Telegram Group & Telegram Channel
فُطرت النفوس على التنافس والتسابق والسمو، ولما كانت طباع النفوس متفاوتة؛ تقدم أناس وتأخر آخرون، فى كل ميدان -أيما كان- تجد هؤلاء وهؤلاء، ومن أهم تلك الميادين، ميدان الدين والعلم والمعرفة، أناس بلغوا الثريا وآخرون عجزوا، ولما كان العجز شعور بغيض ثقيل على النفس لا تستقيم معها العقول ولا تتزن فيه النفوس، فينقاد الإنسان لهواه ويغرق فى أوهامه، ويخضع لكل مرض قلبى من حقد وحسد وغيره.. جاء الدين الحنيف مراعيًا تفاوت النفوس وتباين الملكات، فأوصل المُنْبَت، وقوم المعوج، وجعل مدار الأعمال على النية، وجعلها أبلغ من العمل، ألحق المتطلع -إن صدق- بمن وصل، وجمع المحب بمن أحب..
لا تجلى أعظم من هكذا تجلى لنعرف به جبر الله -جل جلاله- لخواطر عباده.
فى الحديث الشريف يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"أحدثكم حديثا فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقى فيه ربه ويصِلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لى مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا فهو يخبِط فى ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا فهو يقول لو أن لى مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء".
وهذا أيضًا يحث على التأنى فى العمل وتأديته على الوجه الأكمل، طالما أن ما باشرت فيه بقلبك أو يدك هو لله خالصًا فأجرك قد وقع.
الدين الحنيف أيضًا لما نظر فى تفاوت الناس فى العجز جعل لكل مرتبة فيه ما يناسبها من العمل، فلم ينتقل جملة واحدة بمجرد تحقق العجز إلى التجاوز والسداد، بل جعل لكل منزلة فيه عملًا يوائمها، فلابد من المجاهدة والتعب.
فى حديث أبى ذر رضى الله عنه: أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلى، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة.. إلخ.
فالمرء مكلف بتعبئة قُواه كلها لمغالبة عجزه، فإن غلبه حتى استكانت له مطالبه فالحمد لله، وإن غلب على أمره أمامه بعد استفراغ جهده، كان ركونه إلى الله عندئذ معاذًا يعتصم به من غوائل الانكسار٬ فهو على الحالين قوى٬ بعمله أولًا وبتوكله آخرًا.



group-telegram.com/shwauat/1934
Create:
Last Update:

فُطرت النفوس على التنافس والتسابق والسمو، ولما كانت طباع النفوس متفاوتة؛ تقدم أناس وتأخر آخرون، فى كل ميدان -أيما كان- تجد هؤلاء وهؤلاء، ومن أهم تلك الميادين، ميدان الدين والعلم والمعرفة، أناس بلغوا الثريا وآخرون عجزوا، ولما كان العجز شعور بغيض ثقيل على النفس لا تستقيم معها العقول ولا تتزن فيه النفوس، فينقاد الإنسان لهواه ويغرق فى أوهامه، ويخضع لكل مرض قلبى من حقد وحسد وغيره.. جاء الدين الحنيف مراعيًا تفاوت النفوس وتباين الملكات، فأوصل المُنْبَت، وقوم المعوج، وجعل مدار الأعمال على النية، وجعلها أبلغ من العمل، ألحق المتطلع -إن صدق- بمن وصل، وجمع المحب بمن أحب..
لا تجلى أعظم من هكذا تجلى لنعرف به جبر الله -جل جلاله- لخواطر عباده.
فى الحديث الشريف يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"أحدثكم حديثا فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقى فيه ربه ويصِلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لى مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا فهو يخبِط فى ماله بغير علم لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا فهو يقول لو أن لى مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء".
وهذا أيضًا يحث على التأنى فى العمل وتأديته على الوجه الأكمل، طالما أن ما باشرت فيه بقلبك أو يدك هو لله خالصًا فأجرك قد وقع.
الدين الحنيف أيضًا لما نظر فى تفاوت الناس فى العجز جعل لكل مرتبة فيه ما يناسبها من العمل، فلم ينتقل جملة واحدة بمجرد تحقق العجز إلى التجاوز والسداد، بل جعل لكل منزلة فيه عملًا يوائمها، فلابد من المجاهدة والتعب.
فى حديث أبى ذر رضى الله عنه: أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلى، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة.. إلخ.
فالمرء مكلف بتعبئة قُواه كلها لمغالبة عجزه، فإن غلبه حتى استكانت له مطالبه فالحمد لله، وإن غلب على أمره أمامه بعد استفراغ جهده، كان ركونه إلى الله عندئذ معاذًا يعتصم به من غوائل الانكسار٬ فهو على الحالين قوى٬ بعمله أولًا وبتوكله آخرًا.

BY شوية من هنا على شوية من هنا.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/shwauat/1934

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

However, the perpetrators of such frauds are now adopting new methods and technologies to defraud the investors. "We're seeing really dramatic moves, and it's all really tied to Ukraine right now, and in a secondary way, in terms of interest rates," Octavio Marenzi, CEO of Opimas, told Yahoo Finance Live on Thursday. "This war in Ukraine is going to give the Fed the ammunition, the cover that it needs, to not raise interest rates too quickly. And I think Jay Powell is a very tepid sort of inflation fighter and he's not going to do as much as he needs to do to get that under control. And this seems like an excuse to kick the can further down the road still and not do too much too soon." Multiple pro-Kremlin media figures circulated the post's false claims, including prominent Russian journalist Vladimir Soloviev and the state-controlled Russian outlet RT, according to the DFR Lab's report. These administrators had built substantial positions in these scrips prior to the circulation of recommendations and offloaded their positions subsequent to rise in price of these scrips, making significant profits at the expense of unsuspecting investors, Sebi noted. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children.
from de


Telegram شوية من هنا على شوية من هنا.
FROM American