{قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِیمࣱ} الأعراف.
﴿قَالَ لِلۡمَلَإِ حَوۡلَهُۥۤ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِیمࣱ} الشعراء.
قال في «الكشاف»: «إن قلت: قد عزي هذا الكلام إلى فرعون في سورة الشعراء، وأنه قاله للملإ، وعزي هاهنا إليهم؟
قلت: قد قاله هو وقالوه هم، فحُكي قوله ثَمّ وقولهم هاهنا.
أو قاله ابتداء؛ فتلقنه منه الملأ؛ فقالوه لأعقابهم.
أو قالوه عنه للناس على طريق التبليغ، كما يفعل الملوك، يرى الواحد منهم الرأي؛ فيكلم به من يليه من الخاصة، ثم تبلغه الخاصة العامة.
والدليل عليه: أنهم أجابوه في قولهم: {أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ} وقرئ {سحار}، أي: يأتوك بكل ساحر مثله في العلم والمهارة، أو بخير منه».
#بلاغة #تدبر #تفسير
﴿قَالَ لِلۡمَلَإِ حَوۡلَهُۥۤ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِیمࣱ} الشعراء.
قال في «الكشاف»: «إن قلت: قد عزي هذا الكلام إلى فرعون في سورة الشعراء، وأنه قاله للملإ، وعزي هاهنا إليهم؟
قلت: قد قاله هو وقالوه هم، فحُكي قوله ثَمّ وقولهم هاهنا.
أو قاله ابتداء؛ فتلقنه منه الملأ؛ فقالوه لأعقابهم.
أو قالوه عنه للناس على طريق التبليغ، كما يفعل الملوك، يرى الواحد منهم الرأي؛ فيكلم به من يليه من الخاصة، ثم تبلغه الخاصة العامة.
والدليل عليه: أنهم أجابوه في قولهم: {أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ} وقرئ {سحار}، أي: يأتوك بكل ساحر مثله في العلم والمهارة، أو بخير منه».
#بلاغة #تدبر #تفسير
{فإذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُوا۟ لَنَا هَـٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَطَّیَّرُوا۟ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤۗ}
قال في «الكشاف»: «فإن قلت: كيف قيل: {فإذا جاءتهم الحسنة} بـ(إذا) وتعريف الحسنة، {وإن تصبهم سيئة} بـ(إن) وتنكير السيئة؟
قلت: لأنّ جنس الحسنة وقوعه كالواجب لكثرته واتساعه.
وأمّا السيئة فلا تقع إلا في الندرة، ولا يقع إلا شيء منها.
ومنه قول بعضهم: قد عددتَ أيام البلاء؛ فهل عددت أيام الرخاء؟!».
#بلاغة #تدبر #تفسير
قال في «الكشاف»: «فإن قلت: كيف قيل: {فإذا جاءتهم الحسنة} بـ(إذا) وتعريف الحسنة، {وإن تصبهم سيئة} بـ(إن) وتنكير السيئة؟
قلت: لأنّ جنس الحسنة وقوعه كالواجب لكثرته واتساعه.
وأمّا السيئة فلا تقع إلا في الندرة، ولا يقع إلا شيء منها.
ومنه قول بعضهم: قد عددتَ أيام البلاء؛ فهل عددت أيام الرخاء؟!».
#بلاغة #تدبر #تفسير
{قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا}.
قال ابن تيمية: «قال أبو وائل: علمت أن المتقي ذو نُهية. أي: تقواه ينهاه عن الفاحشة، وأنها خافت منه أن يكون قصده الفاحشة.
فقالت: {أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا}، أي: تتقي الله.
وما يقول بعض الجهال من أنه كان فيهم رجل فاجر اسمه تقي؛ فهو من نوع الهذيان، وهو من الكذب الظاهر الذي لا يقوله إلا جاهل».
«الجواب الصحيح» ١٥٠/٢.
قال ابن تيمية: «قال أبو وائل: علمت أن المتقي ذو نُهية. أي: تقواه ينهاه عن الفاحشة، وأنها خافت منه أن يكون قصده الفاحشة.
فقالت: {أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا}، أي: تتقي الله.
وما يقول بعض الجهال من أنه كان فيهم رجل فاجر اسمه تقي؛ فهو من نوع الهذيان، وهو من الكذب الظاهر الذي لا يقوله إلا جاهل».
«الجواب الصحيح» ١٥٠/٢.
قال ابن القيم: «فائدة
من له غوصٌ في دقائق المعاني يتجاوز نظره قالب اللفظ إلى لبِّ المعنى، والواقف مع الألفاظ مقصور النظر على الزينة اللفظية،
فتأمل قوله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾.
كيف قابلَ الجوعَ بالعُرْي، والظمأ بالضُّحْي، والواقف مع القالب ربما يخيل إليه أن الجوعَ يقابَل بالظمأ والعُرْي بالضُّحْي.
والداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى مراتب الفصاحهَ والجلالة؛ لأن الجوعَ ألَمُ الباطنِ والعريَ ألَمُ الظاهر، فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضُحْي؛ لأن الظمأ موجبٌ لحرارة الباطن والضّحْي موجبٌ لحرارة الظاهر، فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرا وباطنا».
«بدائع الفوائد» ١٢٢٨/٣.
وقال في «روضة المحبين» ٢٣٥ وذكر آيات فيها نحو المعنى..
«وقريب منه قوله تعالى: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾، فذكر الزاد الظاهر، والزاد الباطن.
وهذا من زينة القرآن الباطنة المضافة إلى زينة ألفاظه، وفصاحته، وبلاغته الظاهرة.
ومنه قوله تعالى لآدم: ﴿إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (١١٨) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾.
فقابل بين الجوع والعري دون الجوع والظمأ، وبين الظمأ والضحي دون الظمأ والجوع، فإن الجوع عري الباطن وذله، والعري جوع الظاهر وذله.
فقابل بين ذل باطنه وظاهره، وجوع باطنه وظاهره، والظمأ: حر الباطن، والضحي: حر الظاهر، فقابل بينهما». ص٣٣٧.
وذكر نحوه في «التبيان في أيمان القرآن» ص٢٤٢، و«حادي الأرواح» ٥٨/١.
وقال قبله ابن المنير: «وفي الآية سر بديع من البلاغة يسمى قطع النظير عن النظير، وذلك أنه قطع الظمأ عن الجوع والضحو عن الكسوة، مع ما بينهما من التناسب.
والغرض من ذلك تحقيق تعداد هذه النعم وتصنيفها، ولو قرن كلا بشكله لتوهم المعدودات نعمة واحدة، وقد رمق أهل البلاغة سماء هذا المعنى قديما وحديثا..
-ثم ذكر مثالين من الشعر ثم قال-
على أن في هذه الآية سرا لذلك زائدا على ما ذُكر، وهو: أنْ قُصد تناسب الفواصل، ولو قرن الظمأ بالجوع، فقيل: إن لك أن لا تجوع فيها ولا تظمأ، لانتثر سلك رؤس الآي، وأحسن به منتظما، والله أعلم».
«حاشيته على الكشاف».
#بلاغة #تدبر #تفسير
من له غوصٌ في دقائق المعاني يتجاوز نظره قالب اللفظ إلى لبِّ المعنى، والواقف مع الألفاظ مقصور النظر على الزينة اللفظية،
فتأمل قوله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾.
كيف قابلَ الجوعَ بالعُرْي، والظمأ بالضُّحْي، والواقف مع القالب ربما يخيل إليه أن الجوعَ يقابَل بالظمأ والعُرْي بالضُّحْي.
والداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى مراتب الفصاحهَ والجلالة؛ لأن الجوعَ ألَمُ الباطنِ والعريَ ألَمُ الظاهر، فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضُحْي؛ لأن الظمأ موجبٌ لحرارة الباطن والضّحْي موجبٌ لحرارة الظاهر، فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرا وباطنا».
«بدائع الفوائد» ١٢٢٨/٣.
وقال في «روضة المحبين» ٢٣٥ وذكر آيات فيها نحو المعنى..
«وقريب منه قوله تعالى: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾، فذكر الزاد الظاهر، والزاد الباطن.
وهذا من زينة القرآن الباطنة المضافة إلى زينة ألفاظه، وفصاحته، وبلاغته الظاهرة.
ومنه قوله تعالى لآدم: ﴿إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (١١٨) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾.
فقابل بين الجوع والعري دون الجوع والظمأ، وبين الظمأ والضحي دون الظمأ والجوع، فإن الجوع عري الباطن وذله، والعري جوع الظاهر وذله.
فقابل بين ذل باطنه وظاهره، وجوع باطنه وظاهره، والظمأ: حر الباطن، والضحي: حر الظاهر، فقابل بينهما». ص٣٣٧.
وذكر نحوه في «التبيان في أيمان القرآن» ص٢٤٢، و«حادي الأرواح» ٥٨/١.
وقال قبله ابن المنير: «وفي الآية سر بديع من البلاغة يسمى قطع النظير عن النظير، وذلك أنه قطع الظمأ عن الجوع والضحو عن الكسوة، مع ما بينهما من التناسب.
والغرض من ذلك تحقيق تعداد هذه النعم وتصنيفها، ولو قرن كلا بشكله لتوهم المعدودات نعمة واحدة، وقد رمق أهل البلاغة سماء هذا المعنى قديما وحديثا..
-ثم ذكر مثالين من الشعر ثم قال-
على أن في هذه الآية سرا لذلك زائدا على ما ذُكر، وهو: أنْ قُصد تناسب الفواصل، ولو قرن الظمأ بالجوع، فقيل: إن لك أن لا تجوع فيها ولا تظمأ، لانتثر سلك رؤس الآي، وأحسن به منتظما، والله أعلم».
«حاشيته على الكشاف».
#بلاغة #تدبر #تفسير
أقبلت العشر المباركة، التي هي أفضل ليالي العام، وفيها الليلة العظيمة، ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وهي التي كان النبي ﷺ يعتكف ليالي العشر لطلب فضيلتها.
وقد كان النبي ﷺ الحاكم والعالم والمفتي والقاضي والداعية؛ ولم تمنعه هذه المهام الكبار من اعتكاف العشر.
فمن لم يتيسر له اعتكاف العشر كاملة، فبعضها، أو الليالي، أو بعضها، أو يكثر اللبث في المسجد؛ فهو من أعظم ما يعين على الطاعة، والمهم هو استغلال الوقت بالنافع، حتى لو في المنزل أو العمل.
وليعلم أن الأصل أن المعتكف لا يخالط الناس؛ بل يخلو للمناجاة والصلاة والتلاوة والذكر.
ومن جنس المخالطة الاسترسال في متابعة ما في وسائل التواصل من أخبار ونحوها.
وينبغي النأي عن كل ما يخالف مقصود الاعتكاف، فإنما هي ليال يسيرة، وبقية الأمور متاحة كل السنة.
ومع ذلك فاعتكاف فيه إخلال ببعض ذلك؛ هو خير من معافسة الدنيا أكثر الوقت.
ولتخص ليالي العشر بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء والانكسار والتوبة.
وفقنا الله لاغتنامها وتقبل منا برحمته وفضله.
وقد كان النبي ﷺ الحاكم والعالم والمفتي والقاضي والداعية؛ ولم تمنعه هذه المهام الكبار من اعتكاف العشر.
فمن لم يتيسر له اعتكاف العشر كاملة، فبعضها، أو الليالي، أو بعضها، أو يكثر اللبث في المسجد؛ فهو من أعظم ما يعين على الطاعة، والمهم هو استغلال الوقت بالنافع، حتى لو في المنزل أو العمل.
وليعلم أن الأصل أن المعتكف لا يخالط الناس؛ بل يخلو للمناجاة والصلاة والتلاوة والذكر.
ومن جنس المخالطة الاسترسال في متابعة ما في وسائل التواصل من أخبار ونحوها.
وينبغي النأي عن كل ما يخالف مقصود الاعتكاف، فإنما هي ليال يسيرة، وبقية الأمور متاحة كل السنة.
ومع ذلك فاعتكاف فيه إخلال ببعض ذلك؛ هو خير من معافسة الدنيا أكثر الوقت.
ولتخص ليالي العشر بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء والانكسار والتوبة.
وفقنا الله لاغتنامها وتقبل منا برحمته وفضله.
لم يكن النبي ﷺ ينام ليالي العشر
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر أحيا الليل». متفق عليه.
فلم يكن ينام منه شيئا، تشميرا واجتهادا لاغتنام ليلة القدر.
ولذلك فمن الفقه للمشمر والمجتهد أن يأخذ قسطه من الراحة والنوم في النهار؛ لينشط ليله كله في اغتنامها.
وتأمل العقبة السادسة التي ذكر ابن القيم أن الشيطان يعترض بها على العبد تجدها تشبه ما يحدث هذه الأيام والليالي الفاضلة من تحسينه لبعض العباد اجتهادهم في القراءة والذكر في النهار من قبل الظهر إلى المغرب، ثم نومهم طائفة من الليل.
ولو جعلوا نومتهم هذه في الظهيرة واجتهدوا في الليل وأحيوه كله؛ لأن ليلة القدر في الليل، ولأن النبي ﷺ كان يحيي كل الليل في العشر؛ لكان خيرا لهم.
قال ابن القيم: «العقبة السّادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطّاعات.
فأمرَه بها، وحسَّنها في عينه، وزيَّنها له، وأراه ما فيها من الفضل والرِّبح ليشغله بها عمّا هو أفضل منها وأعظم ربحًا، لأنّه لمّا عجَز عن تخسيره أصلَ الثّواب طمِعَ في تخسيره كمالَه وفضلَه ودرجاتِه العاليةَ، فشغَلَه بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الرَّاجح، وبالمحبوب لله عن الأحبِّ إليه، وبالمرضيِّ عن الأرضى له.
ولكن أين أصحاب هذه العَقَبة! فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقَبات الأُوَل.
فإن نجا منها بفقهٍ في الأعمال ومراتبها عند الله تعالى، ومنازلِها في الفضل، ومعرفةِ مقاديرها، والتَّمييزِ بين عاليها وسافلِها، ومفضولِها وفاضلِها، ورئيسِها ومرؤوسها، وسيِّدِها ومسودها؛ فإنَّ في الأعمال والأقوال سيِّدًا ومسودًا، ورئيسًا ومرؤوسًا، وذروةً وما دونها..».
«مدارج السالكين» ٣٥١/١.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر أحيا الليل». متفق عليه.
فلم يكن ينام منه شيئا، تشميرا واجتهادا لاغتنام ليلة القدر.
ولذلك فمن الفقه للمشمر والمجتهد أن يأخذ قسطه من الراحة والنوم في النهار؛ لينشط ليله كله في اغتنامها.
وتأمل العقبة السادسة التي ذكر ابن القيم أن الشيطان يعترض بها على العبد تجدها تشبه ما يحدث هذه الأيام والليالي الفاضلة من تحسينه لبعض العباد اجتهادهم في القراءة والذكر في النهار من قبل الظهر إلى المغرب، ثم نومهم طائفة من الليل.
ولو جعلوا نومتهم هذه في الظهيرة واجتهدوا في الليل وأحيوه كله؛ لأن ليلة القدر في الليل، ولأن النبي ﷺ كان يحيي كل الليل في العشر؛ لكان خيرا لهم.
قال ابن القيم: «العقبة السّادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطّاعات.
فأمرَه بها، وحسَّنها في عينه، وزيَّنها له، وأراه ما فيها من الفضل والرِّبح ليشغله بها عمّا هو أفضل منها وأعظم ربحًا، لأنّه لمّا عجَز عن تخسيره أصلَ الثّواب طمِعَ في تخسيره كمالَه وفضلَه ودرجاتِه العاليةَ، فشغَلَه بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الرَّاجح، وبالمحبوب لله عن الأحبِّ إليه، وبالمرضيِّ عن الأرضى له.
ولكن أين أصحاب هذه العَقَبة! فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقَبات الأُوَل.
فإن نجا منها بفقهٍ في الأعمال ومراتبها عند الله تعالى، ومنازلِها في الفضل، ومعرفةِ مقاديرها، والتَّمييزِ بين عاليها وسافلِها، ومفضولِها وفاضلِها، ورئيسِها ومرؤوسها، وسيِّدِها ومسودها؛ فإنَّ في الأعمال والأقوال سيِّدًا ومسودًا، ورئيسًا ومرؤوسًا، وذروةً وما دونها..».
«مدارج السالكين» ٣٥١/١.
Forwarded from د. عبدالله بن بلقاسم
وراءِ البِحارِ
في مسجد بعيد
ومع إمام ضعيف الحفظ والتلاوة
وركعات خفيفة
ثم تعود إلى البيت
تأتيك صور الأصحاب من الحرم
من المدينة
من الجوامع الكبار
مع الأئمة المتقنين
تشعر بالغبطة وتأسف لقلة عملك
تفسد عليك هذه المشاعر إقبالك على ربك
وتضعف همتك
وتشغلك الأمنيات
والوساوس
وربما تفضي بك للضجر
لا تفعل
لا ينظر الله إلى قلبك وقد أنعم الله عليه ببلوغ العشر فلم يفرح
العشر رحمة لكل مؤمن في كل مكان
لا يعني هذا أنه ليس هناك أسباب للتفاضل في المكان والحال
لا تلتفت لأحد
كأنما أنت
تعبد الله في هذا العالم وحدك
اقبل نعمة الله عليك
واحتفل بها
واجتهد لتكون أفضل من نفسك
وليس من أي احد
رب سجدات في غرفتك
تصعد بك إلى درجات لا تخطر لك على بال
العبودية علاقة شديدة الخصوصية مع الله
لا شأن لكل الخلائق حولك بها
لبها الحب والإجلال والخشية والخشوع.
كما اختص الله غيرك بمكان
ربما اختصك بانكسار وإخبات وحب
في ليلة مظلمة
لو شعرت
لغبطك عليه الآخرون.
لا تغبط أحدا
فالغبطة ولو أبيحت في مواضع
فتركها أفضل كما قرره ابن تيمية
افرح بأنك في ليال العشر
في أي مكان في أي ظرف
في بيت في جامع في مستشفى
وتقرب إلى ربك
حسب قدرتك
اجعل قلبك يصعد
لا تشغله في مسيره :
آل فلان في الحرم
وآل فلان في المدينة
وفلان يعتكف
أنت في حرم العشر
وفي مدينة الليل الجميل
أغلق عليك الباب
ودع قلبك يسري في معراج إلى ربه
اطرد العالم كل العالم من قلبك.
اطرد المكان والأشياء والخواطر
وتذكر قول سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في الصحيحين
اعْمَلْ مِن وراءِ البِحارِ؛ فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِن عَمَلِكَ شيئًا......
في مسجد بعيد
ومع إمام ضعيف الحفظ والتلاوة
وركعات خفيفة
ثم تعود إلى البيت
تأتيك صور الأصحاب من الحرم
من المدينة
من الجوامع الكبار
مع الأئمة المتقنين
تشعر بالغبطة وتأسف لقلة عملك
تفسد عليك هذه المشاعر إقبالك على ربك
وتضعف همتك
وتشغلك الأمنيات
والوساوس
وربما تفضي بك للضجر
لا تفعل
لا ينظر الله إلى قلبك وقد أنعم الله عليه ببلوغ العشر فلم يفرح
العشر رحمة لكل مؤمن في كل مكان
لا يعني هذا أنه ليس هناك أسباب للتفاضل في المكان والحال
لا تلتفت لأحد
كأنما أنت
تعبد الله في هذا العالم وحدك
اقبل نعمة الله عليك
واحتفل بها
واجتهد لتكون أفضل من نفسك
وليس من أي احد
رب سجدات في غرفتك
تصعد بك إلى درجات لا تخطر لك على بال
العبودية علاقة شديدة الخصوصية مع الله
لا شأن لكل الخلائق حولك بها
لبها الحب والإجلال والخشية والخشوع.
كما اختص الله غيرك بمكان
ربما اختصك بانكسار وإخبات وحب
في ليلة مظلمة
لو شعرت
لغبطك عليه الآخرون.
لا تغبط أحدا
فالغبطة ولو أبيحت في مواضع
فتركها أفضل كما قرره ابن تيمية
افرح بأنك في ليال العشر
في أي مكان في أي ظرف
في بيت في جامع في مستشفى
وتقرب إلى ربك
حسب قدرتك
اجعل قلبك يصعد
لا تشغله في مسيره :
آل فلان في الحرم
وآل فلان في المدينة
وفلان يعتكف
أنت في حرم العشر
وفي مدينة الليل الجميل
أغلق عليك الباب
ودع قلبك يسري في معراج إلى ربه
اطرد العالم كل العالم من قلبك.
اطرد المكان والأشياء والخواطر
وتذكر قول سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في الصحيحين
اعْمَلْ مِن وراءِ البِحارِ؛ فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِن عَمَلِكَ شيئًا......
التفاوت في همم الناس!
قال الله تبارك وتعالى: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
تأمل حذف المفعول الثاني لـ{آتنا} فلم يذكر آتنا كذا، فصار كالفعل اللازم، أي: أعطنا في الدنيا!
فما أعظم خسران من تكون الدنيا هي همه وأمنيته!
والمسلم لا يكون كذلك، لكنه مع استحكام الغفلة يقترب من ذلك واقعا، فيكون عامة دعائه لصلاح دنياه.. وإن أصابته شدة فعامة دعائه لرفعها.
أما المؤمن المتعلق قلبه بالحياة الدائمة؛ فأكثر دعائه يؤول إليها.
قال الله تبارك وتعالى: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
تأمل حذف المفعول الثاني لـ{آتنا} فلم يذكر آتنا كذا، فصار كالفعل اللازم، أي: أعطنا في الدنيا!
فما أعظم خسران من تكون الدنيا هي همه وأمنيته!
والمسلم لا يكون كذلك، لكنه مع استحكام الغفلة يقترب من ذلك واقعا، فيكون عامة دعائه لصلاح دنياه.. وإن أصابته شدة فعامة دعائه لرفعها.
أما المؤمن المتعلق قلبه بالحياة الدائمة؛ فأكثر دعائه يؤول إليها.
Forwarded from قناة عبدالرحمن السديس
وتأمل أدعية المؤمنين التي ذكرها الله في كتابه، وما فيها من مطالب عالية بألفاظ مختصرة جامعة.
واسمع هذا الحوار اللطيف من النبي ﷺ مع رجل من الأنصار، إذ قال له النبي ﷺ: كيف تقول في الصلاة؟
قال: أتشهد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ.
فقال النبي ﷺ: حولها ندندن».
رواه أبو داود.
= يظهر لك بعد ما يفعله بعضهم عن السنة، من تكلف اختراع الأدعية، والإغراب في الألفاظ وكثرة الأسجاع، وقلة بركتها !
واسمع هذا الحوار اللطيف من النبي ﷺ مع رجل من الأنصار، إذ قال له النبي ﷺ: كيف تقول في الصلاة؟
قال: أتشهد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ.
فقال النبي ﷺ: حولها ندندن».
رواه أبو داود.
= يظهر لك بعد ما يفعله بعضهم عن السنة، من تكلف اختراع الأدعية، والإغراب في الألفاظ وكثرة الأسجاع، وقلة بركتها !
Forwarded from قناة عبدالرحمن السديس
لاحظ ما وصى النبي ﷺ أحب الناس إليه حين سألوه أن يعلمهم ما يدعون به؟
قال الصديق لرسول الله ﷺ: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم».
متفق عليه.
وقالت زوجه عائشة: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟
قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو؛ فاعف عني».
رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
وقال عمه العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله عز وجل.
قال: «سل الله العافية»، فمكثت أياما، ثم جئت، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: «يا عباس يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث صحيح.
وقال رسول الله ﷺ لصاحبه وابن عمه وصهره: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
«قل: اللهم اهدني وسددني،
واذكر بالهدى: هدايتك الطريق،
والسداد: سداد السهم».
قال الصديق لرسول الله ﷺ: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم».
متفق عليه.
وقالت زوجه عائشة: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟
قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو؛ فاعف عني».
رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
وقال عمه العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله عز وجل.
قال: «سل الله العافية»، فمكثت أياما، ثم جئت، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: «يا عباس يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث صحيح.
وقال رسول الله ﷺ لصاحبه وابن عمه وصهره: علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
«قل: اللهم اهدني وسددني،
واذكر بالهدى: هدايتك الطريق،
والسداد: سداد السهم».
الأذان الأول للفجر
بعض المؤذنين إذا كان في العشر الأواخر، خطرت في باله سنة الأذان الأول في الفجر، ولا يفعل هذا بقية السنة -ولا في كل العشر أيضا- فيحصل بأذانه هذا تلبيس على بعض الناس في منعهم الأكل أو الصلاة قبل الوقت..
قال ابن قدامة: «ويستحب أيضا أن لا يؤذن قبل الفجر، إلا أن يكون معه مؤذن آخر يؤذن إذا أصبح. كفعل بلال وابن أم مكتوم؛ اقتداء برسول الله ﷺ، ولأنه إذا لم يكن كذلك لم يحصل الإعلام بالوقت المقصود بالأذان، فإذا كانا مؤذنين حصل الإعلام بالوقت بالثاني، وبقربه بالمؤذن الأول.
فصل: وينبغي لمن يؤذن قبل الوقت أن يجعل أذانه في وقت واحد في الليالي كلها؛ ليعلم الناس ذلك من عادته، فيعرفوا الوقت بأذانه، ولا يؤذن في الوقت تارة وقبله أخرى، فيلتبس على الناس ويغتروا بأذانه، فربما صلى بعض من سمعه الصبح بناء على أذانه قبل وقتها، وربما امتنع المتسحر من سحوره، والمتنفل من صلاته، بناء على أذانه قبل وقتها، ومن علم حاله لا يستفيد بأذانه فائدة؛ لتردده بين الاحتمالين.
ولا يقدم الأذان كثيرا تارة ويؤخره أخرى، فلا يعلم الوقت بأذانه، فتقل فائدته».
«المغني» ٦٥/٢.
وقال ابن تيمية: «فأما في شهر رمضان، فقد كره الإمام أحمد الأذان قبل طلوع الفجر. قال: لأنه يمنع الناس من السحور.
يعني: إذا لم يكن مؤذنان، كما كان على عهد رسول الله ﷺ، فإنه لا بأس به حينئذ.
والكراهة المطلقة من الإمام تحمل على التحريم أو التنزيه؟ فيه وجهان.
وذكر الآمدي في جواز الأذان في رمضان قبل الفجر روايتين:
إحداهما: لا يجوز، لما فيه من منع الناس من السحور المشروع، وتحريم ما أباح الله لهم.
والثانية: يجوز، لأنه إذا عُلم أنه يؤذن قبل الوقت لم يقلَّد في ذلك».
«شرح العمدة» ١١٧/٢.
بعض المؤذنين إذا كان في العشر الأواخر، خطرت في باله سنة الأذان الأول في الفجر، ولا يفعل هذا بقية السنة -ولا في كل العشر أيضا- فيحصل بأذانه هذا تلبيس على بعض الناس في منعهم الأكل أو الصلاة قبل الوقت..
قال ابن قدامة: «ويستحب أيضا أن لا يؤذن قبل الفجر، إلا أن يكون معه مؤذن آخر يؤذن إذا أصبح. كفعل بلال وابن أم مكتوم؛ اقتداء برسول الله ﷺ، ولأنه إذا لم يكن كذلك لم يحصل الإعلام بالوقت المقصود بالأذان، فإذا كانا مؤذنين حصل الإعلام بالوقت بالثاني، وبقربه بالمؤذن الأول.
فصل: وينبغي لمن يؤذن قبل الوقت أن يجعل أذانه في وقت واحد في الليالي كلها؛ ليعلم الناس ذلك من عادته، فيعرفوا الوقت بأذانه، ولا يؤذن في الوقت تارة وقبله أخرى، فيلتبس على الناس ويغتروا بأذانه، فربما صلى بعض من سمعه الصبح بناء على أذانه قبل وقتها، وربما امتنع المتسحر من سحوره، والمتنفل من صلاته، بناء على أذانه قبل وقتها، ومن علم حاله لا يستفيد بأذانه فائدة؛ لتردده بين الاحتمالين.
ولا يقدم الأذان كثيرا تارة ويؤخره أخرى، فلا يعلم الوقت بأذانه، فتقل فائدته».
«المغني» ٦٥/٢.
وقال ابن تيمية: «فأما في شهر رمضان، فقد كره الإمام أحمد الأذان قبل طلوع الفجر. قال: لأنه يمنع الناس من السحور.
يعني: إذا لم يكن مؤذنان، كما كان على عهد رسول الله ﷺ، فإنه لا بأس به حينئذ.
والكراهة المطلقة من الإمام تحمل على التحريم أو التنزيه؟ فيه وجهان.
وذكر الآمدي في جواز الأذان في رمضان قبل الفجر روايتين:
إحداهما: لا يجوز، لما فيه من منع الناس من السحور المشروع، وتحريم ما أباح الله لهم.
والثانية: يجوز، لأنه إذا عُلم أنه يؤذن قبل الوقت لم يقلَّد في ذلك».
«شرح العمدة» ١١٧/٢.
Audio
وقفة تفسيرية بلاغية مع سورة القدر، وأوجه بيان منزلة ليلة القدر
د. محسن المطيري
د. محسن المطيري
Forwarded from 📚قناة د.محسن المطيري
قناة عبدالرحمن السديس
وقفة تفسيرية بلاغية مع سورة القدر، وأوجه بيان منزلة ليلة القدر د. محسن المطيري
وقفة تفسيرية بلاغية مع سورة القدر، وأوجه بيان منزلة ليلة القدر
لاحظ
في قصة يوسف بعد أن أخرج من السجن وقربه الملك، قال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
عقب هذه الآية بقوله عز وجل:
{وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
حتى لا يظن -والله أعلم- أن التمكين الدنيوي هو جزاء الصابرين، بل خير منه وأبقى ما أعد لهم في الآخرة.
وكم من متق صابر فاته حظ العاجلة، ليزاد في ثواب الآخرة.
في قصة يوسف بعد أن أخرج من السجن وقربه الملك، قال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
عقب هذه الآية بقوله عز وجل:
{وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
حتى لا يظن -والله أعلم- أن التمكين الدنيوي هو جزاء الصابرين، بل خير منه وأبقى ما أعد لهم في الآخرة.
وكم من متق صابر فاته حظ العاجلة، ليزاد في ثواب الآخرة.
إذا أريد بك الخير
قال ابن القيم: «إن الله إذا أراد بعبد خيرا؛ سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه، والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخله الجنة».
«طريق الهجرتين» ٣٦٩/١.
يقصد أن من نعمة الله على العبد ألا يجعله يغتر بطاعته ويعجب بها، فيقصر اتكالا على تلك الطاعات، بل يجعله دائما يستحضر ذنوبه؛ فيخاف عاقبتها، فلا يزال وجلا، مجتهدا في العمل الصالح؛ في زيادة من الخير حتى يلقى ربه.
قال ابن القيم: «إن الله إذا أراد بعبد خيرا؛ سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه، والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخله الجنة».
«طريق الهجرتين» ٣٦٩/١.
يقصد أن من نعمة الله على العبد ألا يجعله يغتر بطاعته ويعجب بها، فيقصر اتكالا على تلك الطاعات، بل يجعله دائما يستحضر ذنوبه؛ فيخاف عاقبتها، فلا يزال وجلا، مجتهدا في العمل الصالح؛ في زيادة من الخير حتى يلقى ربه.
الجلوس في المسجد وقطاع الطريق
من فوائد التبكير للمسجد تحصيل ثواب انتظار الصلاة، والصف الأول، وتكبيرة الإحرام، وصلاة النافلة، وقراءة القرآن، والدعاء، والاستعداد الجيد للفريضة..
وإن فات فضل التبكير إلى المسجد؛ فيبقى فضل الجلوس بعد الصلاة؛
فهما في الفضل كفرسي رهان؛
قال النبي ﷺ: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه: اللهم اغفر له! اللهم ارحمه! مالم يحدث،
ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة».
متفق عليه.
ويجب الحذر من قطاع الطريق في المسجد، الذين يجرون لغيبة الإمام أو المؤذن أو جماعة المسجد، والقيل والقال..
والاشتغال عنهم بالقراءة؛ وإن كان يقاطع ويشغل، فلا تقترب منه..
أو انشغل بالصلاة إلى الإقامة، واسلم منهم..
وهؤلاء -وإن وجدوا- فإنهم -والحمد لله- قليل، والواجب وعظهم ونهيهم، فمن عجز، فما ذكر فيه مخرج حسن.
وأشد ما يكون ذلك في الاعتكاف حين يجتمع فضل الزمان والمكان، فالحذر الحذر.
#اعتكاف
من فوائد التبكير للمسجد تحصيل ثواب انتظار الصلاة، والصف الأول، وتكبيرة الإحرام، وصلاة النافلة، وقراءة القرآن، والدعاء، والاستعداد الجيد للفريضة..
وإن فات فضل التبكير إلى المسجد؛ فيبقى فضل الجلوس بعد الصلاة؛
فهما في الفضل كفرسي رهان؛
قال النبي ﷺ: «الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه: اللهم اغفر له! اللهم ارحمه! مالم يحدث،
ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة».
متفق عليه.
ويجب الحذر من قطاع الطريق في المسجد، الذين يجرون لغيبة الإمام أو المؤذن أو جماعة المسجد، والقيل والقال..
والاشتغال عنهم بالقراءة؛ وإن كان يقاطع ويشغل، فلا تقترب منه..
أو انشغل بالصلاة إلى الإقامة، واسلم منهم..
وهؤلاء -وإن وجدوا- فإنهم -والحمد لله- قليل، والواجب وعظهم ونهيهم، فمن عجز، فما ذكر فيه مخرج حسن.
وأشد ما يكون ذلك في الاعتكاف حين يجتمع فضل الزمان والمكان، فالحذر الحذر.
#اعتكاف
Forwarded from قناة عبدالرحمن السديس
غنيمة باردة
قال النبي ﷺ: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟!
قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟!
قال: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن».
رواه البخاري ومسلم.
قال النبي ﷺ: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟!
قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟!
قال: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن».
رواه البخاري ومسلم.
Forwarded from قناة عبدالرحمن السديس
❍ ليس للمعتكف الخروج من المسجد لتجديد الوضوء لمن هو طاهر، عند المذهب الأربعة، ويتفرع عليه أنه لا يخرج لغسل يديه بعد الطعام.
وقد نص جماعة من الفقهاء كصاحب «الفروع» و«الإقناع» وجماعة بعدهم على أنه لا يخرج لغسل يديه؛ لأنه له بد من ذلك.
إذ يمكن أكل ما لا يحتاج لغسل اليد، أو الأكل بملعقة، أو مسح يديه بمنديل ونحوه، أو غسل يديه بإناء ونحو ذلك، أو ينتطر فيغسلها إذا احتاج الوضوء.
ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: وإن كان رسول الله ﷺ ليدخل علي رأسه -وهو في المسجد- فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا.
هل هذا تشديد وتنفير من الاعتكاف؟
لا، هذا بيان لحدود العبادة.
كما أن صلاة الفرض يبطلها الضحك، أو شربة ماء، أو كلمة تجيب بها من سألك.
لكن الخروج لغسل اليد ألا يعد ضرورة؟
لا، فليس ضرورة ولا حاجة بل هو تحسين.
وتقدمذكر البدئل المتيسرة.
وحديث صفية وقيام النبي ﷺ معها ليقلبها؟
الحديث بوب عليه البخاري: هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟
فليس فيه أنه خرج وإن كان محتملا، وكلام أهل العلم في توجيهه على احتمال الخروج منتشر.
❍ إذا احتاج المعتكف شرابا أو طعاما هل له أن يتصل ليشتري من المسجد، أو يخرج من المسجد ويتصل لئلا يكون الشراء فيه؟
نص الحنابلة على أنه يخرج؛ لأنه يحرم البيع فيه.
وعندهم رواية باحتمال الجواز.
وعند المالكية والشافعية والحنفية له ذلك في المسجد.
وكأن هذا أحسن خاصة أن الشراء لمصلحة العبادة (الاعتكاف) لا لغرض الربح، ويكون أيضا باتصال سريع أو تطبيق بلا مماكسة؛ فلا يكون فيه امتهان للمسجد ولا استعمال له في التجارة.
والله أعلم.
وقد نص جماعة من الفقهاء كصاحب «الفروع» و«الإقناع» وجماعة بعدهم على أنه لا يخرج لغسل يديه؛ لأنه له بد من ذلك.
إذ يمكن أكل ما لا يحتاج لغسل اليد، أو الأكل بملعقة، أو مسح يديه بمنديل ونحوه، أو غسل يديه بإناء ونحو ذلك، أو ينتطر فيغسلها إذا احتاج الوضوء.
ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: وإن كان رسول الله ﷺ ليدخل علي رأسه -وهو في المسجد- فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا.
هل هذا تشديد وتنفير من الاعتكاف؟
لا، هذا بيان لحدود العبادة.
كما أن صلاة الفرض يبطلها الضحك، أو شربة ماء، أو كلمة تجيب بها من سألك.
لكن الخروج لغسل اليد ألا يعد ضرورة؟
لا، فليس ضرورة ولا حاجة بل هو تحسين.
وتقدمذكر البدئل المتيسرة.
وحديث صفية وقيام النبي ﷺ معها ليقلبها؟
الحديث بوب عليه البخاري: هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟
فليس فيه أنه خرج وإن كان محتملا، وكلام أهل العلم في توجيهه على احتمال الخروج منتشر.
❍ إذا احتاج المعتكف شرابا أو طعاما هل له أن يتصل ليشتري من المسجد، أو يخرج من المسجد ويتصل لئلا يكون الشراء فيه؟
نص الحنابلة على أنه يخرج؛ لأنه يحرم البيع فيه.
وعندهم رواية باحتمال الجواز.
وعند المالكية والشافعية والحنفية له ذلك في المسجد.
وكأن هذا أحسن خاصة أن الشراء لمصلحة العبادة (الاعتكاف) لا لغرض الربح، ويكون أيضا باتصال سريع أو تطبيق بلا مماكسة؛ فلا يكون فيه امتهان للمسجد ولا استعمال له في التجارة.
والله أعلم.
لا حرج في شحن الجوال من كهرباء المسجد.
موضوع قديم 👇 لا يخلو من فائدة فقهية وتاريخيه:)
https://majles.alukah.net/showthread.php?1487-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B4%D8%AD%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF
موضوع قديم 👇 لا يخلو من فائدة فقهية وتاريخيه:)
https://majles.alukah.net/showthread.php?1487-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B4%D8%AD%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF