يقول النابغة الذبياني:

دعاكَ الهوى واستَجهلتكَ المنازِلُ
وكيفَ تَصابي المرءَ وَالشيبُ شامِلُ

وقَفتُ بِرَبع الدار قَد غيَّر البلى
معارِفها وَالسارِياتُ الهَواطِلُ

أُسائِلُ عن سُعدى وقَد مرَّ بَعدَنا
عَلى عرَصات الدارِ سَبعٌ كَوامِلُ

حياة العرب في الجاهلية هي حياة التنقل والترحال ورغم كثرة ورود الأماكن؛ فتبقى في القلب ذكرى لكل موضع لا تبرح الإنسان، ولا تنفك عنه؛ فإذا لاح لهم في طريق سفرهم مكان قد عهدوه وعرفوه وكانت لهم فيه أيام، دعتهم الذكريات الباقية في القلب إلى الوقوف، واستدعاء الأيام والليالي من ذكريات اللهو والأنس.
وليس هذا الصنيع من تذكر الماضي والبكاء عليه حال الشعراء وحدهم، لأن الحنين فطرة في قلب كل إنسان، حتى وإن احتبس عليه البيان، فما زال الناس حتى يومنا يقفون عند الأماكن ويقصون أخبارهم فيها، وإن كان عهدهم بها ساعات قليلة... يكفي أنها كانت مع الأحبة؛ فمهما طالت المدة أو قصرت تبقى الأماكن جزءا من الإنسان، لأنها شيء من أيامه ومرابع صباه، ومن الناس من له في أمره مع المنازل والديار أخبار مُعجبة وحال مُدهشة؛ فمنهم من يتتبع آثار من يحب ويبحث عن بقايا من المنازل والديار أو حتى جزوع الأشجار أو شيء من الأحجار فتهيج له بها ذكرى، ويتداعى عليه بها شجن أيامه مع من يحب، وهذا مما طبع عليه المحب سواء عرف الشعر فأبان عنه أو لم يعرف كيف يبين؛ وقد قرأنا في السيرة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب كيف كان يتتبع الآثار النبوية في سفره بين مكة والمدينة فيصلي في كلّ مكان صلّى فيه النبي ﷺ، حتى أنّ النبي ﷺ نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصبّ في أصلها الماء لكيلا تيبس، وعن نافع - مولى ابن عمر - أن عبد الله بن عمر كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعلّ خفّا يقع على خفّ - يعني خفّ راحلة النبي ﷺ.فقيل "حين ينقل نافع وصفا لحال ابن عمر وهو يتبع آثار النبي ﷺ فيقول: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتّبع أثر النبي لقلت: هذا مجنون."

تستمعون لمقدمة النابغة في الطلل كاملة على الرابط:
https://youtu.be/zRPpQYfZPt8?feature=shared

قيل في النابغة الذبياني:
"كان النابغة أحسنهم ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وأجزلهم بيتا، كان شعره كلاما ليس فيه تكلّف، ونبغ بالشعر بعد ما احتنك، وهلك قبل أن يهتر"

ديوان النابغة: 💕
https://youtube.com/playlist?list=PL4te2Lc-KPgXioiJzH6wTmGGmi7J20Plb&feature=shared

‏عبدالملك بن مروان:
ما يسرّني أنَّ أحدًا مِن العرب ولدني مِمَّن لم يلدني إلّا عروة بن الورد لقوله:

إِنّي امرُؤٌ عافي إِنائي شِركةٌ
وأنتَ امرُؤٌ عافي إِنائِك واحدُ

أَتهزأُ مِنّي أن سمنتَ وأن ترى
بوجهي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهِدُ؟

أُقسِّمُ جسمي في جُسومٍ كثيرةٍ
وأحسو قراحَ الماءِ والماءُ باردُ

تستمعون لديوان عروة إمام الصعاليك
على ساوند كلاود وعلى يوتيوب.
https://youtube.com/playlist?list=PL4te2Lc-KPgU1rBWybSjpVqTvEVf8RAg9&feature=shared

استمع إلى ديوان عروة بن الورد، قائمة تشغيل دواوين الشعر الجاهلي #SoundCloudCloud https://on.soundcloud.com/oacDP

من هو الشاعر "الأفوه الأودى"؟

هو صلاءة بن عمرو بن مالك، ويكنى أبا ربيعة، كان سيد أود (مذحج) فى منطقة نجران، وكان بين أود وبنى عامر بن صعصعة ثارات، قيل: إن الأفوه خرج لنزالهم مرات، كان يعدّ من حكماء العرب، واشتهرت أقواله وصارت حكما، وصل إلينا له شعر فى الفخر والحكمة، وزعم بعضهم أن الأفوه الأودى أول من قصّد القصيد، وكان سيدًا مطاعًا في قومه، وكان يقود الحروب بنفسه، أكثر شعره في الحكمة والحماسة ويعد من الشعراء الفرسان.
يقول:
وبروضةِ السُلّان منّا مشهَدٌ
والخَيلُ شاحيَةٌ وقد عَظُمَ الثُبى

تَحمي الجَماجمَ والأَكُفَّ سُيوفُنا
ورِماحُنا بِالطعن تنتظِمُ الكُلى

رابط القصيدة كاملة:
https://youtu.be/67EvAyEZ3BA?feature=shared

قال الثعالبي عن زهيرُ بن أبي سُلمى

"هو أحد الأربعة الذين وقع عليهم الاتفاق على أنهم أشعر العرب وهم: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة، والأعشى. فأما الاختلاف في تفضيل بعضهم على بعض فباقٍ إلى اليوم، وكان يقال: أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا شرِب. وكان زهير أجمع الناس للكثير من المعاني في القليل من الأَلفاظ، وأحسنهم تصرفًا في المدح والحكمة، ويقال: إن أبياته في آخر قصيدته التي أولها:
أمِنْ أُمّ أَوْفَى دِمْنةٌ لمْ تكَلَّم
بِحَوْمَانَةِ الدَّرَاجِ فَالمُتَثلَمِ

تشبه كلام الأنبياء وهي من أحكم حكم العرب وهي:
وَمَنْ لا يُصانعْ في أمورٍ كَثِيرَةٍ
يُضرَّسْ بِأَنياب وَيُوطأ بِمَنْسمِ

وَمَنْ يجعلِ المعروفَ من دون عِرْضِهِ
يَفرْهُ ومنْ لا يَتّقي الشتْمَ يُشتَم"

القصيدة كاملة:
https://youtu.be/p2P6frtPKg8?feature=shared

"فَإِمّا تَرَيْني لا أُغَمِّضُ ساعَةً
مِنَ اللَّيلِ إِلّا أَن أكبَّ فَأَنعَسا

وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى
تَضيقُ ذِراعي أَن أَقومَ فَأَلبِسا

فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً
وَلَكِنَّها نَفسٌ تَسَاقَطُ أَنفُسا!".

امرؤ القيس.. تستمعون إلى القصيدة كاملة على الرابط:

https://youtu.be/pI05G6f_XlY?feature=shared
💕

اطّلع على دواوين الشعر الجاهلي على #SoundCloud https://on.soundcloud.com/SfDrq
يمكنكم الآن متابعة دواوين الشعر على ساوند كلاود 🎧

لِخولَةَ بالأَجزاع من إِضَمٍ طَلَل
وبالسَفحِ مِن قَوٍّ مُقامٌ وَمُحتَمَل

تَرَبُّعهُ مرباعُها ومصيفُها
مياهٌ منَ الأَشرافِ يُرمى بِها الحَجَل

فلا زال غَيثٌ من ربيعٍ وصيِّفٍ
على دارِها حيثُ استَقَرَّت لَهُ زجَل

مرَتهُ الجَنوبُ ثُمَّ هبَّت لهُ الصَبا
إِذا مَسَّ منها مَسكَناً عُدمُلٌ نَزَل

طرفة بن العبد:

https://youtu.be/DiY3NRaZdjg?feature=shared

ما برع الشاعر الجاهلي في شيء كما برع في جودة الوصف، وهذا لِما أتيح له من الاقتراب المباشر بمصادر الطبيعة مع صفاء الذهن وحسن التأمل، وانظر وصف قيس بن الخطيم في محبوبته:

تبَدَّت لنا كالشَمسِ تحتَ غَمامةٍ
بدا حاجِبٌ منها وضَنَّت بِحاجبِ

https://youtu.be/fLpwOU2RPSA?feature=shared

الذي فتح للشعراء القول في طروق الخيال بأحسن عبارة وأحلى إشارة قيس بن الخطيم بقوله:
أنّي سربت وكنت غير سروب
وتقرّب الأحلام غير قريب ..

ما تمنعي يقظي فقد تولينه
في النوم غير مصرّد محسوب

كان المنى بلقائها فلقيتها
فلهوت من لهو امرئ مكذوب

تستمعون إلى القصيدة كاملة على الرابط:
https://youtu.be/3TqnyB3cnY0?feature=shared
.

ظعينة: جمعها: ظُعن، وأصل الظعينة؛ الراحلة التي يرحل ويظعن عليها، أي: يسار عليها، وقيل للمرأة ظعينة؛ لأنها تظعن مع وليها حيثما ظعن، وقال عنترة:

نأَتك رقاشِ إِلّا عن لمامِ
وأَمسى حَبلُها خلقَ الرِمامِ

وما ذِكرى رقاشِ إِذا استَقَرَّت
لدى الطرفاءِ عند ابنَي شمامِ
..

فقُلتُ تَبَيَّنوا ظُعُناً أَراها
تحُلُّ شُواحطاً جُنح الظلامِ

القصيدة كاملة تجدونها على الرابط:
https://youtu.be/Oy4QQiDLUf8?feature=shared
.

غداة تَجمَّعَت كعبٌ علَينا
جلائِبَ بينَ أَبناءِ الحريبِ

وخيلٍ عالكاتِ اللُجمِ فينا
كأَنَّ كُماتها أُسدُ الضريبِ

وجُردٌ جمعُها بيضٌ خِفافٌ
على جنبَي تُضارِعَ فاللهيبِ

هُمُ سدّوا عليكُم بطنَ نَجدٍ
وضَرّاتِ الجُبابَة والهضيبِ

قتَلنا منهُمُ أَسلافَ صِدقٍ
وَأُبنا بِالأُسارى والقَعيبِ

الأفوه الأودي الشاعر الفارس:
https://youtu.be/n7o6qjYWM5E?feature=shared

كأنّي غداةَ البينِ، يَومَ تَحمَّلُوا
لدَى سمُراتِ الحيِّ ناقِفُ حَنظلِ


https://youtu.be/CGr0k1kDn-E?feature=shared

أَمنْ رسمِ دارٍ ماءُ عينيكَ يسفحُ
غدا من مُقامٍ أَهْلُه وتَروَّحُوا

تُزجِّي بِها خُنْسُ الظِّباءِ سخالَها
جآذرُها بالجوّ وَرْدٌ وأَصبحُ

أَمنْ بِنتِ عجلانَ الخيالُ المُطَرَّحُ
أَلَمَّ ورحلِي ساقِطٌ مُتَزحزحُ

المرقش الأصغر
https://youtu.be/Q3I9D5hoDpk?feature=shared

[اختيار المرء قطعة من عقله وشيء يُبين عما حوى من الذوق واللطف]

تلكم أبيات جميلة للمرقش الأكبر، مختارة ومنتقاة من تفاعلات المستمعين على قناة اليوتيوب، أخبرونا بما أعجبكم من الأبيات وما وافق ذوقكم ولقي استحسانكم من البيت والشطر، وما القصائد المغمورة التي استمعتم إليها في دواوين الشعر ورأيتم أنها تستحق الشهرة والذيوع 💕

https://youtu.be/PjhiH5xZqQE?feature=shared
.

ورد في الأغاني: قد اصطرع قوم الشنفرى مع إحدى قبائل فهم بن عدوان وقد هُزموا، وقتل والد الشنفرى في هذه المعركة، وأُخذ الشنفرى أسيرًا، فكان الشنفرى في بني سلامان مكان الفهمي وعاش في بني سلامان كأنه واحد منهم وعلى عينيه غشاوة عن حقيقة وضعه حتى ظن أنه ابن الرجل الذي تبناه فكان يعامله على أساس أنه والده، حتى حدث ما حدث من الأحداث التي جعلته ينقم على بني سلامان ويعود إلى بني فهم، وتختلف الروايات في سبب نقمته عليهم، وتذكر بعضها أن الرجل السلامي الذي كان يعيش عنده، الشنفرى ويرعى غنمه وإبله كانت له فتاة تسمى قعسوس وبينما هما يرعيان -وأبوها غائب- طلب منها الشنفرى أن تعينه في غسل رأسه فأنفت أن يستخدمها، ولطمته لطمة مدوية على خديه، طار لها لبه وفقد صوابه، واستشاط منها غضبا، وانتظر حتى حضر أبوها، وذهب له مغاضبا وسأله من أنا؟ فقال: من الأواس بن الحجر، فقال: أما إني لن أدعكم حتى أقتل منكم مائة بما استبعدتموني، ثم قال للجارية التي لطمته وقالت له لست بأخي:
آلا ليت شعري والتلهف ضلة
بما ضربت كف الفتاة هجينها

الأبيات كاملة:
https://youtu.be/-hcpzFVe5AQ?feature=shared
.

بحمد الله انتهينا من تسجيل ديوان الشنفرى ونشره على قناتنا، بصوت الأستاذة سارة حسبو -وفقها الله- وهو الديوان الخامس المكتمل على القناة، والعمل مستمر بفضل الله💜

من هو الشاعر عروة بن الورد؟

عروة بن الورد (بن عمرو) بن زيد بن عبد الله بن ناشب، أصله من قبيلة عبس، وهي القبيلة التي ينتمى إليها عنترة، ويعدّ من الشعراء الجاهليين الذين عاشوا قبيل الإسلام، اشتهر أبوه في حرب داحس، ويبدو أن شخصيته كانت عند اللغويين فى القرنين الثانى والثالث للهجرة نموذجا للفارس الكريم المغامر الذى يغزو ويطعم الفقراء، ويساعد الضعفاء، ويؤثر أصحابه على نفسه، ومن المعجبين بالشاعر عروة بن الورد الخليفة عبد الملك بن مروان، والخليفة العباسي المنصور 🤩
https://youtube.com/playlist?list=PL4te2Lc-KPgU1rBWybSjpVqTvEVf8RAg9&feature=shared

تأمل جمال المعنى وحسن اللفظ في قول زهير بن أبي سلمى:

صحا القَلبُ عن سَلمى وقَد كاد لا يَسلو
وأَقفَر من سَلمى التعانيقُ فَالثقلُ

وقَد كُنتُ مِن سَلمى سنينَ ثمانِياً
على صيرِ أَمرٍ ما يمُرُّ وما يَحلو

وكُنتُ إِذا ما جئتُ يوماً لحاجَةٍ
مضَت وأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو

وكُلُّ مُحِبٍّ أَحدثَ النَأيُ عندَهُ
سلُوَّ فُؤادٍ غير حُبِّكِ ما يسلو

القصيدة كاملة على الرابط:

https://youtu.be/hBQi3JVxKl8?feature=shared
.

استمع إلى شعر قيس بن الحدادية - إلقاء د. محمود إمام، قائمة تشغيل دواوين الشعر الجاهلي على #SoundCloudCloud https://on.soundcloud.com/Q99Yr