Telegram Group & Telegram Channel
الحق يقع بين طرفين من الباطل، إفراط وتفريط، ومن مكائد الشيطان حين يرى نفرتك من الباطل أن يدفعك دفعًا للطرف المقابل، ويحول دون وقوفك على الحق ولو كان بيِّنا..

والإشكال، أنك ترى أنك ابتعدت عن الباطل، ولكنك كالذي يسير للخلف وهو ناظر أمامه فيرى نفسه مبتعدًا عن النار ولا يرى أنه يقرب من منحدر خلفه..

وكم ضاع من أعمار أبناء الأمة في حالة غياب الاتزان، والانتقال من إفراط إلى تفريط مضاد، ويأتي كل جيل جديد ليصلح أخطاء الماضي -يزعم ذلك!- وما هو إلا صياغة لخطأ جديد!

وتأمل هذا في جميع المجالات الشرعية العلمية أو العملية تجده واضحًا جليًّا..

ففي الماضي لم تظهر المرجئة إلا كرد فعل لخروج الخوارج، ولم تظهر الجبرية إلا مع ظهور القدرية، والنصب مع التشيع.

وفي جانب الدراسات الفقهية تجد تعصبًا مذهبيًا شديدًا تعقبه فترة من النفور المذهبي كرد فعل تعيش فيه الأمة سنوات تتجنب تراث متقدميها وتغرب في الأقوال، لتتوالى الأجيال حتى يأتي جيل ينظر لغربة وأخطاء وقع فيها من سبقه بتجنبهم للتراث، فيُحيى التعصب مرة أخرى كرد فعل لما عاشه، ويدعو لترك ما هم عليه تمامًا، ولا يدري أنه يعود بالأمة للدور الذي يستهلك وقتها وجهود أفرادها دون أن يكون قد أصاب الحق الخالص نهاية، بل يكون أصاب بعضًا ولكنه لم ير الحق فيمن سلفه!

والإشكال أنك ترى تناحرًا بين طرفين، مع كل واحد منهما شيء من الحق وشيء من الباطل، ولكنه أعمى عن باطله لا يرى إلا القذى في عين أخيه!

وهذا مثال فقط، ولو نظرت في حاضرنا تجد كلما ظهر تيار أو قول يغالي في مسألة، ترى التيار المقابل يظهر غلوًا مضادًا، وقل من يُنصف ويستمسك بحبل الله المتين، ويعرف ما يُعرف وما يُنكَر، كمسألة حد البدعة والمولد النبوي أنموذجًا، والحكم على الصوفية، ومسائل الإيمان والتكفير، والموقف من الأحداث والنوازل، وكذلك باب السلوكيات والتربويات والآداب، ولباس المرأة وحدِّه وضبطه.. الخ

وأخشى من ذكر الأمثلة تفصيلًا تعكير المقال بالتحفز والتحفز المضاد، وقد يرى أحد المغالين ما يجعله يُعرض عن مضمونه.

والحل يكمن في الاتزان وعدم الاستجابة لرد الفعل مهما كانت قساوته على النفوس، والتألم من آثاره، والمفاجأة من مخالفته للحق البيِّن، فإن كثيرًا من ردود الأفعال الغالية تكون من دافع نفسي يدفعها دفعًا عن الوقوف في حيز الحق الوسطي!

والله يقول: {فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ} فإن الحل لمن أراد الحق الخالص: تجنيب حظوظ النفوس من الصراع، والاستمساك بحبل الله المتين، ومعرفة مراد الشيطان منك، والحذر من وسواسه وتزيينه للهوى في صورة يقبلها صاحب الدين فيكون واقعًا في اتباع الهوى من حيث ظن أنه متبع للوحي!



group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1241
Create:
Last Update:

الحق يقع بين طرفين من الباطل، إفراط وتفريط، ومن مكائد الشيطان حين يرى نفرتك من الباطل أن يدفعك دفعًا للطرف المقابل، ويحول دون وقوفك على الحق ولو كان بيِّنا..

والإشكال، أنك ترى أنك ابتعدت عن الباطل، ولكنك كالذي يسير للخلف وهو ناظر أمامه فيرى نفسه مبتعدًا عن النار ولا يرى أنه يقرب من منحدر خلفه..

وكم ضاع من أعمار أبناء الأمة في حالة غياب الاتزان، والانتقال من إفراط إلى تفريط مضاد، ويأتي كل جيل جديد ليصلح أخطاء الماضي -يزعم ذلك!- وما هو إلا صياغة لخطأ جديد!

وتأمل هذا في جميع المجالات الشرعية العلمية أو العملية تجده واضحًا جليًّا..

ففي الماضي لم تظهر المرجئة إلا كرد فعل لخروج الخوارج، ولم تظهر الجبرية إلا مع ظهور القدرية، والنصب مع التشيع.

وفي جانب الدراسات الفقهية تجد تعصبًا مذهبيًا شديدًا تعقبه فترة من النفور المذهبي كرد فعل تعيش فيه الأمة سنوات تتجنب تراث متقدميها وتغرب في الأقوال، لتتوالى الأجيال حتى يأتي جيل ينظر لغربة وأخطاء وقع فيها من سبقه بتجنبهم للتراث، فيُحيى التعصب مرة أخرى كرد فعل لما عاشه، ويدعو لترك ما هم عليه تمامًا، ولا يدري أنه يعود بالأمة للدور الذي يستهلك وقتها وجهود أفرادها دون أن يكون قد أصاب الحق الخالص نهاية، بل يكون أصاب بعضًا ولكنه لم ير الحق فيمن سلفه!

والإشكال أنك ترى تناحرًا بين طرفين، مع كل واحد منهما شيء من الحق وشيء من الباطل، ولكنه أعمى عن باطله لا يرى إلا القذى في عين أخيه!

وهذا مثال فقط، ولو نظرت في حاضرنا تجد كلما ظهر تيار أو قول يغالي في مسألة، ترى التيار المقابل يظهر غلوًا مضادًا، وقل من يُنصف ويستمسك بحبل الله المتين، ويعرف ما يُعرف وما يُنكَر، كمسألة حد البدعة والمولد النبوي أنموذجًا، والحكم على الصوفية، ومسائل الإيمان والتكفير، والموقف من الأحداث والنوازل، وكذلك باب السلوكيات والتربويات والآداب، ولباس المرأة وحدِّه وضبطه.. الخ

وأخشى من ذكر الأمثلة تفصيلًا تعكير المقال بالتحفز والتحفز المضاد، وقد يرى أحد المغالين ما يجعله يُعرض عن مضمونه.

والحل يكمن في الاتزان وعدم الاستجابة لرد الفعل مهما كانت قساوته على النفوس، والتألم من آثاره، والمفاجأة من مخالفته للحق البيِّن، فإن كثيرًا من ردود الأفعال الغالية تكون من دافع نفسي يدفعها دفعًا عن الوقوف في حيز الحق الوسطي!

والله يقول: {فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ} فإن الحل لمن أراد الحق الخالص: تجنيب حظوظ النفوس من الصراع، والاستمساك بحبل الله المتين، ومعرفة مراد الشيطان منك، والحذر من وسواسه وتزيينه للهوى في صورة يقبلها صاحب الدين فيكون واقعًا في اتباع الهوى من حيث ظن أنه متبع للوحي!

BY قناة| إسلام مصطفى عبد المجيد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/islammostafaablelmagid/1241

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Stocks dropped on Friday afternoon, as gains made earlier in the day on hopes for diplomatic progress between Russia and Ukraine turned to losses. Technology stocks were hit particularly hard by higher bond yields. But because group chats and the channel features are not end-to-end encrypted, Galperin said user privacy is potentially under threat. This ability to mix the public and the private, as well as the ability to use bots to engage with users has proved to be problematic. In early 2021, a database selling phone numbers pulled from Facebook was selling numbers for $20 per lookup. Similarly, security researchers found a network of deepfake bots on the platform that were generating images of people submitted by users to create non-consensual imagery, some of which involved children. Some privacy experts say Telegram is not secure enough The Securities and Exchange Board of India (Sebi) had carried out a similar exercise in 2017 in a matter related to circulation of messages through WhatsApp.
from fr


Telegram قناة| إسلام مصطفى عبد المجيد
FROM American