group-telegram.com/fayz_zhr/743
Last Update:
يتنامى الهم التربوي والوعي بأهمية التعليم الديني في بيوت المسلمين يوماً إثر يوم، ولله الحمد، وثمة يقظة لدى كثير من الأمهات في مسألة تربية الأولاد، وهناك تفاعل جيد -لا يخفى على المتابع- تجاه الأطروحات والبرامج التي تخاطب بيوت المسلمين. وهذا مؤشر خير وفضل، قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله: «لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم» تهذيب الكمال (٢٠/١٦).
وقد أفرز هذا الوعيُ اجتهاداً في تأسيس برامج تعليمية، يتعلم فيها الأولاد أصول الدين وأركان الإسلام ويتربون فيها على آدابه ومعالمه.
ويمكن تقسيم هذه البرامج إلى ثلاث فئات:
وفي كلٍ خير..
وفي هذا السياق يمكن التعليق بما يأتي:
١- لكل مجتهد نصيب، فكل من قدم شيئاً في هذا الباب فهو محسن إلى بيوت المسلمين، ويوصى بتعميم التجارب، وبتكثير التجارب أيضاً، مع مراعاة اختلاف التطبيق من مكان إلى مكان ومن بيئة إلى بيئة ومن بلدة إلى أخرى، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وبعض البيوت تجمع أطفالها الصغار (طفولة مبكرة) في وقت محدد ويتبرع أحد الكبار رجلاً أو امرأة بتعليمهم سورة الفاتحة وقصار المفصل، وهذا خير كثير. والبدء بالميسور والمقدور عليه ربما يكون خيراً من انتظار الظروف الأحسن والبرنامج الأكمل.
٢- الاستفادة من التجارب الناجحة ليس شرطا أن تكون باستنساخها بالكامل، فقد نحتاج إلى إجراء بعض التعديلات والتهذيب والتحسين بما يتوافق مع بيئة المستفيدين وإمكانات القائمين على البرنامج.
٣- برامج الفئة الأولى (الاحترافية) شيء رائع، لكنه يتطلب إمكانات عالية من الخبراء والمتخصصين والمال، فمن المتوقع إذن أن تكون قليلة أو نادرة.
لكن برامج الفئة الثانية سهلة التطبيق وبإمكانها تخطي عقبة المال من خلال استخدام التقنيات الحديثة والسهلة مثل مواقع التواصل الاجتماعي ونحو ذلك، وأمامنا فرصة تعليمية لا تقدر بثمن في هذه التقنيات (التعليم عن بعد)، يوصى باستثمارها بما لا يرهق مالياً.
٤- يحبذ لأرباب البرامج من الفئة الثالثة أن يجتهدوا في الارتقاء ببرامجهم وتحسينها، إذ إن هذا ممكن ومتاح غالباً، ربما يحتاجون إلى بعض المساندة التطوعية لتحسين برامجهم التعليمية أو الاستشارية كذلك.
٥- هناك مواد تعليمية رائعة متاحة، فمثلاً المواد التي أنتجتها أكاديمية زاد، تناسب النشء والشباب، وهي مقسمة على ٤ فصول دراسية. وهي متاحة على النت وأعدت بشكل مميز.
ومثل المواد التي أنتجها مركز آيات، فهي كذلك أعدت بعناية، وبعضها للأطفال الصغار. والمجال متاح لتعدد التجارب والأفكار..
والمقصود أنه يمكن تمل البرامج التعليمية بالاستفادة من المواد الجيدة الجاهزة والمتاحة.
وأخيراً.. باب التربية والتعليم من أفضل أبواب الخير ومن أجلّ أنواع الوقف الذي يجري على أهله بعد موتهم، فتلمسوا لأنفسكم فيه موقعاً، لتنالوا الأجر العظيم والمثوبة الكبيرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». وقال في الأعمال التي تجري على العبد بعد موته: «علم ينتفع به».