Telegram Group & Telegram Channel
استمعتُ لمقطعٍ يجيبُ فيه المتحدِّثُ عن إشكالية الإلزام التي ذكرتُها في مقالة التسلسل، بأنَّ هذا المسلك في التكفير يلزم منه تكفير جمهور علماء الأمَّة من بعد القرون المفضلة، وعامة المسلمين.

ذكر أشياء عدَّة في الجواب، زادتني قناعة بقوة الإلزام، وأنه لا فكاك عن ورطته، وقد أعود لاحقًا لجمع كافة ما يُذكَر من "تخلُّصاتٍ" من عقدة هذا الالزام.

لفت نظري أنَّ المتحدِّث ذكر أنَّ من كفَّر بالوصف وكفَّر بعض الأعيان تحت أي ضابطٍ فلا يقال عنه: إنَّه لم يكفِّر، بل هو مكفِّرٌ، والخلاف معه في الإطلاق والتعيين لا يخرجه عن كونه مُكفِّرًا، وبناءً عليه فلا يدخل في عبارة تكفير من لم يكفر.

حسنًا،

سنأخذ هذا الجواب عينةً أولية، فلن نتحدث عن إلزامه بشيء، وإنَّما نريد فهم حقيقة هذا القول نفسه، وتحقيق مناطه، فلا حاجة لنا معه إلى الإلزام.

معنى هذا الكلام:

أنَّ العالم وطالب العلم حتى يسلم من التكفير فلا بد أن يُكفِّر بالوصف من لا يقول بالتكفير بخلق القران، ثمَّ يُكفِّر أعيانًا من هؤلاء الذين لم يُكفِّروا بخلق القرآن.

فإن لم يفعل أو ظهر منه خلاف ذلك فهو كافرٌ بعينه!

لا بأس ..

سمِّ لي الأعيان الذين كفَّرهم ابنُ تيمية لأنهم لم يكفروا أحدًا قال بخلق القران!

من هم الذين كفَّرهم ابن القيم؟ ابن رجب؟ الذهبي؟ .. محمد بن عبد الوهاب؟ .. إلى أن تصل إلى عصرنا ..

وحتى لا يقال: إنَّ سكوتهم لا يعني أنهم لا يكفِّرون، لنسهِّلها عليه، فنقول:

سمِّ لنا إذن العلماء الناجين،
اذكر لنا أسماء العلماء الذين تحقَّق فيهم المعنى المذكور فكفَّروا بعض العلماء لأنَّهم يرون هذا العالم لم يكفِّر الأشعرية؟! أو لم يكفِّر من يقول بخلق القرآن؟!

لن تجد صعوبة في إدراك أن عامَّة العلماء ومن يتبعهم لم يتحقَّق فيهم هذا الشرط، بل كانوا على خلاف ذلك،

بل لا وجود عند أحدٍ من العلماء لهذا المعنى المذكور للتخلُّص: تكفير من لم يكفر بخلق القران، أو لم يكفر الأشاعرة، ثم تكفير أعيانٍ بسبب ذلك!

فمعنى هذا القول أنَّ هؤلاء الجمهرة في كل هذه القرون الذين لا يحصي عددهم إلا الله ليسوا مخطئين، أو ضالِّين، أو مبتدعين فحسب، بل كفارٌ بأعيانهم؟!!

أهذا جوابٌ يذكر للتخلُّص من ورطة الإلزام؟!!

وسواءً جزم الشخص بمثل هذا الجواب أو سوَّغه فالنتيجة واحدة، فلو ذكره قولًا له، أو جعله أمرًا سائغًا فلم يُنقِص شيئًا من شناعة هذه البشاعة.

مع التذكير أنَّنا لم نجرِ على هذا الجواب أي إلزامٍ، وإنَّما نريد فهم القول ومعرفة معناه كما هو.

فأمرٌ ينتج عنه مثل هذا المعنى في تكفير هذه الأمة المرحومة هل يشكُّ عاقلٌ بعد ذلك أنَّ هذا القول مما يصح نسبته إلى السلف؟!

وإذا نُسب إليهم مثل هذا المعنى الفاسد فهل يحسب أحدٌ أنَّ هذا مما يحمدون عليه؟!



مع ملاحظةٍ ختاميةٍ لأمرٍ ظريفٍ في هذا الجواب التخلُّصي الباهر، وهو: أنَّ مقدِّم هذا الجواب كان يرى أنَّ تكفير الوصف لا يصح أن يكتفى فيه بعددٍ قليلٍ, لأنَّ هذا في نظره من العيِّ في الكلام واللُّكنة، فإذا قلتَ هذا تكفير وصف فيجب أن يشمل عددًا كثيرًا من القائلين به.

لكنَّه هنا لحاجته إلى التخلُّص من ورطة هذا الإلزام ترك هذا التأصيل، واكتفى مع تكفير الوصف بوجود تكفيرٍ لبعض الأعيان تحت أي ضابطٍ!



group-telegram.com/fahadalajlan/371
Create:
Last Update:

استمعتُ لمقطعٍ يجيبُ فيه المتحدِّثُ عن إشكالية الإلزام التي ذكرتُها في مقالة التسلسل، بأنَّ هذا المسلك في التكفير يلزم منه تكفير جمهور علماء الأمَّة من بعد القرون المفضلة، وعامة المسلمين.

ذكر أشياء عدَّة في الجواب، زادتني قناعة بقوة الإلزام، وأنه لا فكاك عن ورطته، وقد أعود لاحقًا لجمع كافة ما يُذكَر من "تخلُّصاتٍ" من عقدة هذا الالزام.

لفت نظري أنَّ المتحدِّث ذكر أنَّ من كفَّر بالوصف وكفَّر بعض الأعيان تحت أي ضابطٍ فلا يقال عنه: إنَّه لم يكفِّر، بل هو مكفِّرٌ، والخلاف معه في الإطلاق والتعيين لا يخرجه عن كونه مُكفِّرًا، وبناءً عليه فلا يدخل في عبارة تكفير من لم يكفر.

حسنًا،

سنأخذ هذا الجواب عينةً أولية، فلن نتحدث عن إلزامه بشيء، وإنَّما نريد فهم حقيقة هذا القول نفسه، وتحقيق مناطه، فلا حاجة لنا معه إلى الإلزام.

معنى هذا الكلام:

أنَّ العالم وطالب العلم حتى يسلم من التكفير فلا بد أن يُكفِّر بالوصف من لا يقول بالتكفير بخلق القران، ثمَّ يُكفِّر أعيانًا من هؤلاء الذين لم يُكفِّروا بخلق القرآن.

فإن لم يفعل أو ظهر منه خلاف ذلك فهو كافرٌ بعينه!

لا بأس ..

سمِّ لي الأعيان الذين كفَّرهم ابنُ تيمية لأنهم لم يكفروا أحدًا قال بخلق القران!

من هم الذين كفَّرهم ابن القيم؟ ابن رجب؟ الذهبي؟ .. محمد بن عبد الوهاب؟ .. إلى أن تصل إلى عصرنا ..

وحتى لا يقال: إنَّ سكوتهم لا يعني أنهم لا يكفِّرون، لنسهِّلها عليه، فنقول:

سمِّ لنا إذن العلماء الناجين،
اذكر لنا أسماء العلماء الذين تحقَّق فيهم المعنى المذكور فكفَّروا بعض العلماء لأنَّهم يرون هذا العالم لم يكفِّر الأشعرية؟! أو لم يكفِّر من يقول بخلق القرآن؟!

لن تجد صعوبة في إدراك أن عامَّة العلماء ومن يتبعهم لم يتحقَّق فيهم هذا الشرط، بل كانوا على خلاف ذلك،

بل لا وجود عند أحدٍ من العلماء لهذا المعنى المذكور للتخلُّص: تكفير من لم يكفر بخلق القران، أو لم يكفر الأشاعرة، ثم تكفير أعيانٍ بسبب ذلك!

فمعنى هذا القول أنَّ هؤلاء الجمهرة في كل هذه القرون الذين لا يحصي عددهم إلا الله ليسوا مخطئين، أو ضالِّين، أو مبتدعين فحسب، بل كفارٌ بأعيانهم؟!!

أهذا جوابٌ يذكر للتخلُّص من ورطة الإلزام؟!!

وسواءً جزم الشخص بمثل هذا الجواب أو سوَّغه فالنتيجة واحدة، فلو ذكره قولًا له، أو جعله أمرًا سائغًا فلم يُنقِص شيئًا من شناعة هذه البشاعة.

مع التذكير أنَّنا لم نجرِ على هذا الجواب أي إلزامٍ، وإنَّما نريد فهم القول ومعرفة معناه كما هو.

فأمرٌ ينتج عنه مثل هذا المعنى في تكفير هذه الأمة المرحومة هل يشكُّ عاقلٌ بعد ذلك أنَّ هذا القول مما يصح نسبته إلى السلف؟!

وإذا نُسب إليهم مثل هذا المعنى الفاسد فهل يحسب أحدٌ أنَّ هذا مما يحمدون عليه؟!



مع ملاحظةٍ ختاميةٍ لأمرٍ ظريفٍ في هذا الجواب التخلُّصي الباهر، وهو: أنَّ مقدِّم هذا الجواب كان يرى أنَّ تكفير الوصف لا يصح أن يكتفى فيه بعددٍ قليلٍ, لأنَّ هذا في نظره من العيِّ في الكلام واللُّكنة، فإذا قلتَ هذا تكفير وصف فيجب أن يشمل عددًا كثيرًا من القائلين به.

لكنَّه هنا لحاجته إلى التخلُّص من ورطة هذا الإلزام ترك هذا التأصيل، واكتفى مع تكفير الوصف بوجود تكفيرٍ لبعض الأعيان تحت أي ضابطٍ!

BY قناة د.فهد بن صالح العجلان


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/fahadalajlan/371

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

However, the perpetrators of such frauds are now adopting new methods and technologies to defraud the investors. Perpetrators of these scams will create a public group on Telegram to promote these investment packages that are usually accompanied by fake testimonies and sometimes advertised as being Shariah-compliant. Interested investors will be asked to directly message the representatives to begin investing in the various investment packages offered. "The result is on this photo: fiery 'greetings' to the invaders," the Security Service of Ukraine wrote alongside a photo showing several military vehicles among plumes of black smoke. Given the pro-privacy stance of the platform, it’s taken as a given that it’ll be used for a number of reasons, not all of them good. And Telegram has been attached to a fair few scandals related to terrorism, sexual exploitation and crime. Back in 2015, Vox described Telegram as “ISIS’ app of choice,” saying that the platform’s real use is the ability to use channels to distribute material to large groups at once. Telegram has acted to remove public channels affiliated with terrorism, but Pavel Durov reiterated that he had no business snooping on private conversations. Russian President Vladimir Putin launched Russia's invasion of Ukraine in the early-morning hours of February 24, targeting several key cities with military strikes.
from fr


Telegram قناة د.فهد بن صالح العجلان
FROM American