group-telegram.com/fahadalajlan/373
Last Update:
في كتابه فطرية الإيمان، وجَّه جستون باريت عدة نصائح لمن أحبَّ أن يعتنق الإلحاد، ذكر منها: لا تنجب أطفالًا!
ذكر هذه الوصية استنادًا إلى دراساتٍ اجتماعيةٍ تقرر أنَّ من عوامل تقوية الإلحاد أو إضعافه: شبكة العلاقات الاجتماعية الحميمية وشبكة الاعتماد بين الناس، وأنَّ الناس الذين يهتمون جيدًا بالآخرين لا يمكنهم في كثيرٍ من الأحيان تلبية كامل احتياجات الآخرين، لأنَّها خارج قدرة البشر أو لعدم الإمكانات المتاحة، فيضطر حينها إلى تعويض ذلك بالممارسة الدينية.
هذا المعنى صحيح ظاهر، وهو في الحقيقة مدركٌ في واقع الناس لا يحتاج إلى دراساتٍ تثبته، فإنَّ في قلب كل أبٍ أو أمٍّ من الخوف على أولادهم، والقلق من مستقبلهم، والرجاء لهم، وترقب الخير، وحذر المصيبة، والأمل في زوال المكروه، ما يفيض عن قدرة الإمكانات المادية، وما لا طاقة لها باحتماله،
وهو ما يثير ضرورة اللجوء إلى الله، ويحفز التعلُّق به، ويكشف شدَّة الحاجة إليه، ويهيج معاني الضعف والفقر والانكسار بين يدي الله.
ولعلَّ هذا من المعاني المصلحية العظيمة التي من أجلها جاءت الشريعة بتفضيل النكاح والحث عليه، فإنَّ النكاح له مصالح عظيمة في إعفاف الزوجين، وتحصيل الذريَّة، والسكن والمودة، وحفظ المجتمع.
ومن المعاني العظيمة التي قد يغفل عنها: أنَّه من أسباب القرب من الله، والتعلق به، فهو يفتح سببًا عظيمًا من أسباب ذلك وهو الخشية على الأولاد، والخوف عليهم، ورجاء الخير لهم، مما يرتفع به المسلم مقاماتٍ في أعمال القلوب، والجوارح قد لا يصل إليها لولا هذا الدافع، ويفتح له من أبواب مناجاة الله، ولذَّة الالتجاء إليه ما لا يعرفه قبل ذلك.
ولهذا يقول المسلم بعد أن يبلغ أشدَّه متضرِّعًا إلى الله: (ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتَ عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي، إنِّي تبتُ إليك وإني من المسلمين).
BY قناة د.فهد بن صالح العجلان
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/fahadalajlan/373