لما ذكر الله تعالى المنهيات في الصيام والاعتكاف أعقبها بقوله: ” تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ‟ ولا تقربوها أبلغ من "ولا تفعلوها " لأن القربان يشمل النهي عن المحرم بنفسه والنهي عن وسائله الموصلة إليه.

~تيسير الكريم الرحمن /السعدي

﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

هذه الآية من جوامع الدعاء التي عمت الدنيا والآخرة. قيل لأنس: ادع الله لنا، فقال: اللهم آتـنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فقالوا زدنا، قال: ما تريدون قد سألت الدنيـا والآخرة!

وفي الصحيحين عن أنس قال: كان أكثر دعوة يدعو بها النبي ﷺ يقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قال: فكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها.

~تفسير القرطبي

الأُخوّة لا تستدعي مشاهدة الأشخاص وقرب الأبدان، وإنما تستدعي قرب القلوب و تعارف الأرواح.

~الإمام الغزالي

رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى
فؤادي في غشاءٍ من نبالِ

فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ
تكسّرت النصالُ على النصالِ

وهان فما أبالي بالرزايا
لأني ما انتفعتُ بأن أبالي

أبو الطيّب المتنبي!

صُن عِزَّةَ الجُرحِ لا تَكشف تَوَجُّعَهُ
‏جُرحُ الكريمِ عيونُ النّاسِ تُوجِعُه

أنأكل الطعام وبنو هاشم هلكى؟!

أحد كفار قريش!

‏لِلّهِ بُحتُ بما في الروحِ من أَلَمٍ
ما أجمل البَوْحَ للمولى وأحلاهُ

‏جرحٌ قديمٌ نسينا أن نضمّده
‏فما يزالُ هنا في هيئـة الأرقِ

إذا سيِّدٌ منا خلا قام سيِّدٌ
قؤول لما قال الكرام فعولُ

صلبًا كمن ليس يخشَى أيَّ فاجعةٍ
كأنَّ كل الذي يـخـشـاهُ قد لـحِـقَـه

تعريف الإسـلام: هو الطاعة الواعية _أي المؤسّسة على المعرفة_ من الإنسان المخلوق لله الخالق الواحد، وذلك بعبادته على النحو الذي أوحى به في شريعته السماوية، إلى رسوله محمد ﷺ، فهو إيمان وتصديق قلبي، يبلغ درجة اليقين بالله وكتبه ورسوله واليوم الآخر، وطاعة الله تفصح عن هذا الإيمان، وتضعه في الممارسة والتطبيق.

د. محمد عمارة _رحمه الله _

العلاقة بين الإسلام والسياسة علاقة وسط بين « الاتحاد والامتزاج والاندماج» وبين « الفصل والقطيعة والافتراق»
فالتصور الإسلامي لناطق عمل الذات الإلهية لا يقف عند حدود الخلق فقط_ كما في الفلسفة اليونانية والتصورات الوثنية والنصرانية والعلمانية _ فقد قال تعالى « ألاَ لَهُ الخَلْقُ والأمْرُ تَبَاركَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ» فله سبحانه الأمر والتدبير مع الخلق، وله الهداية والتسديد والرعاية والإرشاد.
وللإنسان في هذا التصور الإسلامي حرية وإرادة وقدرة وسلطة وفعل في سياسة حياته، لكنها حرية وقدرة وسلطة الخليفة، المحكومة حريته بعقد الاستخلاف، فلا الشريعة تلغي سلطة الإنسان في التدابير الدنيوية، ولا سلطة الإنسان تخرج عن إطار الشريعة الإلهية وحدود الله من أحكام.. فالإنسان "سيد في الكون، لا سيد الكون“ فهو حر في سياسة المجتمع التي لا تخرج عن كونه نائب ووكيل وخليفة في هذه الأرض في حدود عقد الخلافة، وتُضبط هذه الحرية بحدود الحلال والحرام ومقاصد وفلسفة الشريعة.

د. محمد عمارة بتصرّف

يَا غَارَةَ اللهِ جِدِّي السَّيْرَ مُسْرِعةً في حَلِّ عُقْدَتنَا، يَا غَارَةَ اللهِ حُلِّي عَقْدَ مَا رَبَطُوا وَشَتِّتِي شَمْلَ أَقْوَامٍ بِنَا اخْتَلَطُوا، اللَّهُ أَكْبَرُ سَيْفُ اللهِ قَاطِعُهُم، وَكُلَّمَا عَلَوْا في أَمْرِهِمْ هَبَطُوا،
يَا غَارَةَ اللهِ عَدَتِ العَادُونَ وَجَارُوا وَرَجَوْنَا اللهَ مُجِيراً وَكَفَى بِاللهِ وَليّاً وَكَفَىَ بِاللهِ نَصِيرَاً.

أنا الطوفانُ يعبر في حشايا
أنا حلمٌ تغازلُهُ المنايا..

الصَّلاةُ عليهِ ﷺ مِفتَاحُ خَيرٍ ورَحمَة ..

ﻓﺘﺄﺩﺏ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺄﺩﺏ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺬﻟﻴﻞ اﻟﻤﺬﻧﺐ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎﺭ اﻟﻘﻬﺎﺭ، ﻭاﺟﺘﻬﺪ ﺃﻻ ﻳﺮاﻙ ﻣﻮﻻﻙ ﺣﻴﺚ ﻧﻬﺎﻙ، ﻭﻻ ﻳﻔﻘﺪﻙ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺮﻙ .

~ الإمام الغزالي رحمه الله.

ولا سبيل لليأس والقنوط؛ فإن «أصول» الدين متأصلة بالنفوس، والقلوب مطمئنة إليه، وفي زواياها نور خفي من محبته، فلا يحتاج القائم بإحياء الأمة إلا إلى نفحة واحدة يسري نَفسُها في جميع الأرواح لأقرب وقت، فإذا قاموا، وجعلوا أصل دينهم الحَقّة نصب أعينهم، فلا يعجزهم أن يبلغوا في مسيرهم منتهى الكمال الإنساني.

~جمال الدين الأفغاني تــ ١٣١٤هـ

ومهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس طالبًا العيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن، وأن ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق.

~الإمام الغزالي _رحمه الله_ تــ ٥٠٥ هـ