Telegram Group & Telegram Channel
أول لغة الحب عندي: حب المحبوب على ما هو عليه! بكل حال بكل زمان بكل تقلباته بكله. لا ازعم أبدا أنه إن رأى المحب في المحبوب يا يشين لا يخبره ولا يساعده حتى يصير الشين زين! ولكن أقول التقبّل بعيوب المحبوب إذ لا مخلوق خال من عيب، جل من لا عيب له!

ودائما ما أردد هذا المنطلق على مسامع المتزوجين خاصة، إذ إنهم قد أخذ اللهم عليهم ميثاقا غليظا، وإنه رباط وثيق، حلّه من أبغض الاشياء عند الرب سبحانه وتعالى، فإذا ما أيقن الزوج -رجل وامرأة- أنه ليس له سوى زوجه، وقد أيقن بذا، فيبدأ إن ظهر له ما يشينه باتخاذ الإجراءات لزوال ما يشين عن الحبيب!

الحُبّ عادة يختلف باختلاف الأشخاص، فمن الناس من يحبّ لا يعرف أن يكره بعد حبه، مهما بدر من المحبوب، ومهما تقلب المحبوب، فإن نفسه تزول وحبه لا يزول، باقٍ للمحبوب، ومنهم من يحب فمع طول الزمن والعشرة يهبط الحب من درجة إلى درجة، لأن الإنسان من طبعه الملال، ومنهم من يحب فإذا ثبتت نعوتا معينة في المحبوب لم تكون فيه وقت إذ احبه، مثل الكذب والخيانة، سقط المحبوب وسقط الحب وسقطت الدنيا جملة وتفصيلا من عينه، وتضاءلت الحياة في عينيه، واسودّ النهار، وهذا أن تفكرنا في حبه، سنجده لا محالة ناقصا، إذ إنه لم يحب ملكا، وهذه صفات تقع لجميع البشر، وهو بنفسه قد يفعلها، في اي وقت يشاءه الله، ومنهم من يحب وهما، فإذا ما طالع المحبوب ووجده على غير ما توهم، انتزع الحب من قلبه، فهذا ليس بحب ابتدأً فضلا عن أن يسمى حب! فالحبُّ أسمى من أن ينسب إليه هذا!

الحب أو المحبة كلمة عامة تحتاج الوقف معاها طويلاً، حتى يدرك الناس كنهها، وعظمتها في الوجود!
فإن ابن القيم عقد بابا في روضة المحبين: في أن العالم العلوي والسفلي إنما وجد بالمحبة والأجلها! وإن حركات الأفلاك والشمس والقمر والنجوم وحركات الملائكة والحيوانات وحركة كل متحرك إنما وجدت بسبب الحب! انتهى.



group-telegram.com/khadrawy61/412
Create:
Last Update:

أول لغة الحب عندي: حب المحبوب على ما هو عليه! بكل حال بكل زمان بكل تقلباته بكله. لا ازعم أبدا أنه إن رأى المحب في المحبوب يا يشين لا يخبره ولا يساعده حتى يصير الشين زين! ولكن أقول التقبّل بعيوب المحبوب إذ لا مخلوق خال من عيب، جل من لا عيب له!

ودائما ما أردد هذا المنطلق على مسامع المتزوجين خاصة، إذ إنهم قد أخذ اللهم عليهم ميثاقا غليظا، وإنه رباط وثيق، حلّه من أبغض الاشياء عند الرب سبحانه وتعالى، فإذا ما أيقن الزوج -رجل وامرأة- أنه ليس له سوى زوجه، وقد أيقن بذا، فيبدأ إن ظهر له ما يشينه باتخاذ الإجراءات لزوال ما يشين عن الحبيب!

الحُبّ عادة يختلف باختلاف الأشخاص، فمن الناس من يحبّ لا يعرف أن يكره بعد حبه، مهما بدر من المحبوب، ومهما تقلب المحبوب، فإن نفسه تزول وحبه لا يزول، باقٍ للمحبوب، ومنهم من يحب فمع طول الزمن والعشرة يهبط الحب من درجة إلى درجة، لأن الإنسان من طبعه الملال، ومنهم من يحب فإذا ثبتت نعوتا معينة في المحبوب لم تكون فيه وقت إذ احبه، مثل الكذب والخيانة، سقط المحبوب وسقط الحب وسقطت الدنيا جملة وتفصيلا من عينه، وتضاءلت الحياة في عينيه، واسودّ النهار، وهذا أن تفكرنا في حبه، سنجده لا محالة ناقصا، إذ إنه لم يحب ملكا، وهذه صفات تقع لجميع البشر، وهو بنفسه قد يفعلها، في اي وقت يشاءه الله، ومنهم من يحب وهما، فإذا ما طالع المحبوب ووجده على غير ما توهم، انتزع الحب من قلبه، فهذا ليس بحب ابتدأً فضلا عن أن يسمى حب! فالحبُّ أسمى من أن ينسب إليه هذا!

الحب أو المحبة كلمة عامة تحتاج الوقف معاها طويلاً، حتى يدرك الناس كنهها، وعظمتها في الوجود!
فإن ابن القيم عقد بابا في روضة المحبين: في أن العالم العلوي والسفلي إنما وجد بالمحبة والأجلها! وإن حركات الأفلاك والشمس والقمر والنجوم وحركات الملائكة والحيوانات وحركة كل متحرك إنما وجدت بسبب الحب! انتهى.

BY عبد الله الخضراوي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/group-telegram/post.php on line 260

Share with your friend now:
group-telegram.com/khadrawy61/412

View MORE
Open in Telegram


Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

At this point, however, Durov had already been working on Telegram with his brother, and further planned a mobile-first social network with an explicit focus on anti-censorship. Later in April, he told TechCrunch that he had left Russia and had “no plans to go back,” saying that the nation was currently “incompatible with internet business at the moment.” He added later that he was looking for a country that matched his libertarian ideals to base his next startup. Despite Telegram's origins, its approach to users' security has privacy advocates worried. Oh no. There’s a certain degree of myth-making around what exactly went on, so take everything that follows lightly. Telegram was originally launched as a side project by the Durov brothers, with Nikolai handling the coding and Pavel as CEO, while both were at VK. There was another possible development: Reuters also reported that Ukraine said that Belarus could soon join the invasion of Ukraine. However, the AFP, citing a Pentagon official, said the U.S. hasn’t yet seen evidence that Belarusian troops are in Ukraine. "Markets were cheering this economic recovery and return to strong economic growth, but the cheers will turn to tears if the inflation outbreak pushes businesses and consumers to the brink of recession," he added.
from fr


Telegram عبد الله الخضراوي
FROM American