Telegram Group Search
________
يقول الصحابة :_ في هذه اللحظة كان يحدثنا النبي صل اللهم عليه وسلم بما فعلت قريش بأصحابه ويقول قد لقوا اصحابكم ما لقوا من قريش
يقول الصحابة فسكت صل اللهم عليه وسلم
واغفى اغفاءة كالتي تأتيه عند نزول الوحي ، ثم سمعناه يقول :_ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا {{ خبيب}}
قال الصحابة :_ فدهشنا
ففتح عينيه ونظر إلينا
وقال:_ إن أخاكم خبيب تقتله قريش الآن وقد طلب من الله تعالى أن يقرأني عنه السلام ، فهذا جبريل يقرئني سلام خبيب
ثم قام النبي صل اللهم عليه وسلم ، وقد دمعت عيناه ودخل لحجرته والدموع على خده
_________
نرجع لقريش فلقد نفذت خططتها ، بأن جعلت الصبية يتمرونون على طعنه
يقول من اسلم فيما بعد و شهد مصرعه منهم
تقول زينب و ماوية :_-فلا ندري إذ انفتلت خشبته حين همت روحه أن تصعد فأستدار وجهه الى البيت الحرام
[[ خشبة مزروعة بالارض ما الذي يفتلها ؟؟]]
فسمعنه يقول :_ الحمد لله الذي وجهني الى قبلة يرضاها اشهد أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله _ صل اللهم عليه وسلم_
______
وكان ممن حضر {{ سعيد بن عامر }}وقد أسلم بعد ذلك واستعمله {{ عمر بن الخطاب }} على الشام ، فكان يغشى عليه أحيانا ،وهو جالس بين الناس [[ يغمى عليه فجئة ]]
فشكو الناس ذلك لعمر
قالوا له :_ يا أمير المؤمنين ، إن الرجل مصاب
فلما قدم على {{ عمر}}
قال له: - يا سعيد ما هذا الذي يصيبك ؟
فقال سعيد بن عامر:_ والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر {{ خبيب بن عدي }} حين قتل وسمعت دعوته ، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي
_______
وأما {{ زيد بن الدثنة }} رضي الله عنه قتل ايضا
وقبل مقتله فقد سأله أبو سفيان كذلك قبل موته:
أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا _ صل اللهم عليه وسلم_ الآن عندنا مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك؟
فقال زيد كما قال أخيه :_ ما أحب أن محمدا _ صل اللهم عليه وسلم_ الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي
فقال أبو سفيان وهو يضرب كفًا بكف
{{ ما رأيت ولا علمت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا }} _ صل اللهم عليه وسلم_
هذا هو الايمان يا خير أمة
بالله عليكم هل احببناه كما يجب ؟؟
وهوالذي قال {{ لا يؤمن احدكم حتى اكون احب إليه من نفسه التي بين جنبيه }} _ صل اللهم عليه وسلم_
_______
فلما فرغ النبي صل اللهم عليه وسلم من الخبر كفكف دموعه ورجع الى اصحابه
وقال :_ إن القوم عزموا على ترك صاحبكم خبيب على خشبته تضربه الرياح والرمال والشمس
[[ طبعا وهذا من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه}}
انطلق يا زبير انت والمقداد ، فتسللا حتى تدخلا التنعيم ليلاً وأنزلا صاحبكما من خشبته
[[ وحتى ينطلق الرجل من المدينة لمكة تحتاح خمسة ايام ]] فبقي خبيب على خشبته أيام تضربه الشمس والرياح والرمال
وعنده رجال يحرسونه
تأتي قريش نهاراً تتمتع وتستلذ بالنظر إليه ، ثم يتركونه ليلاً مع عشرة من رجالهم يحرسونه
راوي الحديث الزبير
يقول :_فوصلت انا والمقداد ، فوجدناه يحرسه عشرة من الرجال ، فغافلناهم حتى دنوت من الخشبة
ففكت وثاقه ، ولم أستطع أن أحمله ، فإنه كان غضاً طرياً طيب الريح ، كأنه حي على خشبته [[ خمس ايام ميت على خشبته كأنه حي ]]الزبير يحدث هذا لرسول الله _ صل اللهم عليه وسلم_ عندما رجع قال :_ فأنفلت من يدي فوقع على الارض فكانت له هدة
فأنتبه القوم فأستترت خشية أن يعلموا بنا ، ولكي أعود وأخذه
فلما انتبه القوم ، وأحاطوا بالمكان ، أخذت أنظر فلم أرى جثة خبيب يا رسول الله _ صل اللهم عليه وسلم_
واخذوا يبحثون يقولون سقط عن الخشبة فأين ذهب ؟؟
فأبتلعت الارض خبيب
فقال النبي صل اللهم عليه وسلم للزبير :_ صدقت فلقد أخبرني بذلك جبريل فقد أبتلعته الارض فسمي خبيب {{ بليع الارض}}
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه [[ هكذا فليكن الايمان في قلوب الرجال ]] لنا بهم أسوة بعد رسول الله صل اللهم عليه وسلم
يتبع إن شاء الله .....
_ صل اللهم عليه وسلم__
أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ pinned «- *السيرة النبويةالعطرة 🌸🌱* *🔶🔶 الحلقة الأولى 🔶🔶* من سلسلة سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم* #حلقات_السيرة_النبوية* _ *البدايه نسبه ﷺ* بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله،،* فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر من ذرية آدم، كما قال الله تعالى: (قل…»
🔸🔸الحلقة الثلاثون بعد المائة🔸🔸
================
السيرة النبوية العطرة
(( مأساة بئر معونة )) كاملة
---------------------------------
ذكرنا غدر قبيلتي {{ عضل و القارة }}
وهو مايعرف بفاجعة {{ الرجيع }}
وقد استشهد الصحابة بعد أن ذهبوا ليعلموهم هذا الدين ، فغدروا بهم وكان من أمرهم ماكان
وقد وقعت هذه الحادثة بعد معركة أحد ب {{ ٤ أشهر فقط }}
وقبل أن يخرج هؤلاء الصحابة الذين استشهدوا
كان ايضاً قد قدم على النبي صل اللهم عليه وسلم ، قبلها بيوم او بعدها بيوم
رجل آخر من {{ بني عامر }} من اهل نجد كنيته {{ ابو البراء }}
[[ يعني قبيلتي عضل والقارة ، وهذا الرجل ابو البراء قدموا للمدينة في نفس الوقت ، فذكرنا فاجعة الرجيع ، والآن نذكر ماسأة بئر معونة ]] قدم هذا الرجل {{ ابو البراء }} من قبيلة بني عامر
أما اسمه الحقيقي {{ عامر بن مالك }}
ويلقب بأسم {{ مُلاعبِ الأسنَّة}} لانه كان ماهر جداً في القتال فكان يقاتل بسيفين وكان يقاتل بالسيف والحربة
يتلاعب بالسلاح بيديه من شدة مهارته فسمي {{ مُلاعب الأسنّّة }}
حتى عرف بين العرب بهذا اللقب ، وبلغ من شهرته أنه صار مثلاً بينهم
يقولون :_ هذا الفارس قوي كأنه مُلاعب الأسنَّة
قدم الى المدينة هذا الرجل {{ ابو البراء ملاعب الأسنَّة }}
وكان قد شاخ وتقدم بالعمر ، فأخذ الزعامة منه أبن أخيه واسمه {{ عامر بن الطفيل }}
قدم {{ ابو البراء }} الى المدينة و كان شيخ كبير، وقدم هدية الى الرسول صل اللهم عليه وسلم
ودعاه النبي صل اللهم عليه وسلم الى الإسلام
فلم يسلم ولم يرفض الاسلام كان {{ ابو البراء }} مقتنع بالإسلام
ولكنه لم يسلم ، خوفاً على مكانته في قبيلته لأنه من سادة قومه
فقال ابو البراء :_يا محمد إني أرى أمرك هذا حسنٌ شريف
[[ اي هذا الدين الذي تدعو إليه حسن شريف ]]
فلو بعثت رجالاً من أصحابك الى أهل نجد يدعونهم الى أمرك ، فإني أرجو أن يستجيبوا لك
[[ لأنه يريد لقومه أن يسلموا ويسلم معهم هو ايضاً ]]
فقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ إني أخشى عليهم أهل نجد
فقال له ابو البراء :_ أنا جارٌ لهم [[ لانه كبير قومه وله كلمة مسموعة قال هم في حمايتي ]]
وكان الجوار معروف عند العرب جميعاً ، فالجوار من العار عند العرب ان ينتهك
_______
استجاب الرسول صل اللهم عليه وسلم{{ لأبي البراء }}
ثم أنطلق ابو البراء وسبقهم الى نجد ، واخبر ابن اخوه سيد قومه {{ عامر بن الطفيل }}
قال له :_ يا أبن أخي سيحضر أصحاب محمد صل اللهم عليه وسلم وإني قد أجرتهم حتى يبلغوا دعوته وأختار النبي صل اللهم عليه وسلم من اصحابه
{{ ٧٠ }} من شباب الصحابة ، ليخرجوا لنجد يدعوهم الى الإسلام
[[ اختار ١٠ من الصحابة لقبيلتي عضل والقارة ، واختار ٧٠ لبني عامر ]] هؤلاء السبعين من الصحابة الذي أختارهم النبي صلى الله عليه وسلم يطلق عليهم {{ القراء }}
لماذا هذا اللقب ؟؟
لأنهم كانوا هؤلاء الشباب من الصحابة ، إذا صلوا العشاء مع النبي صل اللهم عليه وسلم لا يذهبوا لبيوتهم ، بل ينطلقوا الى أطراف المدينة عند البساتين واتخذوا معلم لهم للقران من كبار الصحابة
فيحفظون القران عليه حتى يتقنونه ، كما أنزل فلا يدّعون آية تنزل إلا حفظوها ، وتفقّهوه فيها
وقاموا الليل يصلون بها ، حتى إذا كان الفجر استعذبوا من الماء قبل أن تخلطه أيدي الناس [[ اي قبل ما يتعكر ]]
فملؤوا القربة ، وأحتطبوا [[ أي جمعوا الحطب ]]
وجاؤوا به الى حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم [[ فكانوا ينصبون من أنفسهم وكأنهم خدم لبيوت النبي دون أن يشعر بهم أحد ]] فما أن يطلع الفجر
كانت أوعية الماء أمام حجرات أزواج النبي وإذا بالحطب امام الحجرات ايضاً ويشهدون الفجر جماعة مع رسول الله صل اللهم عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين
________
[[ اختلف في عددهم ، قيل كانوا ٧٠ رجل ، وقيل ٤٠ والذي جزم انهم ٤٠ في الحديث الصحيح قال والبقية كانوا تبعاً لهم اي عبيدهم وخدمهم ]]
أنتدب الرسول صل اللهم عليه وسلم هذه الفئة الطيبة ، التي تقوم الليل وتقرأ القران ليكونوا خير دعاة {{ لبني عامر }}
وكتب لهم النبي صل اللهم عليه وسلم كتاب {{ لبني عامر }}
وأرسله معهم
[[فخرجوا في الوقت الذي خرجت به اصحاب عضل والقارة
فأصحاب عضل والقارة خرجوا الى جهة مكة ، وهؤلاء القراء اخذوا طريق نجد الى بني عامر ]]
وكان كما قلنا {{ ابو البراء }}قد سبقهم واخذ لهم العهد عند قومه
حتى وصلوا عند بئر يطلق عليه {{ بئر معونة}}
ومن أدب الصحابة ، وقفوا عند البئر ولم يدخلوا كلهم دفعة واحدة الى {{ بني عامر }}
بل ارسلوا حامل الكتاب الى سيد القوم {{ عامر بن الطفيل }}
فأرسلوا {{ حرام بن ملحان رضي الله عنه }}
[[ ليخبروه أننا نحن أصحاب محمد صل اللهم عليه وسلم ، وان ابو البراء عمك اخذ لنا العهد والجوار ]]
فلما دخل حامل الكتاب على {{ عامر بن الطفيل }} وكان عامر هذا سيء الخلق جداً فلما دخل عليه ، وعرف بنفسه ومد الكتاب إليه
فلم يلتفت إليه
وقال :_ ما حاجتكم ؟؟
قال له :_ لسنا أصحاب حاجة [[ بلغتنا مش جاين نشحت ]]
ولكننا أرسلنا بأمر من نبينا صل اللهم عليه وسلم الى قومكم ندعوهم الى هذا الدين وقد اخذ لنا عمك ابو البراء {{ملاعب الاسنة }} عهداً وجوار إني رسول رسول الله صل اللهم عليه وسلم إليكم
ندعوكم الى لا إله إلا الله ، محمد عبده ورسوله صل اللهم عليه وسلم
فآمنوا بالله ورسوله صل اللهم عليه وسلم
فبينما هو يتكلم معه أشار {{ ابن الطفيل }} الى أحد رجاله واسمه {{ جبار بن سلمي }} فطعنه بالحربة في ظهره وخرجت من بطنه
فأخذ هذا الصحابي الجليل {{ حرام بن ملحان }} يمسح الدم الذي ينزف منه بيده ، ويدهن به وجهه
وهو يقول :_ الله أكبر الله أكبر فزت وربِ الكعبة حتى فاضت روحه
فأستغرب الذي طعنه يقول فزت ؟!!!
قتلته ويقول فزت !!!!!
تعجب وأخذ يسأل: - ما الذي فاز به ؟ أولستُ قد قتلته؟
فقالوا له: - إنها الشهادة عند المسلمين !
فقال: - نعم فاز والله
ثم ذهب {{ جبار }}الى المدينة وأسلم
______
فكان قتل الصحابي من سوء أخلاق {{ عامر بن طفيل }}
لأنه أولاً رد جوار عمه {{ ابو البراء }}
[[ يعني لم يحترم عمه مع انه كل بني عامر تحترم عمه ]]
ثانياً هو قتل رسول ، والرسل لا تقتل ، وكانت هذه قاعدة عند العرب ، وعند كل الدول وحتى الآن
وبعد قتل هذا الصحابي
خرج {{ عامر بن الطفيل }} الى قومه وهو سيد القوم و زعيمهم
ثم قال لهم :_ استعدوا معي لنذهب لبئر معونة ونقتل أصحاب محمد صل اللهم عليه وسلم
فرفض قومه الخروج معه [[ لأنهم يحترموا عمه ابو البراء جميعا ويحبونه ولا ينقضون عهده وجواره ]]
_______
فلما رفض القوم دعوة سيدهم {{ عامر بن الطفيل }}
ذهب الى القبائل حوله وجمع ثلاثة قبائل معه وانطلقوا الى المسلمين عند {{بئر معونة }} وأخذوا يقاتلونهم
وأخذ المسلمون سيوفهم ودافعوا عن أنفسهم، ولكنهم قتلوهم عن آخرهم لم يبق إلا {{ كعب بن زيد رضي الله عنه }}
الذي جرح وظنوه قد قتل ولكنه عاش، ثم مات شهيدا بعد ذلك بعام واحد في غزوة الخندق
كان اثنين من الصحابة ، قد تأخرا عنهما في الطريق وهما {{ المنذر بن عقبة ، وعمرو بن أمية }}
فوجدوا الطيور تحوم في السماء فوق معسكر المسلمين عند بئر معونة فقالا: _ والله ان لهذه الطيور لشأن ، وأسرعا الى أصحابهم، فوجدوهم قد قتلوا فانطلقا يقاتلان هما أيضا
فقتل {{ المنذر بن عقبة}}
ووقع {{عمرو بن أمية }} في الأسر
ثم أعتقه عامر بن طفيل ولم يقتله
[[ لأن أمه كان عليها عتق رقبة ، فأعتق لها عمرو بن أمية ]]
وانطلق {{ عمرو بن أمية }} رضي الله عنه راجعاً الى المدينة
وفي الطريق لقي ، رجلين وعلم أنهما من {{بني عامر }}
ونزلا تحت ظل شجرة فلما ناما قتلهما {{ عمرو بن أمية }} ثأرا للصحابة ولكن هذان الرجلين كان معهما عهداً من النبي صل اللهم عليه وسلم وهو كان لا يعلم بذلك، فلما عاد الى النبي صل اللهم عليه وسلم وأخبره
قال له:_ قد قتلت قتيلين لأدينَّهما [[ اي سأدفع ديتهم ]]
وكان ذلك من مكارم أخلاقه صل اللهم عليه وسلم
فقد جاءه صل اللهم عليه وسلم خبر هذين القتيلين مع خبر استشهاد السبعين من صحابته ، ومع كل هذا
أراد أداء الدية لهذين القتيلين اللذين قُتلا عن طريق الخطأ
وصل الخبر لرسول الله صل اللهم عليه وسلم في المدينة
فكانت فاجعة ومأساة {{ عضل والقارة ، وبئر معونة ، في نفس التوقيت }} كانت مأساة شديدة على رسول الله صل اللهم عليه وسلم وصحابته الكرام وغلب الحزن الشديد على الرسول صل اللهم عليه وسلم وعلى المسلمين و ربما كان حزنهم أكثر من أحد
[[ لأن في أحد كانت هناك مواجهة ، وكان هناك قتلى من المشركين وجرحى ]] ولكن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم قتلوا بالغدر
ومن شدة حزن الرسول صل اللهم عليه وسلم ، اخذ يدعوا عليهم شهرا كاملاً.. يرفع يديه في الدعاء ، حتى يسقط ردائه عن منكبيه
[[ ومن هنا اخذ دعاء القنوت لم يشرع دعاء القنوت قبل هذه الواقعة أي انه يدعو بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة ]]
وقد يقول قائل: كيف يوافق النبي صلى الله عليه وسلم على إيفاد سبعين من أصحابه مع أناس ليسوا بمسلمين، وفي جوار رجلٍ لم يدخل الإسلام، مع احتمال أن يكون هذا استدراجاً لهم ومكيدة للإيقاع بهم، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من رجاحة العقل والحكمة ما هو معروف به؟!،
والجواب على ذلك:
أولاً: إن حفظ الجوار كان من فضائل العرب والخلق المتأصل فيهم، فكانوا في الجاهلية يدافعون عن الجوار، ويَمنعون مَنْ حالَفهم أو استجار بهم، ممَّا يمنعون منه نساءهم وأبناءهم، فاحتمال الغدر مُستبعد، ولا سيما أن القراء كانوا في جوار رجل له منزلته في بني عامر.
ثانياً: إن إرسال النبي صلى الله عليه وسلم لهم لم يكن إلا حلقة من حلقات الدعوة إلى الإسلام والجهاد في سبيل الله، ثم أليس غاية ما يُحتمل أن يموتوا شهداء؟ فهذا ما كانوا يرجونه رضوان الله عليهم.
ثالثاً: أظهرت هذه المؤامرة عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم للغيب إلا ما علمه الله له، إذ لو كان يعلم الغيب ما أرسل أصحابه ليُقتلوا.
لقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، وتأثر لمقتل أصحابه رضي الله عنهم في بئر معونة تأثراً كبيراً، حتى قال أنس رضي الله عنه: (فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجَدَ (حزن) على شيء ما وجد عليهم) رواه البخاري،
فقد كان عددهم يساوي عدد شهداء أُحُد، إضافة إلى أنهم من القرَّاء العبَّاد، وقد قُتِلوا غدراً وخيانة، ومن ثم ظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على من قتلهم شهراً كاملاً،
كما روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (أنَّ رِعْلًا وذَكْوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لَحْيانَ، اسْتَمَدُّوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار، كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى إذا كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقنت شهراً يدعو في الصبح على أحياء من أحْياء العرب: على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
اما {{ ابو البراء ملاعب الاسنة }} أصابه غيض شديد لانها انتهكت جواره من ابن اخيه
فهناك رواياتان ( الأولى )
انه رجع للنبي صل اللهم عليه وسلم يعتذر عن ما فعله ابن اخيه فقبل النبي صل اللهم عليه وسلم عذره ،ثم أسلم وكان من الصحابة
( والروايةالثانية )
أنه ارسل من طرفه رسولاً يعتذر ويعلن اسلامه ، ثم مات غيظاً وقهراً لانه انتهك جواره مع اصحاب النبي صل اللهم عليه وسلم فمن هنا نعلم من حادثة الرجيع وبئر معونة ان النبي صل اللهم عليه وسلم لايعلم {{ الغيب المطلق }} إلا ما اطلعه الله عليه
لم يكن يعلم أن اصحابه سيصيبهم ذلك ولكنه كان متخوفاً عليهم وحذر واخذ بالاسباب ولكن لا رآد لقضاء الله
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
======================
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير )) الجزء الأول
_________
قلنا من قبل أن اليهود في المدينة كانوا ثلاثة قبائل
١_ بني قينقاع
[[ وقد اجلاهم النبي صل اللهم عليه وسلم وذكرنا قصتهم ]]
٢_ بني النضير
[[ وحديثنا اليوم عنهم ]]
٣_ بني قريظة
[[ سيأتي حديثنا عنهم بعد غزوة الخندق ]]
فعقد معهم صل اللهم عليه وسلم عهوداً
وكما قلنا وسنظل نقول :
{{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً }}
منذ أن خلق الله بني اسرائيل [[ اي اولاد يعقوب }}
الى ايامكم هذه ، الى أن يأتي يوم الحجر والشجر فيطهر الله الأرض من رجسهم إن شاء الله تعالى {{ فهو قريب }}
لم يصبر اليهود على العهود فكل قبيلة نقضت عهدها
________
وقلنا أنه منذ هجرة الرسول صل اللهم عليه وسلم للمدينة
واليهود لايتوقفون لحظة واحدة عن إثارة المشاكل في المدينة
حتى انتهى الأمر بطرد يهود {{ بني قينقاع }} من المدينة في السنة {{ ٢ من الهجرة }}
وبعد طرد بني قينقاع
خاف اليهود على أنفسهم وهم
{{ بني النضير }} و {{ بني قريظة }}
فاستكانوا والتزموا الهدوء
ولكن بعد {{ أحد}} ثم بعد مأساة {{ الرجيع ، وفاجعة بئر معونة }}
عادت إليهم جرأتهم مرة أخرى
وعادوا الى سابق عهدهم من سب الاسلام
والدخول في مصادمات مع المسلمين
واثارة الشائعات المغرضة
والتشكيك في الأسلام ، وفي نبوة النبي صل اللهم عليه وسلم يقولون :_ما أصيب بمثل هذا نبي قط
كما عادوا مرة أخرى الى الاتصال بالمنافقين في المدينة، والمشركين في مكة، والعمل لصالحهم ضد المسلمين
فكانوا في المدينة مثل ما يطلق عليهم الآن [[ الطابور الخامس أو الجواسيس ]] ضد الدولة الاسلامية
_______
وقد تحدثنا عن فاجعة {{ بئر معونة }} والتي فقد فيها المسلمون سبعون من خيرة الصحابة
وقلنا أن من أحداث هذه الفاجعة
أن {{عمرو بن أمية}}
والذي شهد هذه المذبحة
قابل في طريق عودته الى المدينة رجلين من {{ بني عامر}} فقتلهما ثأرا لمقتل أصحابه
وكان هذين الرجلين معهما عهد من النبى صل اللهم عليه وسلم
ولم يكن {{ عمرو بن أمية }} يعلم ذلك
فلما أخبر النبي صل اللهم عليه وسلم
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم:_ قد قتلت قتيلين لأدينهما
[[ أي سيؤدي عنهما دية القتل الخطأ ]]
________
دية القتل الخطأ مبلغ كبير جداً تبلغ {{ ٤ كيلو وربع }} من الذهب
أو {{ ١٠٠ من الأبل }} لكل رجل
فالمقتول رجلين
وهذا يعني أن على المسلمين أن يتحملوا الضعف
{{ ٨ كيلو ونصف من الذهب }} أو {{ ٢٠٠ من الأبل }}
وهذه أموال لا تتحملها الدولة الإسلامية، التي كانت تعاني في ذلك الوقت من فقر شديد وأزمة اقتصادية طاحنة، ذكرنا أسبابها من قبل ، في بداية الهجرة
________
فذهب النبي صل اللهم عليه وسلم الى يهود {{ بني النضير}} حتى يتحملوا معه جزء من أموال هذه الدية
والسبب كان بينهم عهد وموثق
حسب بنود {{ وثيقة المدينة }} التي وضعها صل اللهم عليه وسلم بعد الهجرة ، والتي نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة
[[ القتل الخطأ يشترك الجميع بدفع ديته لأنهم سكان مدينة واحدة ]]
________
ذهب الى يهود {{بني النضير }} في نفر من أصحابه قيل عشرة ، وكان فيهم {{ أبو بكر وعمر وعلي }}
توجه الى كبيرهم
{{ حيي بن أخطب }}
الذي ذكرنا خبره أول الهجرة والد {{صفية بنت حيي}} إحدى امهات المؤمنين
والتي تزوجها بعد خيبر والتي تحدثت هي للنبي صل اللهم عليه وسلم بخبر أبيها ، بعد أن آمنت واصبحت أم للمؤمنين
وذكرنا خبره
ولكن نعيد موطن الشاهد فقط ، و جوهره
قول صفية أم المؤمنين
تقول :_ سمعت عمي أبا ياسر ، يقول لوالدي حيي بن أخطب وكان أعلم منه بالتوارة
قال :_ يا اخي يا حيي ، أهو هو الذي اخبرتنا به التوراة ؟؟
[[ اي هل هذا محمد - صل اللهم عليه وسلم - هو هو النبي المنتظر ]]
قال :_ ايِ وربِّ موسى وعيسى ، هو هو
قال :_ أعرفته بنعته وصفاته تماماً ؟!!
قال :_ وأشد من معرفتي بأبنتي هذه [[ واشار لصفية ]]
قال :_ فماذا في نفسك منه ؟
قال :_ عداوته ما حييت
قالت :_ فأمسك به عمي
وقال :_ يا أخي يا أبن ام ، أطعني في هذه وأعصني بعدها بما شئت ، لا تناصب الرجل العداء ما دمت علمت أنه نبي ورسول - صل اللهم عليه وسلم -فإنك لن تقدر عليه ، فإن اصابه غيرنا فذلك ما أردت ، وإلا كنا معه على صلح
قال حيي :_ لا لا عداوته ما حييت
هذا هو حيي وموضوع حديثنا اليوم
توجه النبي صل اللهم عليه وسلم إليه
ودخل النبي على حيي ، وهو في مجلسه
فرحبوا به وسلموا عليه
وقال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ جئتك يا حيي [[ بكذا وكذا وكذا ]]
وعرض عليه أن بيننا وبينكم عهود ، وأن رجل من الانصار قتل رجلين من الحلفاء ، وعلينا دفع الدية وكانت قيمة الدية للرجلين كما قلنا {{ ٢٠٠ ناقة }}
وطلب من اليهود أن يتحملوا ما عليهم من أموال
___________
فقال حيي :_ نعم حباً وكرامة يا أبا القاسم نفعل
ولكن أجلس ها هنا حتى تطعم أنت واصحابك وحتى نقضي حاجتك
[[ اي اجلس نضيفك تاكل لحتى ارتب اموري ]]
______
فجلس النبي صل اللهم عليه وسلم
خارج الدار [[ لأن الجو كان حاراً ]] فجلس وجعل ظهره لجدار الدار وأصحابه حوله
فذهب حيي الى رجاله
وقال :_ إنها فرصتكم ، فلن تجدوا الرجل بمثلها بعد الآن قط فليس معه الا عشرة وهو جالس مطمئن
وهذه فرصة لا تتكرر
فليصعد أحدكم على ظهر البيت الذي يجلس الى جواره محمد صل اللهم عليه وسلم ، ويلقي حجر ضخم على رأسه ويقتله ، ويريحنا منه الى الابد
[[ يريد أن يغتال النبي صل اللهم عليه وسلم ]]
يتبع بإذن الله …
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡ .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة🔸🔸
===================
السيرة النبوية العطرة
(( غزوة بني النضير )) الجزء الثاني
______
أراد {{ حيي بن أخطب }} أن يغتال النبي صل اللهم عليه وسلم ، فوافقه الجميع ..فعارضهم كبيرهم من الأحبار وأسمه {{ سلام بن مشكم }}
وكان من أكبر علمائهم
قال سلام :_ يا حيي ألست تعلم أن محمدا رسول الله ؟؟
قال :_ لا
قال :_ وربِ موسى وعيسى ، إنك لتعلم إنه نبي ،
وكنا نرجو أن يكون منا من نسل هارون
لا تفعلوا ، فوالله ليخبرن بما هممتم به ، وليأتينه الخبر من السماء ،
ولتكونن بعد ذلك ناقضاً عهدك معه
وأصر حيي على مؤامرته و عزموا على تنفيذ خطتهم
وصعد أحدهم وهو {{ عمرو بن جحاش}} وكان من رؤسائهم
ليلقي هذه الصخرة الضخمة على رسول الله صل اللهم عليه وسلم
___________
وقبل أن يلقي هذه الصخرة الضخمة ، كان قد هبط جبريل على النبي صل اللهم عليه وسلم وأخبره بمكر المغضوب عليهم يهود
قال له جبريل :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم ،
أنهض على الفور ولا تكلم أحد
فقام النبي صل اللهم عليه وسلم ، ومضى بين أصحابه ،
واتجه الى ناحية الشجر كأنه يريد أن يقضي حاجة
[[ الصحابة جالسون اعتقدوا أن النبي - صل اللهم عليه وسلم قام ليقضي حاجة ]] وعاد النبي صل اللهم عليه وسلم الى المدينة .
فجاء {{ حيي بن أخطب }}
قال :_ أين ابا القاسم ؟
قالوا :_ قام في حاجة له ..وانتظروا وطال الانتظار ،
والصحابة يقولون :_ أين ذهب رسول الله - صل اللهم عليه وسلم ؟؟
لا بد أن له أمر .. وحيي يصبرهم
ويقول :_ لعله يرجع الآن ، دعوه في حاجته ،
اجلسوا فقد أعددنا لكم الطعام ... فجاء رجل من بين النخيل
فقالوا له :_ ارأيت رسول الله ؟؟ - صل اللهم عليه وسلم
قال :_ نعم رأيته متوجه الى المدينة
فهب الصحابة مسرعين خلفه ..فوجدوه عند باب المسجد يريد الدخول ..
فما أن سلموه عليه حتى نظر إليهم وهو مغضب
وقال :_ إليَّ بمحمد بن مسلمة
[[ ومحمد بن مسلمة من الانصار بينه وبين يهود العهود والعقود قبل ان يهاجر النبي - صل اللهم عليه وسلم للمدينة يعني حلفائه ]]
قالوا :_ما الخبر يارسول الله ؟؟! - صل اللهم عليه وسلم
قال :_همت يهود بغدر ، لقد أوكل حيي لرجل منهم ،
أن يصعد على سطح الدار ، وأن يلقي علي حجر
فأتاني جبريل ، وأخبرني ، فلقد نقضوا عهدهم
_________
فلما حضر {{ محمد بن مسلمة رضي الله عنه }}
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_
إذهب الى {{ بني النضير }}
وقل لهم :لقد هممتم بالغدر ورتبتم كذا ، وكذا ،
وكذا [[حتى يكونوا على بينة ]]
ولقد جاء خبركم من السماء لرسول الله- صل اللهم عليه وسلم
لذا لا عهد بيننا وبينكم ، لقد نقضتم العهد
اخرجوا من مدينتي ولا تساكنوني بها
وقد أجلتكم عشراً [[ اي معكم عشرة ايام ]]
فمن وجدت منكم بعد ذلك ضربت عنقه
________
نرجع لليهود عندما علموا ، أن رسول الله - صل اللهم عليه وسلم رجع للمدينة ، استغربوا لماذا رجع ؟؟!!!!!
قال لهم حبرهم الذي نصحهم {{ سلام بن مشكم }}
قال : يا حيي تقول أن محمد - صل اللهم عليه وسلم رجع الى المدينة
قال :_ أجل
قال:_ أتعلم لِمَ رجع الى المدينة وقام من مجلسه
قال :_ لا
قال :ولكنني أعلم وأنت وربِ موسى وعيسى تعلم ولكنك رجل مكابر
لقد جاء الخبر لمحمد - صل اللهم عليه وسلم من السماء ، كما قلت لك
وانت الآن قد نقضت العهد وانتظر معي ساعة فإن محمد - صل اللهم عليه وسلم مرسل إليك
فقال القوم :_ بماذا تشر علينا يا سلام ؟ !!!
قال :_ أشير عليكم بأمرين ولا ثالث لهما
{{ الأمر الأول }} وهو خير لكم ، أن تدخلوا في دين الرجل ، وتسلموا فأنتم أهل الكتاب الأول ..وأنتم من نسل هارون [[وكان بني النضير ينتهي نسبهم الى هارون أخو موسى عليه السلام ]]
فإذا اسلمتم سيغفر لكم هذه الذلة ، وهو لا يقتل رجل دخل دينه ،
فتحقنوا دمائكم وأموالكم ، ويعلو كعبكم بين اصحابه
فأنتم اهل كتاب ومن نسل الانبياء
قال حيي :_ أما هذه .....فلا .. هاتِ الثانية
قال :_ أما {{ الأمر الثاني }} إنه مرسل لك الآن ، أن اخرج من بلادي
فأياك ثم أياك ان تعقب على رسوله [[ أي لا ترفض أمره ]]
وأجبه بنعم ، فإنك إن لم تفعل ، لن يقبله منك بعد ذلك
فأخرج من بلاده على الفور ، وأحقن دمائك وأموالك
قال القوم جميعاً :_ هذه نعم
فما أن أتم حبرهم قوله ، حتى كان {{ محمد بن مسلمة }}يقرع بابهم
فقال سلام : قم يا حيي فأفتح الباب لرسول محمد صل اللهم عليه وسلم
ففتح الباب حيي فوجد بالفعل {{ محمد بن مسلمة }}
قال :_ مرحباً بابن مسلمة[[ فهو حليفهم وكان صديقهم قبل الإسلام ]]
ادخل فأجلس يا ابن مسلمة
قال :_ لا جلوس لي بينكم ، إنما أنا رسول ، رسول الله - صل اللهم عليه وسلم إليكم ابلغكم رسالته
[[ وتوجه بالكلام الى سيد القوم حيي و حبرهم سلام ]]
قال :_ يا حيي ويا سلام
قالا :_ نعم
قال :_قبل أن أبلغكم رسالة رسول الله - صل اللهم عليه وسلم
أنشدكم الله والتوراة التي انزلت على موسى
اتذكرون عندما جئتكم يوماً ،قبل مجيء محمد -
صل اللهم عليه وسلم - الينا ؟؟ جئت إليكم في مجلسكم هذا
وكان بين أيديكم صحفة طعام [[ سفرة أكل كانوا يأكلون ]]
فقلت لكم :_ إن لي حاجة
فقلتم لي :_ أجلس فأطعم أولاً ، فأطعمتموني من طعامكم
وكان {{ سلام }} يحمل كتاب بين يديه [[ اي التوراة ]]
فقال :_يا ابن مسلمة ما يمنعك أن تدخل في ديننا ؟؟
فقلت لك :_ لا حاجة لي في دينكم ولا دين غيركم
فقال لي سلام :_إنما يمنعك من اتباع ديننا ، بسبب سماعك أن رجل سيبعث {{ بالحنيفية }} وهذا وقته وأن مولده مكة ،وأن دياركم هجرته ، وإن من أوصافه[[ كذا وكذا وكذا ]] ولقد أظلكم زمانه فهو مصبحكم أو ممسيكم
قالوا :_ اللهم نعم قد قلنا هذا ، ولكن ليس صاحبكم هو الذي ننتظر
فقال بن مسلمة :_انتهى معكم ما أريد
________
والآن ابلغكم رسالة رسول الله صل اللهم عليه وسلم
يقول لكم رسول الله - صل اللهم عليه وسلم
قد هممتم بالغدر ، وكان من أمركم [[ كذا وكذا وكذا ]]
وجاءه جبريل بالخبر من السماء
والآن يقول لكم :_ لا عهد بيننا ، هو لا يريد قتالكم فأخرجوا من دياره ،
ولا تجاوروه فيها ابداً ..فتعجل حبرهم سلام
وقال :_نعم
فرد حيي خلفه
وقال :_نعم
فوافقوا على الجلاء
قال :_ قد أمهلكم رسول الله - صل اللهم عليه وسلم -عشراً ، تستعدوا وتجمعوا أموالكم ، ومن رؤي منكم في المدينة بعدها ضربت عنقه
قالوا :_ أجل حباً وكرامة ، ابلغ ابا القاسم أننا على رحيل
واخذوا يستعدون و شاع الخبر في المدينة
ورجع ابن مسلمة للرسول صل اللهم عليه وسلم
يخبره أنهم قبلوا حكمك ، وهم يستعدون للرحيل
_____
وسمع بالخبر رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }}
بلغ الخبر الى ابن سلول رئيس المنافقين
فعز عليه هذا المنافق ، أن يهاب جناحه
ذُهل ابن سلول بالخبر قبل أشهر أجليت قينقاع وهم حلفائه
واليوم النضير فمن يبقى ؟؟
فأرسل رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الثالثة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
==================
السيرة النبوية العطرة
(( غزوة بني النضير )) الجزء الثالث
______
أرسل رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير
ثم ذهب وجلس بالمسجد [[ كأنه لم يفعل شيء ،هكذا المنافقون والعملاء على نفس النهج ، في العلانية معنا وضد العدو ، وفي السر هم أخوة متحابون مع أخوة القردة والخنازير ]]
أرسل برسالة الى حيي
قل له :_ يقول لك {{ ابن سلول }} أياك أن ترحل ، اثبتوا وتمنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم
وإن لي حلفاء من غطفان ، وهذه اخوانكم قريظة ، كلنا نجتمع عندكم في الحصن ونقاتل معكم حتى نخلص من محمد - صل اللهم عليه وسلم- ومن صحبه ومن دينه ، وإن أجلاكم جلينا معكم
فجاء الخبر الى حيي وهو يستعد لجلاء
وصلته رسالة ابن سلول وهو يقول لك [[ كذا وكذا وكذا ]]
فسُر بالخبر حيي
وقال :_ إذن لن نرحل
___________
وفي ذلك نزل قوله الله تعالى
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}
ألم تَرَ !! تعجب
يقول الله عزوجل للنبي صل اللهم عليه وسلم بهذا المعنى[[ ما شفت ؟ ما أستغربت ؟ لاحظت اللي صار ؟ ]]
الم ترى ؟!!!! أداة تنبيه ، للنبي صل اللهم عليه وسلم
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا }}
هل سمعتم قول الله عزوجل يا خير أمة ؟؟
{{ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ }}
المنافقين الخونة اخوة {{ المغضوب عليهم }}
في نص قرآني لا يقبل الجدال
اين وجه الربط بالاخوة في هذه الآية ؟؟
هؤلاء عرب من اصل {{ عربي }}
وأولئك يهود من أصل {{ يهودي }}
ولكنهم اخوة في العقيدة والفساد وفي العداوة لله عزوجل ورسله ودينه
___________
تكملة الايات
{{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
لأنتم اشدُ رهبةً في صدورهم من الله ؟!!!!
نعم {{ المؤمن الصادق}} يهز قلوبهم من الخوف والرعب أكثر من خوفهم من الله
لان المنافقون الخونة العملاء لا يخافون من الله
ولو خافوا من الله ما سلكوا هذا المسلك
ولكن يخيفهم ويرعبهم {{المؤمن الصادق }} إنسان ملتزم يجعل قلوبهم تهتز
{{ لَأَنْتُمْ }}
الله عزوجل يخاطب النبي صل اللهم عليه وسلم واصحابه
{{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
[[ ما بيخافوا الله ولكن يخافوا منكم ، لو بيخافوا الله ما بينافقوا ما بيخونوا ، لا يؤيدون اليهود على اخوانهم ،
اما لو في مؤمن صادق ، تهتز قلوبهم وتقوم الدنيا ولا تقعد هذا ما يخيفهم المؤمن الصادق ]]
________
شجعهم {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} على المقاومة خصوصا أن معهم كذلك يهود {{ بني قريظة }} وكان لهم حلفاء من {{ غطفان }}
فبعث رئيسهم {{ حي بن أخطب}} الى النبي صل اللهم عليه وسلم
:_ إنَّا لا نخرج من ديارنا ، فأصنع ما بدا لك
فلما بلغ النبي صل اللهم عليه وسلم
جواب {{ حيي بن أخطب }} وكان ابن سلول جالس معهم بالمسجد [[ كأنه ما عمل شي ]]
فلما سمع النبي صل اللهم عليه وسلم بهذا الخبر
قال :_ الله اكبر ... فكبر أصحابه من خلفه [[دون أن يعرفون ما الخبر ]] فكبر النبي ثانية ..... فكبروا ثم كبر ثالثة ..... فكبروا
ثم قال بعد التكبيرة الثالثة
:_ الآن حاربت نضير [[ يعني انا لا أريد أن أحاربهم هم طلبوا الحرب بأنفسهم ]] ثم قال :_ قم يا بلال وأذن للجهاد
فوقف بلال يؤذن :_ حي على الجهاد حي على الجهاد ، حي على خير العمل فهب الصحابة رضوان الله عليهم كالأسود استعداداً للقتال
_____
قام الصحابة واستعدوا للجهاد
وقام ابن سلول الى داره كأنه يريد أن يستعد
وأرسل مرة اخرى الى حيي
:_أياك أن يخيفك هذا ، إذا جدَّ الأمر ستجدنا عندك في حصنك
ودخل ابن هذا المنافق
{{ عبد الله بن عبد الله بن ابي سلول }} رضي الله عنه
وكان أبنه من خيار الصحابة فقد استخلفه النبي صل اللهم عليه وسلم ، يوم بدر على المدينة
[[جعله والي على المدينة وابوه اكبر رأس بالمنافقين وابنه والي رسول الله - صل اللهم عليه وسلم- ومن خيار الصحابة ]]
فدخل يلبس لباس الحرب ، ثم نظر الى أبيه
قال :_ أراك لا تستعد !!!!
قال :_ سأستعد فيما بعد
_______
وخرج المسلمون الى {{ بني النضير }}
وكان {{ علي بن ابي طالب رضي الله عنه }} هو الذي يحمل اللواء
وكانت المسافة من المدينة الى بني النضير ميلين
[[ يعني حوالي ٣ كم ]]
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
=====================
السيرة النبوية العطرة
(( غزوة بني النضير )) الجزء الاخير
_________
لما رأى {{ بني النضير }} جيش المسلمين خافوا منهم ودخلوا الى حصونهم
وكان عددهم {{ ١٥٠٠ }}
وفي ذلك يقول تعالى
{{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }}
_______
وتخلى عن {{ بني النضير }} حلفائهم من {{غطفان}}
وتخلى عنهم اخوانهم من {{ بني قريظة }}
وتخلى عنهم رأس المنافقين {{ ابي ابن سلول }}
الذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين
_______
دخل {{ بني النضير }} في حصونهم، وتحصنوا فيها وحاصرهم المسلمون
وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة
ثم أمر النبي صل اللهم عليه وسلم اصحابه ، أن يقطعوا و يحرقوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم ]]
وقام المسلمون بقطع وحرق بعض نخيل {{ بني النضير }} فقطعوا وحرقوا
بهدف بث الرعب في قلوب اليهود وخزي لهم ، فنادى اليهود من فوق حصونهم
وقالوا: _ يا محمد - صل اللهم عليه وسلم-، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟
فلم يرد عليهم النبي صل اللهم عليه وسلم ، واستمر الصحابة بقطع النخيل وحرقه .. ونزل في هذا قول الله تعالى:
{{ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }}
{{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ }}
[[ هي النخيل لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]]
{{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ }}
[[ لان هذا النبي صل اللهم عليه وسلم لا يصنع شيء من نفسه ،إنما يسدده الوحي من السماء بأمر من الله ]]
_________
واستمر الصحابة يقطعون ، ويحرقون حتى دخل الرعب لقلوبهم
واستمر الحصار {{ ٦ ليال فقط }} فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب
فخرج حيي من على رأس الحصن وقال :_
يا محمد - صل اللهم عليه وسلم-سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت
قال :_ لا .. اليوم لا أقبله
فقال سلام حبرهم لحيي :_ هل جاءك حديثي يا حيي ؟؟
فقال حيي :_ وماذا تريد يا ابا القاسم ؟
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_ أن تنزلوا على حكم الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم-
[[ ما هو الحكم ؟ أن يقتل المقاتل ويسبى النساء والاطفال ]]
فأخذوا يستغيثون ويستجيرون
بالنبي صل اللهم عليه وسلم ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي صل اللهم عليه وسلم
فرَّق قلب النبي صل اللهم عليه وسلم لهم [[ على رغم حقدهم وغدرهم رق لهم صل اللهم عليه وسلم ]]
_______
فوضع لهم النبي صل اللهم عليه وسلم شروط على الجلاء والإستسلام
{{ أن يخرجوا من المدينة ، ولا يحملون إلا ما تحمل أبلهم فقط، ولا يحملون معهم السلاح ولا حتى سيف واحد
وخذوا ذريتكم ، ونساءكم واخرجوا من دياري }}
قال حيي :_ يا أبا القاسم ، إنا لنا اموال وديون عند الناس
قال له النبي صل اللهم عليه وسلم :_تعجل وضع
[[ يعني خذ ما امكن ، اعمل مفاوضة مع من معه ديون ]]
فكان يأخذ من {{١٠٠ دينار }} عشرة فقط ومن الالف ، خمسين
وكانت اموالهم كلها من الربا .. فنزلوا على ذلك
__________
فأخذوا معهم ما عز من أموالهم كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام لهم في الطريق
[[ لان ليس لهم إلا ما حملته الإبل وكان عدد ابلهم ٦٠٠ ناقة ]] فأرادوا أن يستعيروا أبل فمنع النبي صل اللهم عليه وسلم عنهم ذلك
قال: _ لكم إبلكم وما حملت من متاع
وعز عليهم أن يتركوا ديارهم [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]]
وأخذوا يهدمون بيوتهم [[ لكي لا يستفيد منها المسلمون ]]
فحملوا الأبواب والشبابيك ، وخلعوا الأوتاد وجذوع السقف،
فلما رآئهم النبي صل اللهم عليه وسلم يفعلون ذلك
قال لأصحابه :_ ساعدوهم في هدم بيوتهم
[[يعني نحن مش طماعنين في بيوتكم ]]
فأخذوا هم يهدمون من الداخل ، والصحابة يهدمون من الخارج
فحملوا متاعهم على {{ ٦٠٠ بعير }} وتركوا من أسلحتهم
{{٥٠ درعا }} و {{ ٥٠ خوذة }} و {{٣٤٠ سيفا }}
فأخذ المسلمون هذه الأسلحة، وأخلوا ديارهم وأرضهم
______
وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }}
سبَّح لله [[ دائماً إذا كان الأمر فيه{{ تجلي إلهي }} يبدء بالتسبيح {{سبحان الذي أسرى بعبده }} لإنها معجزة سبح لله مافي السماوات ومافي الارض وهو العزيز الحكيم اشارة ان عزة المؤمنين ممتدة من عزة الله ، لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ]]
{{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
هم خرجوا الى الشام وكان هذا أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم
فأول الحشر كان في ذلك اليوم منذ ان خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها ابداً ، وما جرى عليهم جلاء من ايام موسى وهارون عليهما السلام لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء {{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }}
وها نحن نشهد تجمعهم من جميع انحاء الارض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهر به الله الارض من رجسهم يوم معركة الحجر والشجر
فكانت هذه الحادثة {{ غزوة بني النضير }} بداية حشرهم
وكما تعلمنا من السيرة
إن الله ورسوله- صل اللهم عليه وسلم- لا يخلف وعده ابداً ، وعد الله قائم ونحن كلنا ايمان بوعد الله ورسوله - صل اللهم عليه وسلم-
{{مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }}
[[هم صاروا يهدموا بيوتهم عشان يغيظوا المسلمين ما بدنا نخليلكم بيوتنا فاضية قال النبي صل اللهم عليه وسلم لأصحابه ساعدوهم بالهدم لا نريدها ]]
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
______
وقبل أن يخرجوا قال حيي بن اخطب لقومه والخزي في وجهه
قال :_ لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين
يعني اليهو د بيحبوا المكابرة بيحبوا الإعلام الكذاب مثل ما بتعرفوهم اليوم
لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، يشمت بنا المسلمون
قالوا له :_ ما ذا نصنع لا نملك إلا ذلك ؟!!
قال :_بل نملك أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتها
[[ اي صيغتها ]] وليغنينَّ ..ونحن الرجال نخرج نضرب الدفوف في الاسواق ، على اننا خرجنا فرحين من دياره ، لا غاضبين ولا نادمين
[[ طبعاً وهذا العمل لا ينفع بشي ، مثل الاعلام المزيف الذي نسمعه هذه الايام من اليهو د ]]
فخرجوا يضربون الدفوف والنساء تغني
ولكن الغيظ يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحد
فقد وقف {{ محمد بن مسلمة }}
ومعه{{ ١٠٠ رجل }} من الانصار يفتشوهم
حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة وكانوا اكثر يهود سلاحا
________
اتجه يهو د {{ بني النضير }} الى الشام {{ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{حي بن أخطب }} الى خيبر على بعد حوالي{{ ١٦٠ كم }} من المدينة ليستعدوا لمواجهة أخرى ، فيما بعد مع الرسول صل اللهم عليه وسلم
...............................يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
====================
السيرة النبوية العطرة
(( غزوة بدر الآخرة ، ونذكر زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من أم سلمة رضي الله عنها ))
_______
ذكرنا من قبل أن آخر مشهد في معركة أحد أن
{{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة أحد نادى وقال :_ إن موعدكم بدر العام القابل
[[ يعني العام المقبل ، في يأتي جيش المسلمين وجيش قريش ، الى بدر ويكون هناك قتال ]]
فقال الرسول الله صل اللهم عليه وسلم لعمر بن الخطاب
:- قل نعم ، هو بيننا وبينك موعد ، ان شاء الله تعالى
ومر عام على أحد، وجاء شهر شعبان في السنة الرابعة من الهجرة، وجاء موعد اللقاء عند بدر
______
عندما جاء شهر شعبان من السنة {{ الرابعة من الهجرة }}
وجاء موعد اللقاء عند بدر ، أخذ المسلمون يتهيؤا للخروج الى بدر
على الجانب الأخر في مكة كان {{ أبو سفيان}} لا يريد مواجهة المسلمين
ويخشى هذه المواجهة
وفي نفس الوقت لا يستطيع ألا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها
وكان في مكة في ذلك الوقت رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} من قبيلة غطفان .. فاتفق معه {{ أبو سفيان }} أن يذهب الى المدينة
ويخوف أهل المدينة من جيش قريش
ويقول لهم :_ أن أعداد جيش قريش كثيرة
ووعده بعشرين من الإبل ان نجح في مهمته
قال ابو سفيان ، لنعيم
قال :_ إنه بدا لي أن لا أخرج
وأكره أن يخرج محمد - صل اللهم عليه وسلم -ولا أخرج أنا
فيزيدهم ذلك جراءة
فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إليّ من أن يكون من قبلي
فاأذهب يا نعيم الى يثرب [[ اي المدينة ]]
وأعلمهم أننا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا ، ولك عندي عشرين من الإبل أدفعها لك
________
وصل {{ نعيم بن مسعود }} الى المدينة فوجد المسلمون يتهيئون للخروج
فبدأ في أداء مهمته وأخذ يطوف بالمسلمين ويتحدث عن كثرة جموع قريش
________
واخذ المنافقون يخوفون المسلمون من قول {{ نعيم }}
أياكم ان تخرجوا لمواجهة قريش ، احفظوا دمائكم ، اعداد قريش كبيرة
ان قريش قد جمعوا لكم كذا وكذا
فيقول المسلمون {{ حسبنا الله ونعم الوكيل }}
وكان عدد المسلمون {{ ١٥٠٠ }}
_______
على الجانب الآخر خرج {{ أبو سفيان}} بجيش قريش وهو يعتقد أن {{ نعيم بن مسعود }} قد نجح في اخافة المسلمين ، وأن المسلمين لن يخرجوا فخرج بجيشه حتى يبدوا أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين .. وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا .
كان جيش قريش عدده {{ ٢٠٠٠ }}
وسار جيش قريش لمدة يومين فقط
حتى وصل الى {{ مجِنَّة }} وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى {{ ٨٠ كم
ثم وصلت الى {{ أبو سفيان}} الأخبار أن المسلمون قد وصلوا بالفعل الى بدر .. فخاف ابو سفيان من مواجهة المسلمون مرة أخرى
فقال :_ يا معشر قريش لا يصلحكم الا عام خصب ، وإن عامكم هذا عام جدب ، واني راجع فارجعوا .. فرجع جيش قريش
وكان ابو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها
وسخروا على ابو سفيان في مكة نفسها
حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون لهم: _ انما خرجتم لتشربوا السويق، وسموهم {{جيش السويق }}
[[ والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر، وهو مدقوق القمح والشعير، سمي سويق لانسياقه في الحلق]]
كان تراجع المشركون وانسحابهم بالرغم من أن أعداد جيش المشركين كان أكبر فالمشركون كما ذكرنا كان عددهم {{ ٢٠٠٠ }}والمسلمون {{ ١٥٠٠ }}
أي أن هناك تفوق في جيش المشركين ، ومع ذلك خافوا وجبنوا من مواجهة المسلمين
______
وأقام المسلمون في بدر {{ ٨ أيام }}
وقد أطلق على هذه الغزوة {{ غزوة بدر الآخرة }}
كانت {{ بدر الآخرة }}
هامة جدا
١_لأنها أعادت للمسلمين كثير من الهيبة التي فقدوها في أحد وتوابع أحد وهي {{ بئر الرجيع وبئر معونة}}
٢_ أعادت الى المسلمين ثقتهم بأنفسهم ،بينما أحبطت المشركين، واصبحوا مثار للسخرية، في الجزيرة كلها بل وفي داخل مكة نفسها
وأيقن المشركون أن أهل مكة غير قادرين على مواجهة المسلمين، وأنهم أضعف منهم كثيرا
_________
وفي هذه السنة {{ ٤ للهجرة }}
تزوج النبي صل اللهم عليه وسلم من أم المؤمنين
{{ أم سلمة }} رضي الله عنها وذكرنا في جزء خاص {{هجرة ام سلمة }}
فعندما توفى الله زوجها {{ أبو سلمة }} وكان متأثرا بجرح أصيب بها في أحد ، بالرغم من أن وفاته كانت بعد{٧ شهور } من معركة احد ، توفى بسبب جراحه بأحد..وكان {{ ابو سلمة رضي الله عنه }} أخو النبي صل اللهم عليه وسلم في الرضاعة ..وكان أول من هاجر الى الحبشة مع زوجته أم سلمة
فلما مات قال النبي صل اللهم عليه وسلم لزوجته {{ أم سلمة }}
إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون
فقالت أم سلمة:_ يا رسول الله- صل اللهم عليه وسلم- كيف أقول ؟
فقال لها :_قولي انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اغفر له ، اللهم اجرني في مصيبتي وابدلنى خيرا منها
فقالت مثلما قال لها النبي صل اللهم عليه وسلم
وكانت تقول في نفسها :_ ومن خير من أبي سلمة ؟
ولكن الله تعالى استجاب دعائها، وتزوجت النبي صل اللهم عليه وسلم بعد انقضاء عدتها
وفي زواج النبي صل اللهم عليه وسلم من {{أم سلمة }} رفع للحرج عن الرجل اذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته
________
وبعد ما ذكرنا بعض احداث {{ السنة الرابعة للهجرة }} بشكل موجز ومختصر
الآن ننتقل الى {{ غزوة بني المصطلق }}
وسنقف عند أحداثها بالتفصيل ، لان فيها الكثير من الدروس والعبر
يتبع بإذن الله…
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
=======================
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني المصطلق ، الجزء الاول))
________
نحن الآن في مطلع السنة [[ الخامسة من الهجرة ]]
بلغ النبي صل اللهم عليه وسلم أن قبيلة {{ بني المصطلق}} تستعد لغزو المدينة فمن هي بني المصطلق ؟
بني المصطلق هي أحد بطون قبيلة {{ خزاعة}}
وكانت ديار {{خزاعة }}منتشرة على الطريق من مكة الى المدينة من بداية {{ ٣٠ كم من مكة الى ٢٤٠ كم }}
ولذلك فإن {{ خزاعة }} كان موقعها مهم جدا في الصراع بين المسلمين وبين قريش واتخذت {{ خزاعة}} موقفا محايدا بالنسبة للصراع بين المسلمين وبين قريش [[ فهي لم تدخل في عداء مع المسلمين لوجود صلات نسب ومصالح مع الأنصار ]] وفي نفس الوقت لم يدخلوا في الإسلام
لأن لهم مصالح مع قريش
لأن خزاعة في طريق تجارة قريش الى الشام ، وهم يستفيدون بذلك
وأيضا لأن أحد أصنام العرب الشهيرة وهي {{ مناة}} تقع في ديارها
فكان العرب يحجون الى هذا الصنم، ومن ثم كانوا يستفيدون من ذلك مادياً ومعنوياً ..من أجل ذلك اتخذت قبائل {{ خزاعة }} موقفاً محايداً في الصراع بين المسلمين وبين قريش باستثناء {{ بني المصطلق }}
وكانت ديارها في وسط ديار {{ خزاعة }} والتي اتخذت موقفا معاديا للمسلمين ، لدرجة أنها اشتركت مع قريش في حرب المسلمين في {{ أحد }}
سيدهم اسمه {{ الحارث ابن ابي ضرار }}
ومعنى {{ مصطلق }}
لانهم كانوا مشتهرين بالغناء والاصوات الجميلة ، فالأصطلاق في اللغة العربية معناه جمال الصوت في الغناء
_______
وفي بداية السنة الخامسة من الهجرة اتخذت {{ بني المصطلق }}
بقيادة {{ الحارث بن أبي ضرار }} قرارها بتجميع القبائل لغزو المدينة
ووصلت هذه الأخبار الى الرسول صل اللهم عليه وسلم فأرسل أحد الصحابة وهو {{ بريدة بن الحُصيب }} حتى يتأكد من نياتهم
فذهب إليهم ودخل فيهم ، وأظهر أنه معهم وأنه يريد عونهم في حربهم ضد المسلمين وتحدث مع سيدهم وهو {{ الحارث بن أبي ضرار }} وتأكد أنهم يريدون بالفعل غزو المدينة ، فعاد الى المدينة وأخبر النبي صل اللهم عليه وسلم .. فلما تأكد النبي صل اللهم عليه وسلم
أن بني المصطلق و سيدهم {{ الحارث }} قد جمع الجموع واعد جيشاً لغزو المدينة جهز النبي صل اللهم عليه وسلم جيشه
وهي سنته كما تعلمنا من السيرة
[[ فكان لا ينتظر عدوه حتى يأتي إليه الى المدينة ]]
فسنته أن يباغت عدوه في داره
__________
فخرج إليهم النبي صل اللهم عليه وسلم
في جيش يتكون من {{ ٧٠٠ مقاتل و ٣٠ فارس }}
وخرج معه من نسائه صل اللهم عليه وسلم
السيدة {{ عائشة}} والسيدة {{ أم سلمة }} والمسافة بين المدينة و
{{بني المصطلق }} كبيرة حوالي {{ ٤٠٠ كم }}
فعقد لوائين للمهاجرين والانصار
فأعطى لواء المهاجرين {{ لأبي بكر }} شيخ المهاجرين
ولواء الانصار {{ لسعد بن عبادة }} سيد الخزرج
_____
فسار صل اللهم عليه وسلم إليهم
ومن سنته ايضاً ، أن يعمي الأخبر عن عدوه ، فكان يسير ليلاً ويكمن في النهار وشعاره {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}
سار الجيش على بركة الله
وأرسل الرسول أمامه العيون يستطلع خبر القوم
فوجد الصحابة رجل من {{ بني المصطلق }} كان قد خرج يستطلع للعدو الطريق ، فأمسكوا به و أخذوه اسيراً
________
فلما احضروا الأسير لرسول الله صل اللهم عليه وسلم
فسأله النبي عن خبر القوم ، فتكتم ولم يجيب النبي - صل اللهم عليه وسلم- [[لانهم قومه ]] فعرض عليه النبي صل اللهم عليه وسلم ، الاسلام فرفض
[[ إذن عدو لا يريد أن يسلم ويكون منا ، ولا يريد ان يخبرنا بشيء عن قومه ، فإن نحن تركناه كان ضاراً لنا وهكذا نأخذ الحزم في امور الحرب من رسول الله صل اللهم عليه وسلم ]] فقال النبي :_ يا عمر أضرب عنقه
فضرب عمر عنقه
فأمن النبي صل اللهم عليه وسلم أن القوم لا يعلمون بقدومه [[ لان جاسوس الاعداء قد قتل ]]
__________
وباغت القوم على عين ماء اسمها {{ المريسيع }}
[[ واسم مريسيع من اللغة العربية ، فكان الرجل إذا اصيبت عينه تقول العرب ( رسعت عينه ) اي صارت تدمع يتجمع الدمع في عينه ببطئ ، فلما يتجمع يسيل ، يقولون رسعت عين فلان ]]
فعين {{ المريسيع }} ماءها قليل {{ ينزُ نزاً قليلاً }}حتى اذا تجمع ونشلوه ، يحتاجوا وقتاً حتى يتجمع غيره فشبهوها بالعين التي تدمع قليلاً قليلاً
------------------------------------
وصل المسلمون الى {{ بني المصطلق }} الى عين مريسيع
وعسكروا هناك
فلما وصل بني المصطلق {{ لعين المريسيع }} يريدون ان يشربوا منها ، ويتجهزوا للمضي لغزو المدينة ، تفاجئوا بوجود النبي صل اللهم عليه وسلم
[[ ومن مكارم اخلاقه صل اللهم عليه وسلم وهي مهمته التي بعث بها ، هداية الناس لا حربهم والاستيلاء عليهم ]]
فأمر النبي صل اللهم عليه وسلم ، عمر بن الخطاب وكان جهوري الصوت
قال له :_نادي بالناس أن يقولوا لا إله إلا الله ، تعصمعوا دمائكم وأموالكم
فنادى عمر :_ هذا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم-، على رأس جيشه يناديكم ، أن تقولوا لا اله إلا الله ، فتعصموا دمائكم وأموالكم
فرفض القوم واصطفوا للقتال
ونادى سيدهم {{الحارث }} إننا لا ندخل في دين محمد - صل اللهم عليه وسلم-والحرب بيننا وبينكم
واخذوا يتراشقوا بالسهام ساعة من وقت
ثم أمر النبي صل اللهم عليه وسلم أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد
وقاموا بهجوم مباغت عليهم وحاول {{ بني المصطلق }} المقاومة ولكنهم انهزموا سريعا فقتل منهم {{ ١٠ }}
بينما لم يفقد المسلمون في هذا الهجوم سوى رجل واحد
فوقع رجالهم ونسائهم في الأسر
_______
كان من الاسرى {{ ١٠٠ بيت }} من بني الحارث والغنيمة كانت مذهلة
واستولى المسلمون على مواشيهم وكان عددهم {{ ٢٠٠٠ من الإبل من حمر النعم}} و{{ ٥ آلاف من المواشي}} أي الغنم
وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا
وكان في الجيش رئيس المنافقين {{ أبن ابي سلول }} ولأول مرة يخرج مع النبي ايضاً وفي الجيش ولده {{ عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول }}
وهو من خيرة الصحابة
[[ نذكر هذه الاسماء لان لنا معهم مواقف في هذه الغزوة ]]
_____
يتبع ان شاء الله
------صل اللهم عليه وسلم-------
من واجبك نشر سيرة نبيك صل اللهم عليه وسلم ♡♡♡.. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
🔸🔸الحلقة السابعة والثلاثون بعد المائة🔸🔸
=======================
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني المصطلق ، الجزء الثاني))
==========================
جمعت الغنائم فسال لعاب {{ ابن ابي سلول }} لها
{{٢٠٠٠ بعير من حمر النعم }} من الابل
{{ ٥ الاف رأس غنم }} غير المتاع والمصاغ والسلاح
غنيمة كبيرة
جمع النبي صل اللهم عليه وسلم ، الغنائم وجعل عليها حارس وهو مولاه {{ شقران }} امسكوا الاسرى من الرجال ، واخذوا النساء بحكم السبايا
ومن سنته صل اللهم عليه وسلم في الحروب أن تقسم الغنائم
الى خمس ، اربعة اخماسها توزع على الجيش فوراً وخمس يُصطفى لله والرسول ..فلما قسمت الغنائم دخلت النساء في السبي
والذي اشغل تفكيره صل اللهم عليه وسلم ، ليست الغنائم
بل {{ ١٠٠ بيت }} من اعز بيوت العرب ، يعز عليهم السبي فالواحد منهم يفدي عرضه بروحه وماله ففكر النبي صل اللهم عليه وسلم كثيراً
كيف ينقذ {{١٠٠ بيت }} من أعز بيوت العرب من السبي [[ أي أن تصبح نسائهم سبايا فتسترق ]]
فجلس يتدبر ، و يفكر بالامر ، ولا يروق له مثل هذا السبي
فهيأ الله له السبب
_______
قسم النبي صل اللهم عليه وسلم الغنائم والسبايا بين الجيش وكانت ابنة سيد {{ بني المصطلق}} واسمها {{ جويرية }} رضي الله عنها
[[ لانها اسلمت واصبحت بعد ذلك ام للمؤمنين وزوجة النبي صل اللهم عليه وسلم ]] كانت فتاة حازمة ، وعاقلة ، وكان كثيراً ما يستشيرها أبوها في شؤون إدارة العشيرة
فوقعت في السبي من نصيب أحد الصحابة وهو
{{ثابت بن قيس بن شماس }} فعرضت عليه على الفور المكاتبة فكاتبته على نفسها
[[ يعني اتفقت معه أن تدفع له مبلغ من المال مقابل أن يعتقها ، وكان هذا النظام موجود عند العرب ، ويطلق عليه نظام المكاتبة، وهو يعني أن يتفق السيد مع العبد أن يكون حراً إذا أدى قدراً مُعيناً من المال، وقد أقر الآسلام هذا النظام فقال تعالى {{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }} بل وجعل الإسلام هذا النظام واجبا، أي يجب على السيد أن يقبل المكاتبة اذا أراد العبد ذلك، فكان ذلك من أساليب الاسلام في الغاء الرق ]]
طلبت المكاتبة
فقال لها ثابت ، وهو يعلم أنها لا تملك شيء ، فقد أخذت أموالهم وقد أخذت رجالهم [[وفتاة لا تملك شيء فمن اين تاتي بالفداء ؟؟ ]]
قال:_ نعم اكاتبكِ على {{ ٨ أواقي من ذهب }} مقابل أن اعتقك
قالت :_ فهل تأذن لي ، أن أتدبر أمري ؟
قال :_ أجل تدبري امرك
________
فخرجت من خيمته ، واتجهت نحو خيمة النبي صل اللهم عليه وسلم
وكان النبي صل اللهم عليه وسلم ، في خيمته عند ام المؤمنين عائشة
فكان من سنته إذا خرج صل اللهم عليه وسلم ، اقرع بين ازواجه[[ يعني عمل قرعة بينهم الذي يخرج سهمها خرجت معه في الغزوة ]]
فكان في هذه الغزوة يصحبه من أزواجه أم المؤمنين عائشة و ام سلمة
فوقفت {{جويرية }} عند باب خيمته وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الامور [[وكانت قد رأت قبل يوم المعركة بثلاثة أيام رؤيا ، كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجرها، ولم تخبر أحد بهذه الرؤيا]]
وقفت و قالت
: _ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم- [[ يا رسول الله ؟؟ !!! - صل اللهم عليه وسلم-لا يقولها إلا مسلم ]] يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم-، سلام الله عليك
قال :_ وعليك السلام ، من المرأة ؟!!!
قالت :_أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم
اني قد رأيت رؤيا قبل ان تأتي إلينا ، وعلمت اننا مأخوذين وعلمت أن عاقبتها خير لنا ، فعلمت أنك رسول الله حقاً - صل اللهم عليه وسلم-
فأنا {{ أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله }} - صل اللهم عليه وسلم-
[[واعلنت اسلامها فسُر النبي صل اللهم عليه وسلم بإسلامها ]]
ثم قالت :_ يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم-
انا بنت {{ الحارث بن أبي ضرار }} سيد قومه
وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ، فوقعت في السهم {{لثابت بن قيس }} فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي ، واطلب منك العون ..فأعني يارسول الله - صل اللهم عليه وسلم-
فنظر النبي صل اللهم عليه وسلم الى عقل حصيف ، وقوة شخصية ، وتدبر لإنقاذ قومها ، وشرفها
فقال لها صل اللهم عليه وسلم :_ حباً وكرامة ، فهل لك في خير من ذلك ؟
قالت:_ وما هو يا رسول الله ؟ - صل اللهم عليه وسلم-
قال: _ أقضي كتابك وأتزوجك
[[ يعني أدفع لثابت بن قيس المبلغ كله، وتكونين حرة، ويكون هذا المبلغ هو مهرك ]] قالت: _نعم يا رسول الله - صل اللهم عليه وسلم-قد فعلت
______
فشاع الخبر بين الناس أن الرسول صل اللهم عليه وسلم
قد تزوج بنت {{ الحارث بن ضرار }}
2024/11/16 11:00:20
Back to Top
HTML Embed Code: