group-telegram.com/ashour57/303
Last Update:
وقوله: ﴿لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر﴾ بدل مفصل من مجمل من قوله للبشر، وأعيد حرف الجر مع البدل للتأكيد كقوله تعالى: ﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم﴾، وقوله: ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين﴾ ﴿لمن شاء منكم أن يستقيم﴾، وقوله تعالى: ﴿تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا﴾.
والمعنى: إنها نذير لمن شاء أن يتقدم إلى الإيمان والخير لينتذر بها، ولمن شاء أن يتأخر عن الإيمان والخير فلا يرعوي بنذارتها لأن التقدم مشي إلى جهة الأمام فكأن المخاطب يمشي إلى جهة الداعي إلى الإيمان وهو كناية عن قبول ما يدعو إليه، وبعكسه التأخر، فحذف متعلق (يتقدم) و(يتأخر) لظهوره من السياق.
ويجوز أن يقدر: لمن شاء أن يتقدم إليها، أي إلى سقر بالإقدام على الأعمال التي تقدمه إليها، أو يتأخر عنها بتجنب ما من شأنه أن يقربه منها.
وتعليق نذيرا بفعل المشيئة إنذار لمن لا يتذكر بأن عدم تذكره ناشئ عن عدم مشيئته فتبعته عليه لتفريطه على نحو قول المثل "يداك أوكتا وفوك نفخ" وقد تقدم في سورة المزمل قوله (﴿إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا﴾.
#التحرير_والتنوير
BY الطّاهر ابن عاشور
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/ashour57/303