شذوذات العلماء :

▪️قال أبو الفضل إسحاق العَلثي ( تـ ٦٣٤ هـ ) - رحمه الله - في " رسالتِهِ للجهمي ابنِ الجوزي " : ثمَّ تعرَّضتَ لصفاتِ الخالقِ تعالى ، كأنَّها صدرت لا من صدرٍ سكنَ فيهِ احتشامُ العليِّ العظيم ، ولا أملاها قلبٌ مليءٌ بالهيبةِ والتَّعظيم ، بل من واقعاتِ النُّفوسِ البهرجيَّة الزُّيوف ، وزعمتَ أنَّ طائفةً من أهلِ السُّنَّةِ والأخيار تلقَّوها وما فهموا ! وحاشاهُم من ذلك ، بل كفُّوا عنِ الثَّرثرةِ والتَّشدُّق ، لا عجزًا - بحمدِ اللهِ - عنِ الجدالِ والخصام ، ولا جهلًا بطُرُقِ الكلام ، وإنَّما أمسكوا عنِ الخوضِ في ذلكَ عن علمٍ ودراية ، لا عن جهلٍ وعَماية .
وقال أيضًا : وإذا تأوَّلتَ الصِّفاتِ على اللُّغةِ وسوَّغتَهُ لنفسِك وأبيتَ النَّصيحة ؛ فليس هو مذهبُ الإمامِ الكبير أحمدَ بنِ حنبلٍ قدَّسَ اللهُ روحَه ، فلا يمكنُكَ الانتسابُ إليهِ بهذا ، فاختر لنفسِكَ مذهبًا إن مُكِّنتَ من ذلك ، وما زال أصحابُنا يجهرونَ بصريحِ الحقِّ في كلِّ وقتٍ ولو ضُربوا بالسُّيوف ، لا يخافونَ في اللهِ لومةَ لائم ، ولا يبالونَ بشناعةِ مشنِّع ولا كذبِ كاذب ، ولهم منَ الاسمِ العذبُ الهني ، وتركُهُم الدُّنيا وإعراضُهُم عنها اشتغالًا بالآخرة ما هو معلومٌ معروف .

حرمة مس قبر النبي ﷺ.

عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يَكْرَهُ مَسَّ قَبْرِ النَّبِيِّ ﷺ.

["جزء محمد بن عاصم الثقفي" (٢٧)]

وهناك فائدة من الشيخ عبد الكريم الكثيري حفظه الله إذ قال: "المكروه في عُرف السلف رحمهم الله هو الحرام، والدليل على هذا قول الله سبحانه: ﴿كُلُّ ذَ ٰ⁠لِكَ كَانَ سَیِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهࣰا﴾".

قال الإمام مالك رحمه الله: لم يكن من فُتيا الناس أن يقال: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول أنا أكره هذا، ولم أكن لأصنع هذا، فكان الناس يكتفون بذلك ويرضون به.

["الجامع" لابن وهب (١٥١٦)]