الحمد لله وبعد:
فهذه قناة علمية؛ أنشر فيها كتبي وأبحاثي ومقالاتي ودروسي، وبعض الخواطر العلمية المكتوبة، والصوتية، والمشاهدة، وبعض المختارات المحرَّرة من كلام المحققين من علماء الإسلام مع التعليق عليها بما يتناسب مع القناة، وأرحب بالمشتركين، وأرجو أن يجدوا في القناة ما يفيد من العلم النافع.
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم فيها القبول والتوفيق والصدق والإخلاص، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، ويرزقنا الجنات العالية، ويعيذنا من عذاب القبر وعذاب النار.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com
فهذه قناة علمية؛ أنشر فيها كتبي وأبحاثي ومقالاتي ودروسي، وبعض الخواطر العلمية المكتوبة، والصوتية، والمشاهدة، وبعض المختارات المحرَّرة من كلام المحققين من علماء الإسلام مع التعليق عليها بما يتناسب مع القناة، وأرحب بالمشتركين، وأرجو أن يجدوا في القناة ما يفيد من العلم النافع.
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم فيها القبول والتوفيق والصدق والإخلاص، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، ويرزقنا الجنات العالية، ويعيذنا من عذاب القبر وعذاب النار.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com
#مقال
أصل العلم
..
أصل العلم هو: العلم بالقرآن والسنة، وكلَّما ازدادت معرفة طالب العلم بألفاظهما ومعانيهما زاد علمه، وبقيَّة العلوم خادمة للقرآن والسنة، وهي علوم مهمة؛ لكنها علوم وسائل، وليست مقاصد، وإذا انتفت الحاجة إليها فإنها لا تكون مهمة في حق من انتفت حاجته إليها.
فمثلاً: علوم الحديث والإسناد والجرح والتعديل، على سعتها وكثرة تفاصيلها لم يكن الصحابة بحاجة لها؛ لأنهم يسمعون الكلام النبوي مباشرة أو بنقل الصحابة العدول.
وكذلك أكثر اللغة، لم يكن الصحابة بحاجة إلى علم النحو والصرف ونحوها؛ لأنهم أهل اللسان، وكلامهم حجة لغوية.
وبهذا نعلم أن الانصراف عن علم القرآن والسنة يُعد خسارة لطالب العلم ونقصًا من التزوُّد من العلم النافع، وإذا بالغ طالب العلم في تتبع جزئيات علوم الآلة، وترتب على ذلك إهماله لأصل العلم فهو ليس على سنن السلف، فعلوم الآلة يتعلمها طالب العلم ليفهم بها أصل العلم، وليست علمًا مقصودًا لذاته.
فمن الغبن أن يحفظ طالب العلم المنظومات الألفية في علوم الآلة، ولا يحفظ إلا شيئًا يسيرًا من القرآن والحديث.
وعلى هذا فينبغي على طالب العلم أن يكون له ورد من القرآن والسنة: قراءة، وحفظًا، وتدبرًا، وفقهًا، واستنباطًا، وأن يربط علوم الآلة بغايتها وهي فهم القرآن والحديث، وتكون الأمثلة القرآنية والحديثية حاضرة في دراسته لعلوم الآلة، فإن من أعظم صور الانحطاط العلمي الاشتغال بالتفريعات، والتعريفات، والعبارات، والتدقيق اللفظي في المصطلحات المتأخرة، والإعراض عن الآيات والأحاديث.
أما الاشتغال بالعلوم الأجنبية عن علوم الشريعة كالفلسفة والمنطق وعلم الكلام والتصوف وعلومها الفاسدة، فهذا بريد الابتداع، وسبيل أهل الأهواء.
فلا تنسى وردك القرآني والحديثي فهو الأصل الأصيل في طلبك للعلم، وبدونه تفقد البوصلة العلمية في دراستك لعلوم الشريعة.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1270
أصل العلم
..
أصل العلم هو: العلم بالقرآن والسنة، وكلَّما ازدادت معرفة طالب العلم بألفاظهما ومعانيهما زاد علمه، وبقيَّة العلوم خادمة للقرآن والسنة، وهي علوم مهمة؛ لكنها علوم وسائل، وليست مقاصد، وإذا انتفت الحاجة إليها فإنها لا تكون مهمة في حق من انتفت حاجته إليها.
فمثلاً: علوم الحديث والإسناد والجرح والتعديل، على سعتها وكثرة تفاصيلها لم يكن الصحابة بحاجة لها؛ لأنهم يسمعون الكلام النبوي مباشرة أو بنقل الصحابة العدول.
وكذلك أكثر اللغة، لم يكن الصحابة بحاجة إلى علم النحو والصرف ونحوها؛ لأنهم أهل اللسان، وكلامهم حجة لغوية.
وبهذا نعلم أن الانصراف عن علم القرآن والسنة يُعد خسارة لطالب العلم ونقصًا من التزوُّد من العلم النافع، وإذا بالغ طالب العلم في تتبع جزئيات علوم الآلة، وترتب على ذلك إهماله لأصل العلم فهو ليس على سنن السلف، فعلوم الآلة يتعلمها طالب العلم ليفهم بها أصل العلم، وليست علمًا مقصودًا لذاته.
فمن الغبن أن يحفظ طالب العلم المنظومات الألفية في علوم الآلة، ولا يحفظ إلا شيئًا يسيرًا من القرآن والحديث.
وعلى هذا فينبغي على طالب العلم أن يكون له ورد من القرآن والسنة: قراءة، وحفظًا، وتدبرًا، وفقهًا، واستنباطًا، وأن يربط علوم الآلة بغايتها وهي فهم القرآن والحديث، وتكون الأمثلة القرآنية والحديثية حاضرة في دراسته لعلوم الآلة، فإن من أعظم صور الانحطاط العلمي الاشتغال بالتفريعات، والتعريفات، والعبارات، والتدقيق اللفظي في المصطلحات المتأخرة، والإعراض عن الآيات والأحاديث.
أما الاشتغال بالعلوم الأجنبية عن علوم الشريعة كالفلسفة والمنطق وعلم الكلام والتصوف وعلومها الفاسدة، فهذا بريد الابتداع، وسبيل أهل الأهواء.
فلا تنسى وردك القرآني والحديثي فهو الأصل الأصيل في طلبك للعلم، وبدونه تفقد البوصلة العلمية في دراستك لعلوم الشريعة.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1270
#مقال
ضابط الفتنة
..
حرر الإمام الشاطبي -رحمه الله تعالى- ضابط الفتنة؛ فقال: «وضابطها ما صدّ عن طاعة الله» [الاعتصام ٢/ ٢٣٥].
وهذا ضابط مُحْكَم لمعنى الفتنة، فكل أمر صدّ عن طاعة الله فهو فتنة؛ كالقتال بين المسلمين، فإنه يُسفك بسببه الدم الحرام، وتُنتهك المحرمات، وتضيع الحقوق، وتُستباح الدماء والأموال المعصومة، وكل ذلك من الصدِّ عن طاعة الله تعالى.
ويدخل في الفتنة: كلُ الوسائل التي تنشر الشهوات المفسدة للأخلاق والدين، ومنها: سفور النساء وعرض زينتهنَّ، والاختلاط بالرجال، والنظر إلى الصور المحرَّمة، وهذه كلها بريد الفواحش، وانتهاك الأعراض.
ومنها: الفتن العلمية؛ مثل: اتخاذ مصادر تحول عن تجريد التلقي من الوحي كالعقل أو الكشف أو العلم التجريبي وغيرها، وكل منهج حجب المسلم عن الوحي فهو فتنة، وهذه المصادر والمناهج هي مستودع الشبهات، وتصدّ عن أعظم الطاعات وهي التسليم لله واتباع الرسول، والاستقامة على التوحيد والإيمان والاعتقاد الصحيح.
ومن الفتن العلمية: التأصيلات الفاسدة المُفضية إلى تكفير المسلمين، أو رمي علماء السُّنَّة بالابتداع والضلال.
وهذه هي أصول الفتنة، فالقتال بين المسلمين يُحطِّم الجماعة ويُضيِّع المصالح الشرعية ويضعف أهل الإسلام، والشهوات تدمر الأخلاق وترقق الدين وتضعف الاهتمام بالآخرة، وتجعل العبد قابلًا لأي سلوك أو اعتقاد منافٍ للإيمان، والشبهات تُضِل العبد عن الصراط المستقيم، وبسببها يتبع السُبل، ويكون من أهل الأهواء والبدع.
ومن أكثر الفتن المعاصرة: فتنة الصور، فهي تحمل الإنسان على الرياء والسمعة والتزيّن للخلق، وتنشر الرذيلة والفساد الأخلاقي، وتنزع الحياء، وتضيّع المال، وتزخرف الباطل، وتتلاعب بالنفوس، وتزيّف الحقائق، وشواهد ذلك في النفس والمجتمع لا تكاد تحصى.
ومن خلال الضابط المنهجي للإمام الشاطبي يتبيّن أن المخرج من الفتنة هو: طاعة الله تعالى، فالاستقامة على الطاعة تقي من الفتنة، والطاعة تشمل الاعتقاد الصحيح، والعبادة الخالصة، والعلم النافع، والإقبال على الله، والابتعاد عن وسائل الفتن، ولهذا جاء فضل العبادة في زمن الفتن عظيمًا، ففي الحديث: (العِبَادَةُ فِي الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِليَّ) [رواه مسلم برقم «٢٩٤٨»]، والهرج: كثرة القتل، وهو رأس الفتن، والعبادة حينئذٍ تقتضي هجر الفتن وتركها، ولهذا كان الأجر كهجرة إلى الرسول ﷺ، والهجرة إليه تقتضي هجر كل العوائق عن طاعته، ورأسها الشرك والكفر، وهذا توافق عجيب بين العمل والثواب، وكلها تدلّ على فضيلة هجر الفتن.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1271
ضابط الفتنة
..
حرر الإمام الشاطبي -رحمه الله تعالى- ضابط الفتنة؛ فقال: «وضابطها ما صدّ عن طاعة الله» [الاعتصام ٢/ ٢٣٥].
وهذا ضابط مُحْكَم لمعنى الفتنة، فكل أمر صدّ عن طاعة الله فهو فتنة؛ كالقتال بين المسلمين، فإنه يُسفك بسببه الدم الحرام، وتُنتهك المحرمات، وتضيع الحقوق، وتُستباح الدماء والأموال المعصومة، وكل ذلك من الصدِّ عن طاعة الله تعالى.
ويدخل في الفتنة: كلُ الوسائل التي تنشر الشهوات المفسدة للأخلاق والدين، ومنها: سفور النساء وعرض زينتهنَّ، والاختلاط بالرجال، والنظر إلى الصور المحرَّمة، وهذه كلها بريد الفواحش، وانتهاك الأعراض.
ومنها: الفتن العلمية؛ مثل: اتخاذ مصادر تحول عن تجريد التلقي من الوحي كالعقل أو الكشف أو العلم التجريبي وغيرها، وكل منهج حجب المسلم عن الوحي فهو فتنة، وهذه المصادر والمناهج هي مستودع الشبهات، وتصدّ عن أعظم الطاعات وهي التسليم لله واتباع الرسول، والاستقامة على التوحيد والإيمان والاعتقاد الصحيح.
ومن الفتن العلمية: التأصيلات الفاسدة المُفضية إلى تكفير المسلمين، أو رمي علماء السُّنَّة بالابتداع والضلال.
وهذه هي أصول الفتنة، فالقتال بين المسلمين يُحطِّم الجماعة ويُضيِّع المصالح الشرعية ويضعف أهل الإسلام، والشهوات تدمر الأخلاق وترقق الدين وتضعف الاهتمام بالآخرة، وتجعل العبد قابلًا لأي سلوك أو اعتقاد منافٍ للإيمان، والشبهات تُضِل العبد عن الصراط المستقيم، وبسببها يتبع السُبل، ويكون من أهل الأهواء والبدع.
ومن أكثر الفتن المعاصرة: فتنة الصور، فهي تحمل الإنسان على الرياء والسمعة والتزيّن للخلق، وتنشر الرذيلة والفساد الأخلاقي، وتنزع الحياء، وتضيّع المال، وتزخرف الباطل، وتتلاعب بالنفوس، وتزيّف الحقائق، وشواهد ذلك في النفس والمجتمع لا تكاد تحصى.
ومن خلال الضابط المنهجي للإمام الشاطبي يتبيّن أن المخرج من الفتنة هو: طاعة الله تعالى، فالاستقامة على الطاعة تقي من الفتنة، والطاعة تشمل الاعتقاد الصحيح، والعبادة الخالصة، والعلم النافع، والإقبال على الله، والابتعاد عن وسائل الفتن، ولهذا جاء فضل العبادة في زمن الفتن عظيمًا، ففي الحديث: (العِبَادَةُ فِي الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِليَّ) [رواه مسلم برقم «٢٩٤٨»]، والهرج: كثرة القتل، وهو رأس الفتن، والعبادة حينئذٍ تقتضي هجر الفتن وتركها، ولهذا كان الأجر كهجرة إلى الرسول ﷺ، والهجرة إليه تقتضي هجر كل العوائق عن طاعته، ورأسها الشرك والكفر، وهذا توافق عجيب بين العمل والثواب، وكلها تدلّ على فضيلة هجر الفتن.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1271
Forwarded from فوائد الشيخ أ.د. عبد الرحيم السلمي
#كتب
للاطلاع على الكتب المطبوعة بصيغة pdf
..
📕 مختصر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
📗 حقيقة الليبرالية وموقف الاسلام منها.
📘 حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين.
📙 الانفتاح الفكري «حقيقته وضوابطه».
https://archive.org/details/@dr_abdulrahim_al-sulami
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1274
للاطلاع على الكتب المطبوعة بصيغة pdf
..
📕 مختصر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
📗 حقيقة الليبرالية وموقف الاسلام منها.
📘 حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين.
📙 الانفتاح الفكري «حقيقته وضوابطه».
https://archive.org/details/@dr_abdulrahim_al-sulami
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1274
#كتاب_جديد
⬛️| كتاب: «العقل والعقلانية في الفكر الإسلامي»
من إصدارات: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1275
⬛️| كتاب: «العقل والعقلانية في الفكر الإسلامي»
من إصدارات: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1275
#مقال
أعلى العلوم والإرادات
ترجع حركة الإنسان الاختيارية في الحياة إلى العلم والإرادة، ولا تخرج حياته عنهما، فالله عز وجل خلق في الإنسان قوة علمية معرفية، وقوة إرادية عملية، وهاتان القوتان موجودتان في كل إنسان سواء أكان مسلماً أم كافراً، وصالحاً أم فاسفاً، ونافعاً لنفسه وغيره أم ضاراً، وهذه حقيقة فطرية واقعية.
وقد جاء الإسلام بأفضل العلوم والإرادات، وأنفعها وأصدقها وأزكاها، وبها تتحقق الحياة الطيبة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة، كما قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال أيضا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}.
فأعلى العلوم: العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وتوحيده، وأعلى الإرادات: إخلاص العمل لله، وإرادة طاعته، والعمل بأوامره، وترك نواهيه.
فمعرفة أسماء الله وصفاته هي العلم الأعلى، ومحبته وطاعته هي الإرادة العليا، وبقية المعارف والأحكام الشرعية تابعة لها.
وكل العلوم النافعة تعود إلى العلم بالله، وكل الأعمال الحسنة تعود إلى عبادته وطاعته، وأي علم أو إرادة خرجت عن ذلك فهي علوم وإرادات فاسدة تضرّ الإنسان ولا تنفعه.
ويدخل في ذلك: العلوم والإرادات الدنيوية؛ فالنافع منها هو الموصل إلى أعلى العلوم والمعارف وهو العلم بالله، والمحقق لأعلى الإرادات والأعمال وهو عبادة الله وطاعته، لأنها وسائل فرعية لتحقيق المعاني العالية، والأهداف السامية.
وهذا معنى غاية الوجود الإنساني في الحياة كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، والعبادة شاملة لمعرفة الله وطاعته، وهي تدل على وسائلها من المعارف والإرادات الدنيوية.
هذه الحقيقة الكبرى تنظّم فكر المسلم، وترتب غاياته، وتهذب رغباته، وتزكي نفسه، وتجلّي له الحقيقة الشرعية المطلوبة منه في الدنيا علماً وعملاً، وهي الجالبة للسعادة والطمأنينة.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1278
أعلى العلوم والإرادات
ترجع حركة الإنسان الاختيارية في الحياة إلى العلم والإرادة، ولا تخرج حياته عنهما، فالله عز وجل خلق في الإنسان قوة علمية معرفية، وقوة إرادية عملية، وهاتان القوتان موجودتان في كل إنسان سواء أكان مسلماً أم كافراً، وصالحاً أم فاسفاً، ونافعاً لنفسه وغيره أم ضاراً، وهذه حقيقة فطرية واقعية.
وقد جاء الإسلام بأفضل العلوم والإرادات، وأنفعها وأصدقها وأزكاها، وبها تتحقق الحياة الطيبة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة، كما قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال أيضا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}.
فأعلى العلوم: العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وتوحيده، وأعلى الإرادات: إخلاص العمل لله، وإرادة طاعته، والعمل بأوامره، وترك نواهيه.
فمعرفة أسماء الله وصفاته هي العلم الأعلى، ومحبته وطاعته هي الإرادة العليا، وبقية المعارف والأحكام الشرعية تابعة لها.
وكل العلوم النافعة تعود إلى العلم بالله، وكل الأعمال الحسنة تعود إلى عبادته وطاعته، وأي علم أو إرادة خرجت عن ذلك فهي علوم وإرادات فاسدة تضرّ الإنسان ولا تنفعه.
ويدخل في ذلك: العلوم والإرادات الدنيوية؛ فالنافع منها هو الموصل إلى أعلى العلوم والمعارف وهو العلم بالله، والمحقق لأعلى الإرادات والأعمال وهو عبادة الله وطاعته، لأنها وسائل فرعية لتحقيق المعاني العالية، والأهداف السامية.
وهذا معنى غاية الوجود الإنساني في الحياة كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، والعبادة شاملة لمعرفة الله وطاعته، وهي تدل على وسائلها من المعارف والإرادات الدنيوية.
هذه الحقيقة الكبرى تنظّم فكر المسلم، وترتب غاياته، وتهذب رغباته، وتزكي نفسه، وتجلّي له الحقيقة الشرعية المطلوبة منه في الدنيا علماً وعملاً، وهي الجالبة للسعادة والطمأنينة.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1278
#قنوات
قناة: «شرح كتب العقيدة المسندة»
قناة تهدف إلى تقريب علم السَّلَف -رحمهم الله- من خلال دراسة كتبهم المصَنَّفة في الاعتقاد، والتي تمتاز بالعلم الرصين ورواية الآثار بالأسانيد، وقد شُرِحَ فيها مجموعة من كتب السَّلَف -رحمهم الله-، وما زال برنامج القناة مستمرًا بإذن الله.
..
الكتب التي شُرِحت في القناة:
1️⃣ شرح كتاب: «الرد على الجهمية» للإمام عثمان بن سعيد الدارمي -رحمه الله-.
2️⃣ شرح كتاب: ذم التأويل لابن قدامة المقدسي -رحمه الله-.
3️⃣ شرح كتاب: «أخبار الآحاد» من صحيح الإمام البخاري -رحمه الله-.
4️⃣ شرح: «عقيدة الإمام سفيان الثوري -رحمه الله-».
5️⃣ شرح كتاب: «القَدَر» للإمام عبدالله بن وهب -رحمه الله-.
..
رابط القناة للاشتراك والمتابعة:
https://www.group-telegram.com/almsndh
قناة: «شرح كتب العقيدة المسندة»
قناة تهدف إلى تقريب علم السَّلَف -رحمهم الله- من خلال دراسة كتبهم المصَنَّفة في الاعتقاد، والتي تمتاز بالعلم الرصين ورواية الآثار بالأسانيد، وقد شُرِحَ فيها مجموعة من كتب السَّلَف -رحمهم الله-، وما زال برنامج القناة مستمرًا بإذن الله.
..
الكتب التي شُرِحت في القناة:
1️⃣ شرح كتاب: «الرد على الجهمية» للإمام عثمان بن سعيد الدارمي -رحمه الله-.
2️⃣ شرح كتاب: ذم التأويل لابن قدامة المقدسي -رحمه الله-.
3️⃣ شرح كتاب: «أخبار الآحاد» من صحيح الإمام البخاري -رحمه الله-.
4️⃣ شرح: «عقيدة الإمام سفيان الثوري -رحمه الله-».
5️⃣ شرح كتاب: «القَدَر» للإمام عبدالله بن وهب -رحمه الله-.
..
رابط القناة للاشتراك والمتابعة:
https://www.group-telegram.com/almsndh
Telegram
شرح كتب العقيدة المسندة
شرح موضوعي لجملة من كتب العقيدة المسندة
فضيلة الشيخ: أ.د.عبدالرحيم بن صمايل السلمي
فضيلة الشيخ: أ.د.عبدالرحيم بن صمايل السلمي
#مقال
العلم الضار
قد يبدو للبعض أن العلم والمعرفة لا ضرر فيها إطلاقًا، فهي نافعة في كل الأحوال، وهذا ظن خاطئ، ويتبين خطأ ذلك بمعرفة الفرق بين العلم النافع والعلم الضار.
فالعلم النافع؛ هو: العلم بالكتاب والسنة وإخلاص النية لله تعالى فيه، وهذا ما ينتج العمل بالعلم، وهو الذي أثنى عليه الله عز وجل في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، وقال الحسن البصري: (العلم علمان: فعلم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم على اللِّسان فذلك حجة الله على ابن آدم) [رواه الدارمي في «مسنده» برقم: 376].
ولكن هل يمكن أن يكون العلم ضارًا؟
يكون العلم ضارًا في أحوال منها:
- العلوم الباطلة: كعلم الفلسفة والعلوم الإنسانية الغربية، فهذه منجم الإلحاد، وعلم الكلام والتصوف، وهذه مستودع الأهواء والبدع، وكل علم أنتج باطلًا فهو علم ضار.
- العلم بالكتاب والسنة علمًا معرفيًّا مجرَّدًا بلا عمل صالح ولا خشية صادقة، فهذا حجة على صاحبه، ومضر به حتى لو كان أصله نافعًا.
- عدم الإخلاص في العلم، فهو ضار لا يقبله الله منه، وهو سبب للعذاب؛ لأنَّ العلم عبادة، ولا تصح إلا بإخلاص النية وإسلام القصد لله تعالى.
ومن فروع ذلك:
- علم المنافقين وأهل الزيغ الذين يريدون الفتنة في الدين وإفساد عقائد المسلمين، وهو ما خافه الرسول ﷺ على أمته في قوله: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) [رواه أحمد في «مسنده» برقم: 143]؛ لأنَّه سبب في الضلال.
- عالم السوء الذي لا ينفعه علمه، ويجعل العلم وسيلة لتحصيل الدنيا، وهذا ما يدعوه إلى التحريف والقول بالباطل لإرضاء أصحاب النفوذ والمصالح.
- طلب العلم لأهداف دنيوية محضة، لا يدفعه له إلا الدنيا، وهذا أحد صور الشرك في النية والإرادة.
والضرر في هذا النوع من العلم يعود على المتعلِّم بالعذاب في الآخرة والخزي في الدنيا، كما يعود على الأمة من جهة تضليلها عن الحق وإثارة الشبهات وتحريف الشريعة.
فالضرر متحقِّق في المتعلِّم ومتعدٍ على الأمة وعلى الشريعة، ويكون صاحبه رافعًا لراية ضلالة، عليه إثمها وإثم من أضلَّه إلى قيام الساعة، وهذا أعظم الضرر والخسران.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1280
العلم الضار
قد يبدو للبعض أن العلم والمعرفة لا ضرر فيها إطلاقًا، فهي نافعة في كل الأحوال، وهذا ظن خاطئ، ويتبين خطأ ذلك بمعرفة الفرق بين العلم النافع والعلم الضار.
فالعلم النافع؛ هو: العلم بالكتاب والسنة وإخلاص النية لله تعالى فيه، وهذا ما ينتج العمل بالعلم، وهو الذي أثنى عليه الله عز وجل في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، وقال الحسن البصري: (العلم علمان: فعلم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم على اللِّسان فذلك حجة الله على ابن آدم) [رواه الدارمي في «مسنده» برقم: 376].
ولكن هل يمكن أن يكون العلم ضارًا؟
يكون العلم ضارًا في أحوال منها:
- العلوم الباطلة: كعلم الفلسفة والعلوم الإنسانية الغربية، فهذه منجم الإلحاد، وعلم الكلام والتصوف، وهذه مستودع الأهواء والبدع، وكل علم أنتج باطلًا فهو علم ضار.
- العلم بالكتاب والسنة علمًا معرفيًّا مجرَّدًا بلا عمل صالح ولا خشية صادقة، فهذا حجة على صاحبه، ومضر به حتى لو كان أصله نافعًا.
- عدم الإخلاص في العلم، فهو ضار لا يقبله الله منه، وهو سبب للعذاب؛ لأنَّ العلم عبادة، ولا تصح إلا بإخلاص النية وإسلام القصد لله تعالى.
ومن فروع ذلك:
- علم المنافقين وأهل الزيغ الذين يريدون الفتنة في الدين وإفساد عقائد المسلمين، وهو ما خافه الرسول ﷺ على أمته في قوله: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) [رواه أحمد في «مسنده» برقم: 143]؛ لأنَّه سبب في الضلال.
- عالم السوء الذي لا ينفعه علمه، ويجعل العلم وسيلة لتحصيل الدنيا، وهذا ما يدعوه إلى التحريف والقول بالباطل لإرضاء أصحاب النفوذ والمصالح.
- طلب العلم لأهداف دنيوية محضة، لا يدفعه له إلا الدنيا، وهذا أحد صور الشرك في النية والإرادة.
والضرر في هذا النوع من العلم يعود على المتعلِّم بالعذاب في الآخرة والخزي في الدنيا، كما يعود على الأمة من جهة تضليلها عن الحق وإثارة الشبهات وتحريف الشريعة.
فالضرر متحقِّق في المتعلِّم ومتعدٍ على الأمة وعلى الشريعة، ويكون صاحبه رافعًا لراية ضلالة، عليه إثمها وإثم من أضلَّه إلى قيام الساعة، وهذا أعظم الضرر والخسران.
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com/1280
#دروس_مكتملة
🎙 | شرح كتاب: «الرد على الجهمية» للإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي -رحمه الله-.
🟥 | https://youtube.com/playlist?list=PL3kYgJXeZ5tKWlTyDfNacU6h5--aXYZbp&si=uahrfrfwsvkt_L5T
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com
🎙 | شرح كتاب: «الرد على الجهمية» للإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي -رحمه الله-.
🟥 | https://youtube.com/playlist?list=PL3kYgJXeZ5tKWlTyDfNacU6h5--aXYZbp&si=uahrfrfwsvkt_L5T
..
https://www.group-telegram.com/dr_alsolami.com
YouTube
شرح كتاب "الرد على الجهمية" للدارامي | 1441هـ
شرح كتاب: «الرد على الجهمية» للإمام الدارمي شرح الشيخ أ.د.عبدالرحيم بن صمايل السلمي