group-telegram.com/AliMohamedFared/657
Last Update:
_ كتاب الدكتور هوشنك نهاوند: (الخميني في فرنسا).. ترجمة مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية.. ونهاوند هذا أستاذٌ إيراني مرموق في الاقتصاد السياسي.. عمل رئيساً لجامعة شيراز، ووزيراً للتنمية، ثم وزيراً للتعليم العالي إبان حكم الشاه، بالإضافة إلى قربه الشديد من الشاه رضا بهلوي وزوجه الامبراطورة فرح، ثم نُفي بعد الثورة الإيرانية خارج إيران.. ومعلومٌ أنَّ رجلاً بهذه السيرة سيكون علمانياً قومياً ذا تدين تقليدي منزوع الدسم، تماماً كعلمانيينا وقوميينا العرب، مع رفضٍ شديدٍ لجعل الإسلام منهج حياة أو أساس حكم.. وستجد في الكتاب هجوماً شرساً ومناهضةً قويةً لما يُسمونه الإسلام السياسي أو الحركات الإسلامية.. بيد أنَّ مركزية الكتاب ليست في هذا وأمثاله؛ فقد تعودنا على أشد منه مِن العلمانيين والقوميين العرب؛ وإنما مركزيته في رصده الدقيق المدعم بالوثائق والأدلة لحياة الخميني، وسيرته الذاتية، وأصله وفصله، وكيف ظهر على مسرح الأحداث فجأة في أوائل العقد السادس من عمره، وكيف التُقِطَ مِن العراق إلى فرنسا ليقضي فيها أكثر من مائة يوم تحت أضواء الكاميرات والتلفزة والدعاية اليسارية التي جعلته قديساً قادماً من السماء، ثم أُعيد- بعد تلميعه- إلى إيران على متن طائرة فرنسية؛ ليهبط منها متكئاً على ذراع ضابط مخابرات فرنسي!!
هذا هو بيت القصيد في الكتاب.. وقد قرأتُ كتباً كثيرة عن حياة الخميني هذا ونشأته وأفكاره؛ منها لمحبيه ومنها لمبغضيه، ومنها لأمثاله من الملالي، ومنها لمغايريه من الأساتذة؛ فما وجدت- كتاباً مترجماً للعربية- هو أفضل من هذا الكتاب في هذا الباب.. وقد يكون غيري قرأ ما لم أقرأ؛ بيد أني أصف لك ما قرأت.. ولعل أهمية هذا الكتاب عائدة إلى أنَّ صاحبه كان قريباً من دوائر صنع القرار، وصديقاً مقرباً لقادة ورؤساء الأجهزة المعنية بالرصد والتحليل داخل إيران وخارجها.. ومعلومٌ أيضاً أنَّ هذا القربَ سيفٌ ذو حدين؛ يمكن أن يجعل صاحبه شاهد عيان روايته أكثر توثيقاً وصدقاً من روايات غيره، كما يمكن أن يجعله مدخول النية بسبب كراهيته للخميني- الذي أسقط به النظامُ العالميُّ دولتهم-؛ فتكون روايته كذباً وافتئاتاً.. والأصل- كما اتفقنا- أن تتوثق من المصادر بنفسك حتى لا يوهمك شاهدُ عيان بوهم، أو يخدعك مدخول النية بكذب..
ومَن لكَ بالمحض وليس محضُ
يخبثُ بعضٌ ويطيبُ بعضُ
(خامساً):
إن كنتَ وصلتَ إلى هنا فقد عرفت حقيقة (العقيدة)، وطبيعة(الرجال)، وشِمتَ- مِن خلالهم- شيئاً مِن المعرفة عما بقي لك معرفته مِن طبيعة (الدولة).. ولا أُخفيكَ أنني قد أصابتني حيرةٌ شديدة في اختيار كتاب أو كتابين يُفهمانك طبيعةَ دولةٍ آن وجودها.. فما مِن كتاب عن دولة- آنَ وجودها- إلا وهو محتاج إلى تذييلاتٍ ومحترزاتٍ واستدراكات؛ وما ذاك إلا لأنها ما تزال فاعلة في الواقع؛ والواقع زئبقيٌ متحركٌ تحتاج معه إلى معرفة الثابت منه لتفهم به المتحرك فيه؛ فلا تعميك عنه الحركة..
مِن أجل ذلك رأيتُ- مجتهداً؛ مصيباً أو مخطئاً- أنْ أتركَ الحاضر كله بتعقيداته، وأعودَ بك إلى الماضي لتعرف طبيعةَ الرَّحِمِ الذي خرجت منه دولة الخميني.. ولا رَحِمَ أوسع ولا أعمق للدولة الخمينية الحديثة مِن الدولة الصفوية القديمة؛ فإنها أُسُّهَا الأول وعمادها الأقوى.. ومهما اختلفت التفاصيل الزمنية أحداثاً ووقائع؛ فإنك واجدٌ- بقليل من المقارنةِ والاستصحاب- هذه بنتَ تلك، وتلك أمّاً لهذه؛ فقراءتك عن الأولى تفيدك في معرفة الأولى والثانية معاً؛ فتكون كمن صاد عصفورين بحجر أو نَظمَ فارسين بطعنة!!
ومعرفة الدول بمعرفة ثلاثة أمورٍ غالباً: عقيدتِها، ورجالِها، وعلاقاتِها الخارجية.. وقد انتهيتَ من معرفة العقيدة والرجال- اللَذَين هما ثابت الدول عموماً-، وبقي لك معرفة (علاقاتها)؛ إذ العلاقات في الدول هي (المتحرك) الذي يُنبئ عن طبيعة (الثابت) فيها؛ فإنها- مع تذبذبها صعوداً وهبوطاً، وتأثرها بعوامل المصلحة والزمان والمكان- صورةٌ عاكسةٌ لحقيقةِ (الثابتِ) ولاءً وبراء، وعداوةً وصداقة.. ورؤيتك لهذه الصورة وتدقيقك في تفاصيلها؛ ستساعدك في معرفة الخانة التي يمكن أن تضع فيها تلك الدولة؛ أفي خانة العدو الدائم أو المرحلي، أم في خانة الصديق الدائم أو المرحلي.. ولكل خانةٍ آليات تعامل وأدوات مواجهة..
والكتاب المختار في هذا الشأن هو:👇
BY قناة/ علي فريد
Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260
Share with your friend now:
group-telegram.com/AliMohamedFared/657