما بعد في عصر أحفاده خاصة إسماعيل وتوفيق وعباس حلمي ومن تلاهم.
على أن الأمر اللافت الذي أكّد عليه البشري رحمه الله أن التفوق العسكري والتغلغل الاقتصادي والثقافي هي الأسباب الأقوى في اختراق العلمانية للعالم الإسلامي سواء في تركيا أم مصر أم بلاد الشام، فالبندقية هي التي جاءت بالفكر ونشرته وحمته ودعمت أصحابه وفتحت لهم الطريق.

فالانتصار العسكري للإنجليز والفرنسيين جعلهم يُقصون دُعاة الشريعة والمنادين بها في أضيق الحدود، وفتحوا الباب واسعًا أمام العلمانيين وضرب على ذلك أمثلة من خلال جلب الإنجليز نصارى الشام الهاربين من السلطان عبد الحميد وإفساح الباب لهم لإنشاء المجلات الكبرى مثل فارس نمر وشبلي شميل وجورجي زيدان وغيرهم، بل وقدرتهم على استقطاب مصريين لصفوفهم مثل أحمد لطفي السيد ومن جاءوا بعده.

والخلاصة دون الدخول في تفاصيل كثيرة أن القوة العسكرية تكاد تكون الأساس والمحرك الأول لانتشار الأفكار والعقائد والأديان، فالإنجليز والفرنسيون والأميركان في العصر الحديث هم سدنة المعبد، وحُماة العقيدة الليبرالية والنيوليبرالية والديمقراطية الغربية القائمة على البروتستانتية الأخلاقية والفكرية، بينما كانت مُدن المدينة المنورة ودمشق وبغداد والقاهرة وإسطنبول حتى القرن 19 هم حماة الإسلام والشريعة.

فانظر وتأمل، لماذا يبيد الأميركان خيام نازحي غرة الضعفاء بقنابل زنة طن وأكثر!

BY قناة: محمد شعبان أيوب


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/MuhshabanAyoub/529

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

A Russian Telegram channel with over 700,000 followers is spreading disinformation about Russia's invasion of Ukraine under the guise of providing "objective information" and fact-checking fake news. Its influence extends beyond the platform, with major Russian publications, government officials, and journalists citing the page's posts. Founder Pavel Durov says tech is meant to set you free Multiple pro-Kremlin media figures circulated the post's false claims, including prominent Russian journalist Vladimir Soloviev and the state-controlled Russian outlet RT, according to the DFR Lab's report. Markets continued to grapple with the economic and corporate earnings implications relating to the Russia-Ukraine conflict. “We have a ton of uncertainty right now,” said Stephanie Link, chief investment strategist and portfolio manager at Hightower Advisors. “We’re dealing with a war, we’re dealing with inflation. We don’t know what it means to earnings.” For example, WhatsApp restricted the number of times a user could forward something, and developed automated systems that detect and flag objectionable content.
from de


Telegram قناة: محمد شعبان أيوب
FROM American