group-telegram.com/masonwamaknon/251
Last Update:
قرأت في أمالي القالي بيتي ليلى الأخيلية:
إذا سَمعَ الحجَّاجُ رِزَّ كتيبةٍ
أعَدَّ لها قبلَ النزولِ قِراها
أَعَدَّ لها مَصقُولةً فارسيَّةً
بأيدِي رجالٍ يَحلُبونَ صراها
..
فذكرني قولها «رِزَّ» وهو الصوت تسمعه من بعيد، بقول لبيد رضي الله عنه في قصيدته المختارة:
فتسمَّعت رزَّ الأنيس فراعها
عن ظهر غيبٍ والأنيس سقامها
وذكَّرني قولها «أعد لها قبل النزول قراها، أعد لها مصقولة»، بقول عمرو بن كلثوم:
نزَلتم مَنزلَ الأضيافِ مِنّا
فعَجَّلنا القِرَى أن تَشتِمُونا
قريناكُم فعجَّلنا قِراكم
قُبيل الصبح مرداة طحونًا
وذكرني كذلك قول القطامي:
نَقريهمُ لَهْذمياتٍ نَقُدُّ بها
ما كانَ خاطَ عليهم كلَّ زَرَّاد
..
والقرى هاهنا ما يعدّونه لأعدائهم من صنوف العُدد يحاربونهم بها ويشمرون لهم، فكأنها بمنزلة الطعام يُعد للضيفان، وهو تشبيه سائر في كلامهم، وينزلونه منزل التهكم، كقوله تعالى: «إنك لأنت الحليم الرشيد».
وهناك شواهد أخرى تجدها في كثير من كتب الأدب، لكن هذا ما جاء على خاطري ساعة قرأتهما.
..
وهكذا ترى أن كلام العرب آخذٌ بعضُه برقاب بعضٍ، وتراهم يتفنون في التشبيه الواحد بصورٍ تعلو وتسفل بما عندهم من البلاغة وطرائق البيان.
وكتاب أبي عليّ القالي جنان ومروج ورياض. وهذا طرف من محادثتي إياه، لعله اتصل بأسماعكم.
BY المَصُون والمَكْنُون
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/masonwamaknon/251