قبل أسابيع التقيت أحد أساتذتي القدامى، جزاه الله عني خيراً، وكعادته في حسن الحديث وعمق الرأي، وكنا في سياق الحديث عن الكتابة والتأليف، فقال لي كلمة جليلة القدر في نفسي، قال:

من يقرأ القرآن تنبعث نفسه للخير ويقدم على الحياة ويتفاءل.. وهذا ما نحتاج إليه في الحديث والكتابة: أن تكون باعثة للأمل مطلقة للطاقات، يشعر المرء بعدها بأنه سيفعل شيئاً.

الله أكبر!

يشفقون على الشباب من أهوال المستقبل!
والمستقبل بيد الله وحده. وهو الذي يدبر الأمر.
والنبي صلى الله عليه وسلم يوصي الشاب الصغير عبدالله بن عباس فيقول:
يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وفي رواية:
احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.

هذا التوجيه الذي ينبغي أن نتربى عليه ونوجه إليه.
لا التخويف ولا نشر أسباب القلق والتوجس.

🔗 مجلة مران

لتحميل و قراءة المجلة من خلال منصة مِران للعاملات مع الفتيات
‏https://community.miran.com.sa/miran-magazin/aledd-althany-mn-mjlt-mran

﴿ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراً . فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا﴾ [الفرقان: ٣٥-٣٦].

الدعوة إلى الله تتطلب:
١- رسالة ومنهج ومضمون تدعو إليه. وفاقد الشيء لا يعطيه، فلا بد من تعلّم الدين والمزيد من التعلّم لتبليغه للناس.
٢- الأخ المعين والمساعد. قال ابن كثير: مؤازراً ومؤيداً وناصراً. وتظهر هنا أهمية الاجتماع والتعاون والتشاور ونبذ التفرد والارتجال في الدعوة إلى الله، وهذا مفيد في صحة القرارات واختيار الأحسن وتقوية الدعوة.

قالت عائشة رضي الله عنها: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت: يا رسول الله ادع الله لي. فقال:
«اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت».
فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيسرك دعائي؟» فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم:
«والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة».
أخرجه ابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني في السلسلة.
وروى عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال: قلتُ لعطاء: أَستَغفرُ للمؤمنين والمؤمنات؟
قال: نعم، قد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فإنَّ ذلك الواجبَ على الناس، قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾.

تأمل عناية الرب تعالى وعناية رسوله صلى الله عليه وسلم بالدعاء لأهل الإيمان، والحث على أن يكون للآخرين -الذين يشاركوننا المعتقد والدين- نصيب من دعائنا.
فكيف بمن كانوا بأمس الحاجة إلى الاجتهاد في الدعاء لهم بالفرج والنصر ورفع الضر عنهم، والدعاء على عدونا وعدوهم بالتدمير والتمزيق والخسران والهزيمة.
الدعاء لإخوتنا من أهل الإيمان، من المنكوبين والمحاصرين علامة لحياة القلب ولصحة الوجدان. ولذلك نحن بحاجة إلى الدعاء لهم!

لمعلمي الحلقات القرآنية والمراكز التربوية الشبابية..

الحياة مع القرآن
ٰ

من أجلّ مواطن العبودية لله أن تلجأ إليه في طلب الرزق، وأن توقن أنه القادر وحده على ذلك، والأنبياء اهتموا بتربية الناس على هذا الاعتقاد.
‏فهذا إبراهيم عليه السلام بقول لقومه:
‏﴿إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون﴾.

سورة الجاثية
قصة الإنسان والوحي

قصة طويلة ممتدة عبر القرون والعصور، وممتدة حتى قيام الساعة والحساب والجزاء. الإنسان حين يؤمن بكلام الله ورسالاته، وحين يكفر بهما فيعبد ذاته وأهواءه ويقدس ظنونه ويتطاول بها على كلام الله ورسالاته.

سورة الجاثية تكشف طريقة الإنسان وهو يفكر تفكيراً صائباً أو خاطئاً، وتبين حقائق الأمور، فإنه حين يعرض عن الله فهو يعبد ذاته، وحين يضل عن العلم الصحيح يتبع الظنون..
والموعد الآخرة: يوم تجثو الأمم خوفاً ويوم تحمد الخلائق ربها المستحق لكل معاني الثناء والتمجيد.

تأملوا هذا الكلام العظيم في هذه التلاوة الرائعة..

من الكتاب الجديد :)
يسر الله صدوره بفضله. آمين.